Dec 29, 2021 12:24 PM
خاص

اسرائيل تضغط على فيينا عسكريا وسياسيا: لا اتفاق الا اذا ناسبَها!

المركزية- فيما تفاوض القوى الكبرى ايران في فيينا، تضغط اسرائيل بالسياسة والدبلوماسية والعسكر، لمنع اي اتفاق قد يعطي الجمهورية الاسلامية ضوءا اخضر جديدا لتثبيت نفوذها في الشرق الاوسط، سيما على حدود الكيان العبري، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

في السياق، استهدف قصف جوي إسرائيلي فجر الثلثاء ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية في غرب سوريا، وفق ما أفاد الاعلام الرسمي السوري، في ثاني استهداف من نوعه للمرفق الحيوي هذا خلال شهر واحد. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنّه "حوالي الساعة 03,21 من فجر اليوم (امس) نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من عمق البحر المتوسط غرب مدينة اللاذقية مستهدفاً ساحة الحاويات في الميناء التجاري في اللاذقية". وأشار المصدر إلى أنّ القصف أدّى إلى حدوث "أضرار مادية كبيرة" واندلاع حرائق يتم العمل على إخمادها. وكانت الضربة الإسرائيلية السابقة في الميناء في السابع من الجاري، استهدفت شحنة أسلحة إيرانية مخزّنة في ساحة الحاويات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها.

هذه المرة ايضا، تتابع المصادر، كان الهدف مخازن ايرانية. وفي الضربة وتوقيتها، رسالة ليس فقط الى طهران، بأن تل ابيب ستفعل ما يجب لمنعها من ان تشكل تهديدا للكيان العبري وأمنه واستقراره عبر تدعيم أسس وجودها في سوريا ولبنان، بل ايضا للمتحاورين في فيينا، بأن اسرائيل لن تقبل بأي امر واقع لا يناسبها ومصالحَها في المنطقة. وقد أتت الغارة غداة تحذير وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، الاثنين، من أن إسرائيل مستعدة للعمل بمفردها ضد إيران إذا لزم الأمر... حتى الساعة، تضيف المصادر، الاميركيون والروس والاوروبيون ليسوا في وارد القبول بتوسّع ايران العسكري، بل على العكس، هم يشددون على ان تحجيمها في المنطقة، يُعتبر اساسيا لنجاح مفاوضات فيينا، حتى ان الغارات التي تنفّذها اسرائيل في سوريا ضد اهداف ايرانية، تحظى ببركة البيت الابيض والكرملين. غير ان تل ابيب لا تزال مستنفرة وتحشد بالوسائل كافة، تفاديا لاي تراخٍ قد يصيب موقف العواصم الكبرى، خاصة وان الكيان العبري غير راض عن مسار المفاوضات.

فالى التسخين العسكري تزامنا مع جولة فيينا الثامنة، تصعيدٌ في النبرة والشروط يطبع الخطابَ الاسرائيلي. اذ أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اليوم أننا "نعمل ضد التهديدات على الجبهات المختلفة التي تشعلها إيران". واشار الى أن "إيران تقوض السيادة في سوريا ولبنان واليمن ودولا أخرى"، مشددا على "اننا لن نسمح بنقل أسلحة مخلة بالتوازن إلى وكلائها". واضاف: سنواصل العمل ضد إيران برا وبحرا وجوا لضمان أمننا"، لافتًا الى أنّ “إيران هي العدو الأكبر لدول وشعوب الشرق الأوسط. اما رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت فقال امس، إنه يتعين على القوى العالمية اتخاذ موقف أكثر حزما في المحادثات النووية مع إيران. وأضاف في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي "بالطبع يمكن أن يكون هناك اتفاق جيد. بالطبع نحن نعرف المعايير. هل من المتوقع أن يحدث ذلك الآن في الظروف الحالية؟ لا، لأنه يجب أن يكون هناك موقف أكثر حزما". كما قال "إيران تتفاوض من موقف ضعيف للغاية، لكن للأسف العالم يتصرف كما لو أنها في موقف قوي".

هذا السلوك استباقيٌّ اذا، ومن المرجّح ان يؤتي ثماره. فاذا لم يكن "الاتفاق" مناسبا لاسرائيل، هو لن يبصر النور ومفاوضاتُ فيينا ستتعثّر، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o