الحلول معلقة حكوميا وقضائيا ولبنان نحو التفاوض على نقطة ترسيمية جديدة!
الراعي لـ "القائد": دعم مطلق للجيش وتحقيق يشمل الجميع دون استنسابية
رفض اعطاء الاذن لبيطار لملاحقة صليبا وابراهيم..والمستقبل يهاجم نصرالله
المركزية- بين متاريس المواقف، يستمر اللبنانيون بالعيش بقطع النفس، لا تنالهم الا شظايا الخلافات السياسية وزيادة في الفقر والامعان في تجويعهم واذلالهم فيما القادة السياسيون يتناقلون الرسائل النارية في ابراجهم العاجية وقد عطلوا العمل الحكومي الذي شكل نقطة امل اخيرة لامكان الشروع في مسيرة الانقاذ.. وكيف للحل ان يأتي ما دام لا شيء في الأفق يوحي باقتراب فك اسر جلسات مجلس الوزراء، في ظل فقدان الليونة السياسية، وإصرار البعض على التنكر للواقع والنصيحة، فلا يبدل ما في نفسه، ولا ما في اجندته، غير عابئ بدفع البلاد الى انتظار طويل ومكلف وضبابية كثيفة، فيما مؤشرات الشلل التام ترتفع وتكاد تقترب من خط النهاية مع تطاير اسعار المحروقات والسلع والدولار ينهش ما بقي في جيوب الناس.
لا جديد حكوميا وقضائيا! وفيما الجمود في العمل الحكومي على حاله، لا جديد ايضا في قضية تنحية المحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق البيطار، حتى اللحظة، والتي يشترطها حزب الله وامل للعودة الى الحكومة. وقد أفيد ان "مجلس القضاء الاعلى لم يتفق حتى الساعة على استدعاء البيطار للاستماع اليه وأبقى اجتماعاته مفتوحة"، في حين صادق المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان، على قرار مجلس الدفاع الأعلى رفض إعطاء الإذن للمحقق العدلي بجريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، بملاحقة المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، كما على قرار وزير الداخلية بسام المولوي الرافض إعطاء الإذن بملاحقة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
طرف فوق القانون: وفي انتظار ما قد يقوله الامين العام للحزب حسن نصرالله في كلمته مساء، وسط ترجيحات بأن تبقى في الاطار الديني، تفاعلت اليوم مسألة استدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للاستماع اليه امام المحكمة العسكرية، في حوادث الطيونة – عين الرمانة الاخيرة. في السياق، غرد جعجع عبر حسابه على "تويتر"، كاتبا: أنا كرئيس حزب لبناني شرعي تحت القانون. ولكن لتستقيم العدالة، على القضاء ان يتعاطى مع كل الأطراف في البلد على أساس انهم تحت القانون. يظهر ان الطرف الأساسي في أحداث عين الرمانة يعتبر نفسه فوق القانون، وللأسف يجاريه القضاء العسكري حتى الآن بهذا الاعتقاد.
علوش لنصرالله: من جانبه، شنّ نائب رئيس "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش في تغريدة على حسابه عبر"تويتر"، هجومًا عنيفًا على نصرالله على خلفيّة خطابه الأخير. وكتب "حول كلام نصر الله التحريضي في خطابه الاخير: من غدر برفيق الحريري وسمى القتلة قديسين لا يحق له اتهام اي شخص بالغدر".
الراعي والجيش: وسط هذه الاجواء الضاعطة امنيا واجتماعيا التي تلقي مسؤوليات مضاعفة على المؤسسة العسكرية، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قائد الجيش العماد جوزف عون وكان عرض للتطورات الامنية في البلاد ولاوضاع المؤسسة العسكرية. اثنى البطريرك الراعي على دور الجيش والقوى الامنية في ضبط الامن والحؤول دون الفلتان الامني في الشارع الامر الذي يهدد امن كل البلاد وسلامة كل المواطنين.
وقالت مصادر اطلعت على اجواء الاجتماع لـ"المركزية" ان البطريرك اكد للقائد الدعم المطلق للمؤسسة العسكرية للقيام بكامل واجباتها في حماية المناطق ، ودعم استقلالية القضاء وعدم تسييسه. وبالنسبة الى حوادث عين الرمانة كان تشديد على ان يشمل التحقيق جميع الاطراف من دون استنسابية او انتقائية.
بوادر خير؟: سياسيا، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي النائب هاغوب بقرادونيان الذي اعلن بعد اللقاء "بحثت مع دولته الاوضاع الاجتماعية، وهو ينكب حاليا على العمل الجاد، وعلى عقد اجتماعات للجان الوزارية، والاولوية هي للمواضيع الإصلاحية والمالية مع المجتمع الدولي لا سيما صندوق النقد والبنك الدوليين. ان الكهرباء هي هم الرئيس ميقاتي الاول، وكما فهمت فإن هناك بوادر خير في هذا الخصوص من العراق والأردن ومصر. ولدى دولته ايضا مشروع لإعادة اموال المودعين وهو يأمل خيراً". أضاف "اما في الشأن السياسي فهناك قضايا متراكمة من الماضي والرئيس ميقاتي بحنكته وبصبره وبعمله الدؤوب يعمل لمعالجة هذا الموضوع.وبالنسبة إلى اجتماع مجلس الوزراء فشعرت بان هناك بوادر خير في هذا الشأن".
البطاقة التمويلية: وفيما الغلاء الفاحش يصيب كل شيء، قال النائب فريد البستاني من السراي "وضعت الرئيس ميقاتي في أجواء عمل لجنة الاقتصاد النيابية واطلعته على عملنا في ما يخص البطاقة التمويلية، ونحن نتابع تطور الاكتتاب، وستبصر البطاقة النور في وقت قريب وكل الشائعات التي تصدر في وسائل الاعلام حولها لا صحة لها اطلاقاً".
يوم غضب عام: على الضفة الحياتية – المعيشية ايضا، أعلن رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس "أن يوم الاربعاء المقبل 27 الجاري هو "يوم غضب عام" لقطاع النقل البري والسائقين على جميع الاراضي اللبنانية". وسأل "وزير الطاقة والمياه لماذا التبرير للزيادة الكبيرة والبالغة ستون ألف ليرة على صفيحة البنزين ، فكلامك فيه تهديد للناس ، خصوصاً وان ليس هناك اي نص قانوني يتحدث عن جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية متحور ، ماذا يعني سعر صفيحة البنزين أكثر من 300،000 ل.ل. وبرأينا هي اذلال للشعب والمواطن؟"، وقال: لقد كان قطاع النقل والاتحاد العمالي العام سباقين وتقدمنا بمشروعنا لدعم هذا القطاع لتمكينه من القيام بدوره الوطني في نقل الركاب وذوي الدخل المحدود من كل فئات الشعب ، صفيحة المازوت 270،000 ل.ل. قارورة الغاز 240،000 ل.ل. والشعب مطنش وعلى هذا الشعب ان يقول لحكومته كفى!
لقاء موسع: وليس بعيدا، تشهد الساحة المطلبية في الأيام المقبلة حركة ناشطة على جبهَتَي الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام، إذ سيُعقد لقاء موسّع في مقرّ الاتحاد الأسبوع المقبل يجمع الهيئات الاقتصادية ونقابات المهن الحرة بمشاركة رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد، كما سيكون لقاء للهيئات والاتحاد مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لوضعه في أجواء النقاشات الجارية حول زيادة الاجور وملحقاتها. وكان عُقد اجتماع ظهرا في مقر الاتحاد العمالي العام، حضره رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير، ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان نبيل فهد، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، نائبه حسن فقيه، والامين العام للاتحاد سعد الدين حميدي صقر. وبحث المجتمعون في العلاقة بين الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام وأوضاع العمال في مختلف القطاعات الاقتصادية في ظل الظروف الراهنة.
دعوة الى موسكو: من جهة ثانية، عرض وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب مع السفير الروسي الكسندر روداكوف للاوضاع في لبنان والمنطقة، وجرى البحث في العلاقات الثنائية وكيفية تطويرها لا سيما في المجالين الاقتصادي والمالي. وتناول الجانبان الدعم المتبادل في المحافل الدولية.ووجه روداكوف الى الوزير بو حبيب دعوة رسمية من نظيره الروسي سيرغي لافروف لزيارة موسكو في وقت قريب.
دعم اميركي: من جهة ثانية، اكدت السفيرة الاميركية دوروثي شيا التي حضرت افتتاح برنامج Pop-Up Spaces في صيدا، "إن هذه التجربة خير برهان نقدمه لأصدقائنا اللبنانيين على أننا لن نترك الشعب اللبناني وحده، خصوصا في هذه الفترة الاقتصادية العصيبة، بل لن نتردد في ملاقاته أينما كان".
واضافت: "نعتبر هذا الحدث اليوم خطوة إضافية نتخذها على درب المسيرة الطويلة التي التزمنا بها لكم ولشراكتنا معا. "
تنازل عن الخطين؟ في المقلب الآخر، وعلى رغم ضبابية الموقف اللبناني من مسألة المفاوضات غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والذي حمله كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية لأمن الطاقة الوسيط الأميركي الجديد في عملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية أموس هوكشتاين، اشارت معلومات غير مؤكدة لـ"المركزية" الى "توافق مسبق للرؤساء الثلاثة على عدم الموافقة على التشارك في الموارد النفطية وتقاسمها، وإبلاغ هوكشتاين نيّة الجانب اللبناني بالتنازل عن الخطّين 23 و29 والبدء بالتفاوض على نقطة جديدة للانطلاق منها بعملية الاستكشاف والتنقيب".
في السياق، كشفت الخبيرة القانونية في شؤون الطاقة المحامية كريستينا أبي حيدر لـ"المركزية" أن "هوكشتاين كان مستمعاً أكثر من مطالباً"، مشيرة إلى أنه لم يطرح مسألة "التشاركية" في الموارد النفطية. وإذ تساءلت عما إذا كان موقف المسؤولين اللبنانيين المعنيين من ملف المفاوضات واحداً موحّداً، شددت على "عدم تضييع هذه الفرصة الأخيرة والوحيدة، المتمثلة بالوساطة الأميركية، للخروج بنتيجة تصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين".وسألت: هل ان تضييع الوقت متَعمَّد كي يتلهى لبنان بالزيارات المكوكيّة، تسهيلاً لاستكمال إسرائيل عملية التنقيب حتى إنجازها كاملةً أم أن إسرائيل متحمّسة فعلاً لإنجاز ملف الترسيم وإنهاء النزاع مع لبنان، لتأمين الاستقرار لشركاتها.