Oct 06, 2021 4:51 PM
تحليل سياسي

زوار اجانب بين المقار وعبداللهيان "في الديار"...ميقاتي: المال والكهرباء اولا
بايدن يراسل عون والمطارنة يحذرون من التدخل المعيب في القضاء
الطوابير تعود لغياب الوزير والحزب يحدد موقفه من مفاوضات الصندوق بعد التوضيح

المركزية- أسبوع الحج السياسي والاقتصادي الدولي في الاتجاه اللبناني يُستكمل اليوم مع وصول وزير خارجية "الوصاية الايرانية على لبنان" حسين امير عبد الله الذي تلاقيه القوى السيادية بمسيرة رافضة في قلب العاصمة، وما بينهما رسالة رئاسية اميركية لرئاسة لبنان تعرب "عن سعادة الشعب الاميركي بمساعدة الشعوب كافة على التوصل الى عيش حياة آمنة ومستقرة ومزدهرة".
اما الحراك الداخلي فمأخوذ  بهموم المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وخطته التي لم تجهز بعد واصلاحات المال والكهرباء ودعم الفقراء والمحروقات التي طار وزيرها الى الخارج فطار معه جدول الاسعار وعادت الطوابير الى واجهة مشهد المعاناة اليومية، فيما أولياء الحل والربط السياسي يعقدون الأمل على ولي الأمر الخارجي، غير المبالي بلبنان لانهماكه في اعادة ترتيب أوراقه ورسم خرائط قوته في المنطقة التي لا يحظى لبنان منها سوى بنقطة وجوب ابقائه مستقرا حفاظا على امن واستقرار جيرانه.

زحمة زوار: قبيل جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في الرابعة في السراي، والتي يخشى ان يعكّر اجواءها ملف الكهرباء، ازدحمت الساحة السياسية بالزوار الخارجيين، من المانيا وفرنسا وقبرص وصولا الى ايران ووزير خارجيتها حسين امير عبداللهيان الذي يلتقي غدا نظيره عبدالله بوحبيب، كل ذلك فيما عادت ازمة المحروقات تذر بقرنها، رغم صهاريج النفط الايراني...

المفاوضات مع الصندوق: وبينما يشدد الخارج على الاصلاحات وعلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، استقبل الرئيس ميشال عون، وفدا من المكتب الدولي Clearly gottlieb steen and Hamilton LLP للاستشارات القانونية ضم المحامي اندرو برنشتاين والمحامية لين عمار وعرض معهما الاستعدادات الجارية لتفعيل خطة التعافي المالي والاقتصادي التي سبق ان وضعتها الحكومة السابقة وكلف فيها المكتب القانوني للدولة اللبنانية بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي". وخلال الاجتماع، اكد الرئيس عون " تشكيل فريق العمل الوزاري الذي سيتولى التفاوض مع الصندوق بعد تشكيل الحكومة الجديدة"، مركزا على "أهمية دور المكتب كمستشار قانوني في عملية التفاوض من جهة، ومع الدائنين من جهة اخرى والعمل لمصلحة حقوق لبنان وتحديد الخسائر وتوزيعها بصورة عادلة". ولفت الرئيس عون لعضوي الوفد الى ان "خطة التعافي المالية والاقتصادية والاجتماعية والمصرفية ستعرض فور إنجازها على مجلس الوزراء لاعتمادها في التفاوض مع صندوق النقد الدولي"، مشيرا الى "ضرورة تزامن درس هذه الخطة مع تنفيذ خطة الكهرباء وتطوير مرفأ بيروت وتنفيذ التدقيق المالي الجنائي". واعرب الوفد عن "الاستعداد لمتابعة التعاون مع الدولة اللبنانية لا سيما وان مكتب "غوتيليب ستين وهاملتون" متخصص بتقديم المساعدة القانونية في اطار التفاوض مع الدائنين لدى الدول او الشركات المتعثرة". 

بايدن لعون: وكان الرئيس الأميركي جو بايدن اكد "سعادة الشعب الأميركي بمساعدة الشعوب كافة على التوصل الى عيش حياة آمنة ومستقرة ومزدهرة"، معرباً عن "تأثره للعمل معا في سبيل تأمين مستقبل للعالم مليء بالامل"، وذلك في رسالة الى رئيس الجمهورية شكره فيها على تهنئته بذكرى استقلال بلاده. 

ميقاتي والاصلاح: من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، خلال استقباله وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية نيلز انن، أن "لبنان يقدر الجهد والاهتمام اللذين تبديهما المانيا لمساندته في الأزمة الراهنة التي يمر بها"، مشدداً على أن " لبنان قادر، على الرغم من الصعوبات، على النهوض من جديد، وهذا ما تفعله الحكومة من خلال معالجة الاوضاع الطارئة التي يعيشها اللبنانيون والبدء بالإصلاحات الداخلية المطلوبة لوقف النزف المالي والنهوض بالإدارة والمؤسسات، بالتوازي مع بدء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي لوضع برنامج اصلاحي طويل الامد، ينطلق من الحاجات اللبنانية ومن أهمية دعم الدول والهيئات المانحة له". وأكد ميقاتي أن "من أولويات الحكومة  في الظرف الراهن  تحقيق الاصلاح المالي وزيادة ساعات التغذية الكهربائية اضافة الى  دعم الاسر الأكثر فقرا وتأمين المستلزمات الحياتية لها"، مشددا على  "التزام الحكومة باعتماد الشفافية المطلقة في كل المشاريع الانمائية وبشكل خاص اعادة اعمار مرفأ بيروت". وجدد الالتزام بـ"إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ، لما يشكله هذا الاستحقاق من اولوية في تحديد خيارات اللبنانيين والتقيد بأحكام الدستور".

طوابير من جديد؟: على الارض، عادت الازمات تشتد. اذ امتنع عدد من محطات بيع المحروقات عن فتح أبوابه أمام الزبائن اليوم، ما أدّى إلى عودة الطوابير ولو في شكل محدود، بسبب عدم صدور جدول أسعار المحروقات اليوم، فيما المحطات ستبقى مقفلة على أن يصدر الجدول غداً مع التسعيرة الجديدة. وفي المعلومات إنّ شركات المحروقات امتنعت عن التسليم اليوم بسبب عدم صدور جدول جديد بالأسعار لغياب وزير الطاقة خارج لبنان حيث يعقد لقاءات في مصر، خصوصاً أنّ صلاحيّة التوقيع تعود إليه حصراً، علماً أنّ عدم صدور جدول جديد لا يعطي الشركات الحقّ بالامتناع عن التسليم، إلا أنّها اختارت الانتظار بهدف تحقيق أرباحٍ أكبر.  وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس لـ"المركزية"، "نترقب أن يوقع وزير الطاقة الجدول مساء اليوم، فيعود تسليم المشتقات النفطية غداً إلى طبيعته بدءاً من الشركات وصولاً إلى الأسواق.. ليَنعم المواطنون مجدداً بهدوء حركة سوق المحروقات التي شهدها الأسبوع الفائت، وبالتالي تنتفي أسباب زحمة السيارات التي شهدتها المحطات اليوم. وعزا البراكس "السبب الآخر لتهافت المواطنين على المحطات اليوم، إلى استباق المواطنين غلاء الأسعار المتوقع غداً عند صدور الجدول عن وزارة الطاقة، وهذا أمر معروف وطبيعي لطالما كان يحصل". وأمل من مصرف لبنان "التعجيل في إصدار الموافقات المسبقة للشركات المستوردة، واستقدام البواخر بسرعة أكبر... إلى حين بلوغ مرحلة تحرير الاستيراد". ووفقاً لمعلومات صحافية، فإنّ الجدول الجديد سيلحظ ارتفاعاً في سعر صفيحة البنزين حيث سيتم احتساب الدولار على أساس الـ 17 ألف ليرة بعدما كان يُحتسب على أساس الـ 14 ألفاً.

في الاردن: ليس بعيدا، استقبل رئيس الوزراء في المملكة الأردنية الهاشمية  بشر الخصاونة في مقرّ رئاسة الوزراء، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، ووزير الكهرباء السوري غسان الزامل، في حضور وزيرة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن هالة زواتي. وبحسب وكالة الانباء الاردنية (بترا) "أكد رئيس الوزراء على العلاقات الاخوية التي تربط الأردن مع كل من سوريا ولبنان والحرص على تعزيز التعاون المشترك خدمة لمصالح الدول الثلاث الشقيقة، واستعداد الأردن بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، لتقديم الدعم والإسناد اللازم للبنان الشقيق الذي يمرّ بتحديات اقتصادية استثنائية". وتركّز الحديث في خلال اللقاء على "الخطوات العملية التي يتم اتخاذها على الارض لتسريع إيصال الغاز المصري والكهرباء الى لبنان عبر الاردن وسوريا لمواجهة تحديات الطاقة التي يمرّ بها لبنان الشقيق". واستمع رئيس الوزراء إلى "إيجاز الوزراء الثلاثة حول الجهود المبذولة لتسريع الخطوات العملية لاستكمال البنية التحتية اللازمة داخل الاراضي السورية لنقل الغاز والكهرباء إضافة إلى بعض الأمور الفنية والتعاقدية، التي سيتم الاتفاق عليها"... كذلك استضافت الأردن اليوم اجتماعاً وزارياً ضمّ الوزراء المعنيين بشؤون الكهرباء في كل من الأردن، سوريا ولبنان، تم خلاله الاتفاق على تزويد لبنان في جزء من احتياجاته من الطاقة الكهربائية من الأردن عبر الشبكة الكهربائية السورية، حسبما ذكرت وكالة الانباء الاردنية (بترا). وتم خلال الاجتماع الذي عُقد في وزارة الطاقة والثروة المعدنية في العاصمة عمان، تقديم خطة عمل وجدول زمني لإعادة تشغيل خط الربط الكهربائي بين الأردن وسوريا وإجراء جميع الدراسات الفنية واعداد الاتفاقيات اللازمة لتنفيذ عملية التزويد.

المطارنة والقضاء: في المواقف، أبدى المطارنة الموارنة ارتياحهم لتشكيل الحكومة ودعوا المسؤولين اللبنانيين إلى الإستفادة القصوى من وقوف فرنسا إلى جانب لبنان، كما حذروا من التدخل في القضاء وأكدوا وقوفهم إلى جانب القضاة الشرفاء وإلى جانب أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت والمتضررين.  وقالوا اثر اجتماعهم الشهري "يبدي الآباء ارتياحاً إلى تشكيل الحكومة، ويرَون أن المسؤولية الإجرائية تتطلّب معالجات إستثنائية إبتكارية سريعة تُعوِّض عما فات البلاد من فرص، وتستوجب شفافية تامة على صعيد العمل الداخلي والإتصالات مع المرجعيات الدولية، بحيث يتلازم الإصلاح مع ما يُسهِّل الطريق إلى تأمين الإنعاش المالي والإقتصادي". ولفت البيان إلى أن الآباء "ينظرون بقلقٍ كبير إلى تعاظم الأزمة الإقتصادية والمعيشيّة والإجتماعيّة التي تُحاصِر اللبنانيين من كلّ صوب، بدءًا بحاجتهم إلى وقود، مروراً بالارتفاع من دون رقابةٍ لأسعار السلع الغذائية والأدوية والمُتطلِّبات الصحية الأخرى، وانتهاءً بالاستحقاقات المدرسية والجامعية. فينبغي التصدي لكلّ ذلك بتعاونٍ كامل بين القطاعَين العام والخاص، تحاشيًا لأيّ اختلالات، وتصويبًا للخدمة العامة بما يُريح المواطنين ويخفّف عنهم الضائقة القاهرة". وحذِّر الأباء بشدةٍ "من التدخُّلات المعيبة في شؤون القضاء العامل على كشف الحقيقة في جريمة تفجير مرفأ بيروت وسواها من جرائم. ويُؤكِّدون وقوفهم إلى جانب القضاة الشرفاء وذوي الضحايا والمُتضرِّرين حتى جلاء الحقيقة وصدور الأحكام العادلة. فلا نفع من دولةٍ لا تُظلِّلها العدالة، ولا جدوى من مستقبلٍ لها يخنقه الإجرام المتفلّت والمحمي من النافذين داخليًّا وخارجيًّا". 

الحزب والصندوق: وقبيل وصول عبداللهيان، قال نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم "أصبح الأميركيون يعرفون اليوم أنهم في لبنان يواجهون جماعة مؤمنة، مخلصة، خلوقة، صلبة تعمل لمصلحة شعبها، وتؤمن بأن الحق سينتصر ولو بعد حين، فليستخدموا كل ما يريدون. نحن أيضا من حقنا أن نستخدم كل الوسائل المشروعة التي تؤدي إلى النتيجة الإيجابية، بما أن هدفنا الحرية والاستقلال والتحرير. فنحن لا نقبل إملاءات من أحد تؤدي إلى تثبيت المشروع الإسرائيلي في المنطقة أو تعطيل استقلالنا أو حريتنا أو مواجهتنا للاحتلال، ولا نقبل أن يعتدي علينا أحد من دون أن نرد الاعتداء، ولا نقبل إلا أن نكون أقوياء جاهزين لكل التحديات على كل المستويات العسكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية". وأعلن "اننا مرتاحون لتشكيل الحكومة، وبإمكانها أن تعمل على مسارين أساسيين، مسار الإنقاذ والإصلاحات ومسار التهيئة للانتخابات النيابية في موعدها. لا تعارض بين المسارين، حتى لو كانت الإنجازات المحتملة في مسألة الإصلاحات محدودة وقليلة، لكن يجب أن نعمل بكل إمكاناتنا لنخفف الألم والمرارة والصعوبات على الناس، يجب أن تواكب خطة الإنقاذ متابعة الإجراءات العملية لمواجهة الفساد. من هنا، ومن أجل أن تتوضح الصورة ليس لدينا موقف مسبق من اقتراحات أو إجراءات صندوق النقد الدولي، إنما ننتظر أن تجري المناقشات بين الحكومة وبين الصندوق. فما نجده مناسبا نأخذ به وما نجده غير مناسب نعترض عليه ونقول وجهة نظرنا، وبالتالي ليس هناك لا قبول أعمى ولا رفض مطلقا، وإنما نناقش التفاصيل من خلال الحكومة ونتخذ الموقف المناسب لما فيه مصلحة لبنان".

ارتياب مشنوق: على صعيد تحقيقات المرفأ، افيد ان فريق الدفاع عن النائب نهاد المشنوق سيتقدّم خلال يومين بطلب نقل الدعوى من القاضي طارق البيطار أمام محكمة التمييز وذلك للارتياب المشروع.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o