Oct 12, 2021 6:21 AM
صحف

حريق الزهراني: الخزان للجيش.. والأسباب تقنية؟

"المصائب لا تأتي فرادى" في لبنان، فالبلد الصغير يتقلّب على جمر أزمات كثيرة، لم يكن ينقصها اكتمال أزمة المحروقات باشتعال خزان وقود في مصفاة الزهراني، جنوبي البلاد، يعود للجيش، لتضيع كمية تتخطى 250 ألف لتر من البنزين بفعل الحريق.

أسئلة كثيرة تُطرح، ومن غير المعروف إن كانت التحقيقات ستكشف عن ملابساتها أم أنها ستبقى طي الكتمان! بعض المعطيات تفيد بأن الحريق حصل نتيجة خطأ تقني وقع خلال عملية النقل، في حين تشير أخرى إلى حصول تسرّب منذ مساء يوم الأحد، وتتحدث ثالثة عن إزاحة سدّاد الخزان من مكانه.

وجاء الحريق على وقع استفحال أزمة الكهرباء والبحث عن حلول "ترقيعية" لها، وبعد موقف واضح لوزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، خلال زيارته لبيروت، أعلن فيه استعداد بلاده لبناء معملين لإنتاج الكهرباء؛ واحد في بيروت وآخر في الجنوب. وهو مشروع سيلاقي دعماً كبيراً من "حزب الله"، الذي سيكثف ضغوطه لدخول الدولة اللبنانية في مثل هذا الاتفاق، كخطوة رسمية لاستكمال المسار، الذي فتحه الحزب بهدف إيصال النفط الإيراني إلى البحر الأبيض المتوسط.

يعتبر "حزب الله" أن الطرح الإيراني هو الأمثل للبنان، كي يتجاوز أزماته، وخصوصاً في ظل المشاكل السياسية التي قد تعترض طريق خط الغاز العربي، لاسيما بعد تسريب "القناة 12" الإسرائيلية أن الغاز المصري والكهرباء الأردنية، اللذين سيتم استجرارهما إلى لبنان، ينبعان من إسرائيل.

وتنفي مصادر دبلوماسية، لـ "الجريدة"، صحة هذه المعلومات، معربة عن اعتقادها بأن خلفية التسريب هدفها إغراق لبنان أكثر في أزماته المعتمة، خصوصاً أن "حزب الله" سيستنفر ضد "التطبيع غير المباشر"، وسيستغل هذا للتشدد أكثر في مسألة شراء نفط إيران.

من جهتها، أشارت "نداء الوطن" الى ان الهريان يتواصل في بنية المنشآت النفطية، وقد تسبب بالأمس باندلاع حريق هائل في أحد خزانات المحروقات في منشأة الزهراني، حيث أكد مصدر مطلع أنّ سبب الحريق هو "إهمال في الصيانة الدورية فكانت النتيجة خسارة 6 آلاف برميل بنزين".

وأوضح المصدر أنّ "أجهزة إطفاء الحرائق معدومة في المنشأة والمسؤول عنها تكلّف "بالواسطة" ولا يملك الخبرة اللازمة"، كاشفاً أنّ "هذه الأجهزة لا تعمل منذ 5 سنوات ولم تخضع لأي صيانة فأصبحت بالية تماماً، علماً أنها لو كانت تعمل وقت اندلاع الحريق لأخمدته في بداياته لأنها مجهّزة بالرغوة المضادة للحرائق".

وفيما التحقيقات جارية لمعرفة مسببات هذا الحريق الذي يطرح أكثر من سؤال في هذه الظروف التي يعيش فيها لبنان أزمة محروقات حادة، قللت مصادر الدفاع المدني في اتصال بجريدة "الانباء" الالكترونية من إمكانية أن يكون الحادث مفتعلا، ورَجَّحت الفرضية التي تحدث عنها وزير الطاقة وليد فياض، الذي انتقل الى الزهراني بطلب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وهي أن الحريق ناتج عن عطل تقني، وعلى الارجح بسبب الاختلال الذي حصل في خزان التفريغ، الأمر الذي غالباً ما يحصل نتيجة الالتواء أثناء عملية التفريغ، مشيرة الى انه "بانتظار الانتهاء من التحقيق، تبقى فرضية الخطأ التقني تتقدم على فرضية الحريق المتعمد".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o