Dec 29, 2021 5:05 PM
خاص

قيادات سياسية عن الدعوة الى الحوار ...باطل في ظل سلطة فاقدة لمصداقيتها و"الحكي" بعد الإنتخابات

المركزية – ثلاثة ملفات رئيسية انتقاها رئيس الجمهورية ميشال عون في الكلمة المتلفزة التي وجهها إلى اللبنانيين من قصر بعبدا: اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، والاستراتيجية الدفاعية لحماية البلاد، فضلاً عن خطة التعافي المالي والاقتصادي، بما في ذلك الإصلاحات اللازمة وما أسماه "التوزيع العادل للخسائر" مؤكدا ضرورة أن تستحوذ أولوية العمل خلال الفترة المقبلة، أو بكلام أوضح الفترة المتبقية من عهده والتي شارفت على نهايتها. على أن تتم الدراسة والمعالجة والتفاهم حول هذه الملفات ضمن إطار حوار وطني شامل! الكلمة في معناها المجرد تحمل الكثير من الإيجابية لكن الحوار مع من ومن ستجمع هذه الطاولة من قيادات وإلى يمين رئيس الجمهورية رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي "لم يترك حليفا" له ولا صديقا لدودا حتى. وأي فريق سياسي سيرضى بحوار على طاولة تجمع فريقا مسلحا "قبع" صورة لبنان الوطن السيد الحر المستقل عن خارطة العالم ووضعه في مصاف الدول الفقيرة والمتسولة؟ قلتم حوار؟ صح النوم!

ومن هذه العبارة التي تتردد على ألسنة المسؤولين والقيادات المدعوة إلى الحوار نسأل ونستطلع آراء.

الكتائب: نائب رئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ اعتبر "أن أي دعوة حوارية في لبنان يجب أن يُنظر إليها بعين الإيجابية لأن لبنان لا يقوم إلا على مبدأ التفاهم. لكن الدعوة إلى حوار وطني شامل في هذا التوقيت وفي ظل الإشتباك الكبير الحاصل بين الشعب من جهة والسلطة التي تنخر في صميمه وتحاول أن تنتزع منه الإرادة والتوق إلى الحرية وتطويقه لتفادي تعرية فسادها من جهة ثانية، تبدو الدعوة وكأنها محاولة للهروب من تحمل المسؤولية". ويضيف الصايغ: "اليوم هناك حكومة فلماذا لا تجتمع ويكون هناك حوار ضمن هذه المنظومة؟" ويضيف مشددا على أن "الشعب شبع كلاما وحوارات وهو بحاجة إلى قرارات.  فلماذا إلهاء الدول واللبنانيين وتصوير المشكلة وكأنها خلاف بين اللبنانيين حول هذه المسائل فيما بات واضحا أنهم مختلفون في ما بينهم. ولماذا يريدون تحميل المسؤولية للناس بدلا من الإعتراف بفشلهم في إدارة مؤسسات الدولة التي عملوا على تطويعها في ظل سلاح حليفهم حزب الله؟".

ويختم: "إذا كان لا بد من حوار فليكن لكن بعد الإنتخابات وليس مع سلطة مشبوهة ومتهمة بضرب القضاء وحماية سلاح حزب الله. فليتفضلوا وينجزوا الإنتخابات ولتكن صناديق الإقتراع بمثابة استفتاء للشعب بعدها يكون حوار".  

القوات: من جهتها، تؤكد مصادر حزب القوات اللبنانية أن أولويتها اليوم تكمن في "الذهاب إلى انتخابات نيابية تعيد إنتاج سلطة جديدة تتمتع بصدقية لدى الرأي العام اللبناني من أجل قيادة حوار وطني لقيام دولة حقيقية". وتعتبر الأوساط نفسها أن "لا  حوار في ظل سلطة ساقطة بفعل ممارساتها وفاقدة للصدقية السياسية ولا يمكن للقوات أن تتجاوب مع دعوة صادرة عن سلطة فقدت صدقيتها وشرعيتها. إنطلاقا من ذلك، فإن أي حوار مع سلطة مماثلة لن يصل إلى أية نتيجة". وتختم أوساط القوات "من الواضح أن النتيجة الوحيدة التي يريد أصحاب الدعوة الوصول إليها هي تبييض صفحة العهد عشية الإنتخابات بعدما تحولت إلى صفحة قاتمة السواد بفعل الممارسات السياسية. لذلك المطلوب اليوم الذهاب إلى إنتاج سلطة جديدة ومعها يكون هناك حوار".

اللقاء الديمقراطي: عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله يقول "بالطبع سنشارك، ولطالما كنا ولا زلنا مع اي حوار داخلي يؤدي الى حلحة الامور. الحوار مطلوب، بغض النظر عن كل التباينات والانقسامات. لكن الحوار ليس بديلا عن إعادة تفعيل الحكومة".

حزب الوطنيين الأحرار: أمين الداخلية في حزب الوطنيين الاحرار كميل جوزف شمعون يعتبر أن الملفات التي طرحها عون واردة في النظام الداخلي للحزب وكذلك في بيان الجبهة السيادية ويقول "الدعوة جاءت متأخرة جدا ولم يكن هناك من موجب لإطلاقها بعدما أفلس البلد بسبب سياسة الصفقات والتنازلات التي انتهجها العهد. وإذا كان لا بد من حوار فهذا يحصل بعد الإنتخابات النيابية والرئاسية". ويختم شمعون "ميشال عون احترق وأحرق معه شعبا ووطنا والهدف الوحيد من الدعوة للحوار هو شد العصب بعدما أدرك كم أن تياره فقد كل صدقيته وهو مهدد إنتخابيا... لذلك الدعوة مردودة ".

المستقبل: لا تخفي أوساط تيار المستقبل استغرابها من دعوة لحوار وطني شامل بعد 5 أعوام على عهد لم تنجز فيه المنظومة السياسية ورئيس البلاد إلا وعدا واحدا وهو إيصال اللبنانيين إلى قعر جهنم. وتضيف "قد يكون الخلاف بين الحلفاء أي بين العهد وحزب الله وراء إطلاق هذه الدعوة لا سيما ملف الإستراتيجية الدفاعية لكن الغاية الحقيقية هي تعويم العهد وجبران باسيل سياسيا وجلوسه على الطاولة من جديد مع الأقطاب السياسيين". وتسال المصادر: "لماذا لم يثر عون مسألة الاستراتيجية الدفاعية على مدى خمسة أعوام من عهده أو أية قضية تتعلق بسياسة حزب الله المدمرة للبلاد؟ إذا كان يريد اليوم تأنيبه نقول له إن هذه المسرحيات ما عادت تنطلي على أحد ولو نجحت الصفقة التي كانت مقررة بين باسيل ووفيق صفا لما كانت هناك كلمة متلفزة ولا دعوة للحوار". وعليه تختم أوساط المستقبل أن "لا حوار إلا بعد الإنتخابات ووصول رئيس جديد إلى بعبدا. أما حوار اليوم فنقول له...صح النوم!".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o