Oct 15, 2021 12:52 PM
خاص

اهل الاختصاص حسموا جدل الخط: هل توحّد المنظومة موقفها ترسيميا؟

المركزية- حطت نائبة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند في بيروت مساء الاربعاء، وجالت على المسؤولين اللبنانيين امس، متأبّطة ملفات عديدة من موقع لبنان الاستراتيجي ورفض وقوعه تحت السيطرة الايرانية، الاقتصادية بعد السياسية، مرورا بضرورة احترام القضاء وقراراته والتحقيقات الجارية في انفجار المرفأ ورفض ترويع المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، وصولا الى اولوية الاصلاحات ومحاربة الفساد.. الا ان ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل كان ايضا حاضرا بقوة في المحادثات.

فبحسب ما تكشف مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، عشية وصول المبعوث الاميركي الجديد المكلف متابعة الملف هاموس هوكشتاين الى بيروت، وقد آل اليه مرة اخرى بعد ان انتقل من يدي جون دوروشيه الى عهدته، دعت الدبلوماسية الاميركية مَن التقتهم من مسؤولين الى ضرورة اتخاذ موقف من الترسيم، يتيح احياء مفاوضات الناقورة المعلقة منذ اشهر. فوفق المصادر، تحقيق انجاز في هذه القضية الشائكة، يعتبر اولوية اميركية، ليس فقط حرصا على حقوق لبنان النفطية وهو بأمس الحاجة الى ثرواته الدفينة الآن، بل ارضاء لتل ابيب المستعجلة البدء بالتنقيب، وايضا لمعرفة واشنطن ان اقفال هذا الملف سيشكّل حجرا اضافيا في هيكل "تشليح" حزب الله الحجج للابقاء على سلاحه، خاصة وان الولايات المتحدة تنوي بعد ذلك، التفرّغ لترسيم الحدود البرية بين بيروت والكيان العبري بما يحلّ ايضا مسألة الخلاف على "مزارع شبعا" وهويّتها...

فهل سيتمكن القادة المحليّون من التفاهم في ما بينهم على تصوّر واحد وعلى طرح موحّد يحملونه الى الناقورة؟ رغم ابلاغ رئيس الجمهورية نولاند ان لبنان "راغب في معاودة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل من اجل ترسيم الحدود الجنوبية البحرية لاستكمال عملية التنقيب عن النفط والغاز في مياهه الإقليمية، نظرا لأهمية ذلك في تحقيق النهوض الاقتصادي للبلاد"، فإن الخلاف اليوم والتبايناتِ في وجهات النظر حول الخط الذي يجب اعتماده والتفاوض على اساسه، سيّدا الموقف. كما ان لا اتفاق ايضا حول "طبيعة" الوفد الذي يجب ان يعود الى الناقورة: هل يكون عسكريا ام مطعما بدبلوماسيين ومدنيين... وسط هذا التشرذم المقلق الذي يكاد يضيّع على لبنان ثرواته والحقوق، تقول المصادر ان لا بد للسلطة السياسية من الاستعانة بأصحاب الاختصاص من جهة وبموقف قيادة الجيش من جهة ثانية. فهؤلاء سيساعدونها طبعا على اعتماد الخيار الاصحّ ، هذا اذا كانت المنظومة تنوي صون "العنب" وأكله، لا المفاوضة والمساومة عليه!

في السياق، برز اعلان  خبيرة النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتايان ان محكمة العدل الدولية اصدرت قرارها امس والذي يؤكد صوابية الخط ٢٩، ويشهد لحرفية ومهنية الوفد المفاوض اللبناني. واشارت في تغريدة عبر تويتر الى ان الدراسة التي يطالب بها رئيس الحكومة لم تعد مجدية، مضيفةً "سنخسر الوقت والمال والنتيجة ستكون ان الخط ٢٩ هو الاصح قانونًا وتقنيًا! اذهبوا وعدلوا المرسوم ٦٤٣٣ هذا النصر الحقيقي". وتابعت "هذا القرار الجديد يعطي لبنان حجة قانونية اضافية للمطالبة بتجاهل صخرة تخيليت الاسرائيلية القريبة من الساحل الاسرائيلي ومن نقطة الانطلاق عند رأس الناقورة (حالة شبيهة للصومال) وتؤكد ان المرافعة القانونية والدراسة التقنية اللبنانية هي صحيحة وان المطلب اللبناني بالخط ٢٩ متين وقوي". واضافت "محكمة العدل الدولية بتت بموضوع ترسيم الحدود البحرية بين الصومال وكينيا وجاء في قرارها تجاهل الصخور الصومالية المتاخمة والقريبة من الساحل ومن نقطة الانطلاق في المياه الاقليمية للصومال وعدم اعطائها اي تأثير في رسم الحدود وذلك بسبب موقعها غير التناسبي على خط الترسيم".

فهل يستمع اهل المنظومة للتقنيين ويضعون حدا لصراعاتهم سريعا فيجتمع الرؤساء ويحسمون الموقف ام ان الترسيم ايضا سيدخل في مماحكاتهم وحساباتهم الفئوية؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o