Dec 25, 2021 12:02 PM
خاص

محادثات استانة..امال واسعة على اجتماع طهران

المركزية – استضافت نور سلطان عاصمة كازاخستان مطلع هذا الاسبوع، الجولة الـ17 لمحادثات "أستانا" حول التسوية في سوريا، بمشاركة وفدي المعارضة السورية والنظام وممثلي الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران، وبمشاركة المبعوث الدولي غير بيدرسن، ووفود مراقبة من الأمم المتحدة والعراق والأردن ولبنان. 

وأكد البيان الختامي "الالتزام الثابت بسيادة واستقلال سوريا ووحدة أراضيها"، مندداً بـ"الاستهداف الإسرائيلي المتكرر على سوريا"، مشدداً على أهمية دور اللجنة الدستورية السورية في جنيف في الحل السوري. واتفقت الأطراف على إجراء الجولة الـ18 من محادثات أستانة في النصف الأول من عام 2022 في طهران. فهل من اختراقات قد تؤدي الى انفراج الازمة في سوريا؟ 

العميد الركن المتقاعد أمين حطيط يؤكد لـ"المركزية" ان "الاختراقات او الانفراجات التي حصلت حتى الآن لا يمكن ان تُسجَل بشكل ايجابي مريح، لكن هناك تهيئة للظروف، ويعوَّل على الاجتماع المقبل خاصة أنه سيُعد له جيدا وسيكون على مستويين، اولا مستوى وزراء الخارجية في لقاء تمهيدي وثانيا في مستوى القمة في لقاء موسع يحضره الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والايراني ابراهيم رئيسي والتركي رجب طيب إردوغان. لو لم يكن هناك نية بإحداث اختراق او حصلت تهيئة للارضية لإحداث اختراق، لما خاطر المجتمعون بتنظيم هذا الاجتماع - القمة وعلى مستويين وأعطوا أنفسهم مهلة شهرين تقريبا للتحضير، لأن اجتماع استانة المقبل سيكون في الفترة ما بين 25 شباط و5 آذار، او آخر اسبوع من شباط واول اسبوع من آذار. ومن المتوقع ان يكون لهذا الاجتماع خصوصية مميزة بعد تغيير التحالف الدولي طبيعة وجوده في العراق والانتقال من قوة قتالية الى لوجستية، والحديث عن تحييد الوضع في الشمال الشرقي لسوريا وسينعكس بشكل او بآخر على الشمال الغربي لسوريا حيث تتواجد القوات الاميركية والتركية، وبالتالي هناك آمال كثيرة معقودة على اجتماع طهران المقبل، بعد شهرين تقريباً". 

أما بالنسبة للتسوية، فيقول حطيط: "المنطقة كلها دخلت في مرحلة ما قبل التسوية، وليس فقط سوريا، يحكى حتى عن الجولة الثامنة لفيينا حول المفاوضات النووية، حيث يُبنى على التقدم الذي حصل في الجولة السابعة والتي اكد عليها الطرفان الاميركي والايراني. ومن المتوقع ان تكون الجولة الثامنة سريعة بتوقيتها، وستُعقد خلال عشرة ايام من الآن قبل الخامس من كانون الثاني، فإذا عُقدت وتم البناء على الايجابيات التي تحققت في الجولة السابعة ستكون هناك هزة كبيرة للواقع الاستراتيجي الاقليمي والدولي، وستصيب اصداؤه وتردداته اكثر من ملف، لهذا نلاحظ كيف ان السعودية تستعجل لتحسين العلاقة مع ايران وقد بدأ اليوم الحديث عن إشارات سعودية ايجابية تجاه ايران من خلال ما كشفه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن السعودية وافقت على منح تأشيرات لثلاثة دبلوماسيين إيرانيين للإقامة في المملكة، في علامة على تحسن العلاقات المقطوعة بين البلدين. والجميع يحاول تحقيق مكاسب في زمن التسويات، لأن في ذهن معظم الاستراتيجيين ان فترة التهيئة للتسويات الكبرى قبل الدخول في مرحلة التسويات لن تكون طويلة بل ستمتد من ثلاثة الى اربعة اشهر، بعد نيسان المقبل ستبدأ الملفات بالمعالجة الجدية والتسويات. ويحاول كل طرف، خلال فترة الثلاثة اشهر المتبقية التي تفصلنا عن مرحلة التسويات، ان يبين قوته القصوى ويكسب الاوراق الاكثر قوة ومناعة". 

ويلفت حطيط الى "ان السعودية شعرت ان الولايات المتحدة الاميركية لن تعطيها اكثر مما اعطتها في السابق، ما اضطرها للالتفات شرقاً نحو ايران، خاصة ان تسوية الاوضاع مع ايران قبل اعلان وقف اطلاق النار في اليمن يخفف من وطأة وثقل الهزيمة".  

ويعرب حطيط عن ألمه لأن "كل البلدان في المنطقة تتجه الى تسوية اوضاعها وفقا لسيادتها واستقلالها وحقوقها الوطنية باستثناء لبنان الضائع والذي يضيع معه ابناؤه، والاخطر ان لبنان بات يعتبر وكأنه مكب لنفايات أزمات المنطقة. فكل من يجد ان حصته ناقصة في مكان ما يأتي ليأخذها في لبنان، وكل محشور يأتي ليتمرجل على لبنان. حائطنا واطي وحقوقنا ضائعة وموقفنا مشتت".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o