Nov 23, 2021 12:13 PM
خاص

خط تجارة تركي اماراتي عبر ايران.. هل ينعكس ايجابا على المنطقة؟

المركزية - "أعداء الامس هم أصدقاء اليوم"، مثل يطبق على العلاقات بين الامارات وتركيا وايران. فبعد سنوات من العداء بسبب ملفات عدة، عادت المصالح المشتركة وجمعت الدول الثلاث، من خلال خط تجاري يربط الامارات بتركيا يمر عبر الاراضي الايرانية، تنقل عبره الحاويات المحملة من ميناء الشارقة في الامارات الى مرفأ بندر عباس في ايران ومنه برا الى مرسين في تركيا، ما سيسرع عملية النقل ما بين 6 الى 8 ايام. 

وتزامن توقيت تفعيل هذا الخط مع احداث عدة تجري في المنطقة ولعل ابرزها لقاء وزير الخارجية التركية مولود جاويش اوغلو بنظيره الايراني حسين امير عبداللهيان، والاعلان عن زيارتين مهمتين في الايام المقبلة، الاولى لولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان غداً الى تركيا لأول مرة منذ سنوات والثانية وفد على مستوى عال من دولة الامارات سيزور طهران. كل هذا  في وقت تشهد سوريا انفتاحا اماراتيا تمثل بزيارة وزير الخارجية عبدالله بن زايد الى دمشق لأول مرة منذ سنوات من دون ان ننسى الدور الكبير لايران وتركيا في الصراع السوري. 

أبعاد هذا الخط التجاري والاقتصادي ستنعكس سلبا على مصر بعد ان كانت البضائع تمر عبر قناة السويس ويستغرق وصولها الى وجهتها نحو 20 يوما. اما تركيا وايران فهما الرابحتان الاكبر اقتصاديا من هذا الممر التجاري. فإذا كان اتفاق الامارات وتركيا وايران سينمي اقتصادها هل سينعكس ايجابا على المنطقة ككل؟ وهل ملف المصالح التجارية والنفطية سيحدد اطر التحالفات والخلافات في المنطقة؟ 

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث العميد الركن الدكتور هشام جابر يؤكد لـ"المركزية" ان زيارة الوفد الاماراتي الى ايران لا علاقة لها بسوريا، لأن الامارات فتحت خطا مباشرا للتفاوض مع دمشق، إنما الموضوع الاساسي للزيارة هو التجارة الى تركيا عن طريق ايران"، مشيرا الى "ان حجم التبادل التجاري بين تركيا وايران يفوق الـ 30 مليار دولار أميركي سنوياً، وهذا مهم جدا. صحيح ان تركيا منزعجة من وجود ايران في سوريا لكنها غير مستعدة للتخلي عنها، خاصة وان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعاني من وضع مالي صعب جدا، وتشهد الليرة التركية حالياً انهيارا غير مسبوق، وبالتالي، يحاول أردوغان إنقاذ الوضع بتحسين علاقاته مع كل الدول حتى تلك التي يختلف معها، واكبر دليل السعودية ومصر وغيرها. فكيف بالاحرى الدول الصديقة  لتركيا". 

ويلفت جابر الى "ان أردوغان يتخذ مبدأ مصالحة مع الجميع وتصدر من تركيا تصريحات ايجابية يومية وتفتح باب المحادثات حتى تجاه الدول التي كانت على عداء معها، وطمأن اردوغان الدول لعدم الخوف من طموحات تركيا، مؤكدا ان  ليس لديها طموح اعادة الامبراطورية العثمانية" وان هذا الملف انتهى الى غير رجعة". 

ويتابع: "تركيا بحاجة ماسة الى انعاش الاقتصاد والمال، وهناك ملفات شائكة يحاول اردوغان حلها. فالموضوع الليبي اهم من السوري بالنسبة الى الامارات ودول الخليج، كون تركيا موجودة في ليبيا ولا تريد ان تخرج منها "من المولد بلا حمص". وتشهد ليبيا حاليا انتخابات وهناك مطالبات بانسحاب جميع القوات الاجنبية، فكان جواب اردوغان انه مستعد للانسحاب، مؤكداً أنه ذهب الى ليبيا بناء على دعوة من حكومة طرابلس، وعندما يصبح هناك حكومة جديدة في ليبيا يصبح مستعدا للخروج، لكنه لن يسبق الآخرين ويخرج الآن من دون مكاسب".  

ويضيف: "أما بالنسبة للامارات، فإن تجارتها لم تتوقف مع ايران اطلاقا رغم التوتر السياسي بينهما، وبين دبي وبندر عباس التي تبعد عن بعضها البعض خطوتين، تبادل تجاري مستمر. وفي دبي جالية ايرانية كبيرة وتجار ايرانيين ينقلون بشكل مستمر البضائع ذهابا وايابا. لذلك، تسعى دبي الى تنشيط التجارة مع وعبر ايران. تركيا حتماً لها مصلحة لأن طريق تركيا الى دبي وابو ظبي او الامارات عبر ايران سهلة، وهذا الموضوع سيكون الملف الاول الذي ستبحثه الامارات مع ايران". 

أما عن تضرر قناة السويس من الخط التجاري الامارتي – التركي عبر ايران، فيعتبر جابر "ان الامر يؤثر عليها جزئياً بنسبة خمسة في المئة لا أكثر، لأنها قناة اساسية، ليس فقط بين تركيا ودول الخليج بل هي قناة اقتصادية طبيعية تصل بين البحرين الاحمر والمتوسط ويمر فيها الكثير من السفن، ولا يمكن الاستغناء عنها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o