Jul 26, 2021 6:31 AM
صحف

ميقاتي رئيساً مكلّفاً لتشكيل الحكومة "مبدئيا" هل يخرق التعطيل؟ بري: الميثاقية في التأليف لا التكليف

تنطلق الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس يكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد استقالة الحكومة الحالية منذ نحو تسعة أشهر، وفشل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في القيام بالمهمة بعد خلاف مع رئيس الجمهورية ميشال عون.

وبات رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي مرشحاً وحيداً لتأليف الحكومة الجديدة، بعد تراجع التيار الوطني الحر عن تسمية السفير السابق تمام سلام من دون أن يتراجع عن رفضه تسمية ميقاتي، الذي لن يحظى بأصوات الكتلتين المسيحيتين الأكبر، أي كتلة التيار وكتلة القوات اللبنانية، فيما يتوقع أن يرتفع عدد أصوات ميقاتي إلى نحو 80 صوتاً، بعد قرار «حزب الله» التصويت له، بدلاً من الامتناع كما فعل عند تسمية الحريري.

تكليف ميقاتي سيدخله في تجربة حكومية ثالثة له تختلف ظروفه السياسية فيها اختلافاً جذرياً تقريباً عن السابقتين اللتين خاضهما في عامي 2005 و 2011، اذ يشكل ترشيحه عملياً وسياسياً ورمزياً من بيت الوسط امس، ومن حاضنة نادي رؤساء الحكومة السابقين، دلالات معبرة وقوية ان لجهة “المرجعية” السياسية الأقوى تمثيلا للسنة في البلاد، وان لجهة الخط السياسي والمبادئ التي اعلنها الرؤساء الأربعة أساساً لدعمهم ترشيح الرئيس ميقاتي. واذا كانت سبحة دعم ميقاتي بدأت تكرّ فور اعلان تبني ترشيحه من بيت الوسط بما يؤذن بصلابة أرضية تكليفه، فان ذلك لم يحجب السؤال الكبير الذي لا يزال يشكل علامة الشك الكبرى التي ستواكب اجراء الاستشارات النيابية الملزمة اليوم في قصر بعبدا والتي ستنتهي حتماً بصدور مرسوم تكليف ميقاتي وهو: هل تجمّع ما يكفي من معطيات ثابتة، خارجية وداخلية، تسمح بالتفاؤل بأن يكون تكليف ميقاتي نهاية مسار تعطيل تشكيل الحكومة على يد العهد وتياره مدعومين ضمناً من “حزب الله” كما في تجربة الرئيس سعد الحريري ؟ وتالياً هل سيتمكن ميقاتي بسرعة من التكليف الى التأليف، وتاليا اختراق نمط التعطيل بقرار ضمني من العهد او قسري بفعل الضغوط الدولية والداخلية التي لن يتمكن من تحملها بعد الان، على رغم معارضة كتلة “التيار الوطني الحر” لترشيح ميقاتي واتجاهها الى تسمية السفير نواف سلام في الاستشارات او عدم تسمية احد وفق تسريبات ليلية، فيما تمتنع الكتلة المسيحية الأكبر الأخرى “القوات اللبنانية” عن تسمية أي مرشح؟ الواضح من صورة توزع الاتجاهات عشية الاستشارات ان الأكثرية باتت مؤمّنة لميقاتي ولكنها لا تزال تنتظر مواقف متريثة  ستصدر صباح اليوم وأبرزها موقف “حزب الله” وما اذا كان سيصوت لميقاتي ام يمتنع عن التسمية علما ان المعلومات رجحت ان يسمي ميقاتي، كما كتلة الأرمن والقومي السوري الاجتماعي وعدد من النواب المستقلين. وستؤثر صورة مجموع الأصوات على المناخ الذي أضفته عملية الترشيح بين شروط حازمة برسم العهد أعلنت في بيان رؤساء الحكومة السابقين واتجاه تيار العهد اليوم الى معارضة ترشيح ميقاتي من خلال عدم التسمية. وسيكون لهذه المناخات دورها في تبيّن الاتجاهات الحاسمة فوراً بعد التكليف اذ يبدو ميقاتي عازماً على عدم الاستغراق في الوقت لأكثر من فترة أسابيع قليلة لتأليف الحكومة والا سيتجه الى الاعتذار اسوة بالحريري. وقد بدا واضحاً ان بيان رؤساء الحكومة السابقين شكل الاطار الأساسي للحكومة التي يريد ميقاتي تأليفها بسرعة انطلاقا من معطيات سلبية ترجح استمرار العقبات من جانب العهد وتياره ولكن الرؤساء السابقين قرروا إعطاء فرصة جديدة لتشكيل حكومة: بحسب "النهار".

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» إن الأجواء إيجابية، مشيراً إلى أن ميقاتي هو المرشح الأوفر حظاً في ضوء مواقف الكتل المعلنة.

ورأى بري أن امتناع الكتلة المؤيدة للرئيس عون وكتلة القوات عن التصويت لميقاتي، لا يمكن أن يصنف في خانة فقدان الميثاقية (الطائفية)، معتبراً أنه «لا ميثاقية في التكليف، بل في التأليف بحيث يجب أن تتم مراعاة العوامل الميثاقية عندها».

وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن نحو 20 نائباً مسيحياً من خارج الكتلتين قد يصوتون لصالح ميقاتي، مشدداً على أن الوقت الآن للعمل من أجل تأليف حكومة تقود البلاد في هذه الظروف الصعبة، وتخفف من معاناة المواطنين وترسم طريق المستقبل.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o