Jan 04, 2022 6:04 AM
صحف

مواجهة مفتوحة بين التيار والحركة

أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المواقف السياسية المتشنجة التي انطلقت في بداية العام الجديد كانت متوقعة على أنه ينتظر معرفة مصيرها لاسيما أنها أوحت بمواجهات مفتوحة كانت اللواء قد أشارت إليها في وقت سابق.

ولفتت المصادر نفسها إلى انه بدأت تتكشف المواقف من دعوة رئيس الجمهورية إلى الحوار وستتظهر اكثر فأكثر على ان بيانات للرد أيضا يفترض أن تصدر.

وافادت أن أي خطوة مقبلة بشأن إتمام الحوار في قصر بعبدا لم تتوضح بعد بإنتظار التطورات المقبلة.

اما بالنسبة إلى موضوع مجلس الوزراء فلا شيء جديدا بإنتظار القرارات ذات الصلة بالسلطة القضائية. وتوقعت المصادر أن يكرر رئيس الجمهورية في كل مناسبة أهمية انعقاد مجلس الوزراء.

وهكذا، بدأ العام الجديد كما انتهى على اشتباك سياسي هو استمرارية لما سبق بين «حركة امل» والتيار الوطني الحر الذي لم يوفر رئيسه النائب جبران باسيل في كلمة له يوم الاحد رئيس الحركة ورئيس مجلس النواب نبيه بري من سهام قاسية، طالت بنسبة اقل حدة حزب الله، ما اضطر المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل الى الرد القاسي امس.

من جهة أخرى، أشارت "الجريدة" الى ان مصادر قريبة من «أمل» تتوقع أن المعركة التي فتحها باسيل لن تتوقف عند هذه الحدود، وتضيف أن تصريحات الأخير تفصيل لما يفكر به الرئيس عون، الذي يضع معادلة واضحة أمام كل القوى السياسية إما الموافقة على شروطه في توفير المستقبل السياسي لوريثه أو الذهاب إلى خيار التمديد له، أو أنه سيدعو إلى طاولة حوار تناقش الاستراتيجية الدفاعية، وتغيير النظام اللبناني ككل، وهذا يؤدي إلى انقسام طائفي إسلامي - مسيحي، إذ يظهر وكأن المسيحيين يريدون تغيير النظام للذهاب إلى اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، فيما المسلمون سنة وشيعة يرفضون ذلك.

هذه المعركة لا بد لها أن تستمر، فيما يبحث باسيل عن استدراج حزب الله إلى جانبه، وبحال لم يفعل الحزب؛ فهو سيلوح بالذهاب إلى سورية لاستدراج غطاء إقليمي جديد لا يظهره عارياً، لكن ذلك سينطوي على مخاطر متعددة تنعكس على الساحة اللبنانية عموماً والمسيحية خصوصاً.

من جهتها، لفتت "الراي" الكويتية، الى ان ليس عابراً أن تعود العلاقة بين حليفيْ «حزب الله»، «التيار الوطني الحر» ورئيس البرلمان نبيه بري، في الأشهر العشرة الأخيرة من عهد الرئيس ميشال عون إلى ما كانت عليه عشية انتخاب الأخير في تشرين الأول 2016 حين قاد بري حملة «الأوراق البيض» التي أُسْقطت في صندوق الاقتراع مدجَّجَةً بكل «الودّ الملغوم» في علاقة لم يحكمها يوماً إلا فقدان الكيمياء و... الثقة.

ومع «الانفجار» الأقرب لـ «حرق المراكب» في العلاقة بين فريق عون وبري، يحلو لكثيرين في بيروت ربْط اندفاعة رئيس «التيار الحر» النائب جبران باسيل نحو ما اعتُبر «ابتزازاً» لـ«حزب الله» - ولو على حساب الاهتزاز التكتيّ في العلاقة معه - وتخييره «لآخر مرة»: إما بري وإما نحن، بحساباتٍ أبعد بكثير من مقتضيات التحشيد الشعبي مع انطلاق العدِّ التَنازُلي لانتخابات 15 أيار 2022، بمقدار ما أن «القطبة» التي لم تَعُد مخْفية ترتبط بعملية ترسيم حدود معركة الاستحقاق الرئاسي خريف هذه السنة ومحاولة انتزاع «تعهُّد مبكّر» من الحزب باعتماد باسيل «حصانه الرئاسي» الوحيد.

وفي خفايا مخاوف باسيل التي يعبّر عنها بـ «هروب إلى الأمام» لا يوفّر «حزب الله»، عبر ترغيبٍ (على شاكلة إبداء الاستعداد لزيارة سورية) وترهيبٍ (بسحب الغطاء المسيحي عن سلاحه ولو من باب انتفاء القدرة على إقناع المسيحيين باستمرار المقاومة خارج كنف الدولة)، أن الحزب الذي قفز فوق «فيتو» بري على انتخاب عون العام 2016 يصعب أن يعيد الكَرّة في 2022 ولا سيما أن مشكلة رئيس البرلمان مع رئيس «التيار الحر» قد تكون أكثر عمقاً منها مع الرئيس الحالي للجمهورية، بعدما تجاوز باسيل كل الخطوط المألوفة حين وصف بري في كانون الثاني 2018، وفي الطريق للانتخابات النيابية حينها، بأنه «بلطجي»، فيما كان زعيم حركة «أمل» يجاهر في غمرة المواجهات مع عون وفريقه بـ «أننا لم ننتخب رئيسيْن للجمهورية».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o