Jun 27, 2021 4:30 PM
اقليميات

قمة بغداد.. تأكيد على التعاون الثلاثي والشراكة الاستراتيجية

كشف وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أنّ قمة بغداد بحثت اليوم العديد من القضايا، مؤكدا الوقوف مع العراق في مواجهة كافة التحديات.

وأضاف الصفدي خلال مؤتمر صحافي ثلاثي مع نظيريه العراقي والمصري، أنه يجب تحييد العراق عن أي خلافات إقليمية، مشيراً إلى ما حققه العراق من نصر كبير على الإرهاب.

وأردف وزير خارجية الأردن قائلا “علاقاتنا مع مصر والعراق تنطلق من رؤية سياسية مشتركة”، وأكد وقوف بلاده مع مصر والسودان بشأن قضية سد النهضة، معتبرا أن أمن مصر المائي جزء من الأمن القومي العربي.

من جانبه، قال وزير خارجية مصر سامح شكري: نسعى مع الأردن والعراق لمواجهة التحديات، معلنا عن أن القمة المصرية الأردنية العراقية الرابعة ستعقد في القاهرة.

وشهدت العاصمة بغداد، الأحد، قمة ثلاثية تجمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، تأكيداً لرغبة متبادلة في تدشين مرحلة جديدة من العلاقات وأطر التعاون المشترك.

وقال الرئيس السيسي في الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة “إن هذه القمة التاريخية التي يحتضنها العراق، والتي تأتي استكمالاً لما تحقق خلال قمتي القاهرة وعمان، نأمل أن تكون بحق تدشيناً لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون الوثيق بين بلداننا سعياً نحو الانطلاق خلال السنوات القادمة إلى مرحلة التنمية المستدامة والرخاء لشعوبنا، فضلاً عن المساهمة في دعم العمل العربي المشترك والعمل على صيانة الأمن القومي العربي. فمصر تسعى لخير المنطقة وشعوبها وتمد دائما جسور التعاون والإخاء لمحيطها العربي”.

وتابع: “أعيد التأكيد على قوة التزامنا بالتعاون الثلاثي بين دولنا وما يحظى به هذا الأمر من أولوية متقدمة لدينا وما نوليه له من أهمية قصوى، ولذلك فإننا نسعى، وكلنا ثقة بأن هذا الأمر يشكل هدفاً مشتركاً للجميع، إلى تجسيد التعاون الثلاثي بيننا ووضعه موضع التنفيذ على أرض الواقع من خلال الشروع في تنفيذ حزمة المشروعات الاستراتيجية التي تم الاتفاق عليها، وذلك مع إدراكنا للظروف الراهنة المرتبطة بتفشي جائحة كورونا وما صاحبها من إجراءات احترازية وتداعيات اقتصادية”.

قمة بغداد: استقبلت بغداد الأحد قمّة ثلاثية تضمّ بالإضافة إلى المسؤولين العراقيين، الرئيس المصري والملك الأردني، يتوقع أن تركز مناقشاتها على التعاون الاقتصادي والأمني والتجاري بين هذه الدول العربية الثلاث. 

وبدأ منذ يومين تشديد الاجراءات الأمنية في العاصمة العراقية استعداداً لهذه المحادثات التي يتوقع أن تركز على العلاقات التجارية بين الدول الثلاث المجاورة وكذلك التعاون الأمني، كما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس. 

وإثر محادثات مقتضبة بين الرئيس العراقي برهم صالح ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي بعد وصول الأخير إلى مطار بغداد الدولي، شدّد صالح على أهمية "رفع مستوى التنسيق" بين الدول الثلاث و"تنمية آفاق التعاون في الاقتصاد والتجارة والتنمية ومشاريع البنى التحتية ونقل الطاقة والنفط"
 
ورحّب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي سيلتقي الزعيمين الأردني والمصري، بتغريدة بهذا اللقاء، معتبراً أنه يؤسس لـ"مستقبل يليق بشعوبنا". 

وتعقد هذه القمة أخيراً بعدما أرجئت مرتين، الأولى عندما وقع حادث تصادم القطارين الدامي في آذار والثانية اثر قضية "زعزعة الاستقرار" في الأردن في نيسان. 

وعقد الأردن ومصر والعراق اجتماعات مماثلة خلال العامين الماضيين ركزت على البنى التحتية والتنسيق المشترك لمحاربة التنظيمات الإسلامية المتطرفة.
 
وفي قمة مماثلة في الأردن في آب 2020 ، شدّدت الأطراف الثلاث على "أهمية تعزيز التعاون... في المجالات الاقتصادية والحيوية كالربط الكهربائي ومشاريع الطاقة والمنطقة الاقتصادية المشتركة" بينها.
 
وبعد تلك القمة توجه الكاظمي إلى واشنطن حيث التقى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في لقاء اعتبر جولة ثالثة من "الحوار الاستراتيجي" بين البلدين، تلاه تخفيض لعدد القوات الأميركية في العراق من 5200 عسكري إلى 2500 بحلول كانون الثاني/يناير 2021.

وكلّ من القاهرة وعمّان حليفتان للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولذلك ينظر إلى هذه القمّة على أنها محاولة لتقريب العراق من واشنطن وتحقيق توازن في علاقته معها، وسط خصومة تزداد تعقيداً بينها وبين إيران التي تدعم فصائل مسلحة في العراق، لا سيما فصائل الحشد الشعبي المنضوية في القوات الرسمية العراقية والتي يتعاظم نفوذها يوماً بعد يوم في البلاد.

ويبقى انسحاب القوات الأميركية بالكامل من العراق المطلب الأساسي للأطراف الموالية لإيران في البلاد والتي ترى وجودها "احتلالاً" للعراق، وتواصل الضغط عبر شنّ هجمات متفرقة على المصالح الأميركية في مناطق مختلفة من البلاد كان آخرها قرب القنصلية الأميركية في أربيل السبت بثلاث طائرات مسيرة.   

وقد تشكّل مسألة الانسحاب الأميركي من العراق إحدى بنود مناقشات  الكاظمي مع الرئيس الأميركي جو بايدن في زيارته المقبلة إلى الولايات المتحدة التي أعلن عنها المتحدثّ باسمه في 22 حزيران. 

الكاظمي: أكد رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، اليوم الأحد، ضرورة التنسيق بين بلاده والأردن ومصر لمواجهة ما وصفها بـ”التحديات”.

وقال خلال كلمته في القمة الثلاثية: “أرحب بضيفي العراق، جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في بغداد مدينة السلام، سعداء بكم في بغداد، هذه الزيارة هي رسالة مهمة إلى شعوبنا بأننا متعاضدون ومتكاملون من أجل العمل لخدمة شعوبنا وشعوب المنطقة”.

وأضاف أن “هذه القمة تنعقد في وقت وفي إنعطافة تاريخية خطيرة تمر بها المنطقة وكل دول العالم بالخصوص مع تحديات وباء كورونا. لا يخفى على أحد أن أهم التحديات التي نواجهها هي جائحة كورونا والظروف الاقتصادية الصعبة والتحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب”.

وأشار الكاظمي إلى أن “العراق مر بتجربة قاسية في مواجهة الإرهاب والحمد لله نجحنا في القضاء على هذه الجماعات بالرغم من تبقي بعض الجيوب الصغيرة لهؤلاء الخوارج، خوارج العصر وعلينا العمل والتنسيق بين دولنا الثلاث لمواجهة هذه التحديات والعمل على تبديدها من أجل خدمة شعوبنا وشعوب المنطقة”.

وتابع رئيس الحكومة العراقية: “العمل المشترك يحتاج إلى ترصين وتوحيد المواقف كي نعمل على مسار التنمية وتطوير المنطقة وشعوبها. نرجو الاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة عن طريق التواصل الجغرافي بين الدول الثلاث فيما يخص المجالات الاقتصادية وكذلك من أجل خدمة الجانب الإجتماعي في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة”.

السيسي: وعبّر الرئيس المصري، الأحد، عن أمله في أن تدشن "قمة ‏بغداد" مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون الوثيق.‏

وتحتضن بغداد قمة ثلاثية تجمع الرئيس المصري مع رئيس الوزراء العراقي ‏مصطفى الكاظمي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.‏

وفي كلمته خلال أعمال القمة الثلاثية، قال السيسي: "وجودي اليوم في بغداد تجسيد ‏لقوة العلاقات بين بلادنا وشعوبنا، كما يدل على مدى حرصنا على دعم هذه ‏العلاقات وتطويرها نحو آفاق أرحب تؤكد على وحدة الهدف والمصير، وتلبي ‏مصالحنا المشتركة".‏

أضاف: "هذه القمة التاريخية التي يحتضنها العراق، التي تأتي استكمالا لما تحقق ‏خلال قمتي القاهرة وعمان، نأمل أن تكون بحق تدشينا لمرحلة جديدة من الشراكة ‏الاستراتيجية والتعاون الوثيق بين بلداننا سعيا نحو الانطلاق خلال السنوات المقبلة ‏إلى مرحلة التنمية المستدامة والرخاء لشعوبنا".‏

وتابع السيسي: "من هذا المقام، أعيد التأكيد على قوة التزامنا بالتعاون الثلاثي بين ‏دولنا وما يحظى به هذا الأمر من أولوية متقدمة لدينا وما نوليه له من أهمية ‏قصوى، لذلك فإننا نسعى، وكلنا ثقة بأن هذا الأمر يشكل هدفا مشتركا للجميع، إلى ‏تجسيد التعاون الثلاثي بيننا ووضعه موضع التنفيذ على أرض الواقع من خلال ‏الشروع في تنفيذ حزمة المشروعات الاستراتيجية التي تم الاتفاق عليها، وذلك مع ‏إدراكنا للظروف الراهنة المرتبطة بتفشي جائحة كورونا وما صاحبها من إجراءات ‏احترازية وتداعيات اقتصادية".‏

وأوضح أن القمة "تعد فرصة جيدة لاستمرار التشاور والتنسيق بيننا حول أهم ‏قضايا المنطقة، في ظل التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة، التي تستلزم التعاون ‏المشترك لمواجهة التحديات والأخطار المشتركة، خاصة مع ما نشهده من تدخلات ‏إقليمية مرفوضة تسعى للهيمنة وتهدد الأمن القومي العربي وتستهدف الدول ‏العربية، وهو الأمر الذي يدعونا إلى التكاتف وتوحيد الصف العربي والعمل على ‏تعزيز الدور العربي في الأزمات المختلفة في منطقتنا".‏

وكان الرئيس المصري وصل، الأحد، إلى العاصمة العراقية بغداد، في أول زيارة ‏لرئيس مصري للعراق منذ 30 عاما.‏

بيان الرئاسة المصرية: وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر، بأن القمة تناولت سبل تعزيز التعاون الثلاثي المشترك في مختلف المجالات بين الدول الثلاث، في إطار العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمعهم.

وأوضح السيسي خلال القمة دعم تنفيذ المشروعات الاستراتيجية وآلية التعاون الثلاثي، خاصة على المستوى السياسي والأمني.

كما تناول الزعماء الثلاثة سبل تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وذلك بهدف تأسيس مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجي بين الدول الثلاث، قائمة على الأهداف التنموية المشتركة، لا سيما في ضوء الروابط التاريخية والشعبية المتينة بينها.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن القمة تطرقت إلى أبرز القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة مستجدات القضية الفلسطينية، حيث أكد القادة الثلاثة دعم الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، مع الإشادة بالجهود المصرية في هذا الصدد.

وتناولت القمة تطورات الأوضاع في المنطقة، حيث أكد الرئيس (المصري) أهمية تضافر جهود جميع دول الوطن العربي والشرق الأوسط لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة واستعادة الاستقرار بها، كما تم التوافق بين القادة الثلاثة حول أهمية العمل المكثف للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في إطار الحفاظ على وحدة واستقلال دول المنطقة وسلامتها الإقليمية.

وأكد القادة ضرورة تكثيف التشاور والتنسيق بين الدول الثلاث حول أهم قضايا المنطقة، في ظل التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة، والتي تستلزم التعاون المتبادل لمواجهة التحديات والأخطار المشتركة.

وتطرقت القمة كذلك إلى جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الزعماء الثلاثة أهمية مواصلة الجهود المبذولة نحو تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق فيما بينهم في هذا الصدد لصالح شعوبهم والشعوب العربية بأسرها.

وأكد الرئيس المصري حرص مصر على الحفاظ على الأمن المائي العربي، والترحيب بموقفي العراق والأردن المساندين للموقف المصري بشأن سد النهضة، وهي القضية التي تمثل إحدى أولويات السياسة المصرية، لتهديدها المباشر للأمن القومي المصري بمختلف جوانبه، مجددا التأكيد على أن موقف مصر الثابت يقضي بضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o