Jan 05, 2022 6:35 AM
صحف

خطاب نصرالله.. مضبطة اتهام "غير مسبوقة" بحق عون ميقاتي وباسيل

انتبه المعنيّون متأخّرين الى مضمون كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله امس الاول، وظنّوا بداية انه أهمل الملفات الداخلية، مُكتفياً بتطمين الحلفاء الى التحالفات والتفاهمات، وركّز فقط على الملفات المرتبطة بالمناسبة وهي سنوية الجنرال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس.

في حقيقة الامر، ان نصرالله في خطابه بسقفه المرتفع جداً، تحدث من الفه الى يائه في الشأن الداخلي اللبناني، لا بل سطّر مضبطة اتهام غير مسبوقة بحق ثلاثة مسؤولين ممّن تجرّأوا على قول الحقيقة في ما خص علاقات لبنان مع الدول العربية، وتحديداً الخليجية، وعلى وجه التحديد مع المملكة العربية السعودية وهم: رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. اما القوى الاخرى والتي في موقع اشتباك دائم مع سياسات الحزب وممارساته، فالكلام موجه اليها كتحصيل حاصل، وخلاصة خطابه افهام الحلفاء قبل الخصوم ان "الامر لي".

ويؤكد مصدر متابع لـ"نداء الوطن" ان كلام نصرالله "هو اعلان صريح ونهائي بأن الدولة من رأسها حتى آخر موقع فيها مصادرة منه وخاضعة لمشيئته، وكل من يعارض توجهاته سيكون نصيبه الزجر والتطويق وكتم الانفاس، بدليل انه لن يتحمّل جملة اعتراضية لرئيس الجمهورية ومثلها لصهره وشبيهة لها لرئيس حكومة هدفها الاساسي حماية مصالح اللبنانيين ولقمة عيشهم في دول الخليج وفي دول العالم اجمع، والكلام الذي توجه به الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز هو موجه اولاً الى السلطات الدستورية في البلاد، وهو بمثابة تأنيب لها كونها لم تنتفض لتدافع عن الحزب عندما وصف في كلمة الملك سلمان وفي بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بـ"الارهابي"، وبالتالي تعاطى نصرالله مع الامر على قاعدة "ومن بعدي الطوفان"، غير آبه بتداعيات مواقفه المتلاحقة التي حوّلت لبنان غزة ثانية".

ويتابع المصدر: "ان حق الرد السياسي وتحديداً لرئيس الحكومة كان ممنوعاً، اذ أوكل الحزب الى "نائب مستندات الفساد المكتومة القيد"، حسن فضل الله ان يقرّع الرئيس نجيب ميقاتي أبشع تقريع عندما وصفه بالذليل، متناسياً كيف وقفوا على اعتابه وقدّموا له الضمانات ليقبل التكليف ومن ثم التأليف، اما الرئيس ميشال عون فيبدو ان المحيطين به انتبهوا لما وقع على ميقاتي، فأخرجوا بياناً عاماً لا طعم له ولا رائحة يتحدث عن الموقف الرسمي اللبناني المتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج وتحديداً السعودية والحرص عليها، وحتى هذا الموقف الباهت تم استدراكه بعبارة مضحكة ومبكية في آن، عندما اشار البيان الى ان الحرص يجب ان يكون متبادلاً. اما باسيل فإن الرسائل المشفرة التي يفهمها لوحده تصل تباعاً، واقساها وقعاً عليه تمسّك "حزب الله" بالتحالف النهائي مع حركة "أمل" واعتبار ان الهجمة على الطائفة الشيعية برمّتها وان الرئيس نبيه بري هو رجل دولة ولا يمكن التعامل معه الا وفق هذا التوصيف والموقع".

ويوضح المصدر انه "بعد هذا الهيجان المفتوح على شتى الاحتمالات، قد يكون التصعيد غير المسبوق من نصرالله ضد المملكة، من اهدافه اطاحة الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية، لذلك من المفترض ان يحسم عون قراره هذا الاسبوع بوضع الصياغة النهائية للدعوة التي ستوجه الى القيادات المعنية والمتضمنة جدول اعمال من ثلاثة بنود اعلنها في كلمته الى اللبنانيين وهي: اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، الاستراتيجية الوطنية للدفاع وخطة التعافي الاقتصادي والمالي، مع امكانية طرح امور اخرى في خلال المناقشات، اذ ان اي تأخير في توجيه الدعوة يعني تطيير الحوار، كون القوى السياسية ستكون بدءاً من شباط المقبل منشغلة كلياً بالتحضير للانتخابات النيابية، ترشيحاً وتحالفات".

من جهتها، أشارت "النهار" ان موقف نصرالله لم يقف في استهدافاته عند حدود المنصة الخطابية التي خطط لها في ذكرى مقتل قاسم سليماني كمحطة استعراض للنفوذ الإيراني الآخذ في استرهان الساحة اللبنانية فيما تنصرف طهران الى التفاوض مع “أعداء” ذراعها اللبناني، بل تطور سلبا في اتجاه تعقيد الازمة الحكومية من خلال رد اتسم بحدة عالية على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، علما ان هذه التطورات جاءت وسط معلومات مؤكدة توافرت لـ”النهار” عن مشاورات وجهود كانت جارية لإيجاد تسوية تكفل عودة احياء جلسات مجلس الوزراء، ومن غير المؤكد ما اذا كان التصعيد الواسع الأخير قد أطاح هذه المحاولة. كما ان افتعال التصعيد الجنوني ضد السعودية وتحميل تبعته للبنان بكامله استكمل بمشهد شعبي في الشارع اذ اعلن مساء امس ان وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي “كلف المديرية العامة لقوى الامن الداخلي إزالة الصور المسيئة الى جلالة الملك السعودي وسفير المملكة في بيروت وكل الصور واللافتات المسيئة التي رفعت في بعض شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت”. ودعا الوزير مولوي “جميع المواطنين الى تغليب المصلحة الوطنية وتجنيب لبنان والمغتربين اللبنانيين عواقب الإساءة الى الأشقاء العرب”.

عون والحليف: غير انه غداة موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرافض لما قاله نصرالله، اتسم موقف رئيس الجمهورية ميشال عون بميل مكشوف الى مسايرة حليفه اذ وزع موقف له “اعرب فيه عن تمسكه بموقف لبنان الرسمي الذي عبر عنه مجددا في رسالته الاخيرة الى اللبنانيين لجهة الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لا سيما منها دول الخليج العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، ولفت الى ان هذا الحرص يجب ان يكون متبادلا لأنه من مصلحة لبنان والدول الخليجية على حد سواء”.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o