Oct 29, 2021 12:31 PM
خاص

التقدم الحوثي في اليمن: تسخين يسبق تسويات جنيف وبغداد

المركزية- تتسارع التطورات الميدانية في اليمن، حيث يواصل الحوثيون منذ اسابيع تقدّمهم على الارض، فارضين سيطرتهم على مناطق اضافية يوما بعد يوما. الاربعاء، سيطر مقاتلو جماعة أنصار الله على مديرية جبل مراد، جنوب غربي محافظة مأرب شمال شرق اليمن، من دون قتال بعد اتفاق تم إبرامه مع قبائل المديرية.
وأفاد مصدر محلي بأن قبائل مديرية جبل مراد في الأطراف الجنوبية الغربية من مدينة مأرب، اتفقت على تجنيب المديرية الحرب مع الحوثيين، بعد يوم من سيطرتهم على منطقة "الجديدة" مركز مديرية الجوبة، المحاذية لها من جهة الشرق.  وقال المصدر مفضلا عدم ذكر اسمه، إن هناك اتصالات جرت منذ وقت سابق الأربعاء، مع عشائر جبل مراد من قيادات قبلية موالية للحوثيين، لتجنب أي مواجهات مع مسلحي الجماعة. وبحسب المصدر اليمني فإن وحدات الجيش والمقاومة القبلية الموالية لها، انسحبت من مديرية جبل مراد إلى مديرية الجوبة المحاذية لها، بعد معرفتها باتفاق قبائلها على تسليمها للحوثيين دون قتال. وجاءت هذه الخطوة من طرف أبناء جبل مراد، بعد سيطرة الحوثيين أيضا، على الطريق الوحيد إليها، والذي يربطها بمديرية الجوبة وباقي المديريات بينها مركز مدينة مأرب.
وتُعدّ جبل مراد، ثالث مديرية يسيطر عليها الحوثيون إلى جانب مديريتي حريب والعبدية، جنوب مدينة مأرب الغنية بالنفط خلال شهرين، وبعد أقل من يوم على إحكام قبضتهم على مركز مديرية الجوبة، الثلثاء، بعد معارك منذ أكثر من شهر، مع القوات الحكومية التي ما تزال تسيطر على مناطق عدة في المديرية التي تقطنها قبائل مراد الشهيرة. 

الا ان نشاط الحوثيين لا يقتصر على الداخل اليمني، بل يشمل الاراضي السعودية ايضا. فقد أعلن ​التحالف العربي​ بقيادة الرياض، امس، أن الدفاعات الجوية ​السعودية​ اعترضت ودمرت 5 ​صواريخ​ بالستية أطلقتها جماعة ​أنصار الله​ الحوثية اليمنية تجاه ​جازان​ في السعودية. ولفت التحالف العربي في بيان، الى أنه، تم منذ بعض الوقت "إحباط محاولات المليشيا الحوثية العدائية لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية في السعودية، ونحن في التحالف نتخذ الإجراءات اللازمة لتحييد القدرات النوعية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذا الضغط يسابق احياء محادثات فيينا الشهر المقبل مبدئيا من جهة، والحوار السعودي الايراني الجاري برعاية عراقية بعيدا من الاضواء، من جهة ثانية. وتريد من خلاله طهران، تحسين شروطها مع مَن تفاوضهم اقليميا ودوليا، بحيث تساعدها هذه المكاسب الميدانية كما هو الحال في اليمن، او السياسية كما هو الحال في لبنان مثلا، على الذهاب الى المحادثات من موقع القوي لا الضعيف، خاصة وان الجمهورية الاسلامية تدرك ان اي اتفاق لن يتم معها الا اذا شمل وقف توتيرها الاوضاع الامنية في المنطقة، ووقف تخصيبها الاوروانيوم وتطويرها السلاح النووي والبالستي وتصديره الى أذرعها... هو اذا التسخين الذي يسبق التبريد والحلول والتسويات، تتابع المصادر، الا اذا أطالت ايران عمره اكثر.. فتصرّفٌ كهذا سيقضي على الرغبة الاميركية والاوروبية والسعودية، بالعودة الى اي تفاهمات معها.. تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o