Jun 17, 2021 4:58 PM
تحليل سياسي

مؤتمر دعم الجيش يقلع..عون يحذر من انكشاف امني: دعم الافراد ضرورة
اضراب "اهل السلطة" الباهت رسائل متبادلة على وقع بيانات التراشق الرئاسي
غريو عند باسيل..حزب الله: التنازلات المتبادلة ضرورة وليست منقصة لاحد

المركزية- مشهدان استحوذا على الاهتمامات اللبنانية اليوم. الاول سياسي شعبي موزع بين المقار الرئاسية التي تلتزم هدنة المحارب بعد وقف اطلاق النار الموقت في معركة البيانات الحامية التي دكّت آخر مفاهيم اخلاقيات الدولة وادارتها الا انها تستمر على مستوى نواب الفريقين ، وبين الاضراب العمالي المغلف بأقنعة سلطوية حزبية تمارس سياسة طائفية مذهبية هدفها تعويم شعبوي ليس الا بالعزف على وتر الغرائز والعصبيات التي يتقنها ويتفنن فيها اركان المنظومة الفاشلة التي تدير البلاد نحو الجحيم. اما المشهد الثاني فيعكس رغبة من تبقى من اللبنانيين والخارج المهتم ببقاء وطن اسمه لبنان بدعم المؤسسة العسكرية لضمان استمراراها وبقائها الحصن المنيع في مواجهة مؤامرة "مافيا الفاسدين" وخططهم الجهنمية واسقاطهم لحظة يدّق النفير.

حرّاك خجول: وفيما الافق السياسي مقفل باحكام وغير قابل لأي خرق في المدى المنظور على ما يبدو، لم يكن التحرك الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام اليوم  على الارض، حاشدا بالشكل المطلوب لكسر المراوحة السياسية، ولولا التزام النقابات والقطاعات به بالاضراب، لغابت مؤشرات الغضب الشعبي على الارض، تماما. وربما سبب هذا الاخفاق يعود الى مسارعة القوى السياسية واحزاب السلطة الى اطلاق الدعوات للمشاركة فيه، ما افقده هدفه، وقد تم قطع الطرق في بعض المناطق حيث لهذه الاحزاب حضور وقواعد.

بكركي والحزب: حكوميا اذا، وغداة حرب البيانات بين بعبدا وعين التينة، لم تسجّل اي حركة تذكر. في الموازاة، كشفت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان بكركي وحزب الله سيحاولان في قابل الايام العمل على خط التهدئة، لكن مصير محاولاتهما ضبابي. واذا لم يفلحا في ترطيب المناخات، فإن الازمة ستستمر طويلا، وسيستمر الفراغ السياسي والمأساة الاقتصادية حتى نهاية العهد.

غريو عند باسيل: في غضون ذلك، يبدو فرنسا ايضا تحاول من جديد، فتح ثغرة في الجدار المسدود. في هذا الاطار، استقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في دارته ، سفيرة فرنسا آن غريو، وجرى عرض للملف الحكومي انطلاقا من الرؤية المشتركة على أولوية التأليف، وفي ضوء العراقيل التي لا تزال تعترض التشكيل.

الوفاء للمقاومة: اما حزب الله ، فأعلن في بيان صدر عقب اجتماع كتلة الوفاء للمقاومة  في الشق الحكومي" إن التنازلات المتبادلة ضرورة حاكمة على الجميع، وليست منقصةً لأحد، في حين أنّ التصلّب سيؤدي إلى تعطيل الحلول وتعقيد المعالجات، وإضاعة الفرص الثمينة على الوطن والمواطنين"، معتبرا "إن اختلاف المقاربات بين المسؤولين ينبغي أن يكون مدعاةً لمراجعة الأفكار والمعطيات وإعادة النظر في تقدير الأوضاع والمواقف، وصولاً إلى تحقيق التفاهم المشترك..ومهما بلغت التعقيدات فإنّ الجهود والمساعي التي ينبغي أن يواصلها المسؤولون أثناء الأزمات, من شأنها أن تبعث على الأمل في نفوس المواطنين لأنّها توسع مساحة التلاقي بين الأطراف والفرقاء، ولأن البلد بحاجة إلى مزيدٍ من الحوار والتفاهم الإيجابي بين أبنائه لحفظ مصالح البلاد العليا ولقطع الطرق أمام الانتهازيين والمثيرين للعصبيّات ومنعهم من إسقاط ثوابت الوفاق الوطني.

ولع بالسلطة: في المواقف، التوتر على حاله بين بيت الوسط وعين التينة من جهة والعهد من جهة ثانية. فقد أبدى عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار عدم ارتياحه لما يجري حيث يشهد البلد انهيارا فيما نلاحظ أن البعض يريد الغرق في هذا الوادي، لافتا الى أن الرئيس نبيه بري يريد المضي قدما ولكنه اصطدم بمواقف وتصريحات فريق الرئيس ميشال عون. وأكد الحجار ان الولع بالسلطة والاصرار على احكام النفوذ على كل شيء في البلد أوصلنا الى ما نحن اليه، متحدثا عن ممارسات حصلت في السابق وأخطاء تراكمية أوصلت الأمور الى ما وصلت اليه، لافتا الى ان المشكلة هي في إصرار فريق العهد على النهج والممارسات نفسها. 

 استكمال التراشق: من جهته، اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس في تصريح ان "من يحاول ان يرشق الرئيس بري بسهام الكذب والخداع وتعمية الحقائق والتلطي وراء بيان من هنا وتصريح من هناك، للسير قدماً في عرقلة تشكيل الحكومة التي ستعالج الازمات التي يعيشها البلد لتحقيق مصالح طائفية ومذهبية، لا يخدم المسيحيين ولا المسلمين ولا سائر ابناء الوطن".  واشار الى ان مواقف القيادات السياسية في "التيار الوطني الحر" لن تثمر الا الخراب ولا تبني أوطانا ولا تحمي طوائف او شعوبا"، مؤكدا ان "زعزعة السلم الداخلي خدمة مجانية للكيان الصهيوني الغاصب". 

سقط القناع: في المقابل، غرد عضو تكتل لبنان القوي النائب جورج عطالله عبر حسابه على "تويتر": "يبدو أن هناك من اكتشف أن كل من رباهم من أرانب وحمام زاجل فشلوا في المهمة المكلفين بها، الأمر الذي إستدعى تدخله المباشر، فسقط إدعاء العيش المشترك، وسقط إدعاء الحفاظ على الميثاقية، والنبيه من الإشارة يفهم".وارفق التغريدة بهاشتاغ: #سقط_القناع

لحكومة انقاذ: هذا سياسيا. اما على الارض، فنفذ اليوم اضراب شل معظم القطاعات، من المصارف الى المطار مرورا بالسائقين وموظفي القطاع العام (...)، احتجاجا على الوضع المعيشي ومطالبة بحكومة انقاذ. في السياق، دعا رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، في التجمع المركزي من امام مقر الاتحاد "الساسة بأن يتوقفوا عن التراشق والاتهامات والمحاصصة ويبادروا إلى تأليف حكومة إنقاذ". وقال "ما يحصل يخرج عن نطاق العقل لذلك توقفوا عن سياسة القتل بحق الشعب اللبناني وبادروا فورا إلى تنازلات". اضاف: "ما نراه اليوم من انهيار للمنظومات التربوية، الصحية، البيئية والاقتصادية والحد الأدنى بات يساوي 30 دولارا، علينا التصدي لهذا الوضع بالتكافل من أجل الحفاظ على عمال لبنان وكل فئات الشعب اللبناني وهذا لا يتحقق الا بوجود حكومة انقاذ". واكد ان "لا شيء أكبر من الوطن ولا شيء اكبر من لبنان، يجب ان ندافع عنه وطنا نهائيا لجميع اللبنانيين، وما يمارس علينا اليوم هو تهجير من وطننا ومحاولة قتل من دون رصاص".

الازمات تراوح: في الغضون، الازمات المعيشية تراوح، ولا حلول جذرية رسمية لها حتى الساعة، الدواء والبنزين والمحروقات شبه مفقودة والناس تصطف في الطوابير للحصول عليها... وكان صدر اليوم جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية عن وزارة الطاقة والمياه، فارتفع سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 1800 ليرة، والـ95 أوكتان والمازوت 1700 ليرة، وسعر قارورة الغاز 1400 ليرة. وأصبحت الأسعار على النحو الآتي:- البنزين 98 أوكتان 44800 ل.ل.- البنزين 95 أوكتان 43500 ل.ل.- المازوت 31700 ل.ل. قارورة الغاز 26600 ل.ل.

مؤتمر دعم الجيش: وبينما وصلت مفاعيل الازمة الاقتصادية الخانقة الى مؤسسة الجيش اللبناني، استضافت فرنسا اليوم مؤتمراً برعاية الأمم المتحدة، عبارة عن تجمّع دولي لمساندة الجيش اللبناني عبر آلية الفيديو بحضور ما يقارب 20 دولة وعدد من المنظمات الدولية.

عكر: وزيرة الدفاع زينة عكر اشارت الى ثلاثة خطوط دعم على المستوى الكلي:مساعدة الجيش من خلال توفير المواد الغدائية والمساعدات العينيَّةدعم نظام الرعاية الصحية في الجيش اللبناني، مع العلم أن المؤسسة العسكرية تقدِّم حاليًا خدمات طبية لنحو 400000 عنصر (من ضمنهم الجنود وعائلاتهم) من خلال تأمين الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية، وأيضًا من خلال صيانة المعدات المتوافرة حاليًّا.تزويد الجيش بقطع غيار لمعداته وأجهزته. ويتلاءم هذا مع البرامج التدريبية المستمرة التي تهدف إلى تطوير قدراته. وقالت: بالنظر إلى البيئة المضطربة والمتقلبة والمحفوفة بالشكوك التي تحيط بلبنان، لا يجوز أن يُسمَح بالتخلي عن الجيش اللبناني، أو بزعزعة استقراره جراء تراكم الأزمات، وأبرزها الأزمة الاجتماعية والاقتصادية.

القائد يحذر: وفيما اكد المشاركون ضرورة دعم الجيش وتأمين متطلبات الدعم الاساسي له ليبقى قادراً على القيام بمهامه في المحافظة على الأمن والاستقرار، أكد قائد الجيش العماد جوزيف عون أن “لبنان يواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة ويبدو واضحاً انعدام فرص الحلول في الوقت القريب والجيش يحظى بدعمٍ وثقة محلية ودولية لذا تزداد الحاجة اليوم أكثر الى دعمه ومساندته كي يبقى متماسكاً وقادراً على القيام بمهامه”.ونوه خلال المؤتمر الدولي الافتراضي لدعم الجيش اللبناني “بأداء العسكريين الذين يواجهون هذه الظروف الصعبة بعزيمةٍ واصرار وانضباط وايمان بقدسية المهمة، على الرغم من تدهور قيمة الليرة ما أدّى الى تدني قيمة رواتبهم بنسبة تقارب 90% والنسبة عينها تنسحب على التغذية والطبابة والمهمات العملانية وقطع غيار الآليات”. وحذّر من ان “استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان سيؤدي حتماً الى انهيار المؤسسات ومن ضمنها المؤسسة العسكرية وبالتالي فإنّ البلد بأكمله سيكون مكشوفاً أمنياً، وأشدد على ضرورة دعم العسكري كفردٍ لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة اضافةً الى دعم المؤسسة ككل”.وقال “الجيش هو المؤسسة الوحيدة والاخيرة التي لا تزال متماسكة وهي الضمانة للأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة وأي مسّ بها سيؤدي الى انهيار الكيان اللبناني وانتشار الفوضى ونؤمن بأننا سنجتاز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة بفضل عزيمة جنودنا وارادتهم وبدعم اللبنانيين والدول الصديقة”.

الترسيم البحري: على صعيد آخر،  في أول موقف رسمي لها بعد تسلمها منصبها هذا الأسبوع، أعلنت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار ان"على الرغم من القضية القانونية القوية لإسرائيل، نحن مستعدون للنظر في حلول إبداعية لإنهاء هذا الملف". موقف الحرار جاء بعد لقائها الوسيط الأميركي جون دوروشيه، حيث جرى التداول في ملف المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان حول حدودهما البحرية المتنازع عليها

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o