Dec 31, 2021 11:05 AM
خاص

اجتماع أميركي - روسي في جنيف...ماذا في اوراق البحث؟

المركزية - ستُجري الولايات المتحدة وروسيا في 10 كانون الثاني المقبل محادثات في جنيف، تركز بشكل خاص على ملفي مراقبة الأسلحة النووية والأزمة الأوكرانية، حسبما أعلن البيت الأبيض وأكدت الخارجية الروسية. لكن لم يتضح حتى الساعة من سيمثل الجانبين في الاجتماع، الذي من المزمع أن يليه في 12 من الشهر نفسه اجتماع ثان سيعقد هذه المرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وفي اليوم التالي، أي في 13 كانون الثاني، اجتماع ثالث سيعقد بين روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم في عضويتها الولايات المتحدة. فما الذي سيتم طرحه على الطاولة بين روسيا والولايات المتحدة؟  

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يقول لـ"المركزية": "سيتحاوران ويطرح كل منهما مخاوفه على الطاولة، ويعيدان التفاوض على معاهدات الحد من الأسلحة النووية بعد الحرب الباردة. فهناك معاهدة بين روسيا والولايات المتحدة حول النووي، إلا ان الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب وضعها في مهب الريح حين أعلن ان واشنطن ستنسحب من معاهدة الحد من الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي أبرمت خلال الحرب الباردة مع روسيا".  

ويرى طبارة "ان الجانبين الروسي والاميركي يودان العودة الى الاتفاق، لكن هذا الاجتماع لن تعتريه صعوبات او تغييرات كبيرة، لأن الخارطة موجودة على الطاولة وقد اتفقا عليها وتحتاج إلى بعض "الروتشة" التي سيطلبها كل من الطرفين، والهدف منها تخفيف التشنج بين الدولتين، لأن ترامب ترك تشنجا كبيرا ولا يستطيع الرئيس الاميركي جو بايدن وقف هذا التشنج فجأة من دون ان يبدو ضعيفاً، خاصة وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شمّر عن ساعديه وحشد له الجيوش على ابواب الناتو في اوكرانيا واوروبا الغربية"، مشيراً الى ان "الأهم هو الاتفاق النووي الايراني لأن هناك ثلاثة أفرقاء على الخط يهتمون بالعملية: روسيا وايران والولايات المتحدة. ويهتم الروس، بقدر الاميركيين، ألا تستحوذ ايران على قنبلة نووية وكذلك الصين، رغم ان موسكو وبيجينغ حليفتا طهران في الوقت نفسه وذلك لسببين، من جهة لأنهما تستعملانها كورقة ضد الولايات المتحدة ومن جهة ثانية تتعاملان معها في قضايا البترول وقضايا استراتيجية أخرى. وهذه ما دفع بالروس، حسب اعتقادي، للاجتماع مع الولايات المتحدة، في محاولة لايجاد حل للقضية. لكن اتصور أن الحل لهذا الملف لن يكون بهذه البساطة وسيطول. فقد استغرق سبع سنوات لإنجازه، وسيحتاجون الى سنتين على الاقل لمراجعته، خاصة وان الولايات المتحدة أدخلت عليه بندين جديدين: الصواريخ الباليستية وأذرع ايران في المنطقة. كما ان الايرانيين من جهتهم يصرون على العودة الى الاتفاق كما كان عندما خرجوا منه ويرفضون إدخال بنود جديدة عليه". ويستطرد: "إلا ان الاميركيين لن يقبلوا، لأسباب عديدة، منها الضغوط من قبل اسرائيل والكونغرس لعدم التساهل، واعتقد انهم اذا توصلوا الى اتفاقية فستكون interim اي كخطوة اولى لاتفاقية كبيرة ومن ثم يستكملونها لاحقا، لما فيه مصلحة الفريقين".  

وعن اجتماع روسيا مع الناتو ومع  منظمة الامن والتعاون في اوروبا، يجيب طبارة: "روسيا تسعى الى حلحلة الامور مع اوروبا اقتصاديا وأمنياً. كل هذا الضغط الذي قامت به في اوكرانيا هدفه إعادة الامور الى مجراها الطبيعي مع اوروبا، لأنها تشنجت في المدة الاخيرة. كما أنها تود الحصول على تأكيدات اوروبية بعدم دخول الناتو الى الجمهوريات السوفياتية السابقة، او على الاقل ما تبقى منها. فمصالحها تقتضي الا تُواجَه بمقاطعة اقتصادية اوروبية او اميركية من جهة، وتفتش عن أمن حدودها من جهة أخرى. فقد وصلت الامور إلى درجة يعتقد البعض أن الحرب على الابواب، لكن برأيي الامور لا تتعدى قصة شد حبال للوصول الى مفاوضات يكون هدفها الحلحلة وعودة الامور الى شيء من طبيعتها".   

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o