Jul 19, 2021 8:11 AM
صحف

رسالة قاسية من السفيرتين الاميركية والفرنسية لعون: هل يتعرّض العهد للعقوبات؟

كتبت صحيفة " النهار " تقول : ‎لم يكن أدلّ على طبيعة المرحلة الأشدّ تعقيداً من المرحلة التي سبقتها والتي انتهت مع ‏اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة الخميس الماضي من صعوبة ‏سوق أي تكهّنات وتوقّعات مسبقة حيال الأيام الاتية، حتى تلك المتصلة بموعد استحقاق ‏اجراء استشارات نيابية ملزمة لتكليف الشخصية الجديدة بتشكيل الحكومة الموعودة ‏منذ استقالة حكومة حسان دياب.
ذلك ان الأيام الخمسة المنصرمة حتى اليوم، منذ اعتذار ‏الحريري رسمت مزيداً من الظلال الكثيفة فوق المشهد السياسي الداخلي في ما يتعلق ‏بالاتجاهات البالغة التعقيد التي ستواجه العهد خصوصاً، والقوى السياسية عموماً، حيال ‏بلورة اسم شخصية سنّية لا تفجر صراعاً ذا طابع طائفي بغيض هذه المرة اذا ركب بعض ‏أصحاب الرؤوس الحامية والمتعنة مركب التحدي الاستفزازي للمكوّن السني بأكثريته ‏الملتفة حول الرئيس الحريري حالياً خصوصاً لجهة مواجهة العهد في أي خطوة استفزازية ‏جديدة قد يقدم عليها. وتبعاً لذلك اظهرت الأيام الأخيرة بعد الاعتذار حقائق وثوابت لن يكون ‏ممكناً للعهد ولا لحليفه "حزب الله" ولا لأي طرف اخر تجاهلها، ومن ابرزها ان العهد بدأ ‏مواجهة سقوطه في حفرة خطيرة لن ينفعه اصطناع الظهور بمظهر المنتصر فيها من خلال ‏‏"نجاحه" في حمل الحريري على الاعتذار محققاً له الهدف الذي تحصن خلفه طوال تسعة ‏اشهر. اذ ان العهد بدأ يواجه المرحلة الأشد صعوبة لجهة الخيارات القاسية التي تتصل إما ‏بانصياعه لشروط متشددة للحريري مدعوماً من رؤساء الحكومات السابقين لتزكية نجيب ‏ميقاتي او تمام سلام وإما لا دعم ولا تسمية لأي اسم تبعاً للقرار المتخذ الان لدى كتلة ‏المستقبل والرؤساء الأربعة، الحريري وميقاتي وسلام وفؤاد السنيورة، ومن خلفهم دار ‏الفتوى حتماً. ولذا لم تكن ناجحة اطلاقاً المناورات الأولية الضعيفة والسطحية التي خاضها ‏فريق بعبدا من خلال تسريبات متنوعة حول أسماء لم يؤد تسريبها سوى الى زيادة انكشاف ‏حالة الاحراج التي تحاصره خصوصا ان بين الأسماء التي يجري تداولها من رفض التلاعب به ‏لمجرد حرق اسمه في مناورات كهذه. أما الخيار الأقسى الذي بدأت تتكاثر مؤشراته فيتمثل ‏في مرحلة إنسداد مفتوحة داخلياً بحيث يتعذر اجراء استشارات حاسمة بما يملي تجميد ‏تحديد موعدها فيما علم ان بعض الفريق السلطوي الحاكم يضغط لاجراء الاستشارات ‏بالسرعة القصوى وبعد عطلة الأضحى مباشرة في ما يعتقد هؤلاء انه يشكل ضغطاً على ‏سائر القوى لتحدد مواقفها من تسمية رئيس مكلف مهما جاءت نتيجة الاستشارات. وفي ‏ظل هذا الاتجاه تردد مساء امس ان رئيس الجمهورية ميشال عون يتجه اليوم الى اعلان ‏تحديد موعد الاستشارات اما في نهاية الأسبوع الحالي او في مطلع الأسبوع المقبل‎.‎

‎العقوبات؟
ولكن اذا كانت السمة اللافتة التي طبعت حدث الاعتذار منذ اللحظة الأولى هي مسارعة ‏الدول المعنية بلبنان الى اطلاق المواقف المشددة على اجراء الاستشارات النيابية الملزمة ‏الجديدة فإن ذلك لا يعني في نظر أوساط ديبلوماسية مطلعة ان الضغط الدولي لا يواجه ‏أيضاً اختباراً جديداً بعدما فشل في التجربة السابقة‎.‎
وفي جديد المعطيات الخارجية ما أفادت به مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين ‏ان مصدراً فرنسياً رفيعاً اكد لـ"النهار" ما كشفته مصادر ديبلوماسية غربية من ان وزير ‏الخارجية الأميركي انطوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان قررا خلال لقائهما ‏الأخير بعث رسالة مشتركة قصيرة وقاسية حملتها السفيرتان الفرنسية ان غريو والاميركية ‏دوروثي شيا الى الرئيس ميشال عون قبل وقت قصير من لقائه الرئيس المكلف سعد ‏الحريري واعتذار الاخير. واهم ما حمله مضمون رسالة الوزيرين ولهجتها يعكس خطورة ‏الوضع اذ يدعوان فيها الرئيس عون بصفته رجل دولة عليه الى ان يعي مسؤوليته ازاء بلد ‏يراه ينهار دون التحرك. وقد اشار لودريان الى القرار المبدئي الذي اتخذه وزراء خارجية ‏الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات اوروبية على المسؤولين اللبنانيين الذين يستمرون في ‏تعطيل الوضع السياسي اللبناني‎.‎
وتبعا لذلك ستترقب الأوساط المعنية مسار الأيام القليلة المقبلة علماً ان عطلة عيد ‏الأضحى ستشكل ذريعة أساسية لدى العهد للتذرع بمآل بطيء للاستشارات النيابية في ‏انتظار بلورة إمكانات التوافق على الشخصية التي ستقبل التكليف، والا فان البلاد ستكون ‏على موعد مع تطويل لا محدود للأزمة بكل ما يستبطنه ذلك من اخطار وتداعيات إضافية ‏في شتى المجالات‎.
وفي حين ينتظر ان تشكل عطلة الأضحى من غد فرصة لبلورة الاتجاهات من مرحلة ما بعد ‏اعتذار الحريري قال نائب رئيس "تيار المستقبل" مصطفى علوش امس أنّ "‍رئيس ‏الجمهورية برهن في كلامه يوم الاعتذار‍ انه لا يريد الحريري رئيساً للحكومة‍، ليس خوفاً من ‏فشل الحكومة بل من نجاحها بالقيام بإصلاحات معيّنة خصوصا في قطاع الكهرباء " كاشفاً ‏عن اتّفاق كان يعدّ مع شركة "سيمنز" يهدف الى تغيير واقع القطاع الكهربائي بغضون سنة ‏واحدة "وهذا ما كان يشكّل مشكلةً لدى فريق العهد خصوصا وأنه يحتلّ الطاقة منذ ‏سنوات ولم يتمكّن من اصلاح الكهرباء". وعن امتناع الحريري من ‍تسمية أو دعم أيّ بديل ‏عنه لتولي تشكيل الحكومة، أوضح علوش انّ "أي تسمية بهذا الإطار ستضع الحريري أمام ‏مسؤولية أي فشل محتمل"، مشيرا في المقابل الى أن "رئيس تيار المستقبل لا يضع فيتو ‏على أحد". وإذ أكد علوش أن " كتلة المستقبل اتخذت قرارها بالامتناع عن التسمية في ‏الاستشارات النيابية المقبلة" لفت الى ألا ان "أحدَا من نادي رؤساء الحكومات السابقين ‏ليس مستعداً للتشاور مع رئيس الجمهورية بعد ممارساته مع الحريري لا سيما في مسألة ‏اتهامه بالكذب وإصراره الدائم على التنسيق مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل‎".‎
‎‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o