Sep 29, 2021 9:21 PM
اقليميات

نجلاء بودن..أول امرأة تتولى رئاسة حكومة دولة عربية

تعيين نجلاء بودن رئيسة للحكومة التونسية خطوة "تاريخية" سواء بالنسبة لتونس أو باقي البلدان العربية، لكنها مع ذلك لا تعني أن وضع المرأة في المنطقة سيتحسن بين ليلة وضحاها، وفقا لناشطات نسويات.

وأعلن الرئيس التونسي، قيس سعيد، الأربعاء، تعيين بودن (63 عاما) رئيسة للوزراء لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب في تونس.

وعملت بودن في السابق أستاذة تعليم عال في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس وهي مختصة في علوم الجيولوجيا، وكانت مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وحاصلة على درجة الدكتوراه في علوم الجيولوجيا.
وأشادت ناشطات نسويات تونسيات بقرار الرئيس، لكنهن أبدين مخاوف من أن تكون له "مآرب" سياسية يحاول سعيد من خلالها النأي بنفسه عن الأزمات التي تمر بها البلاد.

ووفق بحث سريع، فإن بودن تعبر أول امرأة تتولى رئاسة حكومة في دولة عربية، وهذا ما ذكرته أيضا الـNPR.

"مناورة"

تقول رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، يسرى فراوس، إن تعيين نجلاء "جاء استجابة لمطلب مرفوع من قبل الحركة النسوية ومن الحقوقيين والحقوقيات بتعيين امرأة لرئاسة الحكومة".

وتضيف فراوس في حديث لموقع "الحرة" أن خطوة سعيد تمثل "حركة سياسية ومناورة يريد أن يبين من خلالها أنه أقام الحد نهائيا بينه وبين حركة النهضة".
تعتقد فراوس أن الخطوة "من شأنها أن تغير الثقافة السائدة في تونس وباقي المجتمعات العربية والمتعلقة بمنح النساء دورا رياديا".

تقول فراوس "تعودنا في تونس وبلدان المنطقة بشكل عام، أن الخطوات الأولى نحو المساواة دائما تأتي من الرئيس أو الزعيم".

وتضيف أن "بعض القضايا إن لم تكن مدفوعة من قبل السلطة السياسية فإن المجتمع بذكوريته وتحيزه الجنسي يأخذ وقتا كبيرا لكي يتحرر من التمييز والعنف".

وتوضح أن "هذا الأمر من ناحية يعتبر إيجابيا، لأنه يساعد على تطوير عقليات المجتمع، لكنه في الوقت ذاته يؤشر إلى أن التغيير مرهون بهوى الرؤساء والزعماء وقناعاتهم، وليس نتيجة عقلية المؤسسة السياسية التي تدير شؤون البلاد".
"رمزيا امرأة رئيسة حكومة"
بالمقابل كتبت الناشطة الحقوقية، بشرى بالحاج حميدة، في صفحتها على موقع فيسبوك: "رمزيا امرأة رئيسة حكومة قرار مهم خاصة وأن سعيّد تميز بالمواقف السلبية تجاه قضية المساواة (بين الجنسين)".

ويأتي تكليف رئيسة للوزراء بعد شهرين من عزل الرئيس للحكومة السابقة وتجميد أنشطة البرلمان قبل أن يستأثر بالسلطة التنفيذية والتشريعية هذا الشهر في خطوة وصفها خصومه بأنها انقلاب، بينما قال إنها ضرورية لإنقاذ البلد من الانهيار.

وفي الأسبوع الماضي ألغى الرئيس أغلب أجزاء الدستور قائلا إنه يستطيع أن يحكم بمرسوم ويسيطر على الحكومة بنفسه خلال فترة استثنائية لم يعلن عن موعد انتهائها.

وبالتالي يرجح أن يكون دور رئيس الوزراء أقل أهمية مما كان عليه في الإدارات السابقة منذ انتفاضة 2011 بعد إعلان سعيد الأسبوع الماضي أن الحكومة ستكون مسؤولة أمام الرئيس وأنه يمكنه اختيار أو إقالة الوزراء.

وستعمل بودن وفقا للتغييرات التي أقرها سعيد على السلطة التشريعية والتنفيذية وسيكون نشاطها مراقبا وتحت اشراف الرئيس.

وهل سيكون لوبدن صلاحيات؟

تقول فراوس إن "تعيين نجلاء جاء بعد قيام الرئيس بالاستحواذ على السلطة، في محاولة منه لإعطاء صورة إيجابية على اعتبار انه يريد إعادة الاعتبار للقيم التي تقوم عليها الديمقراطية".

وتشير إلى أن "التعديلات التي أجراها سعيد على الدستور تعني أن مهمة رئيسة الحكومة الجديدة ليست وضع برامج أو تدبير سياسات لحل أزمات البلد، وانما فقط اقتراح تنفيذ البرامج التي يضعها الرئيس".

في الوقت ذاته، تشدد فراوس أن رئيسة الحكومة "ستتحمل المسؤولية بشكل كبير جدا، كما أنها ستكون من دون صلاحيات وسط أزمة سياسية واقتصادية حقيقية في تونس".

"النساء في الواجهة"

وتواجه تونس أزمة تلوح في الأفق بسرعة في المالية العامة بعد سنوات من الركود الاقتصادي تفاقمت بسبب الوباء والصراع السياسي.

وتتعرض السندات الحكومية لضغوط ووصلت تكلفة التأمين ضد التخلف عن السداد إلى مستوى قياسي.

وتواجه البلاد وضعا اقتصاديا واجتماعيا مترديا زادت في تعميقه تداعيات وباء كوفيد-19 في ظل نسبة بطالة تناهز 18 في المئة ونسبة تضخم من 6,2 في المئة.

وتقول فراوس: "نحن كنسويات لا نستطيع أن نحتفي بحلاوة هذه الخطوة، لأنها ربما تكون محاولة من الرئيس وضع النساء في الواجهة".

"خطوة تاريخية"

عربيا، كانت ردود الفعل مرحبة بقرار تعيين امرأة بمنصب رئيسة وزراء في دولة عربية، معتبرين أنها "غير المسبوقة" عربيا.

تصف الكاتبة المغربية، سناء العاجي، الخطوة بـ"التاريخية" سواء بالنسبة لتونس أو باقي بلدان المنطقة".

ومع ذلك تقول العاجي لموقع "الحرة" إن "هذا التعيين لا يعني أن النساء في دول المغرب العربي والشرق الأوسط سيتخطين كل العثرات في طريقهن نحو تحمل مختلف المسؤوليات العمومية".

لكنها تشير في الوقت ذاته إلى أن "رمزية هذه الخطوة العظيمة ودلالتها مهمة وكبيرة جدا".

وتعتقد الناشطة النسوية العراقية، نبراس المعموري، أن "ما وصلت إليه نساء تونس اليوم هو نموذج يحتذى به"، داعية في حديث لموقع "الحرة" المسؤولين في باقي الدول العربية لأن يحذو حذو تونس.

وتضيف المعموري أن "النساء في تونس ومنذ فترة طويلة يحظين بمكانة سياسية مهمة وكان لهن صوت مهم ودور سياسي في بلادهن".

وترى المعموري أن "الزعامات في الدول العربية اليوم في وضع حرج جدا بعد الخطوة التونسية، لأنها ستكون الشرارة لانطلاقة وتحول جديد، نأمل ان بتكون بداية لحصول تغيير جذري شامل فيما يتعلق بالنظرة لدور المرأة وأهميته".

المصدر: الحرة

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o