دراسة تكشف أثر التقاط الصّور على ذاكرتنا
يقول علماء إن التقاط الصور أثناء زيارة نصب تاريخي شهير أو مشاهدة قطعة فنية، يُمكن أن يُضعف بالفعل ذاكرتنا للأحداث، من خلال جعلنا نركز على فعل التقاط الصور بدلاً من قضاء لحظات ممتعة و"عيش اللحظة".
وفي التجارب، وجد الباحثون في نيويورك أن المشاركين كانوا أفضل في تذكر تفاصيل الأعمال الفنية عندما لم يأخذوا لقطات لها. ويلتقط العديد من الأشخاص الصور كوسيلة للحفاظ على اللحظات المهمة في حياتهم، ولكن الدراسة تشير إلى أن هذا لا يعمل في الواقع.
ويقول الباحثون في ورقتهم البحثية إن الأدبيات مختلطة حاليا، مع بعض الدراسات التي تظهر ضعفا ودراسات أخرى تظهر تحسينات. ومن الممكن أن يؤدي إكمال مهمتين في وقت واحد (المشاهدة والتصوير) ببساطة إلى ضعف في الذاكرة للعناصر المصورة.
وأجرى الباحثون سلسلة من التجارب شارك فيها 525 مشاركا، حيث تم عرض قطع متنوعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك اللوحات والرسومات والصور الفوتوغرافية. وطُلب منهم تصوير بعض القطع الفنية باستخدام هاتف مزود بكاميرا، بينما كانوا يراقبون قطعا أخرى.
وأبلغ المشاركون بعد ذلك أنهم سيكملون اختبار الذاكرة للعمل الفني الذي شاهدوه. واختبر العمل الفني المستخدم في الدراسة نوعين من تصنيف الكائنات بواسطة الدماغ البشري - "الإدراك الحسي" و"المفاهيمي".
ويشير الإدراك الحسي إلى تفاصيل معينة ندركها ونحسب التشابه بين كائن وآخر. أما المفاهيمي، فيستند إلى الأفكار والمفاهيم، ويسمح لنا بتذكر الأشياء بناء على تأثيرها.
ووجد الفريق، خلال أكثر من 5 تجارب، أن الفن المصوّر كان يُذكر بشكل سيّء أكثر من الفن الذي تم عرضه للتو، بعد تأخير قصير (20 دقيقة) وطويل (48 ساعة) بين المشاهدة والتذكر.
ووجد الباحثون أن المشاركين عانوا من ضعف الذاكرة في كل الاختبارات.
وتشير الدراسة إلى أن القيام بذلك يثير ذاكرة في عقلنا اللاواعي ويمنحنا اندفاعا ممتعا من الحنين إلى الماضي - ولكن يمكن أن يأخذ شيئا بعيدا عن اللحظة الأصلية.
ويتمثل أحد قيود الدراسة في أنها تركز على الفن - ولكن هذا في حد ذاته يمكن أن تكون له آثار على زيارة الأعمال الفنية ذات الشهرة العالمية في المتاحف.