Jun 05, 2021 8:32 AM
صحف

عون لن يصبر أكثر بري يلتزم الصمت والحريري لن يتراجع...

أكدت اوساط قريبة من القصر الجمهوري لـصحيفة "الجمهورية" ان الرئيس ميشال عون بقي محافظاً على شعرة التفاهم مع الرئيس المكلف حتى آخر لحظة وصولاً الى حكومة تراعي في تشكيلها الاختصاص والتوازن والاصول القانونية والدستورية، لكنّه اصطدم بعدم رغبة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة وإقفال كل الابواب المؤدية الى تفاهم، وما زال على محاولاته الهروب من هذا الاستحقاق والامعان في التعطيل. وإزاء ذلك، فإنّ رئيس الجمهورية صبر طويلاً ولن يصبر اكثر، ولن يقبل باستمرار هذا الوضع الى ما لا نهاية. ولم تكشف الاوساط ماذا يملك رئيس الجمهورية لتغيير هذا الواقع، واشارت الى انّ ثمة طرقاً متعددة لتحرير التأليف، وهو ما سيظهر في القريب العاجل.

وتشير معلومات جريدة "الأنباء" الالكترونية الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يلتزم الصمت هذه الأيام وفضّل تجميد حركته السياسية، يسعى إلى تهدئة الأجواء بين الطرفين منعاً لارتفاع منسوب الصدام الذي قد ينعكس على الأرض توتراً. وإلى جانب بري تستمر مساعي البطريركية المارونية ايضاً، التي تسعى فقط لتهدئة الجبهات ولم تعد تعوّل على الداخل لحل الأزمة او تشكيل الحكومة، انما تصرّ على عقد مؤتمر دولي.

الى ذلك، ترفض أوساط قريبة من بيت الوسط إلقاء تهمة التعطيل على الرئيس المكلف، وقالت لصحيفة "الجمهورية" "انّ التعطيل محصور في مكان واحد، هو بين رئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل، وقد سبق للرئيس المكلف أن حَدّد، في ردّه على رسالة عون الى مجلس النواب، وبالتفصيل كل المنحى التعطيلي الذي سلكه عون وباسيل منذ اليوم الاول لتكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة."

وأكدت المصادر "انّ عون وباسيل يدركان أنهما المشكلة، ويغطيان سلوكهما بأضاليل لا تنطلي على أحد، والرئيس المكلف ملتزم تشكيل حكومة وفق المبادرة الفرنسية، ولن يتراجع امام هذا المنحى التعطيلي ولن يخضع للمحاولات الواضحة من قبل عون وباسيل الرامية الى نَسف الآلية الدستورية لتشكيل الحكومة".

واشارت الى انّ "الحريري كان وما زال متجاوباً مع كل الجهود الرامية الى تشكيل حكومة بمعايير المبادرة الفرنسية، وفي مقدمها الجهود التي يبذلها الرئيس نبيه بري وليس بمعايير عون وباسيل البعيدة كل البعد عن تلك المبادرة."وفي موازاة هذا الوضع،

من جهته، رأى نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، أن أسلوب الوزير السابق جبران باسيل في الخداع والمراوغة أصبح مكشوفا، وما عادت مسرحياته عن الشراكة والميثاقية وحقوق المسيحيين تستقطب المشاهدين، معتبرا في السياق عينه، ان آخر ابداعات باسيل في لعب دور الضحية كان اتهامه الرئيس المكلف سعد الحريري، بأنه يسعى لإبقاء العهد دون حكومة اصيلة، فيما الحق والحقيقة يؤكدان بالوقائع والحيثيات، ان باسيل نفسه يرفض وبمباركة رئاسية تشكل حكومة لا دور له فيها ولا نفوذ سياسيا انتخابيا.

ولفت علوش في تصريح لـ «الأنباء» الكويتية، الى ان باسيل أراد في عملية تشكيل الحكومة الاستقواء على الرئيس الحريري، في محاولة يائسة منه لفرض ما يطمح اليه حكوميا، مستندا في ذلك الى الجفاء الحاصل بين بيت الوسط والمختارة، وعلى ثنائيته مع حزب الله في الرهان على ما ستنتهي اليه مفاوضات فيينا بين واشنطن وطهران، بمعنى آخر يؤكد علوش ان التيار العوني يراهن على اصغر الامور لتعطيل الاستحقاقات، وذلك انطلاقا من يقينه بأنه ما عاد لديه ما يخسره على الحلبة السياسية.

الا ان الرهان التالي لباسيل، بعدما نجح في رهانه على تعطيل تشكيل الحكومة، هو تعطيل الانتخابات النيابية، ومن ثم التحجج بأن المجلس المنتهية ولايته والممدد لنفسه، لا يحق له انتخاب رئيس للجمهورية، ما يعني من وجهة نظر علوش، ان تأكيدات رئيس الجمهورية بان الانتخابات الرئاسية والنيابية ستكون في موعدها الدستوري مجرد موقف للاستهلاك السياسي، اذ كان أولى بالحريص على حماية المواعيد الدستورية، ان ينجز الانتخابات الفرعية في موعدها الدستوري ايضا.

وردا على سؤال، لفت علوش الى ان الغاية غير البريئة من حكومة الأقطاب هي تعويم باسيل سياسيا وعودته شخصيا ليس فقط الى السلطة التنفيذية، انما والأهم الى وزارة الخارجية، وذلك طمعا بالحصانة الديبلوماسية في مواجهة العقوبات الدولية المفروضة عليه، ناهيك عن ان حكومة الاقطاب تعني حكومة كر وفر ومبارزات سياسية، شأنها شأن الحكومات السياسية التي لم تتميز سوى بالفشل والتعطيل والمناكفات الطائفية والسياسية، «دون ان ننسى ان حكومة الاقطاب ستكون حكومة مواجهة مع المجتمع الدولي، لكون نصف اقطابها يخضعون لعقوبات دولية».

وختم علوش مؤكدا ان خيار اعتذار الرئيس الحريري مطروح على بساط النقاش بشكل جدي داخل المكتب السياسي لتيار المستقبل، ومع رؤساء الحكومات السابقين اضافة الى الحلفاء والأصدقاء.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o