Jul 13, 2021 6:38 AM
صحف

لقاء بخاري بالسفيرتين الاميركية والفرنسية.. ضغط وتشدد

شكّل اللقاء الذي عُقد في دارة السفير السعودي، وليد البخاري، بحضور السفيرتين الأميركية دورثي ‏شيا، والفرنسية آن غريو، لفتةً في إطار مساعي السفراء الثلاثة لتقديم مساعدات إنسانية للبنانيّين. وقد أشارت مصادر ‏مطّلعة للأنباء الإلكترونية إلى أنّّ السفراء الثلاثة لم يتوصلوا بعد إلى صيغةٍ موحّدة لهذه المساعدات التي يُفضّل أن ‏تُمنح للبنان في ظل حكومة جديدة، وهو ما يجري العمل عليه حالياً من خلال الضغط على دولهم للمساعدة على تشكيل ‏حكومة قادرة على إنقاذ الوضع‎.‎

الى ذلك، أدرجت مصادر ديبلوماسية مطلعة على أجواء المحادثات الثلاثية، لـ"الجمهورية"، ‏لقاءات السفراء في خانة "الأهميّة الإستثنائية"، ويفترض أن تخبّر ‏نتائجها عن نفسها في الأيّام القليلة المقبلة، وقاعدة هذه المحادثات ‏ترتكز على تأكيد "الثلاثي" على عدم ترك لبنان يهوي، وحاجة الشعب ‏اللبناني الشديدة الإلحاح الى تشكيل حكومة بصورة عاجلة، تلبّي ‏تطلعاته بإجراء اصلاحات جذرية تنهي حقبة طويلة من الفساد وسوء ‏ادارة الدولة ومقدّراتها، وترسم طريق الخروج من أزمته الصعبة".‏

وتحدثت المصادر الديبلوماسية عن جهد أميركي - فرنسي مشترك ‏للتأسيس لمرحلة جديّة وطويلة الأمد من الإستقرار في لبنان، انطلاقاً ‏من حثّ الاطراف اللبنانيين، وبصورة ضاغطة أكثر هذه المرّة، على ‏وقف مسلسل التعطيل المستمر منذ اشهر طويلة، وفتح الباب فوراً ‏على تشكيل حكومة الاصلاحات. وحركة السفيرتين المرتقبة في وقت ‏لن يكون بعيداً، في اتجاه القيادات السياسية، تصبّ بصورة صارمة ‏في اتجاه تحقيق هذا الهدف.‏

وفي السياق نفسه، كان لافتاً ما ذكرته مصادر سياسيّة مطلعة على ‏خلفيّات الحركة الديبلوماسية الثلاثية، بأنّ الأجواء الإميركية والفرنسية ‏تشي بأنّ لغة التمّني على القيادات السياسية في لبنان قد انتهت، وانّ ‏مقاربة الملف اللبناني ستتمّ بصورة صارمة، واكثر حدّة من خطاب ‏السفيرة الفرنسية الذي جاء كمضبطة اتهام جريئة لكلّ الطبقة ‏السياسية المسؤولة عن الفساد والانهيار وتعطيل الحلول.‏

وجزمت المصادر، بأنّ المرحلة الراهنة هي "مرحلة الضغط"، ولن ‏يكون مستبعداً ان يُسمَّى المعطلون بالإسم. وقالت لـ"الجمهوريّة": ‏‏"إنّ جوهر الحركة الديبلوماسية، هو التشدّد الأميركي والفرنسي حيال ‏معطّلي الحلول في لبنان، مع ما قد يرافق ذلك من عقوبات مباشرة ‏وقاسية في حقّ هؤلاء، قد لا تستثني أيًّا منهم، وتتجاوز في نوعها ‏وشكلها ومضمونها ما سبق أن تمّ فرضه من عقوبات محدودة على ‏بعض الشخصيات".‏

وفي السياق عينه، تبرز قراءة مرجع سياسي لحركة المشاورات ‏الاميركية والسعودية والفرنسية، لفت فيها الى انّ جدّيتها تتبدّى في ‏التعتيم عليها. ربما هناك من هو قلق من هذه المشاورات وما قد ‏يتقرّر فيها، ولا استبعد أن يكون المعطلون هم أكثر القلقين، لانّ ‏الحلول إن انتهت اليها هذه المشاورات فستأتي حتماً على حسابهم. ‏واما نحن فلسنا مشغولي البال، ونأمل أن يسفر كل الحراك الجاري الى ‏حلول.‏ ولفت المرجع، الى أنّه لا يستبعد ان تكون الانتخابات النيابية احد ابرز ‏دوافع الحراك الخارجي الاميركي- الفرنسي، وذلك بهدف فرض نوع من ‏الاستقرار في البلد، يمكّن من اجراء الانتخابات النيابية في موعدها قبل ‏نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي في ايار المقبل. فإجراء هذه ‏الانتخابات يتطلّب ترسيخ جوّ من الاستقرار السياسي والاقتصادي ‏والامني، وبقاء هذا الجوّ من دون ضوابط قد يفاقم من عناصر الأزمة ‏والتوتر السياسي والإقتصادي والمالي وربما الأمني، ما قد يهدّد إجراء ‏الإنتخابات التي تُعتبر في نظر الأميركيين والفرنسيّين فرصة للتغيير ‏في لبنان.‏

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o