" سقطة" وهبة تنحيّه عن "الخارجية" وعكر تخلفه بالتكليف بعد اخذ ورد
لبنان يحج الى اليرزة والبخاري: احترامنا من خطابنا الواحد في السر والعلن
جلسة الرسالة الرئاسية الجمعة..رؤساء الحكومة يستهجنون والحريري يعود
المركزية- باستقالة المستقيل، وحج لبناني عارم الى الخيمة "البدوية" التي نصبها السفير السعودي وليد البخاري عمدا امام دارته ليستقبل فيها كبار المسؤولين اللبنانيين، طويت صفحة الاساءة "الوهبية" للمملكة واخواتها، ومعها المخاوف من اجراءات قد تقدم عليها دول الخليج الغاضبة، تصيب اللبنانيين المقيمين فيها لتأمين لقمة عيش تعذر توافرها في وطنهم المنهار بفعل السياسات نفسها التي تسببت بالازمة المستجدة.
في بعبدا، وعلى غرار سلفه السفير ناصيف حتي، مع اختلاف الاسباب والدوافع، قدم الوزير شربل وهبة طلب تنحيه من وزارة الخارجية ليطفئ بخطوته الالزامية هذه نيران فتيل كاد يفجر العلاقات المتوترة والتي لم يلتئم جرحها من رمّان الكبتاغون بعد.
وفي اليرزة، حج لبناني رفضا لاي اساءة للدول الشقيقة وخيرها الفائض على لبنان وشعبه ومواقف للدبلوماسي السعودي فيها الكثير من الدلالات الممزوجة بالـغمز من قناة تعاطي العهد ورجاله ومواقفهم مع السعودية.
خيمة وتطمينات: فيما طلب وهبة تنحيه اثر التداعيات الخطيرة التي تركتها تصريحاته الاخيرة على العلاقات اللبنانية – العربية – الخليجية – السعودية، ، تحوّلت دارة السفير السعودي وليد بخاري محجة لوفود وشخصيات اتت متضامنة ومدينة كلام وهبة. ففي خيمة تؤكد افتخاره بأصول الشعب السعودي "البدوية"، استقبل بخاري في حديقة دارته في اليرزة زواره. كلماتٌ قليلة تفوّه بها الدبلوماسي السعودي، فقال في دردشة مع الصحافيين "ما أكسب احترام المملكة للخصوم والحلفاء في المجتمع الدولي أن لديها خطاباً سياسياً واحداً في العلن وفي السر". وفي موقف يدل الى فصل المملكة بين لبنان الشعب ولبنان الرسمي، طمأن بخاري الى ان "ما يحكى عن سعي المملكة لترحيل اللبنانيين لا أساس له من الصحة".
دريان في اليرزة: أول الوافدين الى اليرزة كان مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان الذي أكد "أننا قمنا بزيارة الأخ العزيز سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري تعبيراً عن تضامننا مع المملكة وسائر الدول الخليجية التي ما تخلت أبداً عن لبنان وما صدر أخيراً من كلام فيه إساءة لا يشكل إساءة لدول شقيقة فقط بل إساءة لنا كلبنانيين أيضاً".
وفود وشخصيات: واعتبر وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، بعد لقائه بخاري، أن "ما صدر بحق المملكة كلام مدان والمملكة صمام امان لكل الدول العربية ومن بينها لبنان"، لافتاً إلى أنني "جئت بصفة شخصيّة ولم أترك التضامن الحكومي". كذلك، استقبل سفير السعودية شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على رأس وفد من مشايخ الطائفة. وزار وفد من كتلة اللقاء الديموقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط دارة بخاري. وقال جنبلاط بعد اللقاء "زيارتنا تأتي في سياق رفض الاساءة للمملكة ودول الخليج ذات الفضل الكبير على لبنان. أكدنا للسفير بخاري أن كلام وزير خارجية لبنان غير مسؤول ولاأخلاقي. أعربنا عن تحيتنا ومحبتنا لإخواننا في الخليج العربي". وحضر النائب نهاد المشنوق متضامنا، وقال بعد اللقاء "إنها زيارة لتأكيد المؤكد، والغيمة السوداء أمس انقشعت اليوم ". أضاف "أتمنى ألا تتكرر هذه الغيمة ونحن لن نسمح بتكرارها أيا كان الثمن او الضغوط والمتغيرات. هذه دار الخير والصدق والاهتمام بشؤون اللبنانيين والسفير بخاري لديه تجربة تؤكد ما أقول".
القوات والمحاكمة: كما استقبل بخاري وفدا من تكتل الجمهورية القوية، تحدث باسمه النائب بيار بوعاصي فقال: استنكارنا اليوم ليس لكلام وهبة ولكن هو لاستسهال تدمير العلاقات والجسور مع الدول الخليجية ما يضرب صميم مصالحنا وهويتنا اللبنانية بكلام عنصري وهذا المسار يجب أن يتوقّف بأيّ ثمن. وتابع " مصالح الشعب اللبناني "مش ملك حدا" ولا يمكن التفريط بها بأيّ حجة كانت وأداء باسيل لدورتين ساهم بتدمير علاقات لبنان مع العالم بأكمله واليوم شربل وهبة وهذا يستأهل المحاكمة"
حكمة القيمين: والتقى وفدا من كتلة المستقبل برئاسة النائب بهية الحريري التي قالت "هذه وقفة وفاء واعتذار ونتمنى أن تصل إلى خادم الحرمين وكل شعوب الخليج وأعتقد أن هذا لسان حال كلّ اللبنانيين. المملكة تنظر إلى لبنان كمكان استقرار ونراهن على حكمة القيّمين في مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم السعودية".
ابوالغيط: في التعليقات الخارجية، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن أسفه البالغ إزاء ما صدر عن وزير خارجية لبنان، شربل وهبة أول أمس وحمل تجاوزاً في حق دول الخليج، لا سيما السعودية، واصفاً تلك التصريحات بالبعيدة عن اللياقة الدبلوماسية. كما اعتبر أن تلك التصريحات أسهمت في توتير العلاقة اللبنانية الخليجية بدلا من تصحيح مسارها بالشكل المطلوب.
إعفاء وهبة: وكان رئيس الجمهورية ميشال عون استقبل الوزير وهبة وتسلم منه كتاباً بطلب اعفائه من مسؤولياته الوزارية. وقال وهبة: طلبت إعفائي من مهامي ومسؤولياتي كوزير خارجية في حكومة تصريف الأعمال. بعدها توجه وهبة الى السراي، وقال بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب: بعد أن التقيت الرئيس عون أبلغته عدم الاستمرار بمهامي وخطوتي من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين وأتمنى إقفال هذا الموضوع بالكامل لتقوم العلاقات مع الدول العربية والشقيقة مبنية على الاحترام .واتمنى التوفيق لمن سيتولّى وزارة الخارجية في المستقبل لخدمة هذا البلد.
عكر للخارجية: وبعد اخذ ورد، تم تعيين زينة عكر وزيرة للخارجية بالوكالة بعد موافقتها وارسل المرسوم من الأمانة العامة لمجلس الوزراء إلى قصر بعبدا. وكانت المعلوماتا شارت صباحا الى ان كان ثمة توجه لتعيين عكر وزيرة للخارجية بالوكالة، مشيرة ان مرسوم تعيينها وزيرة للخارجية أعدّ لكن في اللحظات الأخيرة رفضت القبول به. ولفتت إلى أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يريد لوزيرة المهجرين في حكومة تصريف الأعمال غادة شريم أن تخلف وهبة، في حين رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا الاقتراح، ولهذه الأسباب تم تجميد مرسوم تعيين عكر عقب رفضها.
جلسة الجمعة: سياسيا، وفيما يعود الرئيس سعد الحريري الى بيروت خلال ساعات قليلة على ان تكون له مواقف مهمة بحسب معلومات "المركزية"، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة لمجلس النواب في تمام الثانية من بعد ظهر الجمعة في قصر الاونيسكو، لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. واذ من المستبعد ان تؤدي هذه الرسالة الى اي خرق في عملية التشكيل، كون الكتل الاساسية لا تزال تدعم الرئيس الحريري، أبدى رؤساء الحكومة السابقون، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام، استغرابهم الشديد من الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية الى رئيس مجلس النواب طالباً اليه مناقشة مضمونها في الهيئة العامة للمجلس النيابي واتخاذ التدبير او الإجراء او القرار المناسب بشأنها، مسجّلين ملاحظات حولها.
"أسى" دولي: ازاء الانسداد السياسي، اعربت مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان عن اساها إزاء استمرار الجمود السياسي في عملية تشكيل الحكومة من اجل لبنان، مؤكدة موقفها الموحد في دعمها الثابت والمستمر للبنان ولشعبه. وقالت في بيان "اجتمعت مجموعة الدعم اليوم في بيروت لتقويم الأوضاع في البلاد، آخذة في الاعتبار استمرار التدهور الاقتصادي والاجتماعي والمالي في لبنان منذ انعقاد آخر اجتماع للمجموعة في آذار 2021 والتحديات المتزايدة التي تواجه المؤسسات اللبنانية في معالجة الازمات المتعددة فضلا عن تزايد معاناة الشعب اللبناني، واعربت عن الأسى إزاء استمرار الجمود السياسي في عملية تشكيل الحكومة لا سيما في ظل مرور تسعة أشهر على استقالة الحكومة الأخيرة وأكثر من ستة أشهر على موافقة مجلس النواب على تكليف رئيس لمجلس الوزراء". ودعت المجموعة مجددا، القادة اللبنانيين الى تنحية خلافاتهم جانباً من أجل المصلحة الوطنية وألا يتأخروا أكثر من ذلك في تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على تلبية الاحتياجات الملحة للبلاد وعلى تنفيذ الإصلاحات الجوهرية التي طال انتظارها. إن مسؤولية تفادي أزمة أعمق تقع على عاتق القادة اللبنانيين. وشددت على اجراء الانتخابات في مواعيدها حفاظا على ديموقراطية لبنان في سياق أزمته المستمرة، وحثت جميع السلطات اللبنانية المعنية على البدء بالأعمال التحضيرية في الوقت المناسب وفقًا للجدول الزمني المحدد للانتخابات. وطالبتهم باتخاذ كل الخطوات اللازمة لتخفيف الأثر الاجتماعي والاقتصادي لأي تغييرات تطرأ على برنامج الدعم الوطني. واكدت موقفها الموحد في دعمها الثابت والمستمر للبنان وشعبه.
رفع الدعم:على الصعيد المعيشي، وبينما ارتفعت اسعار المحروقات مجددا اليوم، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر على رأس وفد. وقال الأسمر بعد اللقاء: أكدنا على تفاهمات حصلت في كانون الأول حول عدم رفع الدعم إلا مقابل خطة بديلة من حجم بطاقة تمويلية. وأكد لنا دولته أن لا رفع للدعم أو ترشيد إلا بوجود خطة بديلة أي بطاقة تمويلية التي تشمل 750 ألف عائلة لبنانية أو أكثر، هو موقف مشرّف من رئيس الحكومة، إذ أن رفع الدعم بالمطلق سيؤدي إلى كارثة اجتماعية محتمة. فنحن أمام رفع دعم مقنَّع على المواد الغذائية واللحوم والدواء أدى إلى فوضى عارمة في الأسواق وإلى فلتان اقتصادي مريب. وما صدر من تعميم من مصرف لبنان حول طلب فواتير مسبقة للموافقة ساهم في رفع الدعم المقنَّع. أضاف: نحن كاتحاد عمالي عام نكرّر رفضنا لترشيد الدعم من دون وجود البطاقة التمويلية، ولماذا لا تتعاون المصارف مع مصرف لبنان لتمويلها؟ إن ودائع اللبنانيين والمغتربين في المصارف كانت قيمتها 85 مليون دولار، فأين ذهبت هذه الأموال وتبخرت؟