Aug 11, 2021 3:29 PM
صحة

أبو شرف: فلنتعاون لإنقاذ القطاع الطبي قبل فوات الأوان

المركزية - عقد نقيب الأطباء في بيروت شرف ابو شرف مؤتمرا صحافيا في بيت الطبيب مع رئيسة "جمعية طب الاطفال في بيروت" ماريان مجدلاني ورئيس "الجمعية اللبنانية لأطباء التورم الخبيث والامراض السرطانية" نزار بيطار، ورئيس اللجنة العلمية في نقابة الاطباء برنار جرباقة، تناولوا فيه موضوع نقص الادوية لا سيما السرطانية، واللقاحات الخاصة بالاطفال، الاستشفاء، هجرة الأطباء، النقص الحاد في بعض الاختصاصات كطب الطوارئ والعناية الفائقة خصوصا عند الأطفال، ووباء كورونا.

والقى ابو شرف كلمة جاء فيها: "الأزمات تتراكم وتتوالى على كل الصعد: الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، الصحية، التربوية... ولا ندري مدى قدرة الشعب على تحمل وزر هذه الأحمال الثقيلة في ظل القهر والذل والجوع والفساد، والسياسيون المسؤولون يعيشون في واد آخر كأن ما يجري في لبنان ليس في لبنان. ومع ذلك ما زال اللبنانيون يقاومون، ونحن منهم، لأننا مؤمنون بهذا البلد. لكننا لم نعد نؤمن بهذا النظام بعد 100 عام على قيامه، ولا بالمسؤولين الذين اوصلوا البلد الى هذا القعر المخزي من الانهيار ففقدوا شرعية وجودهم". 

وأضاف في بيان: "البلد ينهار ‏وما من مسؤول ولو معنويا، والقضاء في إجازة، والانهيارات وأهمها الصحية، تتوالى بالجملة: 

المستشفيات ومنها الجامعية خفضت نسبة العمليات الباردة بسبب عدم توافر المستلزمات الطبية والادوية اللازمة والأمصال وأدوية الامراض المستعصية والسرطانية. وهذه المستشفيات مهددة الآن بتوقف مولداتها بسبب عدم توافر مادة المازوت مما سيضطرها الى التوقف عن تقديم الخدمات، مما يهدد حياة المرضى لا سيما مع موجة كورونا التي نشهدها مجددا. 

حتى مصنع الامصال اللبناني الذي يمد ٧٠٪ من المستشفيات توقف عن العمل بسبب عدم توافر مادة المازوت، ما قد يؤدي الى كارثة صحية بكل معنى الكلمة اذا لم نتدارك الامر سريعًا. من يتحمل مسؤولية ذلك؟ من المعيب ان يحصل هذا الامر من دون ان يتحرك جميع المسؤولين الى المعالجة الفورية للحفاظ على الأمن الصحي. اعداد الاصابات اليومية بوباء كورونا فاقت ١٥٠٠ حالة. حالات الاستشفاء لأسرّة كورونا بلغت ٣٦٠، منها ١٤٠ في العناية المركزة و٣٠ مع تنفس اصطناعي. عدد الملقحين ٢٦٪، وعدد متلقي الجرعة الثانية ٢١٪ ، 

عدد المسجلين لتلقي اللقاح بلغ ٣٢٪. وهذا عدد قليل وبعيد كل البعد عن المناعة المجتمعية التي نصبو اليها اي ما يزيد عن ٧٥٪. ومع متحوّر دلتا دخلنا في مرحلة تفشي مجتمعي لا نحسد عليه. وفي غياب لافت لكل مندرجات الوقاية، ونفاد الادوية، ومشاهد الازدحام في المقاهي والمطاعم ودخان الارغيلة، وانخفاض معدلات التلقيح، سنرى ارتفاعا في مستوى الاصابات وكوارث آتية". 

ودعا أبو شرف "وزارة الصحة إلى مواصلة تنظيم ماراثون بفايزر ما دام غالبية المواطنين يصرون عليه. كما نطلب منها تأمين اللقاحات والأدوية الضرورية اللازمة للأطفال بالتعاون مع جمعية اطباء الاطفال في نقابة الاطباء حتى لا تعود الامراض التي انقرضت عندنا الى الواجهة مجددًا. وكذلك بالنسبة إلى أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية والمزمنة وليستوردوها من الشرق او الغرب شرط ان تستوفي بنود الجودة والفعالية والكلفة، وتخضع للفحص المخبري، عبر إعادة تفعيل المختبر المركزي المتوقف عن العمل منذ عشرات السنين، وتطبيق الوصفة الطبية الموحدة تطبيقًا صحيحًا تحاشيًا لتهريب الادوية او تخزينها ففقدانها. 

ولتعمل الدولة على مراقبة حسن تطبيق القرارات بعقوبات موجعة وصارمة". 

‏واردف: "لم يتوان الأطباء في جائحة كورونا عن تقديم القرابين وفقدنا 43 طبيبا شهيدا لإصابتهم بالجائحة أثناء قيامهم بواجبهم الطبي والإنساني. واقر أخيرا مجلس النواب قانون اعتبارهم شهداء الواجب اسوة بشهداء الجيش. وفي الرابع من آب المشؤوم أصيب العديد من زملائنا وتضررت عيادات قسم كبير من الذين يمارسون عملهم في بيروت. وطفح الكيل فأخذ البعض طريق الهجرة ‏‏سعيا وراء عيش لائق كريم. واصيب الطاقم الطبي والتمريضي جراء ذلك في الصميم. ومن أسباب الهجرة، ‏إضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة، ‏هناك حقوق مزمنة لم يتمكنوا من الحصول عليها وباتت معروفة. تعرفات هزيلة ومستحقات تدفع بعد سنة او سنتين من اتمام العمل الطبي. قانون فصل الأتعاب المباشر للأطباء لا يطبق إلا جزئيا أو عبر اللجان الطبية بحجة عدم وجود مكننة والمثال الصارخ على ذلك في الضمان الاجتماعي لأسباب واهية. تحديث جدول الاعمال الطبية الذي عملت عليه اللجان العلمية في النقابة وقدمته لوزارتي الصحة والعمل لا يزال في الادراج. لا ضمان بعد التقاعد. العنف الجسدي واللفظي والاعلامي احيانا، وقانون حماية الاطباء لا يزال في اللجان المختصة في مجلس النواب". 

واعتبر ابو شرف أن "من المعيب ان نستجدي حقوقنا وقد صبرنا طويلًا وقمنا بمراجعة المعنيين لإقرار القوانين الملحة واتخاذ الاجراءات الضرورية لتحسين اوضاع الأطباء والممرضات والممرضين وتحفيزهم على البقاء هنا، لكن لا حياة لمن تنادي. انعجب بعد كل هذا، من هجرة قسم لا بأس به من الطاقم الطبي والتمريضي؟ كما ان هناك اختصاصات طبية تعاني نقصا حادا نحن بأمس الحاجة إليها كأطباء الطوارئ والعناية الفائقة للكبار والأطفال. لذلك من الضروري جدا تحفيزهم على البقاء وتشجيعهم على هذه الاختصاصات وانشاء مراكز ‏عناية فائقة للأطفال في المستشفيات، لا سيما في المستشفيات الجامعية، حفاظا على مستوى الطب في لبنان وعلى صحة المواطن". 

وختم: "لبنان قائم على القطاع الصحي والتربوي والمصرفي والسياحي، وأهمها القطاع الصحي، لانه بالإمكان اعادة بناء كل ما تهدم في التربية والسياحة والمال ولكن خسارة الصحة لا تعوّض. القطاع الطبي والتمريضي والاستشفائي على حافة الانهيار وكذلك الأمن الصحي. 

فلنتعاون جميعا للحفاظ عليه والعمل على تشكيل حكومة بسرعة لتتواصل مع المؤسسات الدولية لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان". 

بيطار: من جهته، قال بيطار: "اود ان ادلي بشهادتي امام الرأي العام المحلي والدولي ان ما نشهده غير مسبوق وغير معهود ويتنافى مع كل القوانين والشرائع والنظم الاجتماعية والأخلاقية والشرعية وغيرها وأصحاب القرار محليا ودوليا لا يحركوا ساكنا واناشدهم لتحمل مسؤولياتهم قبل فوات الأوان ان مرضى السرطان بجميع أعمارهم وفئاتهم ومن يساعدهم يُستنزفون ماديا ومعنويا وصحيا ونشهد عاجزين عن تدهور وضعهم الحلول موجودة والجميع يعلمها واحذر اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه سيغرق المركب بنا جميعا".

مجدلاني: بدورها، القت مجدلاني كلمة باسمها واسم رئيس "جمعية طب الاطفال في الشمال" زياد قصعة، قائلةً: "تداعيات انقطاع الأدوية والمستلزمات الطبية من جهة، وتكاثر الأمراض من جهة اخرى ومنها المرتبطة بالجائحة، تحتّم زيادة الطلب لدخول الأطفال إلى المستشفيات، بينما قدرة المستشفيات والقطاع الطبي معرّضة إلى صعوبة استيعاب الأطفال والاعتناء بهم، خصوصاً مع هجرة قسم من الأطباء المتخصصين واستمرار سعي القسم الآخر للهجرة في المرحلة المقبلة، مما يُنبّئ بعواقب وخيمة على صحة الأطفال في لبنان و يهدد مجتمعنا ككل".

وأضافت "لا يكفي فقط انقطاع الدواء، المستلزمات، الكهرباء والأوكسيجين، بل الخطر الداهم هو انقطاع اللقاحات لاسيما الضرورية، وعدم وجود أفق لحل هذه المشكلة. ومن الواضح أن فقدان هذه اللقاحات مثل الروتا، السحايا، الرئوي، الإلتهاب الكبدي A، الجدري، وغيرها... تؤدي إلى بداية ظهور أمراض جرثومية متّصلة، وحتماً إلى زيادة تفشّي هذه الأمراض في المرحلة القادمة، مع خطر المضاعفات الخطيرة التي تسببها على صحة الأطفال، والى المزيد من إنهاك القطاع الطبي، في ظل الطلب المتزايد لأسرّة العناية المركّزة والفائقة للأطفال".

وتابعت "أطباء العناية الفائقة للأطفال أصبحوا لا يتعدّون أصابع اليد الواحدة في لبنان، وكذلك الطواقم الطبية والتمريضية الخاضعة للتدريب الخاص بوحدات العناية المركزة. ومنهم الكثير من هاجر لتوفر فرص عمل أفضل خارج لبنان، وحيث يلقون التقدير، الحصانة والحماية، ومنها الصحية، الإدارية، المالية، القضائية، القانونية، المهنية والمجتمعية، ونتيجة تفاقم الانهيارات في أزمة العناية المركزة للأطفال، عدم توفر أسرة وطواقم، رفض طفل بحالة حرجة ومع الأسف الشديد وفاة أطفال لانعدام هذه الخدمات الطبية الضرورية، خصوصاً في ظل العنف المتزايد والمظالم المتكررة، في كل أشكالهم، المجتمعي، الإعلامي، القضائي وغيرهم، من دون الرعاية اللازمة من الوزارة والحكومة، ورغم تظافر جهود الجمعيات المحلية والدولية لمساعدة هذا القطاع الحيوي".

وامام هذه الانهيارات والمستوى المذري الذي وصلنا اليه طالبت مجدلاني بالآتي:

"1- أن تتدخل بشكل فوري الإدارات المعنية في الأمم المتّحدة عبر المراجع المختصة والقنوات الرسمية، لمد يد المساعدة السريعة إلى أطفال لبنان، من أجل توفير العناية المركزة (وأهمها حماية القطاع واستنهاضه)، كما والرعاية الصحية، (وأهمها اللقاحات والأدوية الاساسية) تبعا للتوجيهات العلمية الصادرة عن نقابة الأطباء وسائر النقابات الصحية. وايضا توفير لقاح الكورونا للاطفال فوق ال ١٢ سنة.

2- أن تتضافر الجهود لمد الجسور وبشكل شفاف مع لبنان الاغتراب والزملاء في المهجر، لتوفير المساعدة السريعة إلى القطاع الصحي المعني بالأطفال، من التدريب المهني إلى الدعم المباشر للمؤسسات التي تقدم الخدمات الطبية المركزة والطارئة".

جرباقة: أما جرباقة فطرح بعض الحلول وأبرزها "تصنيف اقتصاد لبنان بالنامي ليتمكن من الاستفادة من منصة "غافي"، لإدخال اللقاحات الأساسية بسعر أفضل كما يفعل العديد من البلدان بالتعاون مع البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية، وأيضا ان تساعد الجمعيات الطبية في الاغتراب العناية المركزة للأطفال في لبنان كي تستنهض قدراتها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o