Jul 16, 2021 6:41 AM
صحف

فرنسا وحزب الله: علاقة الحاجة المتبادلة

أشارت "الجمهورية الى ان على وقع الاستنتاجات القائلة إنّ حزب الله متحسّس من تزخيم الحراك الأميركي - الفرنسي - السعودي حيال لبنان، زار دوريل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في الضاحية الجنوبية وعقد معه "لقاء ودياً" وفق توصيف الحزب. وبَدا دوريل مهتمّاً بما يمكن أن يفعله حزب الله عند اعتذار الحريري، سائلاً مضيفه: كيف ستتصرفون في مثل هذه الحالة؟ وأمل في أن يضغط الحزب اكثر في اتجاه التعجيل بحلّ يكون لمصلحة البلد.

وهنا، شرح رعد للموفد الفرنسي انّ حزب الله أدى ما يتوجّب عليه وفعل كل ما في وسعه للوصول إلى حل، "لكنّ القوى المعنية لديها حساباتها، ومهما كانت المَونة على تلك القوى او الصداقة معها، تظل الاولوية بالنسبة إليها هي لحساباتها السياسية المقفلة".  وأضاف رعد مُخاطباً دوريل: أنتم أيضاً حاولتم ان تجمعوا في باريس الرئيس سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الّا انكم لم تفلحوا في ذلك، وبالتالي ليس كل شيء يمكن أن يحصل بالمَونة. ولفت رعد انتباه ضيفه الى "انّ طبيعة نظامنا السياسي تفرض ان تكون لرئيس الحكومة حيثية تمثيلية في طائفته، وهذا ما يفسّر لماذا أصرّ الرئيس بري على التمسّك بالرئيس الحريري، ونحن دعمنا هذا الطرح، كما نؤكد ضرورة التعاون مع الحريري، اذا اعتذر، للتفاهم على اسم يحظى بتأييده وتأييد بيئته، إنطلاقاً من المعادلة إيّاها".

من جهة أخرى، رأت "الاخبار" أن علاقة فرنسا مع حزب الله تتعدّى موضوع تأليف الحكومة. فهي قد تكون العلاقة الأكثر رصداً، في مرحلة العقوبات الأميركية على مسؤولين في الحزب وحلفاء له، وتظهر في أوقات الشدة، كالتي يمر بها لبنان اليوم، تحت المعاينة نتيجة الانقسام السياسي المحلي والخارجي حيال الأزمة اللبنانية وسيناريوات حلّها، وتحميل حزب الله مسؤولية عدم الضغط لتأليف الحكومة لانتفاء حاجته الحالية إليها، وعدم امتعاضه من بقاء حكومة تصريف الأعمال. لا تريد باريس إبعاد حزب الله عن طاولة التفاوض المحلي، أو الإقليمي، وهي في سعيها السابق والحالي الى تأكيد تواصلها مع السعودية من جهة، ومع إيران من جهة أخرى، تريد في الملف اللبناني إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع الحزب، من دون وسطاء. وفي موازاة التشدد الأميركي حيال الحزب في لبنان وفي ساحات وجوده من اليمن الى سوريا، فإن باريس تنظر الى الحزب على أنه إحدى القوى الأساسية المؤثرة في صناعة القرار الداخلي، والتشدد حياله لا ينفع في معالجة الأزمات المتتالية. لكن باريس تعمل ببراغماتية مطلقة مغلّفة بأسلوب دبلوماسي في التعامل مع حزب الله بطريقة مختلفة عن تعاملها الروتيني مع القوى الأخرى التي لا تحتاج معهم الى دبلوماسية القفازات. وعلاقتها بالحزب تأخذ بعداً مختلفاً، ليس فقط لتاريخية دورها في لبنان ووجود القوات الدولية في الجنوب، وتنفيذ القرار 1701، وقبله القرار 1559، إنما كذلك لدور باريس في محاولة خلق صلة بين واشنطن وإيران، فيما عين الجميع على فيينا وما ستتركه من تأثيرات على ساحات المنطقة. وهو ما لم تدخله إيران بعد في حسابات التفاوض التي ما تكاد تتقدم حتى يصيبها الجمود في تفاصيل شائكة.

من هنا، تريد باريس، التي تعطي أولوية لتأليف الحكومة ولكن على قدم المساواة مع ضرورة إجراء الانتخابات النيابية، أن تحصل على ضمانات إجرائها حتى لو لم تتألّف حكومة في المدى القريب. وهي تريد إبقاء خطوطها المفتوحة مع الجميع، بغضّ النظر عن تكليف رئيس جديد لتأليف حكومة أو لا. لأن علاقتها بالحزب لها أبعاد محلية بقدر ما هي أبعاد إقليمية ودولية. لذلك تحاول عدم القفز فوق الاتصالات معه في أي ملف يتعلق بلبنان، كما حصل في مؤتمر دعم الجيش، إذ لا تريد الدفع في أي اتجاه يفهم منه سعيها الى شرخ بين الطرفين، على عكس ما هو عليه الموقف الأميركي في نظرته الى الجيش وتعامله مع حزب الله. وهي تدرك أن من الصعب تجاوز الدور الإيراني، في وقت تسعى فيه واشنطن الى تضييق الأطر الإيرانية، ولكن بهدوء ومن دون ضجة كبيرة، ساعية الى إبقاء خطوط التواصل مفتوحة، وحزب الله أحد هذه الخطوط الأساسية.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o