Jul 11, 2021 7:59 AM
صحف

مِمَّ تخوَّف باسيل؟

لعل الذين راهنوا مجددا في الأيام الأخيرة على ان تحمل الحركة الديبلوماسية الاستثنائية التي قامت بها سفيرتا الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان بالإضافة الى بعض التحركات والمواقف الداخلية معالم انفراج ما أعادوا النظر بسرعة في رهانهم امس وعادوا الى مربع التشاؤم . ذلك ان الهجوم المقذع الذي بادر به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الرئيس المكلف سعد الحريري ذاهبا الى اتهامه وتحميله تبعة ما وصفه بذبح البلد لم يكن امرا عابرا اطلاقا بل متعمدا ومقصودا وهادفا الى إعادة تفجير المناخ السياسي والإعلامي مع الحريري وتيار المستقبل . و بحسب "النهار" لا يحتاج المراقبون الى تدقيق كبير في مغازي هذا التفجير سواء كان باسيليا باسم التيار فقط او مشتركا باسم العهد وتياره لان التوقيت يكشف الأهداف باعتبار ان باسيل الذي كان بادر قبل يومين فقط الى اصطناع لهفته على الحريري والزعم ان التيار العوني سيكون الخاسر الأكبر من اعتذار الحريري انقض على كلامه وعلى الحريري سواء بسواء بعد اقل من 48 ساعة وأشعل جولة سجالات متفجرة مع "المستقبل" بدا انه كان يتعمدها . في التفسير الأكثر رجحانا لدى أوساط معنية واكبت هذه الجولة السجالية في الساعات الأخيرة ان فريق العهد والتيار الوطني الحر تعمد لدى بدء التحرك الديبلوماسي الثنائي الأميركي الفرنسي في اتجاه السعودية اظهار حسن النيات خشية منه من ان تدور الدوائر عليه بتحميله تبعات التعطيل كاملة كما تحسبا لجديد ما قد يحصل في الملف الحكومي . ولكن الهجوم السريع الذي حصل امس قد تقف وراءه خشية اكبر من معطيات تستبعد اقدام الرئيس الحريري على الاعتذار بل وتحدثت معلومات مساء امس عن امكان قيام الحريري بتقديم تشكيلة حكومية جديدة الى رئيس الجمهورية في الأسبوع المقبل كفرصة أخيرة . عند هذا المفترق كان الهجوم الحاد وسيلة واضحة لاعادة تفخيخ الأجواء بجولات سجالية يريد منه الفريق المصعد ان يظهر للخارج المعني بوضع لبنان استحالة التوافق بين العهد وفريقه والرئيس المكلف. فهل تكشف الأيام القليلة المقبلة معطيات إضافية تتصل بالملف الحكومي من شأنها ان تضيء عن ابعاد أخرى تقف وراء افتعال التصعيد من جانب فريق العهد وتياره ؟
ووصفت مصادر بيت الوسط كلام باسيل بتلاوة فعل الندامة وبذرف دموع التماسيح لأن ما يضمره على عكس ما يعلنه، لتعود وتؤكد اليوم عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية أنّ ما أعلنه باسيل هو الموقف الحقيقي له ولرئيس الجمهورية، فهما لا يريدان الحريري، وفي الوقت نفسه يشعران بالحرج بعد إعلان الحريري نيّته بالاعتذار.

الى ذك، ردّ عضو كتلة المستقبل النائب عثمان علم الدين، عبر "الأنباء" الإلكترونية على رئيس التيار "الوطنيّ الحرّ" جبران باسيل بكلامٍ من العيار الثقيل متهماً إياه بالقيام بحملة نفاق وافتراء ويحاول إلصاقها زوراً بالآخرين عندما يواجَه بالحقيقة وبسرقة المال العام، فهو يريد التنصّل من كل السوء الذي اقترفه وجلبه على البلد، مستغرباً عدم حياء باسيل من الظروف التي يمرّ بها لبنان واللبنانيّين، فالناس يهمها كيف تؤمن لعائلاتها الخبز والمواد الغذائية، فهم يقفون طوابير أمام محطات الوقود وباسيل منشغل بعقد المؤتمرات الصحافية ليقول للناس إنّه بريء فيما هم يعرفونه على حقيقته، فهو رجل مريض ويستغل ظروف حزب الله لتنفيذ مخطّطه بتخريب البلد، يضيف علم الدين.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o