Jul 14, 2021 12:59 PM
خاص

زيارة سلطان عمان الرياض تؤسس لجديدٍ اقليمي-دولي؟

المركزية-  ليس حدثا عابرا التواصل السعودي - العماني المباشر الذي حصل مطلع الاسبوع، بل ان زيارة السلطان هيثم بن طارق المملكة، لا بد تحضّر لجديدٍ اقليمي - دوليٍ ما، في المرحلة المقبلة. فبحسب ما توضح مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"المركزية"، عمان اعتُبرت ولا تزال، على مر العقود الماضية، وسيطا قويا بين المتخاصمين في المنطقة والعالم. وقد لعبت دورا مهما في التقريب بين السعوديين والايرانيين، وبين طهران وواشنطن، وبين الروس والاميركيين، واعتُمدت من قبل هذه الجهات، كدولةٍ "اهل" لاحتضان اي مفاوضات، بعيدا من الاضواء والضجيج السياسي والاعلامي، وقد دارت في فنادقها ومقراتها محادثاتٍ مفصلية في الاعوام المنصرمة، تطرقت الى الشأن السوري والنووي الايراني والعلاقات السعودية – الايرانية (...)

اليوم، تتابع المصادر، يبدو ان التبدلات الدولية منذ دخول الرئيس الأميركي جو بايدن البيت الابيض، تتطلب من السلطنة، من جديد، لعبَ دور "همزة الوصل". اما الملفات الطارئة اوالمستجدة فهي الاتصالات الايرانية - السعودية والسعودية - السورية التي سُجلت منذ اسابيع، اضافة الى الازمة اليمنية ومفاوضات فيينا...

وفي هذه الخانة، تصب زيارة السلطان للرياض... على اي حال، دل البيان الصادر عن المحادثات الثنائية، بالمباشر، الى ما شملته من مواضيع. فقد قالت السعودية وسلطنة عمان، في بيان مشترك، الاثنين، إنهما تدعوان لاستمرار التعاون بين أوبك والمنتجين الآخرين المتحالفين معها لتحقيق الاستقرار والتوازن في سوق النفط... واعلنت وكالة الأنباء السعودية "أكّدت الدولتان على تطابق وجهات نظرهما حول مواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية قائم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216)، ومبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني. كما أكد الرياض ومسقط على أهمية "التعاون والتعامل بشكلٍ جديٍ وفعّال مع الملف النووي والصاروخي الإيراني بكافة مكوناته وتداعياته وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي والتأكيد على مبادئ حُسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية وتجنيب المنطقة كافة الأنشطة المزعزعة للاستقرار".

بحسب المصادر، فان نتائج هذه الزيارة قد لا تظهر في العلن سريعا، الا انها ستُستتبع بلا شك، بمحادثات تجريها السلطنة مع الافرقاء المعنيين بهذه القضايا كلّها، تمهيدا لجمعهم ربما على طاولة واحدة في عمان.. وبعد ذلك، نلمس ثمار هذه اللقاءات عمليا على الارض. فلننتظر..

وكان سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد زار السعودية، الأحد، في أول رحلة رسمية خارجية يقوم بها منذ اعتلاء العرش العام الماضي. استقبله العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما وصفته وسائل إعلام سعودية بأنه أول لقاء مباشر يجريه الملك سلمان (85 عاما) منذ بدأت جائحة فيروس كورونا.. ووقعت السعودية وعمان خلال الزيارة وثيقة لتأسيس مجلس تنسيق مشترك يشرف على عدة اتفاقات.واتفق الجانبان على توجيه الجهات المعنية للإسراع في افتتاح الطريق البري المباشر والمنفذ الحدودي الذي سيُسهم في سلاسة تنقّل مواطني البلدين، وتكامل سلاسل الإمداد في سبيل تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين. وأكّدا نيتهما إطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة والتي تشمل الاستثمارات في منطقة الدقم، والتعاون في مجال الطاقة، والأمن الغذائي، والتعاون في الأنشطة الثقافية والرياضية والسياحية المختلفة...

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o