Aug 26, 2021 5:57 AM
صحف

هل يكون اللقاء الـ13 فأل خير فتولد الحكومة؟

لم ينعقد الاجتماع امس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، بعد اتصال اجراه الرئيس المكلف متمنياً تأجيل الموعد، حتى ينتهي من مشاوراته المستمرة مع القوى السياسية التي ترفع طلبات كثيرة على صعيد إختيار الاسماء وتوزيع الطوائف على الحقائب التي ستُسند اليها عبر شخصيات مستقلة. وعلى هذا بقي التشكيل مؤجلاً وكذلك اعتذار الرئيس المكلف. واوضحت مصادر متابعة للإتصالات ان ميقاتي يواصل مشاوراته مع القوى السياسية للإنتهاء من تركيب الصيغة النهائية بالحقائب والاسماء وسيزور بعبدا اليوم عارضًا على الارجح التشكيلة التي يراها مناسبة والتي يبدو انه قطع شوطاً واسعاً لإنهائها.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن مصير الحكومة اضحى قريبا تأليفا أو تعثرا آخر يؤدي إلى اعتذار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لكن ما اوحت به اجواء بعبدا يؤشر إلى مناخ تفاؤلي حيث ذكرت أن الرئيس ميقاتي يزور القصر الجمهوري قريبا مع تشكيلة متوازنة قد تطرأ عليها ملاحظات وسيصار إلى ترتيب الوضع والعقد قيد التذليل الجدي. وفهم أن العقد تتصل بالأسماء لوزارتي العدل والشؤون الاجتماعية في حين تردد أن عقد الطاقة والداخلية ذللت كما أن هناك وزارة الاقتصاد التي يرغب رئيس الجمهورية في أن تكون من حصته.

وقالت المصادر إن الصيغة غير النهائية تبحث بين عون وميقاتي على أن ثمة أسماء قد يلحقها التغيير في اللحظات الأخيرة والأمر ينطبق على الإضافات أو غير ذلك خصوصا أن المسألة برمتها تتصل بالتوافق بين عون وميقاتي حول اسماء بعض الحقائب. ولفتت المصادر إلى أن هناك من يتحدث عن عقد أبعد من الأسماء وتتصل بجدول أعمال الحكومة الجديدة حول تعيينات امنية ومالية لكن هذا الأمر ينفيه المعنيون لأن الأساس يبقى كيفية إنقاذ الوضع وإجراء الاستحقاقات المقبلة.

وأكدت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان الاتصالات مستمرة لتذليل، ما تبقى من عقد وخلافات، ما تزال تعيق انجاز التشكيلة الوزارية بصيغتها النهائية، لكي يتم عقد لقاء تشاوري بين الرئيس عون والرئيس ميقاتي، قد يكون الاخير بينهما، للاتفاق واصدار مراسيم التشكيلة الوزارية، او اعتذار الرئيس المكلف عن الاستمرار في مهمته، ولم تحدد المصادر العقد المتبقية، الا انها كشفت عن اكثر من محاولة لحصول رئيس الجمهورية على الثلث المعطل بالحكومة الجديدة، تارة عن طريق تسمية وزراء محسوبين على التيار الوطني الحر، بأساليب ملتوية وتارة اخرى، من خلال ضم حقائب كالطاقة، زيادة على حصته. واذ أشارت المصادر نقلا عن وسطاء نشطوا، طوال الايام القليلة الماضية، الى ان تقدما حصل خلال الساعات الماضية على طريق تشكيل الحكومة، قد يترجم ايجابا بصعود ميقاتي الى بعبدا اليوم، في حال تم تذليل ما تبقى من عقبات، تحرك اكثر من موفد مساء امس، ومن بينهم، موفد من حزب الله، باتجاه الرئيس المكلف، والنائب جبران باسيل لتذليلها، في حين، تبقى بعض التفاصيل التي تتطلب التشاور والاتفاق عليها، بين عون وميقاتي مباشرة.

واعتبرت المصادر ان قيام القاضية غادة عون، بتسطير بلاغ بحث وتحري، بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالامس، في هذا الوقت بالذات، والتي يبدو انها بايعاز من باسيل شخصيا، للرد على قرار سلامة برفع الدعم عن المحروقات، خلافا لارادة عون وباسيل، بانها محاولة واضحة لابتزاز الرئيس المكلف، والحصول منه على تنازلات اساسية بالتشكيلة الوزارية لصالح الفريق الرئاسي، بعدما شارف على وضع اللمسات قبل الأخيرة على هذه التشكيلة، ورفض ضم اي شخصية لها مواصفات حزبية او قريبة من باسيل اليها، واصر على عدم اعطاء اي طرف فيها، حصة الثلث المعطل، مباشرة أو مواربة، كما كان يسعى باسيل الى ذلك مواربة ومن وراء الكواليس.

والمعضلة حسب مصادر في "الثنائي الشيعي" هنا ان رئيس الجمهورية بحسب اوساطه «لم يعد لديه ما يخسره سواء تشكلت الحكومة او لم تتشكل"، وبالتالي فان ميقاتي "بات محشورا في الزاوية فاما الاتفاق على اسماء مشتركة وتوافقية مع عون او لا حكومة". وحسب هذه المصادر فإن مصير الحكومة بات يعتمد على المفاوضات يوما بيوم، اذا سألت عون وميقاتي عن مصير الحكومة تسمع الاجابة ذاتها "ما منعرف،الامور بخواتيمها" وما يعزز هذا الكلام ان عون قال امام المعنيين في الثنائي الشيعي "ان اي تشكيلة تضم اسما واحدا غير متوافق عليه او موضع شك سوف ينسف التشكيلة بأكملها ويعيد الامور الى نقطة الصفر". ولكن، ثمة اسئلة جوهرية هنا تعيد الازمة الى مربع ميقاتي اذا اعتبرنا ان عون خسر في لعبة الابتزاز السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي مورست ضده وضد عهده؟

اولا: كيف سيواجه ميقاتي وحكومته مسألة استيراد حزب الله النفط من ايران، هل يملك الرجل خطة واضحة لا سيما وان قرار الحزب حازم وحاسم في هذا الخصوص،والمعلومات هنا تشير الى ان الحزب لم يفاتح ميقاتي بهذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد. وثانيا: كيف سيتعامل ميقاتي وحكومته مع مسألة اعادة التواصل الرسمي المباشر مع سوريا، بعد طرح الاميركيين استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن عبر اراضيها رغم عدم امكانية تحقيق هذا الموضوع في الأمد القريب لاسباب سياسية وتقنية؟

وعن التوقعات إزاء نتائج لقاء بعبدا اليوم، آثرت مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية عبر "نداء الوطن"، عدم استباق الأمور، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنه "قد لا يكون اللقاء الأخير لكنه بلا شك سيضع اللمسات الأخيرة على مسودة التشكيلة الوزارية" التي سيحملها ميقاتي إلى عون، مشيرةً إلى أنّ "هذه المسودة لا تزال مكتوبة بقلم "رصاص" قابلة للتعديل ضمن أضيق نطاق ممكن للحقائب والأسماء لكن تحت سقف عدم نيل أي طرف "ثلث معطل" في الحكومة العتيدة، فإذا صدقت النوايا والتعهدات المقطوعة بتسهيل مهمة التأليف عندها يمكن أن نشهد ولادة الحكومة في غضون دقائق لا أكثر".

من جهة أخرى، كشفت أوساط مطلعة عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية أنّ ميقاتي كان ينوي زيارة بعبدا بعد ظهر أمس ومعه التشكيلة الحكومية كاملة، وفق ما تم الاتفاق عليه مع رئيس الجمهورية من خلال الموفدين، لكن تم إبلاغه من بعبدا أن هناك أمورٌ لا زالت عالقة، فأرجئت الزيارة إلى اليوم.

وفي هذا السياق، أشارت معلومات "الأنباء" أن ميقاتي التقى رؤساء الحكومات السابقين في اجتماع شخصي وافتراضي، جرى خلاله البحث بما آلت إليه تطورات التأليف، حيث أكّد ميقاتي أنه سيستمر في مساعيه للتشكيل، وأنّه لن يقدّم تنازلات.

مصادر سياسية مواكبة استبعدت عبر "الأنباء" الإلكترونية تشكيل الحكومة في وقت قريب بعدما ظهرت إشارات إلى أن مطلب الثلث المعطّل لا يزال يطل برأسه، وذلك من خلال لعبة استبدال أسماء بعض الوزراء، كاشفةً أنّ ّ لا اتفاق بعد على كل الاسماء بدءاً من نائب رئيس الحكومة مروراً باسم وزير الخارجية، وغيرهما من الحقائب، التي بدورها لم تُحسم كلها بعد.

بدوره، رأى عضو كتلة المستقبل، النائب عاصم عراجي أن لا تشكيل حكومة في المدى المنظور، لافتاً في اتصال مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أنّ تأجيل زيارة ميقاتي إلى بعبدا يحمل دلالات سلبية إلى أنّ موعد تشكيل الحكومة لم يحن بعد. وقال: "يبدو أنّ العهد لا يريد حكومة إلّا على شاكلة حكومة حسان دياب، وولادتها تنتظر معرفة مصير مفاوضات فيينا بين الولايات المتحدة وإيران من جهة، والحصول على الثلث المعطّل من جهة ثانية".
 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o