لبنان في مدار ذكرى 4 آب.."الكل مستعد ولا احد فوق العدالة"؟!!
3 كلمات للرئيس عون عشية عيد الجيش وذكرى "النكبة" ومؤتمر باريس
"الداخلية" و"العدل" لحياديين..سلامة يصارح ويفضح و"القائد" ينصح ويحذر
المركزية- في فلك الذكرى السنوية الاولى لكارثة العصر الانسانية التي ارتكبها "مجرمون" من لبنان، بالتكافل والتضامن في حق الوطن وشعبه، وهم سيعاينون من منازلهم ومنابرهم ما اقترفوا منذ عام وما تسببوا به من الم ووجع وقهر،وليس من السجون حيث يفترض ان يقبعوا، على رغم ان قصاصهم لا بدّ ان يكون اقسى بألف مرة من السجن، دخلت البلاد اعتبارا من اليوم، تحضيرا لاحياء ذكرى يريدها اللبنانيون الموجوعون محطة بحجم النكبة وصرخة في وجه المرتكبين وكل مسؤول في وطن جعلوه بلا دولة، يعطلونها عن سابق تصوّر وتصميم ويتخلفون عن تشكيل حكومة تنقذ ما تبقى بعد عام على الفراغ ، على رغم تكليف ثلاثة رؤساء بالمهمة، غير آبهين لا باللبنانيين ولا بالمجتمع الدولي الذي لم يعدم وسيلة لحملهم على التأليف من دون طائل.
وعلى قاعدة "اسمع تفرح جرّب تحزن" يطل المسؤولون بمواقفهم الطنانة داعين الى المحاسبة وتحقيق العدالة ومبدين استعدادهم للمثول امام القضاء فيما هم انفسهم يعطلون القضاء وعمله بتدخلاتهم السافرة وعرقلة مساره على اكثر من جبهة وبوسائلهم الخاصة المعهودة.
4 آب في الواجهة: في ظل غياب الحركة الحكومية، وانكفائها، تستحوذ الذكرى السنوية الاولى لمجزرة 4 آب، بمعظم الاهتمام الشعبي وايضا السياسي حيث سجلت مواقف متقدمة من مسألة رفع الحصانات.
عون مستعد: فبعد عام على المأساة، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات استعداده المطلق للإدلاء بإفادته في انفجار المرفأ إذا رغب المحقّق العدلي بالاستماع اليه. وقال الرئيس عون لعويدات: لا أحد فوق العدالة مهما علا شأنه والعدالة تتحقّق لدى القضاء المختص التي تتوافر في ظلّه الضمانات.
خليل والحصانات: على الاثر، قال معاون رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل: إنسجاماً مع ما اعلنه فخامة رئيس الجمهورية، نؤكد كما قلنا منذ اليوم الأول إستعدادنا للمثول أمام المحقق العدلي في جريمة المرفأ للإستماع إلينا والخضوع للتحقيق أمام القضاء المختص وبالتالي لم يعد مبرراً عدم القبول برفع الحصانات عن الجميع من دون إستثناء.
صليبا: ليس بعيدا، أشارت معلومات موقع mtv أنّ المحقّق العدلي في جريمة تفجير المرفأ طارق البيطار طلب الحصول على إذن ملاحقة مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا من المجلس الأعلى للدفاع. وكان البيطار تقدّم بالطلب نفسه الى رئاسة الحكومة، إلا أنّ رئاسة الجمهوريّة طلبت رأي هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل، فكان ردها بأن صلاحيّة إعطاء الإذن منوطة بالمجلس الأعلى للدفاع.
عريضة المستقبل: على الخط عينه، واصل وفد "تيار المستقبل" جولاته على الكتل السياسية حاملا عريضة تعليق الحصانات لتسهيل المحاكمات في جريمة انفجار المرفأ، وقد زار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي استقبله بمشاركة عضوي "كتلة الوسط المستقل" النائبين نقولا نحاس وعلي درويش. بعد اللقاء قالت النائب الطبش: أبدى دولة الرئيس كل الإيجابية في هذا الموضوع، واكد أنه مع كشف الحقيقة ورفع الحصانات عن الجميع ومع مبدأ توحيد المحاكم التي ستقاضي بهذه القضية الكبيرة التي نحن في صددها اليوم. وأبدت كتلة الوسط المستقل تجاوبها ووقع أعضاؤها على اقتراحي القانون، على أمل البت بهما بأسرع وقت لكشف الحقيقة وهذا حق لأهالي الشهداء. ورداً على سؤال قالت: الاقتراح المقدم من قبلنا يتعلق بتعليق بعض مواد الدستور، ما يقتضي تقديمه للمجلس النيابي وعرضه ضمن الدورة العادية لمجلس النواب في شهر تشرين الأول، وما نحن بصدده هو تعليق المواد المتعلقة بالحصانات فقط في موضوع انفجار مرفأ بيروت.
موافقة على الاقتراح: من جهته، قال نحاس: أبدينا تأييدنا للاقتراحين من منطلق وجوب إنهاء الجدال الذي يدور حول الموضوع وليس في صلبه. الحصانات يجب أن ترفع عن الجميع من دون استثناء، لأن انفجار المرفأ شكل أزمة وطنية حقيقية ولا يجوز التعاطي معه كأنه قضية عادية. فلترفع كل الحصانات... هذا الموضوع بات قضية رأي عام وهناك جريمة كبرى حصلت بحق الوطن، ويجب أن يكون الجميع سواسية تحت القانون.
مركز الشهداء: في الموازاة، افتتح المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار مركز التدريب على الاطفاء في الأماكن المغلقة الممول من الدولة الفرنسية والذي أطلق عليه تسمية "مركز شهداء 4 آب 2020"، برعاية سفيرة فرنسا آن غريو وحضورها، وذلك قبل أيام معدودة من الذكرى السنوية الاولى للكارثة التي أودت بحياة مئتي قتيل بينهم عشرة من عناصر فوج اطفاء بيروت وتسببت بسقوط ثمانية آلاف جريح نتيجة انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي، وتخليدا لذكرى هولاء الأبطال الذين قدموا حياتهم قربانا على مذبح الوطن في سبيل تلبية نداء الواجب الوطني والانساني.
فرنسا الى جانبكم: وفي المناسبة، وعشية مؤتمر دعم لبنان الذي تقيمه باريس بالتعاون مع الامم المتحدة في 4 آب، قالت غريو: لقد تطرقت حضرة المدير العام الى علاقة الأخوة التي تجمعنا واذا كنا نقوم بذلك فإن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لخص بشكل جيد هذه العلاقة بقوله: "لأنه لبنان ولأنها فرنسا"، نحن لا نتردد ابدا، عندما يطلب بلد شقيق المساعدة نلبي وسنكمل. فرنسا مصممة على مساعدة لبنان ولن تتراجع ابدا، وسنكمل الى جانبكم طالما انتم بحاجة، وسنقدم معدات اخرى لفوج اطفاء بيروت لإطفاء الحرائق في الأماكن المفتوحة". وختمت: "اللبنانيون يريدون دولة تحميهم تؤمن لهم الخدمات وتحمي حقوقهم، والعيش بأمان في بلدهم هو حق اساسي واعتقد ان من خلال كفاءاتكم التقنية وطريقة عملكم يمكن ان تضعوا الأساس لدولة تحمي اللبنانيين من دون تمييز لفائدتهم ولفائدة هذا البلد الواحد والمتضامن كما برهنتم في آب الماضي، وكما تبرهنون عليه يوميا بمختلف مؤسساتكم وهذا يحفزنا ويشكل جوهر تعاوننا".
جمود سياسي: سياسيا الجمود سيد الموقف، بانتظارالاجتماع المرتقب بين عون وميقاتي الاثنين المقبل، بينما يخشى ان تكون العقد عادت لتطفو على سطح الاتصالات، سيما مع اصرار عون على "الداخلية"، بينما البلاد تحتاج الى حكومة اليوم قبل الغد نظرا الى الاوضاع المعيشية الضاغطة. وفيما اشارت المعلومات الى ان العقد الحكومية ما زالت على ما هي عليه مع مرونة في التعاطي من قبل ميقاتي وما زلنا على عقدتي العدل والداخلية وان ميقاتي اقترح تجميد البحث بهما مؤقتاً للتمكن من الانتهاء من البحث في توزيع الحقائب على الطوائف ،افادت مصادر بعبدا محطة lbc ان عون يؤيد ما قاله ميقاتي عن ان حقيبتي الداخلية والعدل يجب ان تكونا لوزيرين حياديين.
3 كلمات لعون: على اي حال، ستحمل 3 كلمات لعون في الايام المقبلة اشارات الى مسار الامور، حيث علمت "المركزية" ان ستكون لرئيس الجمهورية كلمة موزعة لمناسبة عيد الجيش في 1 آب واخرى بالصوت والصورة عشية ذكرى 4 آب، وثالثة يوم 4 آب يتوجه فيها الى المجتمعين في باريس في مؤتمر دعم لبنان.
أمر اليوم: من جهة ثانية، ولمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لعيد الجيش وجه قائد الجيش العماد جوزيف عون أمر اليوم إلى العسكريين وفي ما يلي نصه: أيها العسكريون، يحلّ الأول من آب هذا العام ولبنان يقف على عتبة الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ المشؤوم الذي أصاب قلب العاصمة وأودى بحياة 206 شهداء، بالتزامن مع أزمة اقتصادية ومالية هي الأقوى في تاريخنا الحديث وسط استمرار تفشّي وباء كورونا. رغم الأزمات المتلاحقة والتي تتفاقم يوماً بعد يوم، تتجه الأنظار إلى المؤسسة العسكرية التي تبقى محط آمال اللبنانيين بعدما أثبتت أنها المؤسسة الوطنية الجامعة التي حازت ثقة الشعب ودول العالم بفضل أدائكم الذي أظهرتموه في جميع الظروف، والاحترافية في تأدية مهامكم على اختلافها وتشعباتها، ومواكبتكم السريعة لأي طارئ واعتمادكم أقصى معايير الشفافية في التعامل مع الملفات ذات الطابع الإنساني والأمني واستجابتكم الضرورية والملحّة التي تؤمن استمرار عدد من القطاعات الحيوية. لا تسمحوا لأحد بأن يستغل رداءة الوضع المعيشي للتشكيك بإيمانكم بوطنكم ومؤسستكم، فلبنان أمانة في أعناقنا ومن غير المسموح تحت أي ظرف إغراق البلد في الفوضى وزعزعة أمنه واستقراره. إن تحديات إضافية سوف تعترضنا، كونوا على أهبة الاستعداد لمواجهتها بكل حكمة وصبر وتأنٍّ. لا تدعوا الفتنة تتسلل إلى وطننا، ولا تسمحوا للمصطادين بالماء العكر بتحقيق مآربهم. كونوا على قدر تطلعات شعبنا وتطلعات المجتمع الدولي الذي ينظر إليكم باحترام وتقدير ويسعى لمساندتكم ودعمكم. أيّها العسكريون، في هذه المناسبة، نستذكر الشهداء الأبرار ونقف إجلالاً أمام شهادتهم التي حمت لبنان وأهله. سيبقى الجيش صمام الأمان لوطننا، والعمود الفقري الذي يستند إليه كيان الدولة. سنبقى أوفياء لقسمنا مهما اشتدت الصعاب والمحن، وأثقلت التحديات أكتافنا. لا تأبهوا بالاتهامات ولا الإشاعات. اهتمامنا كان وسيبقى عسكريينا وعائلاتهم. أولويتنا كانت وستبقى حماية المؤسسة العسكرية وتحصينها.
سلامة يصارح: في المقلب الحياتي اصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بيانا صارح فيه "اللبنانيين ببعض الحقائق ليكونوا على بينة مما يحصل، وخصوصا في مواجهة الذين يستغلون الازمات المالية والاقتصادية والاجتماعية بجشع لا يمكن وصفه". ومما اورد فيه "رغم دقة الاوضاع الاقتصادية والنقدية، ورغم النتائج الكارثية التي ترتبت عن تخلف الدولة منذ 2020 عن سداد ديونها الخارجية، اتخذنا كل الخطوات الممكنة في ظل هذه الظروف للتنبه الى كيفية بيع الدولار الى المستوردين وكيفية توزيعه وإدارته، واضعين كأولوية مطلقة مصلحة المواطن. وعلى هذا الأساس قام مصرف لبنان خلال شهر تموز 2021، وعلى سبيل المثال، ببيع:
293 مليون دولار وموافقات سابقة بـ 415 مليون دولار، أي ما مجموعه 708 مليون دولار لاستيراد البنزين والمازوت. اضافة الى 120 مليون دولار لاستيراد الفيول الى كهرباء لبنان.
أي ما مجموعه 828 مليون دولار لاستيراد المحروقات. ورغم كل ذلك، ورغم كل الدعم الذي يقدمه مصرف لبنان وإصراره على محاولة حماية الأمن الاجتماعي للبنانيين وتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم رغم حراجة الوضع المالي، لا يزال اللبنانيون يعانون الشح في مادة المازوت، على سبيل المثال، الى حد فقدانها بالسعر الرسمي المدعوم، ونشوء سوق سوداء يتم من خلالها ابتزاز اللبنانيين في أبسط حقوقهم، ومنها الكهرباء عبر المولدات، وهذا ما يرتب نتائج خطرة على المستشفيات وعلى الامن الاستشفائي والغذائي للبنانيين، بسبب اصرار التجار، إما على التهريب وإما على التخزين للبيع في السوق السوداء، وذلك بفعل عدم اتخاذ اجراءات صارمة من المعنيين لوقف معاناة المواطنين. بناء على كل ما تقدم، يهمني التأكيد ان الحل لا يكون بمحاولة تحميل مسؤولية هذه الازمات الحياتية الى مصرف لبنان الذي قام ويقوم بواجباته ولم يتأخر عن تأمين التمويل، بل الحل هو بأن يتحمل المعنيون مسؤولياتهم لتأمين إيصال هذا الدعم الى المواطنين مباشرة عوض ان يذهب الى السوق السوداء".
حلحلة في المازوت؟: وفي السياق، افيد ان حوالى 120 ألف طن مازوت تصل تباعًا إلى لبنان بدءًا من الاثنين المقبل واشارت المعلومات إلى حلحلة في الأسواق ابتداء من منتصف الأسبوع المقبل. من جهته، أعلن مُمثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أنّ "باخرة مُحملة بمادة المازوت تابعة لشركتي "ليكوي غاز" و"كورال أويل" وصلت إلى لبنان وتخضع الآن للإجراءات القانونية وسيتمّ تفريغها خلال ساعات". ولفت في تصريح إلى أنّ "استثنائيًا وبناءً على طلب الشركتَين سيتم توزيع مادة المازوت نهار الأحد لا سيّما للقطاعات الحيوية". وكشف عن وصول "باخرة أخرى الأسبوع المقبل تابعة للدولة، وما من موعد محدد لوصولها".