Jun 04, 2021 6:25 AM
صحف

تنتهي مبادرة وتبدأ وساطة والنتيجة نفسها: لا تأليف حكومياً

اعتبرت "نداء الوطن" ان "كل المبادرات سقطت وكل ما يحصل مضيعة للوقت"... هذا باختصار ما خلصت إليه مصادر مواكبة للأزمة الحكومية معربةً عن قناعتها بأنه "لا حكومة برئاسة سعد الحريري بعد اليوم في عهد ميشال عون، وجبران باسيل لن يستكين حتى يُخرج الحريري معه من الحكومة". أما ما يبقي الوساطات الحكومية على قيد الحياة فهو فقط "محاذرة الثنائي الشيعي مجاراة طموح باسيل بإقصاء الحريري والانزلاق إلى المجهول، تحت وطأة ضبابية الرؤية إزاء ماهية الخطوة التالية التي ستتخذها الأكثرية الحاكمة بعد اعتذار الحريري عن مهمة التأليف، لتصبح بالتالي هذه الأكثرية أمام دائرة خيارات حكومية مقفلة: تكرار سيناريو تشكيل حكومة فاشلة على شاكلة حكومة حسان دياب، أو الإبقاء على حكومة دياب المعتكفة عن تصريف الأعمال، أو تشكيل حكومة سياسية من لون واحد توصَد أبواب المساعدات الخارجية في وجهها وتتحمل تالياً تبعات انفجار القنبلة الاجتماعية الموقوتة".

أما "اللواء" فقالت: يبدو ان الأبواب لم تقفل تماماً بعد امام محاولات معالجة ازمة تشكيل الحكومة، حيث افادت مصادر متابعة لـ"اللواء" ان الاتصالات ما زالت قائمة ولو بخجل منعاً للسقوط النهائي لمبادرة الرئيس نبيه بري التي، حسب تعبيرها، لا خيار آخر غيرها او بديل عنها، وإلّا تأزمت الامور اكثر، خاصة بعد تقرير البنك الدولي عن اوضاع لبنان العامة والمالية والاقتصادية. ولكن لم يحصل اي تقدم او جديد بعد وقف وساطات ولقاءات ثنائي "امل وحزب الله" مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بانتظار غربلة بعض الافكار التي طرحت وتدوير زوايا حادة لأفكار اخرى طرحت ولم تكن مقبولة كالتفرد بتسمية الوزيرين المسيحيين المتبقيين ضمن تشكيلة الـ24 وزيراً. فيما يرتقب الوسط السياسي مجددّاً لنصرالله، عصر الثلاثاء المقبل.

واعتبرت مصادر سياسية ان التلويح بخيارات يتخذها رئيس الجمهورية لمواجهة رفض الرئيس المكلف سعد الحريري الانصياع للشروط والمطالب التعجيزية للفريق الرئاسي، ولا سيما ما بشر به صهره النائب جبران باسيل بالدعوة الى طاولة حوار بالقصر الجمهوري انما هي من الخيارات العديمة الجدوى ولهدر مزيد من الوقت بلا طائل، لان معظم الاطراف لن يلبوا اي دعوة تحت عنوان البحث بموضوع تشكيل الحكومة الجديدة، باعتبار ان هذا الموضوع يحكمه نص دستوري واضح لا لبس فيه، يحدد بالتفاصيل عملية التشكيل، ولكي لا تشكل مثل هذه الواقعة سابقة لتكرارها في حال الخلاف على أمور ومسائل اخرى منصوص عليها في الدستور. واشارت المصادر الى ان الفريق الرئاسي يدور ويحور للالتفاف على الدستور وتجاوز صلاحيات رئيس الحكومة المكلف وهذا الامر مرفوض ولن يمر. اما الامر الاخر فهو تهيئة الظروف لجمع باسيل على طاولة واحدة مع الحريري، وهذا مرفوض أيضا.

وليلاً، ترددت معلومات عن لقاء جديد بين النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله مع النائب باسيل. كما ترددت معلومات عن تحرك جديد يعاوده البطريرك الراعي بالتنسيق مع الرئيس برّي، لتطوير النقاط المشترك، وتدليل عقده الوزيرين، وتسميتهما، وهما مسيحيان، وزير العدل، ووزير الداخلية. وأشار قيادي في "الثنائي الشيعي" ان من يسمع البيانات المتبادلة بين بعبدا وبيت الوسط يتاكد بانه من المستحيل ان تتشكل حكومة برئاسة الحريري في عهد عون...الثنائي وتحديدا حزب الله مستاء من الحريري وباسيل ويحمل مسؤولية التعطيل المباشرة للرجلين اللذين لم يوفرا فرصة لاجهاض مبادرته مع الرئيس بري.

ووسط توقعات بأن يعلن رسميا فشل المبادرة الا اذا حصلت اعجوبة، والاعجوبة لن تكون بحكومة اقطاب كالتي طرحها الراعي من باب جس النبض فالجميع يعلم والكلام للقيادي بان الاختلاف ليس على شكل الحكومة او عدد وزرائها ومرجعياتهم انما على تامين توافق بين باسيل والحريري ما زال متعذرا حتى اللحظة، ناهيك عن ان حكومة الاقطاب هي حكومة سياسية بامتياز وهناك رفض دولي مسبق لاي حكومة من هذا النوع.

أما "الجمهورية" فكتبت: تنتهي مبادرة وتبدأ وساطة والنتيجة نفسها: لا تأليف حكومياً، والفراغ يراوح، وما تكاد تنتهي المبادرة حتى يبدأ الكلام عن احتمالات إنعاشها، أو انطلاق وساطة أخرى، وكأنّ هناك من لا يريد ان يقتنع بأن التأليف متعذِّر بين رئيس الجمهورية ميشال عون وخلفه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من جهة، وبين الرئيس المكلف سعد الحريري من جهة أخرى، وعلى طريقة المثل القائل "لو بَدّا تشتي كانت غيمّت"، فلو كان ثمة بشائر تأليف كانت تألفت الحكومة بفعل المبادرة الفرنسية وقوة الدفع الخارجية والداخلية في آن معاً، ولكن لا حياة لمن تنادي، حيث اصطدمت كل محاولات التأليف بجدار التعنُّت والخلافات، في الوقت الذي يواصل البلد انهياره.

من جهتها، أشارت "الانباء" الكويتية الى ان "البيانات النارية"، أحرقت الجسور بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، وبالتالي قطعت آخر ما تبقى من خيوط التواصل بين طرفي التسوية الرئاسية التي اوصلت عون الى بعبدا. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح الآن: أين أصبحت مبادرة الرئيس نبيه بري الذي حدد اجلها بأسبوعين وانتهى منتصف الليلة الماضية؟

بدورها، لفتت "الانباء" الالكترونية الى ان كل الكلام استُهلك، وكل المبادرات استُنفدت، وكل المحاولات باءت بالفشل. فالعناد السياسي أقوى من أي كلام، ومن أي مبادرة، ومن أي محاولة من أصحاب النيات الحسنة الخائفين على البلد وناسه. والناس كل الناس يأسوا وملوا الإنتظار، الى درجة إنعدم لديهم الأمل الذي ضاقت فسحته الى حدود انعدام العيش مع الذل اليومي في تأمين أبسط مقوماته، فيما الأزمات تتوالد وتتكاثر كالجراد في دولة تتحلل شيئا فشيئا مع طعن مؤسساتها وقوانينها وضرب هيبتها.

وفي ظل هذا الواقع تبدو صورة المرحلة القادمة قاتمة، بحسب مصادر سياسية رأت أنها ستستمر حتى موعد الانتخابات النيابية وإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأعربت المصادر لـ "الأنباء" الإلكترونية عن خشيتها من أن "يكون الهدف من إفشال تشكيل الحكومة الوصول الى هذين الإستحقاقين دون أن يكون هناك حكومة تشرف على الانتخابات النيابية ليؤدي ذلك الى تأجيل الإستحقاقين وكذلك الانتخابات البلدية التي تصادف هي الأخرى في العام المقبل، وما قد يمتد ليطال استحقاق انتخابات رئيس الجمهورية".

ورأت المصادر أن "عدم خيط الأمل الوحيد الموجود يتلخص بعدم إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري توقف مبادرته بعد، وهذه بحد ذاتها إشارة الى أن بري لم يستسلم وهو يتابع إتصالاته ولو بعيداً عن الإعلام".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o