Jun 01, 2021 5:57 AM
صحف

حكومياً... أجواءٌ متضادة تتقاذف مسؤولية التعطيل ولا دخان أبيض

قالت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان اللقاء بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري تناول وضع التوصية التي أصدرها المجلس النيابي بتجديد تسمية الرئيس الحريري وبتسريع تشكيل الحكومة الجديدة، ردا على رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون موضع التنفيذ. وشددت على ان مبادرة بري تتلاقى في معظم النقاط مع مهمة الرئيس الحريري لتشكيل حكومة اخصائيين من غير الحزبيين من دون الثلث المعطل لأي طرف سياسي، استنادا للمبادرة الفرنسية.

واشارت الى ان الحريري ابدى انفتاحا لما طرحه بري، ان لجهة زيادة العدد او طرح أفكار لتجاوز عقدتي تسمية وزيري العدل والداخلية، او تسمية الوزراء المسيحيين، تحت سقف المبادرة المذكورة وصلاحيات رئيس الحكومة الدستورية، اما ما يتعارض او يتجاوز هذين الشرطين فيرفضهما رفضا قاطعا. وعلى هذا الاساس طرح بري افكار مبادرته التي بقيت تحت ستار من الكتمان من كلا الطرفين، والأهم تم الاتفاق على تسريع الخطى والتواصل للتوصل الى تفاهمات تؤدي الى ولادة الحكومة الجديدة بالسرعة اللازمة.

وأشارت معلومات "اللواء" الى أن الرئيس الحريري أبلغ الرئيس برّي أنه على استعداد لمنح التيار الوطني الحر عدد من الوزراء شرط أن يعلن النائب جبران باسيل إعطاء الثقة للحكومة في مجلس النواب، فضلاً عن الموافقة على أن يكون لرئيس الجمهورية أربع وزراء. وقالت المعلومات أن باسيل أبلغ موفدين "الثنائي الشيعي" انه لا يرغب في ان يتمثل بالحكومة، وليس بوارد إعطاء الثقة لحكومة الرئيس الحريري، الأمر الذي لم يكن مريحاً بالنسبة للخليلين اللذين هما بالخروج، على ان يتابع البحث لاحقاً. ووفقاً للمصادر العونية فإن الرئيس المكلف، طلب مهلة تنتهي اليوم، لإبلاغ برّي، ما إذا كان سيسترد التشكيلة المؤلفة من 18 وزيراً والموجودة في قصر بعبدا، وإرسال صيغة ثانية من 24 وزيراً.

ومع ان الاتصالات الحكومية تحركت بشكل مكثف بين المعنيين والعاملين على خط التأليف فإن التفاؤل الحذر واجب كما قالت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" واعتبرت أن هذه الاتصالات من شأنها رفد التواصل المباشر في هذا الملف. 

أما المعطيات التي رشحت من بعبدا فأفادت أن هناك انتظارا ولكنها اعتبرت أن أي اتصال بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وحتى أي لقاء بينهما، يعني أن الرئيس سيكون على بينة من بواطن الأمور لاسيما أنه في خلال اللقاء الذي انعقد بين رئيس المجلس والرئيس المكلف فإن من المرجح أن يكون الحريري أفصح عن نيته أو قدرته في التأليف ولكن بعبدا لا تزال ترصد وتراقب هذه المساعي ولا موقف لها قبل ان تتأكد من صحة مواقف الأفرقاء المعنيين بولادة الحكومة والمعني الأول هو الرئيس الحريري.

من جهة أخرى، سألت مصادر سياسية عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية "إذا ما كان غداء عين التينة قد فتح شهية الرئيس ميشال عون ‏والنائب جبران باسيل للقاء مماثل مع الرئيس المكلف"، متوقعة أن تأخذ استعادة الثقة بين عون الحريري الكثير من ‏الوقت والجهد "لمحو الآثار السلبية التي خلّفتها شظايا التصريحات النارية طوال هذه المدة بين التيارين الأزرق ‏والبرتقالي"، مشيرة الى ان "مساعي رأب الصدع بينهما ستكون مدخلاً لفتح كوة في جدار الأزمة الحكومية المتعثرة ‏منذ أكثر من 7 أشهر". ولكن ذلك مرتبط حكماً بوجود نية فعلية لخوض غمار مثل هذه العملية. وإلا فلا أمل على ‏الإطلاق‎.‎

في هذا الوقت، لم يصدر أي تعليق من دوائر بعبدا على عودة الحريري، واكتفت مصادرها بالاشارة الى ان عون ‏ينتظر ان يلتقي الحريري الذي من المفترض ان يقدم اليه تشكيلته الجديدة والمعدلة، بحسب ما نُقل عنه، بأنه سيقدم ‏تشكيلة حكومية من 24 وزيرا لا يوجد فيها ثلثا معطلا لأي فريق‎.‎

مصادر بيت الوسط تكتمت في الحديث عن أجواء تفاؤلية بانتظار ما قد تسفر عنه الاتصالات التي يجريها الرئيس ‏المكلف وأبرزها اللقاء الذي جمعه بالحاج حسين الخليل، اضافة الى الوزير يوسف فنيانوس موفدا من قبل رئيس تيار ‏المردة سليمان فرنجية، الى جانب عدد من الشخصيات السياسية‎.‎ المصادر أشارت الى لقاء سيجمع الحريري بكتلة المستقبل يسبق زيارته المتوقعة الى القصر الجمهوري لاطلاعها على ‏آخر المستجدات التي حصلت، معتبرة أن الأمور هي رهن جدية المساعي القائمة‎.‎

من جهتها، كشفت مصادر عين التينة عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية عن رزنامة عمل سيعتمدها بري تبدأ بالتواصل ‏مع الرئيس عون لوضعه في أجواء لقائه الحريري وما سمعه منه من أفكار جديدة، وفي حال لمس تجاوبا من عون ‏حول رؤية الحريري لتشكيل الحكومة، فإنه سيعمل على لقاء باسيل لوضعه في صورة الاتصالات القائمة‎.‎ المصادر اشارت الى ان بري قد يعمل على جمع الحريري وباسيل، واذا لم تنجح مساعيه لعقد هذا اللقاء فإنه سيطلب ‏منه إعطاء المساعي التي تعمل على خط تشكيل الحكومة الوقت الكافي لإنضاج هذه التسوية، شرط عدم التعرض ‏للحريري لا من قريب ولا من بعيد‎.‎

مصادر تكتل "لبنان القوي" دعت الرئيس المكلف الى تشكيل الحكومة "اليوم قبل الغد، فالوضع لم يعد يطاق والبلاد ‏تعيش أجواء انهيار اقتصادي بالكامل، ولا بد من القيام بشيء ما لإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان"، كما قالت عبر ‏‏"الأنباء" الالكترونية‎.‎

وفي معلومات "النهار" ان الحريري بدا متجاوبا بحذر مع مساعي بري وانه ابدى استعداده لتسهيل مبادرته، وانما ‏ضمن الأصول الدستورية والاحترام الكامل لهذه الأصول ولصلاحيات رئاسة الوزراء وأوضح انه سيجري ‏مزيدا من المشاورات التي بدأها بلقاء رؤساء الوزراء السابقين الثلاثة‎ .‎

وبينما عُلم أنّ الحريري يعتزم تكثيف مشاوراته مع فريق عمله وكتلته النيابية وتفعيل قنوات اتصالاته للخروج بقراره النهائي، أفادت معطيات "نداء الوطن" بأنّ اتصالات متقاطعة على أكثر من خط نشطت خلال ساعات الليل، على أن تستكمل اليوم، لتحديد ما إذا كانت الأمور ستسلك منحى إيجابياً يفضي إلى تقديم الرئيس المكلف "تشكيلة محدّثة" لرئيس الجمهورية خلال اليومين المقبلين، بحيث ستكون الساعات الأربع والعشرون المقبلة حاسمة في تحديد الاتجاهات الحكومية بين "الأبيض والأسود".

أما "الجمهورية" فلفتت الى ان بحسب المطعين على أحواء لقاء بري - الحريري، انّ فرصة الحل قائمة، ويفترض ان تتوج حركة الاتصالات الجارية، بزيارة يقوم بها الرئيس المكلف في وقت قريب جداً الى القصر الجمهوري ولقاء رئيس الجمهورية لوضع الصياغة النهائية لهذا الحل. وثمة نصائح أسديت للرئيس المكلف بألّا يتأخر بزيارة رئيس الجمهورية واللقاء به اليوم قبل الغد، والتباحث في صيغة حكومية جديدة مختلفة عن كل ما سبق طرحه. ويكشف هؤلاء بأنهم يملكون معطيات تؤكد حصول هذه الزيارة في وقت قريب جداً.

ولم تستبعد مصادر موثوقة حصول لقاء ثان وقريب بين بري والحريري. الّا ‏انها عندما سُئلت عما اذا كان مدرجاً من ضمن حركة الاتصالات هذه ‏تواصل مباشر بين الرئيسين عون وبري، عبر زيارة يقوم بها رئيس ‏مجلس النواب في سياق مبادرته الى القصر الجمهوري، لم تؤكد ‏المصادر او تنفِ هذا الاحتمال واكتفت بالقول: الرئيس بري من ‏الاساس يسعى لأن تؤدي مبادرته الى كسر جدار تعطيل تشكيل ‏الحكومة، ويأمل من كل الاطراف التفاعل ايجاباً مع مبادرته وتقديم ‏تنازلات متبادلة تؤدي الى إخراج الحكومة من قبضة التعطيل المستمر ‏من عدة اشهر، أمّا زيارته الى القصر الجمهوري فتبقى كلّ الاحتمالات ‏واردة حولها.‏

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o