Nov 02, 2021 4:24 PM
تحليل سياسي

ميقاتي يجول بأزمة لبنان "المرتهن" بين قادة العالم...جهود ودعم كلامي
البحرين تدعو مواطنيها لمغادرته فورا وبلينكن لاصلاحات عاجلة وانتخابات حرة
الهيئات في بكركي: الآف العائلات مهددة ولن نترك الامر للسياسيين

المركزية- تكاد اللافتة المرفوعة على طريق المطار النافرة بمضمونها الكيدي الانتقامي " كل دولة بعد عندا لبش وكراكيب تشيلن، عم نهوفر بدنا نشطف البلد"، ومن موقعها الجغرافي بما يمثل لبنانيا، تختصر الواقع الداخلي الميؤوس منه والسلطة التي لم تستفق على ازالتها الا بعد بحر من التعليقات والمناشدات، فكيف الحال اذا ما اضيف اليها كاريكاتور صحيفة الرياض السعودية المبكي المدمي لقلوب اللبنانيين والذي اسقط عن علم لبنان ارزته واستبدلها بشعار حزب الله.

بمزيد من الحزن والاسى واللوعة ينعى العرب لبنان الذي حولته حفنة من "المستزلمين لايران" مقبرة للبنانيين واحلامهم وطموحاتهم وارضا "منحوسة مستباحة" لا سلطة تحمي سيادتها ولا من يتجرأ على قول كلمة حق في وجه الحزب "الايراني المأكل والمشرب والتمويل وجنوده الصغار في لبنان"، فيما كل الجولات والصولات بملف ألازمة على طاولات دول العالم ومع كبار مسؤوليها، وقد تنقل بها اليوم في غلاسكو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تبقى من دون جدوى ما دامت الكلمة والقرار للسيد الواحد الاوحد في ضاحية بيروت الجنوبية وباشارة من اصبعه ينقذ لبنان او يتركه فريسة سهلة لمرشده الاعلى في بازار المناكفات الدولية. وهو بالتأكيد مع الخيار الثاني.

وفي وقت لا ينفك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يؤكد استكمال الاتصالات والمشاورات لاعادة ترميم العلاقات مع دول الخليج، كرت سبحة الاجراءات الردعية العقابية، فدعت وزارة خارجية مملكة البحرين جميع المواطنين المتواجدين في لبنان إلى ضرورة المغادرة فورًا نظرًا لتوتر الأوضاع هناك مما يوجب أخذ الحيطة والحذر. وأكدت في بيان “على ما صدر عنها من بيانات سابقة بعدم السفر نهائيًا إلى الجمهورية اللبنانية وذلك منعًا لتعرض المواطنين لأية مخاطر وحرصًا على سلامتهم”.

 ميقاتي – بلينكن: لم تسلك الازمة الدبلوماسية اللبنانية – الخليجية طريقها الى الحل ، كما عقدة مجلس الوزراء المعلق على حبال اهواء "الثنائي الشيعي"، اذ اكدت مصادر مطلعة لـ"المركزية" الى ان لا امكانية لعقد جلسة في المدى المنظور،  الا انها حضرت بلا شك اليوم، كما بالامس، في لقاءات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع قادة العالم في غلاسكو. في السياق، سجل اجتماع ضمه قبل الظهر الى وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن خلال المشاركة في "مؤتمر الامم المتحدة  بشأن التغير المناخي في اسكتلندا. خلال الاجتماع جدد  بلينكن "دعم استمرار  جهود الحكومة في اعادة الاستقرار وتحقيق التعافي الاقتصادي والمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي وصولا الى تنظيم الانتخابات النيابية".كما اكد "مواصلة دعم الجيش والقطاعات التربوية والصحية والبيئية". ونقل الاهمية والعاطفة الخاصة التي يكنّها  الرئيس بايدن للبنان ولاستقراره وتعافيه، تمهيدا لنهوضه من جديد". بدوره عرض الرئيس ميقاتي مقاربة الحكومة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان  رغم الظروف الصعبة على الصعد كافة. كما عرض التحضيرات الحثيثة لاطلاق الخطة الاقتصادية وبدء التواصل مع صندوق النقد الدولي، طالبا دعم الولايات المتحدة لهذه المسار". كما  كرر الرئيس ميقاتي ما كان ابلغه بالامس الى الرئيس بايدن من شكر وتقدير  لتعيين اللبنانية الاصل ابنة مدينة طرابلس سارة منقارة مستشارة رئاسية خاصة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.

اجتماع مثمر: ووصف  بلينكن اجتماعه بميقاتي على هامش مؤتمر الامم المتحدة بشأن المناخ في غلاسكو بالـ"مثمر". وقال في تغريدة: ناقشنا الحاجة إلى تنفيذ إصلاحات عاجلة لمعالجة الأزمة الاقتصادية في لبنان وإجراء انتخابات حرة ونزيهة العام المقبل.

 لقاءات: كذلك تحادث الرئيس ميقاتي مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بشأن العلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة المتحدة والدور البريطاني في دعم لبنان ، لا سيما في عملية النهوض الاقتصادي. والتقى رئيس وزراء كندا جاستن ترودو  وبحثا العلاقات الثنائية . واجتمع ايضا مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش وبحثا الوضع اللبناني لا سيما في الجنوب والتعاون القائم بين الجيش وقوات اليونيفيل.وقد دعا  الرئيس ميقاتي غوتيريش لزيارة لبنان فوعد بتلبية الزيارة قبل نهاية العام الحالي.

جولة في الاجنحة: وقام رئيس الحكومة بجولة في الاجنحة التي اقامتها عدة دول  ضمن المؤتمر، لعرض انجازاتها في مجال الطاقة المتجددة.وقد خصّ الجناح السعودي بلفتة خاصة استقبله خلالها سفير السعودية في بريطانيا الامير خالد بن بندر الذي شرح له الرؤية السعودية في مجال البيئة والاقتصاد الاخضر ومكافحة التغير المناخي. كذلك زار الرئيس ميقاتي جناح دولة الامارات العربية المتحدة.

كلمة لبنان: ومن المقرر ان يعقد الرئيس ميقاتي اجتماعات اقتصادية في فترة بعد الظهر مع رئيس البنك الدولي والمديرة العامة للبنك الاوروبي للاستثمار.ويلقي كلمة لبنان في المؤتمر قرابة الخامسة عصرا بتوقيت بيروت.

المعالجة مستمرة: في الداخل، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفداً من لجنة العلاقات مع بلدان المشرق في البرلمان الأوروبي برئاسة عضو البرلمان ايزابيل سانتوس وعرض معهم للأوضاع الراهنة في البلاد والتحضيرات الجارية للإنتخابات النيابية وملف التدقيق المالي الجنائي.وأكد رئيس الجمهورية  أن “الحكومة ماضية في تحضير عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي على خطة النهوض الاقتصادي”.وأضاف “معالجة الخلاف الذي نشأ مع المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج مستمرة على مختلف المستويات على أمل الوصول الى الحلول المناسبة”.وقال “التحضيرات قائمة لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها في أجواء من الحرية والشفافية. من جانبها، دعت رئيسة الوفد الى تفعيل عمل الحكومة من أجل تعزيز الإصلاحات ومحاربة الفساد، مضيفة "نشدد على اجراء الانتخابات النيابية والتحقيق في انفجار مرفأ بيروت".

نحاس: في المواقف، أكد عضو كتلة الوسط المستقل النائب نقولا نحاس أن "بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي توافقٌ على استقرار لبنان"، معتبرا أن "لبنان اليوم واقع في أزمة خروج من الازمة مع دول الخليج وليس في أزمة صراع سياسي".  وأوضح في حديث متلفز، أن "الدستور لا يفرض على وزير الاستقالة مع أنها جزء من الحل في أزمتنا الحالية، مشيرا إلى أن ميقاتي تمنى على وزير الاعلام جورج قرداحي الاستقالة بما يتوافق مع مصلحة لبنان واللبنانيين". وقال: "عند عودة رئيس الحكومة من مؤتمر غلاسكو سيتواصل مع الفرقاء السياسيين بشأن الحل للخروج من هذه الازمة وذلك بعد تشاوره مع الافرقاء الخارجيين". واعتبر أن" الازمة مع السعوديين ليست أزمة كيانية بل مرتبطة بأزمة معينة مبنية على تراكمات سابقة".  وشدد على "ضرورة إنشاء مسار يضمن الاستقرار والطمأنينة للبنانيين". 

المردة والمصلحة الوطنية: من جهته، أكّد النائب ​طوني فرنجية​، أنّ "تيار "المردة" يضع المصلحة الوطنيّة قبل كلّ شيء، لذلك لو رأى أنّ استقالة وزير الإعلام  ​ توقف الأزمة ولو أنّه لم يخطئ، كان سيتشاور معه ربّما، علمًا أنّ قرداحي غير ملتزم بالتيّار ويتمتّع باستقلاليّة في الأداء والرّأي". وقال : "إذا كان المطلوب إضافة المذلّة فوق الجراح، بمعنى استمرار القطيعة بكلّ الأحوال أكان مع استقالة أو من دونها، فنحن نفضّل القطيعة لا المذلّة، ونحن إلى جانب قرداحي في كلّ ما يفعله"، لافتًا إلى أنّ "الاستقالة هي أهون الشرور، وبإمكاننا الانسحاب والتفرّج، إلّا أنّ المصلحة الوطنيّة تقود موقفنا الّذي لا يفترض أن يكون ضعيفًا وجبانًا حتّى يخدم ​لبنان​فمن يخضع مرّة يخضع مئة مرّة، ونحن أصبحنا عرضة للابتزاز لأنّنا لا نتصرّف كدولة واحدة بتعاضد". 

الهيئات في بكركي: وبينما المخاوف على الوضع الاقتصادي جراء الازمة الدبلوماسية الوليدة كبيرة، استقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في بكركي وفدا من الهيئات الاقتصادية، تحدث باسمهم الامين العام للهيئات الاقتصادية نقولا الشماس، فقال: "وضعنا البطريرك بصورة الاوضاع والوتيرة غير المسبوقة التي تنهار بها الازمات على لبنان، وكان آخرها الازمة الدبلوماسية المستجدة مع المملكة العربية السعودية والخليج مع العلم ان عملية استدعاء سفير بين الدول الصديقة هو أمر بغاية الخطورة. واضاف: "نحن نستنكر ما يجري اليوم بين لبنان والدول العربية، وخصوصا المملكة العربية السعودية. فالمملكة هي قائدة السرب في مجلس التعاون الخليجي وعلى مدى سبعين عاما واكثر. المملكة ودول الخليج حضنوا لبنان دائما وكانوا ايجابيين في المواضيع السياسية الاجتماعية الانسانية وفي المال والاقتصاد وخصوصا في الحرب وفي فترة ما بعد الحرب". وتابع: "لقد هالنا كاقتصاديين ما يحصل اليوم من ارتدادات، فالمملكة هي المشغل الاول للبنانيين في الخليج وغيره، وهي المستورد الاول من لبنان، وهي المستثمر الاول والسائح الاول في الايام الطبيعية، يعني ان اي انتكاسة سيكون لها ارتدادات هائلة على البلد". واردف:  "يجب الا ننسى، ان التعويل كبير على المملكة في التصويت داخل صندوق النقد الدولي وفي مؤتمرات "سيدر" وغيرها لانتشال لبنان من الازمة التي يتخبط بها". ولفت الى ان "على الصعيد الصناعي، ستكون الاف العائلات مهددة مباشرة، لان هناك مصانع قائمة بلبنان بحد ذاتها وجهتها الحصرية باتجاه المملكة والخليج، اضافة الى ذلك هناك استيراد لمواد اولية لا تأتي الا من السعودية وايضا توقفت. هذا عدا السياحة والتجارة والزراعة التي كانت اساسا متأثرة بذلك" وقال شماس: "البطريرك الراعي أبدى اهتماما كبيرا بالموضوع ويدرك أبعاد المشكلة اكثر بكثير من المسؤولين السياسيين عن المؤسسات الدستورية في ظل إنكار تام لخطورة ما يحصل، وهو خطر وجودي". واكد شماس ان "التنسيق سيبقى مستمرا بين البطريرك الراعي والهيئات الاقتصادية، لان الامر لا يمكن ان يستمر في ايادي السياسيين. وسنسعى مع البطريرك لتحقيق مبادرة ولن نقصر والاتصالات ستبقى مفتوحة بيننا وبينه".

القاضي والاهالي: من جهة ثانية، التقى المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في مكتبه في قصر العدل، وفدا من أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت.

الحزب وسعيد: وليس بعيدا ، اصدرت دائرة التحقيق في جبل لبنان دعوى تبليغ مقدّمة من "حزب الله" بحقّ النائب السابق فارس سعيد، للحضور للإستماع إليه في 13 كانون الأول المقبل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o