Jun 24, 2021 6:18 AM
صحف

حوار الحليفين.. هل يفتح ثغرة في جدار الحكومة؟

رأت "النهار" ان وتيرة القصور الرسمي والسياسي الآخذ في الانكشاف حيال طبقة كرست نفسها فعلاً انها الأسوأ اطلاقاً في تاريخ تعاقب العهود والسلطات والطبقات السياسية في لبنان لاستسلامها او لتسببها او لعجزها او لتبعيتها او لتحكيم مصالحها وأهدافها وسط أخطر مصير يواجهه لبنان. ووتيرة تلاحق مذهل يومي لشتى الازمات المعيشية والخدماتية والمالية والاجتماعية التي تبدو كأنها تفلتت تماماً من أي سيطرة او تحكم على الحد الأدنى من تداعياتها وبدأت تدفع لبنان نحو الإنزلاق الى الانهيار الشامل. ولعله لم يكن أدل على الاستخفاف بخطورة تعطيل أي جهد انقاذي لاخراج لبنان من هذا النفق القاتم المظلم سوى اللهو مجددا بأحاديث "الحوار الثنائي" بين الحليفين الركنين لتفاهم مار مخايل بعدما عقد الاجتماع الأول بين جبران باسيل ووفيق صفا ليل الثلثاء الماضي إيذانا ببدء الحوار التجريبي حول نداء باسيل للحزب وسيده لتحكيمه في ملف النزاع الحكومي.

وفيما تحدثت معلومات عن لقاء اخر سيعقد (او ربما يعقد سراً) بين رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ومسؤول الارتباط في "حزب الله" وفيق صفا لاستكمال البحث الذي بدأ بينهما حول مناشدة باسيل للسيد حسن نصرالله التوسط في الازمة الحكومية. ووفق المعلومات الاولية التي توافرت لـ"النهار" فان الحزب كان بعث بعد اقل من 36 ساعة من "نداء" باسيل بالرسل الى الأخير بغية التنسيق. وفسر الامر بانه بهذه التلبية العاجلة للنداء يكون الحزب قد اسقط عن نفسه شبهة الوقوع في الحرج والارتباك من جهة، ودحض عن نفسه تهمة عدم فتح بابه لباسيل من جهة اخرى. وتحدثت المعلومات عن ان الحزب ينطلق في مسعاه من اعتبارين:
البناء على التقدم الذي تحقق في اللقاءات الثلاثة السابقة بين الخليلين وباسيل وصفا ، والمواءمة بين مسعاه وبين مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري ولكنه ليس في وارد ان يطلق أي توقعات من قبيل تحديد مهل زمنية ومن باب الوعد بان الانفراج حتمي. ولخصت المعلومات موقفه بانه ليس في وارد ترك باسيل وحيداً، لكنه حذر جدا من مغبة الانزلاق الى "نزاع " من اي نوع كان خصوصا مع عين التينة.
وفي أي حال سيبرز موقف الحزب عبر كلمة يلقيها أمينه العام السيد حسن نصرالله في الخامسة والنصف بعد ظهر غد الجمعة .

بدورها، أشارت "نداء الوطن" الى ان طلبات "إخلاء سبيل" الحكومة الإنقاذية وتحريرها من قيود المحاصصة والتعطيل لا تزال مرفوضة في "البياضة"، حيث لم تُسفر عملية تفويض رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تحصيل حقوق المسيحيين الوزارية عن أي منعطف إيجابي باتجاه ولادة الحكومة، إنما على العكس من ذلك كل المؤشرات والمعطيات المتقاطعة تفيد بأنّ خطوة باسيل "زادت التعقيد تعقيداً".

فبعدما تعمّد إخراج "حزب الله" من كواليس المشهد الحكومي ووضعه في واجهة الأحداث، سارعت قيادة الحزب إلى تنفيذ مناورة التفافية على تفويض باسيل بتعاملها "البارد" معه وتبديدها أوهام زرع الشقاق بين الثنائية الشيعية، وذلك من خلال إعادة التوكيد على استمرار نصرالله في تفويضه الشخصي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري المبادرة لحل الأزمة الحكومية.

وبهذا المعنى رأت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الحكومية أنّ إيفاد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا للقاء باسيل وليس المعاون السياسي لأمين عام "حزب الله" حسين الخليل، هو بحد ذاته "رسالة بالغة الدلالة تؤكد أنّ الحزب ليس في وارد المبادرة حكومياً أكثر منه "الطبطبة" على باسيل والاستماع إلى ما لديه ليقوله، بانتظار أن يطلّ نصرالله شخصياً (غداً) ليحسم الموقف إزاء تفويضه تأمين حصة رئيس الجمهورية وتياره السياسي في الحكومة العتيدة".

من جهتها، لفتت "الانباء" الالكترونية الى ان بانتظار أن ينقشع الدخان الأبيض من المحادثات التي سيجريها حزب الله مع باسيل بعيداً عن الاعلام، تبقى مسألة تأليف الحكومة تراوح مكانها رغم الحديث عن تقدمٍ ما تم التوصل إليه في الاجتماع الذي عُقد في الساعات الماضية. وبالرغم من التكتم الشديد حول النقاشات التي جرت، فقد نقلت أوساط مطلعة لجريدة "الأنباء" الإلكترونية خبراً مفاده ان صفا وباسيل ناقشا في عمق الأزمة الحكومية في أجواء من الصراحة والمسؤولية، واتفقا على الخروج من هذا المأزق وعدم استمرار الوضع على ما هو عليه في ظل الأزمات المتكررة والمتلاحقة التي يعيشها اللبنانيون، الذين بات همهم محصور في تأمين البنزين والدواء والغذاء وربطة الخبز.

الأوساط أشارت الى ان صفا كان متفهما لهواجس باسيل والثقة التي وضعها بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لكنه في المقابل أبلغه تمسك نصرالله بمبادرة الرئيس نبيه بري باعتبارها الوحيدة التي يقبل بها كل الأطراف ما عدا التيار الوطني الحر، بالرغم من أنها تمنح رئيس الجمهورية ميشال عون حرية اختيار معظم الوزراء المسيحيين، ومن الضروري ان يُسمح للرئيس المكلف سعد الحريري تسمية وزيرين مسيحيين، وأن حزب الله لا يرى مشكلة في أن يسمي الحريري الوزيرين المذكورين، فهذا من حقه كونه رئيسًا مكلفًا والا ما قيمة الاستشارات النيابية الملزمة التي سمّت الحريري وما قيمة الاستشارات غير الملزمة التي أجراها الحريري في مجلس النواب، فمن غير المقبول ان تتحول الحكومة الى "مجلس ملّة" وتسمي كل طائفة وزرائها.

الأوساط نقلت عن باسيل قبوله بهذه النقطة، لكنه لم يعط جواباً لجهة تغيير موقفه الرافض للتصويت على الثقة، وأكثر من ذلك فإن صفا أبلغ باسيل أن تسمية رئيس الجمهورية للوزيرين المذكورين هو الثلث المعطل بحد ذاته وهو ما يخشاه الحريري. وطلب منه في مقابل تخلي الحريري عن 18 وزيراً ان يتخلى باسيل عن الثلث المعطل لتسهيل تشكيل الحكومة، وإلا ستبقى الأزمة تراوح مكانها، والحريري لن يعتذر بعد دخول بري على خط عدم السماح له بذلك.

وبحسب معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، فإنّ باسيل لم يتلق من "حزب الله" تجاوباً مع طرحه الاخير بالاحتكام الى الامين العام للحزب في ما خصّ "حقوق المسيحيين"، وقوله "اقبل بما تقبل به". وتؤكّد المعلومات، انّ الحزب ليس في وارد التناغم او التجاوب مع طرح باسيل، بل هو اطلق اشارات متجدّدة تؤكّد التزامه بمبادرة الرئيس بري التي نسفها باسيل، وتشديده على التوافق بين الرئيسين عون والحريري على تشكيل حكومة وتجاوز العِقد القليلة المتبقية، والمحصورة فقط بعقدة الوزيرين.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o