Nov 13, 2021 4:23 PM
تحليل سياسي

الحرائق تزنّر لبنان...استنفار رسمي واستغاثات شعبية
مناورة ومعسكر تدريب لحزب الله في جرود بعلبك والطفيلي: يسحقون السيادة
لقاء علني اول مخابراتي سعودي – سوري في مصر

المركزية- بمثل الموقف الاممي الملتهب الذي شغل اللبنانيين، على امل ان تكون المنظومة السياسية قرأت مضمونه وتقريعاته البالغة القساوة في حقها واتعظت بالحد الادنى، التهبت احراج لبنان اليوم، فشكلت وجبة مفجعة لنيران عجزت عن مكافحتها الوسائل المتاحة لدى اجهزة الاطفاء بمشاركة الاهالي الذين اطلقوا صرخات استغاثة بعدما حاصرت النيران منازلهم، على رغم ان حرائق الغابات صارت منذ سنوات عنوانا دائما للتبدل المناخي وقصور قدرات الدولة وامكاناتها أمام المواسم المتكررة للحرائق في معظم فصول السنة.

وعلى غرار الخسائر السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تضرب لبنان من دون توقف ، فان خسائر التصحر تزحف في اتجاهه من دون هوادة بحيث اصبحت الكارثة البيئية  أكبر من ان تحصر وتحصى مع استمرارها متجولة ومتنقلة بين المناطق.

متابعة رسمية: وفيما العجز الرسمي عن معالجة الازمات في أوجه، من دون بروز اي بوادر امل بامكان احداث خرق ولو بسيط في جدار العلاقات المتوترة مع دول الخليج، وسط ترقب لشيء ما على خط بكركي، بعيد زيارة وزير الاعلام جورج قرداحي الى عين التينة امس، وحديثه عن ضمانات مطلوبة للاستقالة،  تابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ملف الحرائق التي اندلعت في عدد كبير من المناطق اللبنانية لا سيما في صور وبيت مري والكسليك وعبرين . وأجرى لهذه الغاية، اتصالات مع وزير الداخلية بسام مولوي وقيادة الجيش لاستنفار كل الاجهزة المعنية للاسراع في اخمادها ومنع تمددها. كما اجرى اتصالات استباقية طلبًا للمساعدة من الدول المجاورة في حال اقتضت الحاجة. وتابع مع وزير البيئة ناصر ياسين الموجود في وادي العزية في الجنوب الجهود المبذولة لاخماد الحريق الكبير الذي اندلع في البلدة. وفيما انتقل وزير الداخلية الى غرفة عمليات الدفاع المدني في فرن الشباك، تواصل وزير الزراعة عباس الحاج حسن مع قيادة الجيش ووزارة الداخلية وقوات الطوارىء العاملة في الجنوب ووزارة البيئة في إطار المساعدة السريعة على إخماد الحريق الكبير الذي يتركز في منطقة صور في وادي العزية-زبقين والحنية وخراج مجدل زون وجب سويد.

مناورة الحزب: الى ذلك، وعلى وقع حديث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخير وتأكيده ان حزبه حريص على سيادة لبنان، انتشرت منذ الصباح صور على مواقع التواصل الاجتماعي لحواجز عسكرية على طريق حدث بعلبك – كفردبيان، افيد لاحقا ان مسلحين من حزب الله بلباس اسود وبكامل أسلحتهم نفذوا انتشارًا كثيفًا في جرود عيون السيمان ونصبوا حاجزا على بعد كيلومتر واحد من حاجز الجيش اللبناني في الطريق القديم المفرق المؤدي الى زحلة القادومية، في حين أوضح مختار كفردبيان وسيم مهنّا أنّ الصور هي لحفل افتتاح بئر مياه ارتوازي في خراج بلدة حدث- بعلبك. الا ان مصادر عليمة افادت " المركزية" ان لا علاقة لافتتاح البئر وهو تحديدا في منطقة طاريا وقد حضر الحفل في التاسعة صباحا، رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، بالانتشار العسكري ذلك ان مسؤولي حزب الله حينما يتنقلون يفعلون ذلك خفية من دون انتشار عسكري، عازية ما جرى الى مناورة صامتة اجراها الحزب على مدى ثلاثة ايام تُحاكي التطورات اللبنانية الاخيرة، لا سيما الامنية منها، حيث اقام معسكر تدريب لعناصره فككه صباح اليوم.
من جهتها أشارت  إذاعَة لبنان الحرّ الى ان الحزب كان كثف من تواجده بالاليات العسكرية ليلا في جرود عيون السيمان والعاقورة، ونقلت عن  مواطنين قولهم بِأَنَّ عناصر الحزب نصبوا كاميرات مراقبة في المكان وعمدوا الى إيقاف بعض السيارات.

الطفيلي يتهم الحزب: في الاثناء، اعتبر الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي"ان "حزب الله وجد في رد فعل السعودية على تصريح وزير الإعلام، فرصة لتوتير البلد وإشغال الناس عن وجعهم وهمومهم الكثيرة، والعمل على شحن الشيعة بما يُنسيهم وجعَ الجوع والقهر والفساد الذي يتربع عليه قادة حزبهم المقاوم والممانع"، معتبرا ردا على سؤال ان "مقولة أن "الحزب" يرفض الاملاءات الخارجية وهو حريص على صون السيادة الوطنية"، ليست دقيقة خاصة وأن الحزب نفسه يعيش على هذه الاملاءات الخارجية، وحديثه عن السيادة الوطنية والحرص عليها مجرد مزحة سخيفة"، مستطردا "الساسة اللبنانيون عموما وخاصة حزب الله يحاربون السيادة الوطنية ويتفاخرون بسحقها تحت أقدامهم". واشار ان  "إيران ومعها حزب الله وبقية سلسلة الفتنة المذهبية، يعتبرون أنهم يعيشون عصرهم الذهبي الذي قد لا يتكرر، والذي توفر له أميركا والصهاينة فرص نجاحه، هذا العصر هو عصر حروبهم المذهبية الملعونة، وهي النجاحات التي في الغالب تتحدث عنها طهران وتتفاخر بها وهي في الحقيقة، نتيجة  تبادل خدمات بين إيران والولايات المتحدة والكيان الصهيوني".

الحزب...نفتخر بالعلاقة مع ايران: في المقابل، أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "إننا نفتخر أن نتعاون وتكون لنا علاقات مع إيران التي تناضل من أجل أن تكون ذات سيادة"، لافتاً إلى "أننا عندما نقول لكثير من الطاقم السياسي الحاكم في لبنان بأن تدرس العروض التي تقدمها إيران للبنان على كافة المستويات، يكون الجواب بأننا ماذا سنفعل ونقول للأميركيين الذين يضعون فيتو على تعاملنا مع إيران؟". وتابع: "لقد عرضت إيران على لبنان إنشاء معملي كهرباء خلال ستة أشهر أو سنة، وتؤمن الكهرباء على مدار 24 ساعة، ولكن البعض يمانعون ذلك، وكذلك الصينيون عرضوا علينا إنشاء معامل كهرباء، ولكن الأميركيين لا يسمحون بذلك، ولا يريدون أن يتم إنشاء معامل الكهرباء أو حتى المساعدة في ذلك، وبالتالي هل نحن دولة ذات سيادة؟". واضاف رعد: "دولتنا لم تقل بأن الحرب ضد اليمن عبثية، وإنما نحن المواطنون في هذه الدولة نقول ذلك"، مشيراً إلى أن "السعوديين باتوا في حالة انكفاف وخوف على السيادة السعودية، ورغم ذلك ما زالوا مستمرين بالحرب، فحتى الآن باتت تكلفة الحرب في اليمن من قبل دول التحالف العدواني حوالي الـ 900 مليار دولار، والآن اشتروا أسلحة بـ150 مليار دولار لتعزيز الدفاعات بعد سقوط مأرب". ورأى أن "الأميركيين يستخدمون السعودية كبقرة حلوب، ويأخذون كل الأموال التي تنتج من النفط"، وأضاف: "عندما نقول أن الحرب في اليمن هي حرب عبثية، فهذا لمصلحة السعودية، لأننا ننبهها بأنها لن تصل إلى أي نتيجة، وأن لا تفكروا بأن الأميركيين حريصون عليكم وسيحمونكم، فهؤلاء يقومون بعلككم، ومن ثم يبصقونكم، فهؤلاء لئام وذئاب". وقال: "الأميركيون لا يفكّرون بزوال الكيان الإسرائيلي، وإنما بكيفية حفظه ومنع إيران من أن تصل إلى دولة نووية، ولكن الأمور انتهت، والقطار قد وصل إلى محطته الأخيرة، وإيران ستكون إن شاء الله قريباً جداً دولة على عتبة الدول النووية".

3 محاولات اغتيال: الى ذلك، كشفَ السفير السعودي الأسبق لدى بيروت عبد العزيز خوجة أنه "تعرض لـ3 محاولات اغتيال في لبنان أثناء عمله هناك"، موضحاً أنه "لا يستطيع اتهام أي جهة مُحدّدة بهذه العمليات". وفي حديثٍ عبر قناة "العربية"، أشار السفير الأسبق إلى أنه "لم يتصور يوما أن تقطع العلاقات بين المملكة ولبنان، فالمملكة قدمت المساعدة للبنان كدولة عربية شقيقة"، معتبراً أن اللبنانيين "طفح بهم الكيل من سيطرة حزب الله على لبنان".وكشف خوجة ان قيمة المساعدات التي قدمتها المملكة للبنان منذ العام 1990، بلغت أكثر من 72 مليار دولار.

زيارة لبنانيّة "سريّة" إلى فرنسا:في مجال آخر، أشارت معلومات موقع mtv  الى أنّ مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم قام بزيارة قصيرة الى العاصمة الفرنسيّة باريس من دون أن يعلَن عنها أو عن اللقاءات التي عقدها فيها.وقد عاد ابراهيم من زيارته التي اتّسمت بطابعٍ سرّي مساء أول من أمس.

المحروقات بالدولار؟ معيشيا، وفيما يرتفع في شكل هستيري سعر صرف الدولار، الذي لامس الـ23 ألف ليرة لبنانية ، كشف عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس، عن اجتماع عُقد في وزارة الطاقة والمياه برئاسة الوزير وليد فياض، بحث في كيفيّة تأمين الدولار وكيف سيتمّ توزيع نسبة الـ10 في المئة من الدولارات عند تأمينها لأكبر عدد ممكن من التجار. وطرح وزير الطاقة أن تُشترى هذه الدولارات تدريجاً وبكميّات مجزّأة وتوزّع على أكبر عدد ممكن من التجار، من أجل التخفيف من الضغط على سعر صرف الدولار. وعن إمكانية تسعير المحروقات بالدولار، اعتبر البراكس أنّه "غير قانونيّ ولكن تحرير استيراد البنزين مع الوقت سيحصل حكماً فهذا مسار اخذه مصرف لبنان وبدأ به ونحن ذاهبون باتجاه أن تصبح هذه الـ10 في المئة 20 و30 في المئة إلى حين الوصول الى 100 في المئة".  

لقاء علني أول: في المقلب الاقليمي، وفي لقاء علني هو الاول، بعد تسريبات عن سلسلة لقاءات سريّة ذات طابع أمني جمعت مسؤولين من البلدين التقى رئيسا المخابرات السورية والسعودية، على هامش المنتدى العربي الاستخباراتي في مصر. ويأتي اللقاء بعد زيارة وزير خارجية الامارات الى سوريا منذ ايام وسلسلة خطوات تدرج في خانة اعادة سوريا الى عروبتها وابعادها عن المحور الايراني.

لا انسحاب من الشرق الأوسط: دوليا، كررت الولايات المتحدة، اليوم، تأكيدها على إبقاء تواجد عسكري لها في الشرق الأوسط. وقال قائد القوات الجوية الأميركية في المنطقة إن الطيارين الأميركيين سيواصلون التمركز في المنطقة، رغم اعتبار بلاده أن المنافسة مع الصين وروسيا هي التحدي الرئيسي القادم لواشنطن.

وفي حديث مع الصحافيين قبل معرض دبي الجوي، أقر اللفتنانت جنرال غريغوري غيلوت، بحسب ما أفادت وكالة أسوشييتد برس، بأن الوجود الأميركي "يمكن تعديله" بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في آب الماضي.إلا أنه أوضح أن  لا انسحاب كاملا من المنطقة، قائلا "لا أرى أي سيناريو لا تلعب فيه الولايات المتحدة دورا مهما".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o