Jul 09, 2021 5:59 AM
صحف

اتصالات ربع الساعة الاخير... هل تُثني الحريري عن قرار الاعتذار؟

لم تُسجل اي حركة جديدة على صعيد اتصالات تشكيل الحكومة، وبعد المواقف التي صدرت عن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ووصفت بالايجابية سواء حيال موضوع تشكيل الحكومة او حيال الرئيس سعد الحريري شخصياً، يرتقب ان تتحرك مجدداً الاتصالات، وسط معلومات عن استمرار خيارات الرئيس سعد الحريري متوازنة بين تقديم صيغة حكومية جديدة إلى الرئيس ميشال عون او الاعتذار.

وأشارت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة الجديدة، لـ"اللواء"، أن نتائج اتصالات ربع الساعة الاخير، لإنقاذ عملية تشكيل الحكومة من مصير اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، لم تفلح في ازالة اعتراضات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على كل الافكار والطروحات التي عرضت عليه لحل ازمة تشكيل الحكومة واخرها مبادرة الرئيس نبيه بري. وقالت ان ازمة التشكيل عادت الى المربع الاول مع اعلان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله منذ ايام عن طرح أفكار جديدة لحل ازمة التشكيل، وهذا معناه، تجاوب الحزب مع موقف باسيل الرافض لمبادرة بري برغم تعهد نصرالله اعتبارها كمنطلق لحل ازمة التشكيل التي استغرقت طويلا وتعهده بدعمها والعمل على تنفيذها.

واعتبرت المصادر ان وقف الاتصالات والمشاورات لتنفيذ مبادرة بري معناه، الاصرار على تعطيل آخر محاولة لتشكيل الحكومة بتلاقي المواقف بين الحزب وباسيل ضمنا على عدم وجود توجه حقيقي لديهما لتسهيل ولادة الحكومة الجديدة، ما دفع الرئيس المكلف سعد الحريري إلى تسريع الاتصالات مع الحلفاء والاصدقاء، بلورة قراره بالاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة، لانه لم يعد ممكنا المراوحة في دائرة التعطيل المتعمد بلا اي طائل وقد قطعت هذه المشاورات حيزا مهما، باتجاه اعلان الرئيس الحريري موقفه النهائي مطلع الاسبوع المقبل بهذا الخصوص.

واشارت المصادر الى ان تأخير اعلان قرار الاعتذار لأيام مرده، الى مطالبة البعض بتحضير آلية سريعة لتقصير مدة تسمية وتكليف شخصية اخرى لتشكيل الحكومة الجديدة، تفاديا لمخاطر وتداعيات اطالة هذه المدة على الوضع المتأزم والمفتوح على كل الاحتمالات المقلقة.

الحريري - باسيل: الى ذلك، أعرب رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل عن "أسفه" للمعلومات المتداولة عن إعتذار الحريري، معتبرا ذلك "خسارة للتيار الوطني الحر قبل غيره". ودعا باسيل الحريري الى "عقد تسوية جديدة"، لأن في ذلك "قوة للعهد"، كما قال.

مصادر بيت الوسط شبٍهت كلام باسيل "بدموع التماسيح"، ورأت فيه "كلاما للمزايدة فقط". وقالت المصادر لـ "الأنباء" الإلكترونية: "لو أن باسيل كان يريد فعلا أن ينجح الحريري في تشكيل حكومة الإنقاذ لكان تذكر التسوية منذ تكليف الحريري ولم ينتظر تسعة أشهر ليتلو فعل الندامة ويتذكر التسوية الرئاسية"، مضيفة: "هذا هو نهج التيار الوطني الحر منذ عودة عون من منفاه في العام 2005"، وأشارت الى أن "عون يريد كل شيء لنفسه، فقد أخذ من ثورة الأرز ما يريده وذهب لتوقيع تفاهم مار مخايل مع حزب الله إنفاذا للوعد الذي قطعه لرئيس النظام السوري والذي يتحضر لزيارته للتهنئة بإعادة إنتخابه".

واعتبرت المصادر أن "ما يخجل به عون يكلف به صهره جبران باسيل. فقد تسلطوا على وزارات الخدمات وأهدروا خمسين مليار دولار في وزارة الطاقة وحدها ودمروا الاقتصاد وراحوا ينادون بالعفة".

بدوره أكد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار لـ "الأنباء" الإلكترونية "وجود إصرار من عون وباسيل لتعطيل كل شيء"، مشيرا الى أن "الرئيس المكلف من مدرسة عمرت لبنان وهو لا يقبل أن يرى وطنه ينهار بهذه الصورة"، وأضاف: "لقد ثبت لنا أنهم لا يريدون التعاون معه، فمن لحظة الإستشارات النيابية الملزمة وتسمية الرئيس الحريري أصروا على عرقلة كل المساعي لتفشيل مهمته بدون إعطاء أي وزن للتكليف وللدستور الذي منحه إياه المجلس النيابي بالإستشارات".

وتابع الحجار: "لقد أرادوا مخالفة الدستور بخلق الحجج والذرائع التي تعيق تشكيل الحكومة ووضع العصي في دواليب الرئيس المكلف، وراحوا يتصرفون على قاعدة إما أن يكون لهم في الحكومة ما يريدون أو ينهار البلد".

وحول الأسباب التي منعت حزب الله من الضغط على عون وباسيل رأى الحجار أن "الحزب ضيع على البلد فرصة ثمينة، لأنه كان قادرا على الضغط لوقف التعطيل والعرقلة والإصرار على الفراغ في كل شيء. كان باستطاعة حزب الله القيام بكل ذلك لكن إهتماماته وحساباته في مكان آخر".

رؤساء الحكومات: من جهة أخرى، نقل مصدر سياسي وثيق الصلة برؤساء الحكومات السابقين لـ"ألشرق الاوسط"، تمسكهم بتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة ورفضهم، في حال اتخذ قراره بالاعتذار، الدخول في بازار تسمية من يخلفه لتأليفها، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن الرهان على اختلافهم حول البديل ليس في محله وأنهم باقون إلى جانب الحريري ولن يقعوا في فخ التسمية لأنه من غير الجائز تقديم التسهيلات لرئيس الجمهورية ميشال عون ووريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في الوقت الذي يعطّل فيه تشكيل الحكومة ويوصد الأبواب في وجه المبادرة التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لإنقاذ البلد بتشكيل حكومة مهمة ووقف تدحرجه نحو الانهيار الشامل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o