Oct 31, 2021 10:51 AM
خاص

بين زيارة بخاري معراب والقرارات الخليجية العقابية...تمسك بالحلفاء وطمأنة الى مصير لبنانيي الخليج

المركزية- ساعة ونصف دام اللقاء بين السفير السعودي في لبنان وليد البخاري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي استقبله مساء الجمعة في منزله في معراب بحضور الوزير السابق ملحم رياشي. انتهى اللقاء ولم يصدر عنه إلا بيان مقتضب وفيه أنه تم البحث في التطورات السياسية في لبنان. إلا أن تغريدة البخاري النارية التي ختمها  ب"نقطة على السطر" كانت كافية لتفسير تداعيات الأزمة الديبلوماسية بدءا من سحب السفير السعودي من لبنان في مهلة أقصاها 48 ساعة وحذو دولة الكويت الخطوة نفسها بعد 24 ساعة والمرجح أن تشمل دول مجلس التعاون الخليجي.

النائب في كتلة الجمهورية القوية أنيس نصار يوضح لـ"المركزية" " أن زيارة السفير السعودي معراب جاءت للتأكيد على أن المملكة لا تتخلى عن حلفائها وهي متمسكة بلبنان الدولة والكيان وتعلم  جيدا أن حزب القوات ورئيسه بات في خط الدفاع الأول عن لبنان الكيان والدولة السيدة المستقلة من هنا  توقيت الزيارة". ولفت إلى أن أي كلام عن "التخطيط للمقررات التي صدرت عن المملكة تمت حياكتها في معراب ليس إلا من باب التضليل وضرب العلاقة بين المملكة وحليفها الأول سمير جعجع". ورجح نصار أن يكون اللقاء شمل كل مواضيع الساعة ومن أبرزها تطمين جعجع إلى عدم التعرض للبنانيين في المملكة ودول الخليج كافة علما أن عددهم انخفض من 350 ألفا إلى 180". ويختم مؤكدا "أن المملكة لن تتخلى عن لبنان الكيان والدولة ومعراب من صلب دولة السيادة ".

قد يحمل توقيت زيارة السفير السعودي معراب الكثير من التحليلات والتأويلات. لكن ما لا يقبل الشك أن لا مجال للربط بين القرارات الديبلوماسية التي اتخذتها المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي والزيارة.

رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان طوني نيسي يؤكد لـ"المركزية" أن زيارة السفير بخاري تحمل في توقيتها أولا رسالة تطمينية لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وكلنا يعلم أنه الحليف الأول للمملكة ويحتل مكانة تتفوق على الزعامات السنية الممانعة والسيادية. إلى ذلك أرادت المملكة أن تطمئن حليفها أن القرارات التي اتخذت وكانت معدة سلفا قبل الزيارة لن تنعكس على العلاقة بين المملكة وجعجع ولن تمس في الشؤون الوطنية إنما للتأكيد على انسحاب المملكة من العلاقة مع حكومة ورأس دولة مرتهنين لحزب الله ".

الهدف الثاني من الزيارة بحسب قراءة نيسي سياسي بحت ويقول" من الواضح ان المملكة استمزجت رأي جعجع بالمستجدات وإلى أي مدى سيكون مستعداً للذهاب في مواجهة المنظومة الحاكمة وهل سيلين في وجه الضغوطات القضائية والشارع اللذين يمسك بهما الحزب على رغم يقينها بأنه صلب ولا يحيد عن قناعاته ومواقفه" إضافة إلى التأكيد على أن أي استراتيجية سعودية للتعاطي مع الملف اللبناني ستمر في معراب".

بالتوازي يضيف نيسي: " ممارسات حزب الله وحلفائه العسكرية باتت مكشوفة . فهو يستعمل كل أسلحته لتحويل لبنان إلى يمن جديد وأخذ لبنان من مكان إلى آخر. هذا القرار اتخذ سلفا واليوم نشهد على لحظة تحقيقه. وقد وجد الحزب في التشرذم الحاصل داخل صفوف القوى المناهضة والسيادية الفرصة المناسبة". وعليه يعتبر نيسي"أن شد العصب كان ضروريا قبل اتخاذ المملكة قرار قطع العلاقات الديبلوماسية مع لبنان الدولة المرتهنة وليس عن حلفائها".

الصدفة لا تنطبق حصرا على توقيت زيارة البخاري معراب إنما أيضا "على إعادة بث تصريح قرداحي في توقيت لا يعتبر بريئا وهو يندرج ضمن مخطط وضع اليد على لبنان من قبل الحزب بهدف ترحيل المملكة العربية السعودية وحلفائها الأميركيين من لبنان وبالتالي تحويله إلى ورقة في يد إيران".

يبقى السؤال الذي يطرح نفسه أي موقف سيتخذه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من هذه الأزمة إنطلاقا من موقعه كرجل أعمال ولديه مصالح في المملكة ودول الخليج؟ " الأكيد ان ميقاتي لن يستطيع الإستمرار في سياسة المهادنة والتنازلات علما أنه قدم الكثير للوصول إلى تشكيل هذه الحكومة. لكن الحزب يريده أن يتخلى تماما عن محيطه العربي. فهل ينتقل ميقاتي من ضفة إلى أخرى؟ يختم نيسي:" إذا رضخ ميقاتي فهذا يعني أن مصالحه في الخليج والولايات المتحدة وشمالي أفريقيا مهددة بالكامل. والواضح أن القصة أكبر من إقالة وزير. المطلوب استقالة الحكومة وبالتالي هو أمام خيارين: إما أن ينفذ رغبات الحزب ويتفاوض معه على كيفية التعويض له عن الخسائر التي سيتكبدها في الدول التي يستثمر فيها أعماله، أو أن يعلن استقالة حكومته. والأرجح أنه سيجيب عن السؤال التالي: ماذا يريد الحزب وليس ماذا تريد السعودية. وسنشهد على تعطيل طويل للحكومة".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o