Nov 16, 2021 12:33 PM
خاص

التطبيع مع سوريا له شروطه.. ولهذا ترفضه واشنطن وقطر!

المركزية- تتسارع التطورات على الخط السوري – العربي في الاونة الاخيرة، حيث سجلت سلسلة لقاءات ومحطات بارزة، جعلت السؤال عن امكانية عودة سوريا الى حضن الجامعة العربية قويا ومشروعا. فهل تحصل؟ بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، إن هذه العملية يبدو وضع  قطارها على السكة، الا انها تحتاج وقتا ومفاوضات ومحادثات كثيرة وعميقة، كما ان الانقسام "العربي" حول هذه العودة، يجعل تحقيقها صعبا أقلّه في المدى المنظور.

منذ ايام قليلة، وغداة زيارة نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد إلى دمشق، الاسبوع الماضي، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه يأمل وقف تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. من جهته، جدد نظيره الاميركي انطوني بلينكن الإعراب عن قلق الولايات المتحدة من التطبيع مع نظام الأسد، مضيفا "أود ببساطة أن أحض جميع شركائنا على تذكر الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد وما زال يرتكبها". وقال الوزير القطري خلال مؤتمر صحفي مشترك للرجلين في واشنطن "نأمل بأن لا تتشجع الدول على اتّخاذ خطوات إضافية تجاه النظام السوري". وأضاف "موقف قطر سيبقى على حاله، لا نرى أي خطوات جادة لنظام الأسد تظهر التزامه بإصلاح الضرر الذي ألحقه ببلده وشعبه". وأردف أنه "طالما لم يتخذ أي خطوة جادة، فإننا نعتقد أن تغيير الموقف ليس خيارا قابلا للتطبيق". لكن الوزير القطري قال أيضا إن الدول الأخرى لها "حق سيادي" في اتخاذ قراراتها الخاصة بشأن سوريا.

وسط هذه الاجواء، أفيد عن لقاء جمع مدير إدارة المخابرات العامة السورية، حسام لوقا، ورئيسَ المخابرات السعودية، خالد الحميدان، على هامش "المنتدى العربي الاستخباراتي" في العاصمة المصرية القاهرة، والذي جرى افتتاحه في التاسع من الشهر الحالي. وانتشرت صور تجمع المسؤولين في اجتماع علني يُعَدّ الأول من نوعه في المنطقة، بحسب ما وصفته وسائل إعلام مصرية. كما التقى لوقا رؤساء الأجهزة الأمنية العربية في المنتدى، الذي ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلاله كلمة ثمّن فيها جهود الجميع لتعزيز التعاون العربي المشترك في المجالات الأمنية والمعلوماتية، "لتكون سوريا بذلك، انخرطت في هذه الجهود علناً، وبموافقة الحاضرين ومشاركتهم"، وفق الاعلام الممانِع.

لكن المصادر تشرح ان هذه التطورات تؤشر الى ان ثمة ما يُطبخ لاعادة نظام الاسد الى "الجامعة"، غير ان هذه العودة غير مضمونة وهي رهن مواقف واضحة ينتظر العرب سماعها من الرئيس السوري. هم بادروا الى خطوات كبيرة و"علنية" تجاهه - وتعميم صورة المسؤولين السوري والسعودي مقصود وفيه رسالة الى محور "المقاومة" وأهله في المنطقة - الا ان ما يريد العرب منه (اي الاسد) في المقابل هو فكّ ارتباطه بايران، بوضوح، واخراج مقاتلي الجمهورية الاسلامية وحلفائها من حشد شعبي وحزب الله وسواها، من سوريا، في مقابل هذا "الاحتضان"، على ان يشمل دعما اقتصاديا وتجاريا ومساعدة في مسار اعادة اعمار البلاد، اذا ما أحسن الاسد الخيار.

حتى اللحظة، تتابع المصادر، لا ترى واشنطن ان الاسد في هذا الصدد، تماما كما أنقرة والدوحة، ولذلك هي تتشدد في الموقف من "التطبيع"، الا ان الجدير ذكره هو ان عودة النظام الى الجامعة لن تتم، ولن تتقدم فيها لا المملكة ولا ابو ظبي ولا سواها، اذا لم يلتزم الاسد الاجندةَ العربية...

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o