عودة الحريري تحرك الركود..ترقّب للاتصالات واللقاءات..اعتذار ام استمرار
اجتماع المستقبل غدا يحدد الاتجاهات ووزير خارجية قطر يزور بيروت
طوابير ذل المحروقات على حالها ومؤشرات متحور "دلتا" مقلقة
المركزية- كسرت عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى بيروت رتابة المشهد الحكومي المترنح عند انتفاء الرغبة بتأليف حكومة انقاذ تنتشل اللبنانيين والوطن من النفق المظلم واتجاه المنظومة الى حكومة انتخابات ستبذل في سبيل تجيير نتائجها لمصلحتها الغالي والنفيس، بعدما فقدت وهجها السياسي بفعل اقترافاتها اللامتناهية في حق لبنان وشعبه.
وفيما سلّم الداخل والخارج بلا جدوى استمرار التمني على المسؤولين ازالة متاريس شروطهم والنزول عن شجرة مطالبهم الحكومية التي لا تقنع احدا، وبات الرهان معلقا على التغيير المأمول ان تفرزه صناديق الاقتراع، استمرت الحركة الداخلية لملء الوقت الضائع، علها تتمكن من احداث خرق في جدار التشكيل السميك. واذ ستدور رحى هذه الحركة بين بيت الوسط ودار الفتوى وعين التينة وبكركي، سيدخل اليها ايضا وسيط خارجي مع ما كشف النقاب عنه اليوم من زيارة سيقوم بها وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت.
موفد قطري: فقد افادت "الجزيرة" ان الاخير سيحط في لبنان وسيلتقي الرئيس ميشال عون والحريري ورئيس البرلمان نبيه بري، في إطار مساعي قطر للمساعدة في حلحلة الأزمة السياسية في لبنان. وفي شباط الماضي حثّ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأطراف السياسية في لبنان على تغليب المصلحة الوطنية والإسراع في تشكيل حكومة جديدة خلال استقباله رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري الذي زار قطر وقتئذ. ونقلت وكالة الأنباء القطرية حينئذ أنه جرى خلال اللقاء استعراض أبرز المستجدات في لبنان، حيث أطلع الحريري أمير قطر على تطورات الأوضاع والجهود المتعلقة بتشكيل الحكومة في لبنان.وفي نيسان الماضي جدد أمير دولة قطر تأكيد دعم بلاده المستمر للبنان ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب اللبناني. كما دعا أمير قطر، خلال لقائه في الدوحة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، جميع الأطراف اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية، والإسراع في تشكيل حكومة جديدة من أجل إرساء الاستقرار في لبنان.
اتصالات: الى ذلك، سيجري الحريري في الساعات المقبلة سلسلة اتصالات لعرض التطورات والمستجدات والخروج بالقرار الانسب، اعتذارا ام استمرارا في التكليف. وستشمل مروحة لقاءاته الى بري، اهل بيته من دار الفتوى الى كتلة المستقبل التي تجتمع غدا وتيار المستقبل، مرورا برؤساء الحكومات السابقين، وصولا الى الصرح البطريركي.
لا حسم: في السياق، قال عضو كتلة المستقبل النائب والوزير السابق سمير الجسر لـ"المركزية" ان "لا شيء محسوما بعد على الصعيد الحكومي وقد تنجلي الامور في ألاجتماع الذي يعقده التيار غدا سواء على مستوى القيادة أو الكتلة مع العلم أننا لم نتبلغ اي دعوة بعد". وردا على سؤال، اجاب "ثمة احاديث كثيرة عن المخارج والحلول وقد يكون الاعتذار من بينها، لان من غير الجائز ترك البلاد للمجهول والشعب يعاني من الكوارث المعيشية والصحية والاجتماعية. وأن الرئيس الحريري ما كان ليقدم على هذه المهمة الصعبة والمستحيلة لولا تهيبه فداحة الاضرار التي ستصيب الجميع من دون استثناء، لان سقوط الهيكل سوف يكون فوق رؤوس الجميع". وعن حكومة الانتخابات رأى أن الوقت مبكر لمثل هذا الخيار، لكنه قد يكون مقبولا اذا ما اريد منه أنتهاج موقف الحياد في انتظار الحل والفرج. اما بالنسبة الى تسمية احد اعضاء نادي رؤساء الحكومة السابقين لترؤس هذه الحكومة، فان الامر رهن اقتناع المتقدم لهذه المهمة بعدم الترشح للانتخابات أم لا.
الحركة والحزب: في المواقف ايضا، وفيما تتجه الانظار الى الكلمة المرتقبة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد ظهر اليوم، التي يفترض ان تشكّل دليلا الى اتجاه الرياح: هل لا يزال متمسكا بتكليف الحريري (الامر المرجّح) وبدعم مبادرة الرئيس بري، ام لا، أوضح المكتب السياسي لحركة أمل ان "عين البنية كانت لحظة الفصل الحاسم في مواجهة العدوان ومشاريعه التي تستهدف لبنان، وستبقى حركة امل تعمل باتجاه لبنان في حين أن البعض يتجاوز حرمان الناس وآلامهم ويكتفي بذرف دموع التماسيح، وكأن حكومة تصريف الاعمال ووزاراتها استسلمت أمام المافيات الاحتكارية المنظمة خوفا أو تآمرا على مصالح الناس". ولفت المكتب الى ان "المطلوب فتح انسداد الافق السياسي وانجاز تشكيل حكومة والاستماع الى النداءات واخرها نداء البابا فرنسيس".
شيء عفن: الى ذلك، كتب القائم بالاعمال البريطاني مارتن لونغدن لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان مقالة جاء فيها: لا يمكنك إطلاق هذا المستقبل الأفضل إلا إذا تحررت من أغلال تاريخك وغيرت بشكل بنيوي طريقة العمل السياسي والحكومي. فلبنان اليوم على أهم مفترق طرق على الإطلاق: في أي اتجاه نريد الذهاب؟ أعذروا أسلوبي الجاف: ولكن في قلب لبنان شيء عفن. ففشل سوق أي كان للمحاسبة وتحميله مسؤولية الانفجار الكارثي للمرفأ الصيف الماضي هو أكثر الأمثلة الدراماتيكية للدناءة وعدم المسؤولية التي تتميز بها الكثير من الحياة اللبنانية. مؤسسات الدولة في حال خراب، والمصالح الخاصة محمية وميليشيا حزب الله تعمل بحرية من دون حسيب إلا نفسها. والنتيجة؟ تزداد النخبة غنى في حين يدقع الشعب في الخسارة عند كل منعطف. اضاف: ناقشت مع كافة أطياف النخبة السياسية موضوع الطريق المسدود في السياسة اللبنانية والوضع المتردي، وحذرت من المخاطر التي يأخذونها والضرر الذي ينتج عنها بحياة الشعب. وأصررت على ضرورة المساومة من أجل تأليف حكومة شاملة لها سلطة القيام بالإصلاحات وضرورة تأمين دعم بنك النقد الدولي. لكن للأسف صدى كلماتي، كما كلمات أصدقاء لبنان الدوليين الآخرين، يصل آذان صماء. واردف: هنا تكمن المشكلة، لأنه ولو استمرت المملكة المتحدة ببذل جهدها دوما في الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، كما هو الحال لتاريخه بالنسبة للدعم الكبير للأمن والتعليم والدعم الإنساني، لا يمكن لهذه المساعدة أن تكون البديل عن المسعى الطارئ للسياسيين اللبنانيين بهذا الخصوص. لا يستطيع المجتمع الدولي وقف انحدار لبنان نحو الهاوية.
المحروقات: معيشيا، الاوضاع على ترديها، وازمة المحروقات تراوح بلا حلحلة، والافق يبدو مسدودا رغم الحديث عن انفراج مؤقت. ففيما الطوابير على حالها، كشف عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس لـ"المركزية" ان "بدأت اليوم باخرة محمّلة بالبنزين بتفريغ حمولتها "ما سيؤدي إلى إراحة السوق.. علماً أنها جزء من الكمية التي تحتاج إليها المحطات". لكن البراكس شدد على "وجوب اعتماد الحل الجذري المتمثل في وقف التهريب ومكافحة السوق السوداء والحدّ من التخزين، كما أن على المواطنين عدم الهلع ووقف التهافت على المحطات لتخفيف الضغط عليها..."، ولم يستثنِ مصرف لبنان من قائمة الحل، حيث دعاه إلى "فتح اعتمادات تكفي لاستيراد حاجات البلاد من البنزين من قِبَل الشركات المستوردة للنفط". واعتبر أن "بدون كل ذلك لن نتوصّل إلى أيّ حل، وستبقى للأسف طوابير السيارات مصطفة أمام المحطات". وقال البراكس "لا أرى مستقبلاً واضحاً لسوق المحروقات، نظراً إلى الضبابية التي تلف تطبيق الاتفاق الذي تمّ بين مصرف لبنان والسلطة السياسية للإبقاء على الدعم إلى حين إيجاد حل في غضون ثلاثة أشهر... وحتى اليوم لا نرى حلاً بل لا يزال الازدحام يومياً في الشوارع".
الافران: حياتيا ايضا، أعلن نائب رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران علي ابراهيم ان "ازمة تزويد الافران بمادة المازوت في طريقها الى الحل بعد تسليم منشآت النفط في الزهراني المادة الى السوق المحلية، اعتبارا من اليوم والاولوية للقطاعات الحيوية ومنها الافران". وشكر "قيادة الجيش التي زودت السوق المحلية والافران بكميات من المازوت الخاص بقيادة االجيش للحد من الازمة"، متمنياً ان "تشمل الافران في المناطق كافة". وناشد ابراهيم المعنيين "تأمين المازوت الى كافّة الأفران من دون استثناء"، مؤكّداً أن "الخبز متوافر ولا طوابير".
صيرفة: مصرفيا، سجّلت معلومات متضاربة حول إقفال منصّة "صيرفة".. فجهات مصرفيّة تبلّغت توقفها اليوم، ومصدر "البنك المركزي" أكد أنها لا تزال تعمل وفق التعميم 158، إنما أعلن توقفها اليوم أمام التجار فقط لتفتح أمامهم نهاية الأسبوع.
جعجع يحذر: ليس بعيدا، ولليوم الثاني على التوالي، غرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر تويتر محذرا من المس بالاحتياطي، وقال: صرف الاحتياطي الإلزامي يعني القضاء عمليا على كل فرصة للنهوض الاقتصادي مجددا، بالإضافة إلى القضاء على القطاع المصرفي كقطاع، وبالتالي القضاء على الدورة الاقتصادية ككل.
المرفأ: قضائيا، باشر المدعي العام العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي غسان الخوري مطالعته في الإدعاء الوارد ضمن الطلبات التي أحالها اليه المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في حق القاضيين جاد معلوف وكارلا شواح، وذلك خلال فترة توليهما منصبيهما في قضاء العجلة. وكان النائب العام العدلي بالتكليف في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي غسان الخوري احال طلبات المحقق العدلي القاضي طارق البيطار برفع الحصانة من قبل مجلس النواب عن النواب علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق، والأذونات من نقابة المحامين في طرابس في حق المحامي يوسف فنيانوس ونقابة المحامين بيروت في حق خليل وزعيتر، ورئيس مجلس الوزراء لجهة المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، ووزير الداخلية لجهة المدير العام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، كل الى مرجعه المختص. وافادت معلومات صحافية ان القاضي غسان الخوري يعدّ مطالعة للإدعاء على القاضيين اللذين ذكرهما القاضي بيطار في آخر ادعاءاته في جريمة المرفأ على أن يرسل الخوري كتاباً الى رئيس مجلس القضاء الاعلى لتعيين قاضٍ للتحقيق معهما.
سلالة دلتا: صحيا، وفي مؤشر غير مطمئن، قال مدير "مستشفى الحريري الجامعي" فراس أبيض إن "متحوّر "دلتا" أصبح في لبنان ويجب العمل على محاولة الحدّ من انتشاره وهنا المسؤولية تقع على الفرد والمؤسسات"، مضيفاً: "الرقم الحقيقي لإصابات "دلتا" أكبر بكثير من الأرقام المعلنة وهذا المتحوّر أشدّ انتشاراً وعدوى ويجب ألا يكون هناك تساهل من الناس وضرورة الإقبال على اللقاح أكثر". ولفت في حديث إذاعي إلى أن "القطاع الاستشفائي يجب ألا يُترك وحيداً لناحية الكهرباء والمستلزمات الطبية وبالتالي لا قدرة لهذا القطاع على الصمود وهو بحاجة للدعم". وأبدى أبيض تفهماً لإجراء الإمتحانات الرسمية ولا سيما لصفوف البكالوريا "ولكننا نرفع الصوت ونحذر من أن أي تجمعات قد تؤدي إلى انتشار العدوى".