Jul 13, 2021 4:46 PM
تحليل سياسي

الاعتذار على الباب...وعون ينصح منتقديه: اقرأوا المادة 53
ريستير يجول: عقوبات على المعرقلين وتذكير المسؤولين بوعودهم
الانتخابات في موعدها..البنزين نحو الحل والمازوت أزمة حادة

المركزية- اعتذاران حريريان من بعبدا. الاول تم والثاني على طريق الاتمام. اعتذر الرئيس سعد الحريري عن زيارة قصر بعبدا اليوم فأرجئ الموعد الى الغد، في انتظار انتهاء مخرج مسلسل التكليف من وضع اللمسات الاخيرة على الاعتذار عن عدم التأليف. كل المؤشرات تصب في هذه الخانة وقد تولدت قناعة جماعية بان لا جدوى ولا طائل من استمرار تكليف محسوم عدم بلوغه التأليف، وهو معبر الزامي لمنع الانفجار المدوّي...الا اذا طرأ طارئ من شأنه قلب الامور رأسا على عقب في ربع الساعة الاخير.

الملف يمر في ساعات حاسمة. فبعيد زيارة الرئيس المكلف مصر غدا للقاء رئيسها عبدالفتاح السيسي، من المفترض ان ينتقل الى قصر بعبدا لتقديم تركيبة من 24 وزيرا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. فاذا وافق الاخير عليها كان به، والا فإن الحريري قد يتجه الى الاعتذار قبل نهاية الاسبوع الجاري.

الصلاحيات والدستور: وفي موقف لا يوحي بليونة رئاسية، غرد رئيس الجمهورية عبر حسابه على "تويتر" كاتبا "من يريد انتقاد رئيس الجمهورية حول صلاحيته في تأليف الحكومة فليقرأ جيداً الفقرة الرابعة من المادة ٥٣ من الدستور"... الى ذلك، نفت اوساط قصر بعبدا لـ "المركزية" اي زيارة للرئيس المكلف سعد الحريري اليوم الى الرئيس عون مؤكدة  "اننا ننتظر الحريري بكل ايجابية".

الاجتماع غدا؟ وافادت "الوكالة الوطنية للاعلام" ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تلقى اليوم اتصالا من الرئيس الحريري، وطلب تأجيل الاجتماع بينهما الذي كان مقررا اليوم الى الغد.

الحريري يترجم قريبا: وكان الرئيس المكلف الذي يطل في مقابلة تلفزيونية عبر قناة "الجديد"، استقبل في "بيت الوسط" نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي قال على الأثر: "اللقاء مع الرئيس الحريري لا يقتصر كالعادة على موضوع واحد، بالرغم من أهمية مسألة تشكيل الحكومة، والتي أصبح هو مدركا لكل أهدافها وأبعادها ومراميها ومغازيها، والتي يحاول قدر الإمكان أن يتعاطى مع هذا الشأن بذاته، والعواطف بشأنها، وفقا للمتيسر بين يديه، وهو سيحاول ترجمة الأمور في الوقت القريب والقريب جدا بإذن الله".

استعجال فرنسي: وسط هذا الشلل، الموفدون الاوربيون والفرنسيون حاضرون في بيروت، ويطالبون بالاسراع في التشكيل، ولكن نداءاتهم تبدو كصرخة في واد. في السياق، اكد وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر أن "فرنسا تقف إلى جانب الشعب اللبناني ولا سيما سكان بيروت والمتضررين من انفجار المرفأ وهي تعمل على مساعدات اقتصادية واجتماعية وتعليمية في لبنان، قائلا إن فرنسا خصصت 400 مليون يورو لمشروع منطقة الاهراءات في مرفأ بيروت". واعلن من المرفأ "أننا نعمل في الأطر اللوجستية ونقوم بالدراسات اللازمة لتأمين عودة الحياة إلى مرفأ بيروت بأسرع وقت ممكن، ولا نزال عند وعودنا، وفرنسا تحترم التزاماتها على عكس السلطة اللبنانية التي لم تلتزم الإصلاحات". وقال: "لا يمكن الإستمرار هكذا في لبنان، وستصدر عقوبات بحق المسؤولين الذين يعرقلون تشكيل الحكومة، ورسالتنا اليوم هي لتأكيد دعمنا للبنانيين، ولتذكير المسؤولين بالوعود التي أطلقوها".

حكومة للتدقيق: وفي قصر بعبدا،  اكد عون للمسؤول الفرنسي ان "لبنان يتابع بامتنان الجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمساعدته على الخروج من ازمته الراهنة، والتي تؤكد اهتمامه الدائم به على مختلف الصعد السياسية والانسانية والمعيشية". وقال "ان اللبنانيين يقدرون لفرنسا المساعدات التي تقدمها لهم كما يحفظون للرئيس ماكرون مبادراته في المؤتمرات التي عقدت وسوف تعقد من اجل دعم لبنان، ومنها المؤتمر المقرر بداية الشهر المقبل والمخصص لمساعدة الشعب اللبناني". وعرض الرئيس عون للوزير الفرنسي للوضع السياسي الراهن والصعوبات التي واجهت وتواجه تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدا "الحاجة الى حكومة قادرة، من اولى مهماتها اجراء الاصلاحات الضرورية وإزالة العراقيل من امام تحقيقها، لأنها اساس في اعادة نهضة البلاد في مختلف المجالات وكشف الحقائق التي ادت الى الازمة التي وقع بها لبنان وتحديد المسؤوليات". واعتبر رئيس الجمهورية ان "التدقيق المالي الجنائي في الحسابات المالية لمصرف لبنان، يعتبر محطة اساسية في مسار الاصلاحات، لا سيما وان هذا التدقيق كان من المطالب الاولى التي ابداها صندوق النقد الدولي، كما ان المبادرة الفرنسية تضمنت في اول بند منها إجراء تدقيق مالي في هذه الحسابات، وهذه المبادرة التي اعلنها الرئيس ماكرون في الاول من ايلول الماضي في قصر الصنوبر، تلقى كل الدعم والتأييد".

الانتخابات في موعدها: الى ذلك، أبلغ عون الرئيسة السابقة لبعثة الاتحاد الاوروبي التي تولت مراقبة الانتخابات النيابية في العام 2018 ايلينا فالنسيانو، التي استقبلها في قصر بعبدا، أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها في ربيع 2022، وان لبنان يرحّب بوجود مراقبين اوروبيين لمتابعتها كما حصل في العام 2018. ولفت رئيس الجمهورية الى ان الجهد سينصب هذه المرة على منع استغلال الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون للتأثير على حرية الناخب وخياراته، الامر الذي يفرض تعزيز الاشراف على تمويل الحملات الانتخابية، فضلاً عن تعزيز صلاحيات هيئة الاشراف على الانتخابات في مجالي الرقابة والمعاقبة.  وشدد رئيس الجمهورية على دعمه للاصلاحات التي من شأنها تحسين مستوى التمثيل الديموقراطي في لبنان، وتعزيز حضور المرأة في الانتخابات، لافتاً الى ان النظام النسبي الذي اعتمد خلال انتخابات 2018 أمّن تمثيلاً أفضل لكافة الفئات والتيارات في لبنان. وأعرب الرئيس عون عن امله في ان تكون جائحة كورونا قد تراجع تأثيرها مع موعد الانتخابات النيابية المقبلة في 2022، وإلا فإن معايير التباعد الاجتماعي ستعتمد لتأمين الظروف الصحية الملائمة.

استعداد للمراقبة: وكانت  فالنسيانو  التي زارت لاحقا الرئيس الحريري، عبّرت للرئيس عون عن شكرها للتعاون الذي لقيته البعثة التي رأستها في العام 2018، الامر الذي مكّنها من تنفيذ المهمة التي اتت من اجلها. واشارت الى ان الاتحاد الاوروبي على استعداد لتكرار تجربة مراقبة الانتخابات النيابية في العام المقبل.

حل سوري!: معيشيا، الاوضاع على ترديها والترقيع الرسمي على حاله. في السياق، كشفت مصادر وزارة الطاقة لـ"المركزية" عن بحث جدي في طرح يقضي بتوزيع قسائم على المواطنين تؤمّن لهم صفيحة بنزين اسبوعيا وفق السعر المدعوم، على ان يدفعوا أي حاجة اضافية على السعر غير المدعوم، كون دعم مصرف لبنان من الصعب ان يستمر الى ايلول. وتوقّعت مصادر في "الطاقة" ان يصبح الاقتراح نافذا بحلول نهاية شهر تموز الجاري وهو معتمد في سوريا منذ مدّة.

لا مازوت: الى ذلك، وبينما العتمة الشاملة تقترب من جديد، كشفت مصادر نفطية  أن البلد مقبل على أزمة مازوت حادة في ظل تخصيص اعتمادات لبواخر البنزين اكثر من المازوت وعدم فتح مصفاتي طرابلس والزهراني الا ليوم واحد في خلال الأسبوع المنصرم، ما سينعكس انقطاعا تاما في الكهرباء لعدم القدرة على تأمين المازوت للمولدات وبالتالي نفاد الكمية من المستشفيات والمصانع والافران وقطاعات حيوية اخرى".

..تفريغ باخرة: ولاحقا، اعلنت المديرية العامة للنفط في بيان، "فتح وتعزيز اعتماد الباخرة المحمّلة بكمية 30 ألف طن من مادة المازوت الراسية في طرابلس، لتبدأ عصراً تفريغ نصف حمولتها في منشآت النفط في طرابلس، على أن تستكمل يوم الخميس تفريغ النصف الباقي في منشآت الزهراني، وعملياً سيُعاد تسليم السوق المحلية يومَي الخميس والجمعة مداورةً بين المنشأتين في طرابلس والزهراني".

بدل النقل: من جهة ثانية، وقع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال كتابا وأرسله إلى رئاسة مجلس الوزراء للحصول على موافقة لزيادة بدل النقل الذي يعطى للعاملين في القطاع العام ليصبح 24 ألف ليرة لبنانية بدلا من 8 آلاف ليرة لبنانية.

الامن ممسوك: في الغضون، القلق كبير على الاستقرار الاجتماعي، ليس فقط من الازمة المعيشية بل من تمييع التحقيق في جريمة انفجار المرفأ. وليس بعيدا، طمأن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي من دار الفتوى، اللبنانيين "أن

الوضع الأمني متماسك وممسوك، وهناك جهوزية تامة لضباط وعناصر القوى الأمنية اللبنانية رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها لمعالجة أي خلل قد يحصل في أي منطقة لبنانية"، مؤكدا "التعاون والتنسيق والتفاهم بين كل القوى العسكرية في المتابعة والاستنفار لتفادي ما يعكر صفو الأمن في البلاد". وجدد فهمي تأكيده انه "تحت سقف القانون الذي هو الحكم في أي أمر"، معتبرا ان "تجاوز القانون لا يخدم العدالة، وكل ما يقال عكس ذلك هو افتراء ولا يؤثر علي ولا على قناعاتي ومبادئي الوطنية"، مشددا على أن "قضية التحقيق في انفجار بيروت تعني جميع اللبنانيين"، مبديا تعاطفه وتعاونه مع أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت "ضمن ما تنص عليه القوانين المرعية الإجراء في دولة المؤسسات التي تحترم وتطبق القانون الذي يحفظ حقوق جميع اللبنانيين".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o