ميقاتي سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء قريبا وهذا سيناريو العودة
لقاء رئاسي ثلاثي الاثنين وعون: نأمل معالجة الاشكالية مع الخليج سريعا
سلامة سلم رئيس الحكومة تقرير التدقيق وقائد الجيش: الثقة بالمؤسسة نتيجة ادائكم
المركزية- عندما يقول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه سيدعو قريبا الى جلسة لمجلس الوزراء، فمعنى ذلك ان شيئا ما تحرك على محور اعادة ضخ الدم في عروق الحكومة، من دون معرفة المدى الواجب انتظاره حتى هذه اللحظة، خصوصا ان ميقاتي سيغادر منتصف الاسبوع المقبل الى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس.
من يراقب المشهد السياسي، يلاحظ ان غموض معطيات ميقاتي في شأن المخرج الحل للافراج عن جلسات الحكومة، يقابله صمت متزايد في المواقف على ضفة الثنائي الشيعي لا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري.
المخرج : في المعلومات التي حصلت عليها "المركزية"، ان المخرج لفك اسر الحكومة، سينطلق من لقاء ثلاثي يجمع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وميقاتي سيعقب الاحتفال بذكرى الاستقلال يتم خلاله التفاهم في شأن الملف الحكومي الذي يقوم على دعوة يوجهها ميقاتي لمجلس الوزراء الى الاجتماع الاسبوع المقبل. في هذه الجلسة، ستتم اسقالة قرداحي، وبذلك يكون تم فتحُ كوة صغيرة في جدار الازمة مع الدول الخليجية. في المقابل، وفي قضية "التخلّص" من البيطار، تقوم التسوية على ان يرسل مجلس الوزراء كتابا الى مجلس النواب يطلب فيه "السهر على تطبيق القوانين في ما يعود الى القضاء". هو لن يذهب أبعد من هذه "التوصية"، لأن رئيسه اي ميقاتي، متمسك بمبدأ فصل السلطات. بعد ان يصل هذا الكتاب الى "ساحة النجمة"، سيدرسه البرلمان ويقرر بناء عليه، تشكيلَ "لجنة تحقيق برلمانية" في قضية انفجار 4 آب، شبيهة باللجنة التي تم تشكيلها لمتابعة "صفقة البوما" عام 1995. ستحقق اللجنة هذه في الملف، قبل ان تُرسله بدورها، الى مجلس القضاء الاعلى. الاخير هنا، سيستدعي البيطار ويضعه في جو ما توصّلت اليه التحقيقات "النيابية" من نتائج وخلاصات ومعلومات. والرّجل، على الارجح، سيستمع اليها وقد يضمّها او لا يضمّها الى تحقيقاته. بهذه الصيغة، لن يتمّ "قبع" البيطار كما يريد الثنائي الشيعي، الا انه قد يرضى بها ليُبعد عنه مسؤولية الازمة المتفاقمة ماليا واجتماعيا، والضغوطُ الدولية والمحلية التي تُمارس عليه لتحرير مجلس الوزراء.
ميقاتي سيدعو لجلسة: ميقاتي أعلن انه سيدعو قريبا الى جلسة لمجلس الوزراء، وأنه أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون بذلك خلال لقاء جمعهما صباحا. وقال اليوم: بات هناك اكثر من 100 بند على جدول اعمال مجلس الوزراء ما يقتضي الدعوة الى عقد جلسة قريبا لتسيير أمور الدولة، اضافة الى ضرورة الاسراع في اقرار الموازنة العامة وإحالتها إلى مجلس النواب لدرسها واقرارها بالتوازي مع اقرار الاصلاحات المطلوبة لمواكبة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وأوضح أن "لا خيار لنا إلا التوجّه الى صندوق النقد الدولي، وقد تستغرق المفاوضات معه وقتا اضافيا يتعدّى نهاية العام الحالي، ولكن من خلال صندوق النقد يحظى لبنان بما أسمّيه اشارة معينة لكل الدول بأن لبنان قابل للتعافي ويجب دعمه". وتابع: كل العالم لا يريد للبنان أن يسقط ومستعد لمساعدتنا، وعندما أقول العالم، فأنا أقصد أيضاً الدول العربية، وعلينا ان نقوم بالعمل المطلوب.
وتطرق البحث بين الرئيسين عون وميقاتي صباحا الى نتائج الاجتماعات التي تعقدها اللجان الوزارية المكلفة متابعة مختلف المواضيع التي تعمل الحكومة على درسها واعداد اللازم لعرضها على مجلس الوزراء الذي تقرر ان يعاود جلساته قريبا. كذلك تناول اللقاء العلاقات اللبنانية -الخليجية والعمل القائم على اكثر من صعيد من اجل معالجتها انطلاقا من حرص لبنان على إقامة افضل العلاقات بينه وبين الدول العربية الشقيقة عموما، والسعودية ودول الخليج خصوصا.
بداية النهوض: في المواقف، اكد عون استمراره في العمل من اجل النهوض بلبنان من الصعاب العديدة والظروف القاسية التي يجتازها، آملاً ان تكون السنة الأخيرة من ولايته بداية النهوض الفعلي والانطلاق في مسيرة التعافي. واشار الى أن "لبنان ينشد دائماً افضل العلاقات مع الدول العربية ولا سيما دول الخليج العربي ونأمل ان تتم سريعاً معالجة ما أدى الى إشكالية معها ومن المهم الّا تتأذى مصالح الشعب اللبناني، على الرغم من الأمور السلبية التي اعترضتنا، لن نيأس وسنخرج بشكل اقوى، ونتيجة الإنتخابات المقبلة ستظهر من يريد المتابعة في خط الإنقاذ ومن يريد معاكسة ذلك". ورأى أن "الظروف القاسية أفقدت عيد الاستقلال بهجته وعلينا ان نعيش معانيه والإرادة حاضرة لإعادة إعمار كل ما تهدم".
امر اليوم: وفي مناسبة الاستقلال ايضا، وجه قائد الجيش العماد جوزف عون أمر اليوم وجاء فيه "ايها العسكريون، في ظل تزاحم الأزمات والتحديات الوطنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية، تمرّ ذكرى الاستقلال محمّلة بالآلام والآمال. آلام الأوضاع التي نمرّ بها وآمال الخروج من الأزمة وتجاوزها ليعود لبنان إلى وضعه الطبيعي. أيها العسكريون، إن ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي بالمؤسسة العسكرية هي النتيجة الحتمية لأدائكم وتضحياتكم وجهودكم في وأد الفتن والحفاظ على السلم الأهلي، لأنكم على مسافة واحدة من كلّ الأفرقاء، وتشكلون النقطة الجامعة التي يلتف حولها جميع اللبنانيين. أيها العسكريون، إن التصدي للعدو الإسرائيلي ومواجهته من خلال الجهوزية واليقظة على الحدود جنوباً، وملاحقة الخلايا الإرهابية والقضاء عليها، وانتشاركم على الحدود الشمالية والشرقية للحد من عمليات التهريب، إضافة إلى تشعب مهماتكم بحفظ الأمن في الداخل والمساهمة في حماية الأمن المعيشي والإنمائي، كل هذا رسّخ دعائم الاستقلال فكنتم على قدر المسؤولية الوطنية الكبرى الملقاة على عاتقكم. أيها العسكريون، إن صيغة العيش المشترك تصونها العقول الواعية والعيون الساهرة، كما أنّ ديمومة الاستقلال تحميها دماء الشهداء والجرحى وإرادتكم الصلبة. كونوا كما عهدتكم مهما اشتدت الصعاب رجالًا أشداء أوفياء لقسمكم مخلصين لوطنكم".
ابراهيم: من جانبه، دعا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم عسكريي الامن العام في نشرة توجيهية في العيد الثامن والسبعين للاستقلال، الى "التمسك بالمشتركات الوطنية والاخلاقية التي تبقى اكبر بكثير من التباينات التي تدفع البعض في اتجاهات مريبة، غير مضمونة النتائج وتهدد الكيان اللبناني". وحضّهم على ان يكونوا وسائر المؤسسات العسكرية والامنية "يدا واحدة للدفاع عن لبنان ووحدته من اجل صون الشعب وحمايته من الاخطار".
رفع الدعم عن الدواء: معيشيا، وغداة اقرار سلة مساعدات مالية للبنانيين، واصل الدولار تحليقه. وفي وقت ارتفعت اسعار المحروقات من جديد اليوم، أعلن رئيس لجنة الصحة النائب عاصم عراجي من السراي، بعد اجتماع عاجل، أنه اجتمع مع الرئيس ميقاتي للبحث في الارتفاع الذي طال أسعار الأدوية بعد رفع الدعم الجزئي. وأضاف عراجي "تمّ وضع الدعم على أساس شطور معيّنة، وبسبب انهيار الليرة اللبنانية ارتفعت الأسعار بشكل مخيف." وأكد أن "70 في المئة من اللبنانيين غير قادرين على شراء الدواء، ولأن هذا الأمر غير مقبول طلبنا لقاء ميقاتي وقلنا له إن هذا الأمر غير مقبول، وبحثنا في عدد من الحلول." وختم قائلا: “طرحنا زيادة الأموال المخصصة للدواء بالدولار وسيُبحث ذلك في اجتماع بين ميقاتي ووزير الصحة وحاكم مصرف لبنان". وكان عدد من المواطنين اقتحموا اليوم وزارة الصحة احتجاجا على رفع الدعم عن الدواء والحليب...
سلامة يسلّم: على صعيد آخر، سلّم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، التقرير الذي أعدّته "شركة سمعان وغلام للتدقيق" BBO والذي يتضمّن التدقيق في حساباته الشخصية والحسابات التي تثار في الإعلام منذ نحو سنة ونصف السنة... وصرّح سلامة بعد اللقاء: طلبت اليوم موعداً للقاء الرئيس ميقاتي بهدف تسليمه التقرير الذي أعدّته "شركة سمعان وغلام للتدقيق" BBO بناءً على طلب مني والذي يتضمّن التدقيق في حساباتي الشخصية والحسابات التي تثار في الإعلام منذ نحو سنة ونصف السنة وهي أيضاً موضع تحقيقات قضائية. أضاف: لقد سلّمتُ دولة الرئيس هذا التقرير انطلاقاً من مبدأ الشفافية، كي تكون لديه المعطيات المدققة التي تثبت بكل وضوح أن لا أموال قد دخلت الى مصرف لبنان من العمليات التي لها علاقة بشركة "فوري"، ولا أموال من مصرف لبنان استفدتُ منها أنا شخصياً، وأن حساباتي لدى المصرف منفصلة تماماً عن حسابات البنك المركزي. وسئل: هل هذه الخطوة استباق لموضوع التدقيق الجنائي؟ أجاب: لا علاقة بين الموضوعين، فالتدقيق الجنائي يأخذ مجاله، وما قمتُ به هو مبادرة شخصية مني كي أتمكن من وضع المعطيات العلمية أمامكم والتي تدحض كل ما نسمع أو نقرأ وكل شائعات تُرمى هنا وهناك ضمن حملة مُمنهجة ومُبرمجة للنيل مني ومن كرامتي. هذا الموضوع لا علاقة له أبداً بباقي الأمور، سواء التدقيق الجنائي أو التحقيقات القضائية. كما سئل: هل ستسلّم هذا التقرير في لبنان وخارجه حيث هناك دعاوى قضائية؟ أجاب: نعم.