رسالة عون تُليت اليوم والنقاشُ غدا.. في الوقت الفاصل إطفائية بري شغّالة للتبريد!
بين الحريري وباسيل في الاونيسكو "لا سلام ولا كلام" .. وتوقُّع صدور "موقف" نيابي
مصر تؤيد مبادرة عين التينة الحكومية.. المختارة لـ"تسوية".. وارتياح مالي غداة إطلاق صيرفة
المركزية- لعبةُ حرق الوقت القليل الباقي من عمر البلاد، ومعه أعصاب العباد، مستمرّة على يد المنظومة الحاكمة. فإلى كون الرسالة التي وجّهها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى مجلس النواب، لن تتمكّن من فتح اي ثغرة في جدار التشكيل السميك، بل قد تضيف حجرا جديدا اليه، فإن البرلمان اكتفى اليوم بتلاوتها وأرجأ مناقشتها الى الغد، ربما لعلم رئيسه نبيه بري، ان الكلمات التي سيقولها فريقا النزاع الحكومي – عنينا التيار الوطني الحر وتيار المستقبل – قد تجعلان التأليف مهمّة مستحيلة. وعليه، سيسعى "الاستيذ" في الساعات القليلة المقبلة الفاصلة عن جلسة السبت، الى تبريد الاجواء والنفوس، فتمرّ بأٌقل الاضرار.
لا سلام ولا كلام: عقدت عند الثانية من بعد الظهر في قصر اليونيسكو جلسة "خاطفة" لمجلس النواب لتلاوة الرسالة التي وجهها الرئيس عون الى البرلمان حول التأخّر الحاصل في عملية تشكيل الحكومة. ولم يكد امين عام مجلس النواب عدنان ضاهر، ينهي تلاوة الرسالة، حتى رفع بري الجلسة الى الثانية من بعد ظهر غد السبت، لمناقشتها، الموقف الذي فاجأ نوابَ التيار الوطني الحر الذين كانوا يصرون على "النقاش اليوم". وفيما حضر الرئيس المكلّف سعد الحريري ورئيس التيار "الوطنيّ الحرّ" جبران باسيل الجلسة، ولم يكن سلام او كلام بينهما، سُجّل لقاء بين بري والحريري.
تبريدٌ.. فموقف: في المواقف، اكد معاون الرئيس بري، النائب علي حسن خليل ان "اتصالات التهدئة لم تفشل"، متوقّعا "صدور موقف من مجلس النواب غدا وليس قرار او توصية". من جانبه، قال عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار "غداً ستكون هناك كلمة للحريري، ورئيسُ مجلس النواب يلعب دور الاطفائي ودوراً مهماً في احتواء التشنّج والتعنت من قبل فريق رئيس الجمهورية. وما حصل اليوم هو في صلب النظام الداخلي للمجلس". بدوره، قال عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون: رئيس مجلس النواب أجّل جلسة المناقشة لاحتواء التشنّج ولدراسة مضمون الرسالة بهدوء أكثر ومن الممكن أن تكون الكلمات غداً أقلّ حدّةً من اليوم. من جانبه، شرح امين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان ان "هدف رسالة الرئيس تحريك الوضع الحكومي المأزوم لإخراج البلاد من حالة انعدام الوزن وهذا أهم ما يجب ان تخلص اليه المناقشات النيابية غداً". اما عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر، فاشارالى ان "عملا بالنظام الداخلي تم تأجيل هذه الجلسة وتمت تلاوة الرسالة، والبلد في حاجة لتهدئة النفوس والتوافق على الخروج من الأزمة".
كلمة نارية؟: وكانت معطيات صحافية اشارت الى "إصرار من التيار البرتقالي والمستقبل على مناقشة الرسالة اليوم"، وهو الامر الذي لم يحصل، لافتة الى ان "الحريري أتى من الخارج خصّيصاً من أجل حضور هذه الجلسة وان باسيل حضّر كلمة نارية لتلاوة موقف التيار الوطنيّ الحرّ من رسالة الرئيس عون".
مصر تؤيد بري: حكوميا ايضا، تبلّغ رئيس مجلس النواب تأييدَ مصر لمبادرته لحل الازمة الحكومية وذلك خلال استقباله في عين التينة، سفيرَ مصر ياسر علوي الذي قال بعد اللقاء "كما تعرفون الرئيس بري هو العنوان الضروري والممر الالزامي للخروج من أي مأزق كبر أو صغر في لبنان، وهو الممر الاساسي للحلول ولديه القدرة على احتواء الازمات وايجاد المخارج منها، وصيانة الدستور الذي هو الشرط الضروري للخروج من هذه الازمة". أضاف "بالدستور ومراعاة التقاليد الدستورية لهذا البلد العريق وبحكمة الرئيس بري وسائر القادة الملتزمين الدستور والاصول الدستورية، وكلنا ثقة بأن لبنان سيخرج من هذه الازمة وستتألف الحكومة وفقا للاصول الدستورية، بطريقة تسمح ان يكون هناك طرف محاور للمجتمع العربي والدولي، كي يستأنف الدعم لهذا البلد للوصول الى المستقبل الذي يليق بهذا البلد والذي يستحقه لبنان الراسخ الذي أسهم في الحضارة العربية فهو لا يستحق ان يترك انما يستحق الوقوف الى جانبه". وتابع "نجدد تأييدنا المبادرة التي تقدم بها الرئيس بري والتي أيدها وزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري في زيارته الاخيرة الى لبنان. أنا هنا اليوم لأجدد تأييدنا هذه المبادرة لحل الازمة الحكومية ونتمنى أن تتألف وفقها الحكومة في أقرب وقت ممكن، لكي يتسنى العمل الفوري للمهمة الانقاذية بكل الدعم العربي وقد أكدت لدولة الرئيس على تجديد دعم مصر المستمر لجهوده لتأليف هذه الحكومة، وفقا للاصول الدستورية وبما يحفظ الاستقرار لهذا البلد ويجنبه أي منزلقات غير دستورية أو أي مساس باستقراره".
جنبلاط للتسوية: في الغضون، "المختارة" على دعوتها الى "تسوية" للخروج من المأزق السياسي. في السياق، نفى عضو اللقاء الديموقراطي النائب هادي أبو الحسن في حديث اذاعي "تصويبَ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على الرئيس الحريري فقط"، مشيرا الى ان "المسؤولية تترتب على كل المعنيين، وبالتالي نحن أمام معضلة حقيقية، فهناك تكليف للحريري، ودستوريا لا يمكننا سحب هذا التكليف". وأشار الى أن "جنبلاط إعتبر أن الخلاف تم حصره بوزارة أو وزارتين، وليس الاشكال مرتبطا بـ"حزب الله" أو بالتطورات الإقليمية، والمرحلة لا تحتمل ان نتمسك بمكتسبات حزبية على حساب مصلحة الوطن، ونحن محكومون بالتسوية". بدوره، اوضح زميله النائب بلال عبدالله ان "كلام جنبلاط بالأمس هدفه حثّ الحريري على إجراء تسوية لتشكيل الحكومة".
شيا عند عكر: على صعيد آخر، وغداة تعيينها في منصبها الجديد اثر تنحية الوزير شربل وهبة، عرضت نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني والخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، الأوضاع العامة والتطورات في لبنان والمنطقة مع السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا التي زارت اليرزة يرافقها نائب رئيس البعثة الديبلوماسية الاميركية الجديد ريتشارد مايكلز، وذلك في زيارة تعارف لمناسبة توليه مهامه الجديدة في لبنان.
ارتياح مالي: معيشيا، وبينما تعدّ القطاعات العمالية والنقابية العدة لتحركات تصعيدية احتجاجا على تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، انعكس إعلان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن تسعير الدولار بـ١٢ألف ليرة عبر المنصّة الإلكترونية "صيرفة"، "ارتياحاً كبيراً لدى مختلف الأوساط المالية والمصرفية والاقتصادية وحتى السياسية، كون هذا الإعلان يصبّ في ضبط السوق القطع المتفلتة من أي ضوابط تتحكّم بها مواقع إلكترونية محلية وخارجية"، بحسب مصادر مصرفية لـ"المركزية". وأكدت المصادر أن "إعلان سلامة عن تسعير صرف الدولار بـ١٢ألف ليرة بمثابة خطوة أولى لاستيعاب التغيّرات الطارئة"، لافتة إلى أن "سعره لا بد أن يتراجع بعدما تم وضع الآلية اللازمة لهذه المنصّة شارك فيه المصارف والصيارفة، حيث سجّلت تعاملات خفيفة في انتظار تلبية ما طلبه مصرف لبنان من المصارف والصيارفة الذين تقدموا بطلبات للحصول على العملات إن كانت بالليرة اللبنانية أو بالدولار الأميركي أو العملات الأجنبية الأخرى على أن تتم تسوية هذه الطلبات الخميس المقبل. في المقابل أبدت مصادر مصرفية تمثّل المصارف الكبيرة "استعدادها للتعاون مع هذه المنصّة وإنجاحها"، لكنها أرادت أن "الاستيضاح من مصرف لبنان عن بعض الأمور التي بقيت مبهمة إلى أن صدر البيان ليردّ على هذه الاستفسارات"، معتبرة أن "المصارف ومصرف لبنان هما في خندق واحد لمواجهة التحديات وبالتالي فإن نجاح المنصّة هو نجاح للمصارف أيضاً". ورجحت هذه المصادر معرفة المسار والاتجاه الذي ستسلكه هذه المنصّة الأسبوع المقبل، ومدى تجاوب المعنيين معها ولا سيما التجار والمستوردين.