زحمة زوار اجانب في بيروت و"ثلاثية" الدبلوماسيين تفعّل حراكها
العقوبات الاوروبية متعثرة وبحث اميركي في دفعة جديدة منها قريبا
رفع الحصانات: مواقف وشعارات...وانفراج ظرفي في المحروقات
المركزية- في موازاة العقم الداخلي الشامل وانسداد كل قنوات الحوار بحثا عن حلول للأزمة الماضية في الاستفحال، تنشط الحركة الدبلوماسية الثلاثية الاميركية -الفرنسية -السعودية على خط توفير ادنى مستلزمات العيش للبنانيين ودعم القطاعات الحيوية لتمرير المرحلة بأقل نسبة من الضرر، وسط ترقب لما يحمله وفد صندوق النقد الدولي الذي يحط في بيروت الاربعاء المقبل لبحث سبل صرف اشتراكات متراكمة سددها لبنان للصندوق وستتم اعادتها له. وفي حين يحضر لبنان في اكثر من محطة اوروبية هذا الاسبوع يطير الرئيس المكلف سعد الحريري الى القاهرة حيث يستقبله الخميس الرئيس عبد الفتاح السيسي للتشاور في الملف الحكومي.
الاسبوع الطالع يشهد اذاً حركة خارجية – محلية جديدة هدفها محاولة كسر الجمود الحكومي من جهة، وتأمين مقومات الصمود للشعب اللبناني في ظل الازمة المعيشية القاتلة التي يتخبط فيها، من جهة ثانية.
استعجال وتخوّف: على الصعيد الاول، وبينما يصل مستشار الرئيس الفرنسي للشأن اللبناني باتريك دوريل الى بيروت في الساعات المقبلة، مجدّدا الدعوةَ الى التشكيل سريعا، اشارت مصادر فرنسية الى ان هناك ضرورة ملحة لبذل الضغوط على السياسيين في لبنان لتشكيل حكومة تخوفاً من انفجار أمني كبير لا عودة فيه إلى الوراء.
لبنان في بروكسل: في الموازاة، يحضر ملف لبنان على طاولة الاتحاد الاوروبي اليوم. وقد اشار ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في حديث لـ"العربية" الى ان الاتحاد الأوروبي سيبحث اليوم الأزمة اللبنانية. وقال "لا أتوقع اتفاقا بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات على مسؤولين لبنانيين". كما لفت الى ان "الوضع في لبنان لم يشهد أي تحسن منذ زيارتي الأخيرة". وكانت "وكالة الأنباء الألمانيّة - د ب أ"، اشارت إلى أن "من المرجّح أن يوافق مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي رسميا، على إقرار عقوبات ضد مسؤولين لبنانيّين، خلال اجتماعهم الّذي يُعقد في وقت لاحق اليوم الإثنين". وأضافت "من المحتمل أن يوافق وزراء خارجية دول التكتّل على فرض عقوبات ضد مسؤولين لبنانيّين، يُعتبر أنهم يقوّضون الديمقراطية في البلاد"، مشيرة "مع ذلك، فإن دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي منقسمون بشأن احتمالية حدوث ذلك. ففي حين قال بعضهم الجمعة إن من المتوقع أن يصادق الوزراء سياسيا على العقوبات، كان البعض الآخر أكثر تشككا، مما سلّط الضوء على أن العديد من النقاط الفنية والقضائية لا تزال عالقة".
عقوبات اميركية: في الاثناء، توقعت اوساط دبلوماسية غربية ان تصدر الادارة الاميركية قرارات بفرض عقوبات على عدد من الشخصيات اللبنانية بتهمة الفساد والتعامل مع حزب الله، كونه منظمة ارهابية وفق التوصيف الاميركي. وكشفت ان شخصيات لبنانية تعرضت للعقوبات تتجه الى تكليف مكاتب محاماة لتقديم طلب رفع العقوبات عنها مرفقا بمستدات.
هيل الى بيروت؟ واشارت الاوساط الى احتمال زيارة وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل لبنان مجددا انطلاقا من اهتمام الادارة الاميركية بالملف اللبناني بعد التقارير التي تحدثت عن مرحلة الارتطام الكبير والانهيار المدوّي وزوال لبنان وتداعيات ذلك على السلم الاقليمي والعالمي.
اجتماع ثلاثي في اليرزة: وليس بعيدا من الاهتمام الدولي بلبنان، واستكمالاً للقاءات التي عقدها الثلاثي الأميركي والفرنسي والسعودي على مستوى وزراء الخارجية والسفراء، في روما، فالرياض، عقد اليوم في مبنى السفارة السعودية في اليرزة اجتماع ضم الى السفير السعودي وليد البخاري كلّاً من السفيرتين الأميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو، بغية البحث في الإجراءات الواجب اتخاذها لترجمة ما تم التفاهم عليه في لقاءات السفيرتين في الرياض قبل ايام. وبحسب بيان صادر عن السفارة السعودية " فقد جرى خلال اللقاء بحث أبرز المستجدات السياسية الحاصلة على الساحتين اللبنانية والإقليمية ، بالإضافة الى القضايا ذات الاهتمام المشترك". وتحدثت السفارة الأميركية في بيروت عن "لقاء بين السفيرتين الأميركية والفرنسية والسفير السعودي لإجراء مشاورات دبلوماسية ضمن سلسلة من المشاورات الثلاثية".
خيارات الحريري: في الغضون، يُجري الرئيس المكلف سعد الحريري سلسلة مشاورات تشمل بيته الداخلي من جهة، وايضا مصر في قابل الايام، سيحدّد في ضوئها خطوتَه المقبلة. وفق مصادر سياسية مطلعة، من المرجح ان يسمع الحريري في القاهرة موقفا مؤيدا لخيار استمراره في التكليف، فمعروفٌ ان مصر تماما كما روسيا، من الداعمين للحريري "شخصيا"، وليس فقط لفكرة حكومة اختصاصيين وفق المبادرة الفرنسية. وعليه، اضافت عبر "المركزية"، من غير المستبعد ان يقرّر الحريري في ظل هذه المعطيات، حملَ تركيبة وزارية جديدة الى بعبدا. فهو لا يمكنه ان يستمر في حمل "التفويض" من دون اي مبادرة. لذلك، سيتوجه على الارجح الى القصر، ومن بعدها لكل حادث حديث... فاذا قبِل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بها، كان به، والا فإن الحريري يكون أبعد عنه الاتهامات بالتقصير وبحرق الوقت. وبعد ذلك، يبتّ الحريري ايضا خياره النهائي: الاحتفاظ بالتكليف ولو من دون تأليف، او الاعتذار وقلب الطاولة على العهد عبر عدم تغطية خلفه ايضا (وهو التوجه الطاغي حتى الساعة في بيت الوسط)، علما ان ثمة معطيات تفيد بأن قراره العتيد لم يعد ملكا له بمفرده بل باتت الاجواء الدولية لاعبا اساسيا في تحديد طبيعته وشكله والتوقيت...
تحقيقات المرفأ: على صعيد آخر، وبينما لا جديد على خط رفع الحصانات واعطاء الاذونات للملاحقة والاستماع الى من طلب استدعاءهم في ملف انفجار المرفأ، تم اليوم ارجاء جلسة الاستماع الى العميد كميل ضاهر الذي مثل مع محاميه امام المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، الى ٢٣ تموز وذلك التزاما باضراب نقابة المحامين.
قداس في الذكرى: ولمناسبة الذكرى السنوية الاولى لتفجير 4 آب ، علمت "المركزية" ان مطرانية بيروت المارونية واهالي الضحايا سيحيون الحدث بقداس الهي تنظمة المطرانية و3 مسيرات للاهالي تنتهي في باحة المرفأ وتحديدا امام الاهراءات حيث وقع الانفجار. ومن المتوقع ان يرأس الذبيحة الالهية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ويلقي عظة ستكون لسان حال الاهالي، على ما تفيد مصادر مطلعة، بحيث ستتضمن مواقف عالية السقف. والاهم تفيد المعلومات انه "ممنوع" على السياسيين الحضور. على ان يلي القداس حلقات تلفزيونية مباشرة مع الاهالي من موقع الانفجار الذي سيؤمن الجيش حمايته ويتخذ اجراءات خاصة للمناسبة.
بري والحصانة: اما في المواقف، ولمناسبة الذكرى السنوية لعدوان تموز 2006 وتعليقا على التصريحات الاسرائيلية عن الوضع في لبنان، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، "اننا وعلى مقربة من الذكرى السنوية لشهداء انفجار المرفأ، ومن موقعنا في حركة أمل، حركة الشهداء ومقاومة الشهداء، ومن موقعنا السياسي والبرلماني نؤكد لذوي الشهداء والجرحى والمتضررين أن جريمة انفجار مرفأ بيروت هي جريمة وطنية أصابت اللبنانيين في الصميم، ولن نقبل تحت اي ظرف من الظروف أقل من معرفه الحقيقة كاملة بكل تفاصيلها ومعاقبة كل من تسبب بها في أي موقع كان، وأن أقصر الطرق الى الحقيقة تطبيق القانون بعيدا عن التحريض والتجييش والسمو بقضية الشهداء وقدسيتها فوق أي اعتبارات سياسية او انتخابية أو شعبوية. ونؤكد بكل شفافية وهدوء أن لا حصانة على أي متورط في أي موقع كان وأن المجلس النيابي سيكون مع القضاء الى أقصى الحدود تحت سقف القانون والدستور، فالحصانة فقط هي لدماء الشهداء وللوطن وكرامة الانسان وللدستور والقانون وليس لشريعة الغاب". واعتبر ان "إسقاط لبنان بضربات التعطيل وإغراق مؤسساته في الفراغ القاتل والامعان في العبث السياسي والدستوري والتضحية بالوطن على مذبح الاحقاد الشخصية هو فعل يرقى الى مستوى الخيانة بحق للبنان واللبنانيين"... كما عرض بري الاوضاع العامة والمستجدات السياسية خلال استقباله في عين التينة، الوزير السابق غازي العريضي.
وباسيل ايضا: من جهته، غرد رئيس "التيار الوطني الحر"، النائب جبران باسيل على حسابه عبر "تويتر": "أبشع شيء الظلم، ومن الظلم أن تمر جريمة من دون عقاب!"، لافتاً إلى أن "فاجعة مرفأ بيروت اكبر من جريمة واكثر من ظلم. وطالب برفع الحصانة حتى تأخذ العدالة مجراها، ويعاقب المرتكب ويبرّأ المظلوم".
أضاف: "من المؤكد أن هناك أشخاصاً، ومنهم مسؤولون، يعلمون بموضوع نيترات الأمونيوم وباستعمالها، وسكتوا، ومن الظلم ألا تتم محاكمتهم. ولكن أيضاً من الظلم أن تتم محاكمة من علموا وقاموا بعملهم ولم يسكتوا!".وختم: "يجب الاستماع إلى كل المطلوبين، ومن كان مذنباً ومرتكباً، يتم توقيفه ومحاكمته، ومن كان بريئاً وقام بعمله يتم إخلاء سبيله. هكذا تكون العدالة".
حلحلة: معيشيا، وبينما الدولار على ارتفاعه، سجل بعض الانفراج في ازمة المحروقات، حيث خفّت الزحمة نسبيا امام المحطات. ورأى عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس في تصريح، أن هناك "تحسنا كبيرا في زحمة الطوابير على محطات المحروقات وهذا ما بشرنا به منذ ايام، ويعود السبب الى تفريغ الباخرتين اللتين كانتا متوقفتين في المياه اللبنانية وتموين المحطات التابعة لها التي كانت مقفلة وفتحت أبوابها من جديد، بالإضافة الى الموافقات المسبقة التي اعطاها مصرف لبنان للبواخر التي ستأتي في الاسابيع المقبلة، ونأمل أن يستمر التحسن لأطول فترة ممكنة". ودعا إلى "التأكد من تموين محطات الاطراف على كامل الاراضي اللبنانية وبخاصة في الجنوب والبقاع وعكار".
الخبز: الى ذلك، نفى نقيب أصحاب الأفران علي ابراهيم "ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن اتجاه لرفع سعر ربطة الخبز خلال الايام المقبلة بين 750 و1500 ليرة، ليصبح سعرها بين 5 آلاف و6 آلاف ليرة. وأكد لـ"الوكالة الوطنية" أن "هذا الكلام غير صحيح بتاتاً ويهدف إلى توتير الأجواء، خصوصاً أن الخبز مادة دسمة للتداول كونها من الحاجات الاساسية للمواطن وتهم جميع المواطنين، ولا سيما المعوزين ومتوسطي الدخل".
الدواء: دوائيا، وفي حين علّقت الصيدليات اضرابها ليومين، بحث وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن في أزمة الدواء، مع وفد من نقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان. وأوضح عضو مجلس إدارة النقابة مروان حكيم أن "النقاش تمحور حول الحلول السريعة الممكن تأمينها لتوفير الدواء بشكل دائم لكل المواطنين والمقيمين المرضى في لبنان". وقال "إن المشاكل التي نعانيها هي تقنية مالية لها علاقة بالتحويلات الواجب أن يصدرها المصرف المركزي إلى الشركات في الخارج، حيث توقفت هذه التحويلات منذ السابع من أيار لشركات الأدوية خارج لبنان". كذلك تتصل هذه المشاكل بنظام الحصول على الموافقة المسبقة قبل الشحن، والذي وضعه المصرف المركزي، وهو يتطلب إعادة نظر، لأن الاستيراد غير ممكن من دون الموافقة المسبقة والشركات في الخارج لا توافق على الشحن". أضاف "في الوقت الحالي هناك أصناف أدوية غير موجودة، وفي حال وجدت أصناف أخرى تكون الكميات ضئيلة وهي تكفي لمدة أسبوعين أو ثلاثة كحد أقصى. إذا لم تحل المشاكل، لن يبقى دواء في لبنان، ومن الضروري حصول تحرك على هذا الصعيد". ولفت إلى أن "الوزير حسن وعد بإعادة إثارة المسألة مع المصرف المركزي"، وتمنى "أن يباشر المصرف إصدار التحويلات كي توافق الشركات في الخارج على تصدير البضاعة إلى لبنان ويتم تأمين الدواء للمواطنين اللبنانيين".
تصدير الامل: من جهة ثانية، يعقد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع وسفير المملكة العربيّة السعوديّة في لبنان وليد بخاري مؤتمراً صحافياً مشتركاً في المقر العام للحزب في معراب، تحت عنوان "لبنان – السعوديّة إعادة تصدير الأمل"، الخامسة عصرا في حضور شخصيات اقتصادية وزراعيّة.