ميقاتي مكلفاً "سبعينياً"...فهل يتحول مؤلفاً ام معتذراً؟
الصوت المسيحي ابرز "الغائبين"..الحزب يعوّض والحريري: على المسار
انفراج ظرفي للبنزين وازمة مازوت خانقة..الدولار يهبط ونعمة: خفضوا الاسعار
المركزية- الى عدّاد الرؤساء المكلفين انضم مجددا الرئيس نجيب ميقاتي ، وكُلُه امل بوصوله على صهوة التكليف الى محطة التأليف. التطلعات كثيرة لكنّ ما في الغيب قد يكون اكثر من التوقعات، خصوصا اذا لم يكن سيناريو التكليف اقترن بتفاصيل التأليف عمليا وانجز الاتفاق في انتظار لمسات المخرج الاخيرة. ليس النجاح مضمونا حتى الساعة سيما وان مواقف رؤساء الحكومات السابقين من القصر اليوم اكدت انه سيسير على نهج الرئيس سعد الحريري، بعدما رسم بيانهم امس خريطة الطريق للحكومة العتيدة، إن كتب لها ان تبصر النور.
لكن الاشهر التسعة التي امضاها الحريري مكَلفاً لن يكررها الميقاتي العازم ان يصبح مؤلِفاً سريعا جدا وفق معادلة "سرعة التكليف مقابل سرعة التأليف او سرعة الاعتذار"، ذلك ان منسوب الضغط المتأتي من كل حدب داخلي وصوب خارجي لا يترك مجالا لرفاهية الوقت بل لتأليف على وجه السرعة وقبل الذكرى السنوية الاولى لانفجار 4 آب ، وهو ما عكسه تحديد موعد الاستشارات غير الملزمة غدا، للشروع في تنفيذ ما تيسر من بنود المبادرة الفرنسية.
ميقاتي ينفي: وفي وقت يخشى ان يعجز ميقاتي عن التأليف اذا لم ينفّذ للعهد والتيار الوطني شروطهما، نفى المكتب الإعلامي للرئيس نجيب ميقاتي الأخبار التي تم تداولها عبر بعض وسائل الإعلام "عن مداولات ومشاورات جرت خلال الايام الماضية، وصل بعضها الى حد الحديث عن طرح موضوع الحقائب الوزارية ومنها تحديدا وزارة الداخلية" وأوضح في بيان صادر عنه ان "ما يتم تداوله في هذا السياق غير صحيح على الاطلاق، خصوصا وان دولة الرئيس نجيب ميقاتي يرفض الحديث في اي امر يتعلق بتشكيل الحكومة قبل انتهاء الاستشارات النيابية وصدور بيان التكليف، فاقتضى التوضيح".
..والتيار ايضا: من جهتها، نفت اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر ما ورد في بعض وسائل الإعلام حول الأحاديث التي دارت خلال العشاء الذي دعا إليه الرئيس نجيب ميقاتي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ليل السبت، لجهة مطالبة باسيل بأي أمر يتعلق بتشكيلة الحكومة، وتحديداً وزارة الداخلية". وأكدت اللجنة في بيانها "عدم حصول أي لقاء أو اتصال آخر بين الرجلين يوم الأحد" ولفتت إلى "أن باسيل كان واضحاً قبل العشاء وخلاله، والتيار الوطني الحر ليس في وارد تسمية ميقاتي، أو تناول أي حديث معه يتعلق بتشكيلة الحكومة وتفاصيلها".
يوم الاستشارات: في يوم الاستشارات الطويل، الذي انتهى الى تكليف الرئيس ميقاتي بـ٧٢ صوتاً مقابل صوت للسفير نواف سلام و42 لا تسمية ومقاطعة ثلاثة نواب، برز موقف الرئيس سعد الحريري كما اعطاء الوفاء للمقاومة اصواتها لميقاتي، في حين امتنع لبنان القوي عن التسمية من دون ان يسمّي مرشحا آخر، في وقت قالت مصادر التيار الوطني ان موضوع إعطاء الثقة لحكومة ميقاتي غير محسوم ومرهون بموضوع التأليف.
الحريري والمسار: وفي وقت رفض ميقاتي الحديث صباحا اثر لقائه عون كأول شخصية خلال الاستشارات مكتفيا بالقول "راجع"، قال الحريري من القصر "أبلغت فخامة الرئيس تسميتي للرئيس نجيب ميقاتي. امام البلد اليوم فرصة والجميع يرى ما تشهده الليرة من تحسن وهذا المهم. سميت الرئيس ميقاتي على أساس ان يتابع المسار الدستوري الذي اتفقنا عليه في بيت الوسط وان شاء الله يتم تكليفه وتشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن، ولا يجب ان نتوقف عند الصغائر فالبلد بحاجة لحكومة".
الوفاء للمقاومة: اما كتلة الوفاء للمقاومة فسمت ميقاتي. وقال رئيسها النائب محمد رعد: منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 آب 2020 والكتلة ترى ضرورة تشكيل حكومة لتيسير الأوضاع العامة ولطالما سعينا لإنجاز خطوة تشكيل الحكومة وتعاطينا بإيجابية مع كافة الجهود التي بذلت في هذا السياق. واضاف: اليوم مع وجود بوادر ايجابية لتكليف ميقاتي نُسمّيه لرئاسة الحكومة القادمة وسنتعاطى بايجابية معه. وتابع: سمينا الرئيس ميقاتي ما يعكس جديتنا بأولوية تشكيل الحكومة ولنتقصّد اعطاء جرعة دعم لتسهيل التأليف.
التشاوري: الى ذلك، قال النائب اسماعيل سكرية باسم كتلة اللقاء التشاوري: مرشحنا المبدئي هو فيصل كرامي ولكن امام حاجة البلد لحكومة نأمل ان تكون انقاذية لانتشالها من الوضع السيء قررنا اظهار حسن النوايا وقرر كل من النائبين عبد الرحيم مراد وعدنان طرابلسي تسمية ميقاتي اما فيصل كرامي وانا فلم نسمِّ.كما سمى النائب فؤاد مخزومي السفير نواف سلام.
القوات والتيار لا يسميان: واستهلت الجولة الثانية التي استؤنفت في الثالثة، بلقاء الرئيس عون مع كتلة الجمهورية القوية، التي تحدث باسمها النائب جورج عدوان قائلا: لم نسمّ احدا لاننا صادقون مع الناس ومع انفسنا وبوجود هذه الاكثرية لا يمكن فعل شيء. وفيما سمى النواب ادي دمرجيان وميشال ضاهر وجان طالوزيان وجهاد عبد الصمد الرئيس ميقاتي، قال النائب اسامة سعد: اليوم تكليف آخر بعد فشل أطبق على خناق اللبنانيين 9 اشهر، اليوم رقعة مهترئة اخرى على ثوب الطبقة السياسية المهترئة ومحاولة جديدة للمنظومة لإعادة إنتاج نفسها.. لا ثقة بهم وإن حكموا وعهدي مع الناس ألا أسمي أحدًا منهم فعدم جهوزية البدائل لا يعني القبول بواقعهم التعيس. في المقابل، قال النائب جميل السيد: ذاهبون نحو فشل مع ميقاتي لان التركيبة نفسها باقية حتى الانتخابات والحكومة ستكون انتقالية للحفاظ على الوضع على حاله من انهيار حتى الانتخابات. واضاف "اتمنى لميقاتي التوفيق لكن لم أسمّه وهو آت بشروط الحريري ذاتها". وقال النائب شامل روكز: لم أسمِّ أحدًا لأن المنظومة هي التي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه، والمرحلة لحكومة اختصاصيين مستقلين. اما كتلة " لبنان القوي" فلم تسم احدا، في حين سمت كتلة التنمية والتحرير ايضا الرئيس ميقاتي الذي وصل قرابة الرابعة الى بعبدا بعدما سبقه اليها الرئيس نبيه بري.
اصلاحات وانتخابات: في الغضون، أعرب رئيس الجمهورية عن أمله في "ان يتم تشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت ممكن لتباشر اجراء الإصلاحات الضرورية لإنقاذ الوضع الاقتصادي في البلاد"، مجددا تأييده للمبادرة الفرنسية، شاكرا لنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون "الدعم الذي يقدمه للبنان لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت في العام الماضي، والمؤتمرات التي دعا اليها لدعم الشعب اللبناني، ومنها المؤتمر الذي سيعقد في 4 آب المقبل". كلام الرئيس جاء في خلال استقباله وفد "مجموعة الصداقة اللبنانية - الفرنسية" في مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة كريستين لافارد، وفي حضور سفيرة فرنسا آنّ غريّو. واشار الرئيس عون الى ان "الحكومة الجديدة ستجري إصلاحات ضرورية بدأ لبنان بها وسيكملها في خلال الفترة المقبلة"، مشددا على ان "التحقيقات مستمرة في جريمة انفجار مرفأ بيروت لمعرفة كل الملابسات التي أحاطت بها ومحاسبة المرتكبين والمقصرين وتحديد المسؤوليات". واكد رئيس الجمهورية للوفد ان "الحكومة العتيدة ستكون حكومة انقاذ، من مهامها أيضا الاشراف على الانتخابات النيابية وتحقيق ما يصبو اليه اللبنانيون من رغبة في الخروج من الازمات التي تواجه بلادهم". وأعربت لافارد عن "اهتمام فرنسا بلبنان وشعبه انطلاقا من العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين"، لافتة الى ان بلادها "تدعم الإصلاحات التي ينوي لبنان اتخاذها بعد تشكيل الحكومة".
حركة امل: من جانبه، دعا المكتب السياسي لحركة امل الى "ضرورة الاستفادة من اللحظة التي سنحت بفتح أفق في الواقع السياسي المتأزم، وذلك بإنطلاق عملية الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة يعمل على تشكيل حكومة تستجيب للمبادرات الدولية والمحلية، وللتحديات التي يواجهها اللبنانيون على مختلف الأصعدة. فريق حكومي ينتظره اللبنانيون بعيدا عن المحاصصة وغير حزبي وبعيدا عن خلق مواقع قوى ومحاور داخل مجلس الوزراء". ورأت الحركة "أن هذه الفرصة التي تكاد تكون الأخيرة من فرص وقف الانحدار المريع لبنانيا، والذي تجلى في الاستعصاءات الخانقة في قضايا اللبنانيين وفي تذري مؤسسات الدولة والخوف من تلاشيها أمام ضغط الازمة النقدية مما يفسح في المجال لقوى الفوضى والمتربصين بلبنان شرا، ولمحركيهم الخارجيين ان يعملوا على تخريب ما تبقى من عناوين لبنان الدولة والمؤسسات والمجتمع، حكومة تستطيع أن تعبر بسفينة الوطن في ظل ما يرسم اقليميا للمنطقة وما يدور فيها، كي لا تأتي الحلول على حساب لبنان".
لضبط الاسعار: من جهة ثانية، تفاعل سعر صرف الدولار ايجابا مع الحركة السياسية الجارية لتكليف رئيس حكومة جديد، الا ان الاسعار بقيت على ارتفاعها. في السياق، طلب وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمه "من المستوردين وأصحاب المؤسسات التجارية، خفض الأسعار بأقصى سرعة وبشكل ملحوظ قبل صباح الغد كحدّ أقصى، وذلك مع الانخفاض الكبير بسعر الصرف وتحسساً مع المواطنين"، مؤكداً ان "استمرارهم في التلاعب بالاسعار أو الغش سيعرّضهم الى اقصى العقوبات وصولاً الى الطلب من القضاء بإقفالهم". كذلك أكد في بيان أن "فِرَق مديرية حماية المستهلك ستواصل جولاتها الرقابية استناداً الى القوانين المرعية الإجراء لحماية المستهلك، والوزارة التي تتفهم الارتفاع بأسعار بعض السلع في حال ارتفاع سعر الصرف، إلا انها تحذّر من تمادي بعض أصحاب المؤسسات التجارية في عدم خفض الأسعار مع انخفاض سعر الصرف، وهو أمر غير مقبول لا أخلاقياً ولا مهنياً في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون". وليس بعيداً، داهم مراقبو وزارة الاقتصاد عدداً من مستودعات مستوردي المواد الغذائية، مطالبين بإعادة النظر في الأسعار بعد تراجع سعر صرف الدولار.
حلحلة؟: وبينما تحرك الشارع مجددا صباحا احتجاجا على الاوضاع المعيشية والغلاء وشح البنزين والمازوت والتغذية بالتيار، تم اليوم تفريغ حمولة عدد من بواخر المحروقات، فشهدت سوق المحروقات بعض الانفراج مع تزويد محطات المحروقات بالبنزين، فيما أزمة المازوت لا تزال على حالها.... تعقيبا، اكد عضو نقابة اصحاب محطات المحروقات جورج البراكس " ان مادة البنزين ستتوافر بشكل افضل نتيجة تفريغ البواخر واعطاء الموافقات ودفع الفواتير من قبل مصرف لبنان للشركات المستوردة". اما بالنسبة إلى المازوت، فالمشكلة اكثر تأزما بسبب تقنين الكهرباء الذي يفوق العشرين ساعة، وهذا الامر يتطلب احتياجات مضاعفة من المازوت، ولا يوجد في مصرف لبنان اعتمادات كافية لتتمكن الشركات من الاستيراد. ومن جهة اخرى فان منشآت النفط مقفلة ولا تسلم المازوت"، معتبرا "ان موضوع المازوت معقد وصعب".
ابو شقرا: في السياق، قال ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا ان "من المرجح ان تكون الطوابير قد شارفت على الانتهاء بين الاثنين والثلاثاء. و توقع أن يشهد السوق ارتياحاً ابتداء من يوم غد نتيجة كميات البنزين التي توزّع اليوم بعد تفريغ حمولة البواخر. وأشار الى وجود صعوبة في حلحلة أزمة المازوت حتى نهاية الأسبوع الجاري.
المستشفيات: اما المستشفيات فرفعت الصوت محذرة من الكارثة مع اقتراب مخزونها بالمازوت من النضوب.
اليونيفيل: على صعيد آخر، أبلغ الرئيس عون، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، ان "لبنان يرغب في التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب من دون أي تعديل في العديد والمهام لما في ذلك من فائدة للمحافظة على الامن والاستقرار في الجنوب". واعرب عن ارتياحه لاعتماد الجمعية العمومية للأمم المتحدة موازنة "اليونيفيل" في 30 حزيران الماضي، وجدد ادانته "للخروقات الجوية الإسرائيلية لا سيما الأخيرة منها من خلال الغارات التي يشنها الطيران الإسرائيلي ضد الأراضي السورية".. وكان لاكروا نقل الى الرئيس عون تحيات الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، وتأكيده ان "الأمم المتحدة ستقف دائما الى جانب لبنان وان عمل اليونيفيل سوف يستمر بتطبيق القرار 1701"، منوها بالتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية.