Apr 23, 2021 4:52 PM
تحليل سياسي

السعودية تمنع منتجات لبنان الزراعية والجراد يقتحم البقاع
غادة عون امام التفتيش..تشتكي عويدات وتطعن بقراره
الاتحاد الاوروبي: العقوبات في طور النقاش وصارمون مع المعرقلين

المركزية- جراد في البقاع، منتجات لبنانية زراعية ممنوعة من الدخول في السعودية، رقمان جديدان في عدّاد ازمات لبنان المتناسلة والمتجه تصاعديا مع كل اشراقة شمس، فيما المنظومة الحاكمة المستنفرة كل جبهاتها في حربها الكونية لتشكيل الحكومة لا تجد ما يكفي من الوقت لمتابعة شؤون البلاد وشجون مواطنيها. فبعيد حفلة التراشق بين بيروت والفاتيكان التي عاد منها الرئيس المكلف سعد الحريري ليلا بقي الجهد التشكيلي معدوما متراجعا الى الصفوف الخلفية كما فصول المواجهة القضائية بين مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون ومدعي عام التمييزالقاضي غسان عويدات والجسم القضائي التي انحصرت من الميدان الى موقعها الطبيعي امام هيئة التفتيش القضائية التي استمعت اليها اليوم مطولا

كلمة باسيل: عاد الحريري من ايطاليا، الا ان الحركة على الخط الحكومي لم تعد معه، بل بقيت الاتصالات مقطوعة مع قصر بعبدا. وغداة المواقف التصعيدية العابرة للحدود بين الطرفين، تتجه الانظار الى ما سيقوله غدا في الشأن السياسي عموما والحكومي القضائي المالي خصوصا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في كلمته عند الحادية عشرة من قبل الظهر.

الاتحاد الاوروبي: اما في الاهتمام الخارجي بلبنان، فقد أكد ‏المتحدث باسم السياسة الخارجية والأمن الأوروبي بيتر ستانو أن "العقوبات في حق مسؤولين لبنانيين متاحة ولكن لم يتم اتخاذ القرار بعد، مشددا على أننا "نفكر بعقوبات على من يعيق إيجاد الحلول بلبنان". وأعلن ان "الحوافز والعقوبات تجاه لبنان لا تزال مجرد نقاشات داخلية"، مؤكداً  أن قرارا سيتخذ بشأن لبنان قريبا لأن الوضع طارئ. وقال نعرف الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني، وندعمه لكن سنكون صارمين مع المعرقلين. 

لا فيتو: في الغضون، وبعد ان تحدث الحريري امس عن عقبات خارجية، استبعد النائب ياسين جابر "وجود أي مخارج للملف الحكومي في الأفق في ظل الفوضى المقلقة وتحلل الدولة وعدم اكتراث خارجي بعد فشل كل المحاولات أمام التعنت الداخلي"، معتبرا ان "المبادرة الفرنسية مطروحة لكنها اصطدمت بالتصلب الداخلي في المواقف". ونفى في حديث الى "صوت كل لبنان"، "ان يكون سمع من الموفد الأميركي ديفيد هيل خلال الإفطار لدى الرئيس نجيب ميقاتي، أن المخرج للأزمة يكون برحيل عون والحريري، لكنه أكد أنه سمع الا فيتو على أحد من الأحزاب للمشاركة في الحكومة التي تحض واشنطن على تشكيلها سريعا". وقال "إذا كانت هناك نية حقيقة بالتغيير والإصلاح، لا يزال المجال متاح قبل فوات الاوان".

امام التفتيش: وسط هذه الاجواء، بقي ملف القاضية غادة عون في الواجهة. فقد مثلت مدعي عام جبل لبنان اليوم امام رئيس التفتيش القضائي القاضي بركان سعد في قصر العدل في بيروت على مدى اربع ساعات، وفيما افيد ان الجلسة لم تتناول ملف شركة مكتف للصيرفة فقط وإنما هي جلسة مسلكية تناولت كل الشكاوى وكل مسلكية القاضية عون واكثر من 23 دعوى مقدمة بحقها، اشارت المعلومات الى ان عون ستتقدم الاثنين المقبل بشكوى ضد مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات لمخالفته القانون بالتعميم الذي اصدره حول توزيع الاعمال في النيابة العامة الاستئنافية.

البنك الدولي: ماليا، التقى رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في المجلس النيابي وفدا من البنك الدولي برئاسة المدير الاقليمي للبنك الدولي ساروج كومار جاه .  وجرى خلال اللقاء عرض مشاريع البنك الدولي في لبنان لاسيما مشروع شبكة الامان الاجتماعي بقيمة ٢٤٦ مليون دولار واليات التطبيق، كما مشروع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي اقر في المجلس النيابي وتأمين التمويل للمؤسسات الصغيرة المتضررة من تفجير مرفأ بيروت( ٢٥ مليون دولار)، اضافة الى استكمال المشاريع التربوية المقرة البالغة قيمة تمويلها ٧٠ مليون دولار. وتم العرض لنشاط البنك الدولي في القطاع الصحي على المستويين الحكومي والخاص، لاسيما في مواجهة وباء الكورونا،  كما جرى التطرق للوضع الاقتصادي والمالي وامكانية مساهمة البنك الدولي بالتعاون مع صندوق النقد في المشاريع المالية والنقدية الاصلاحية المطلوبة من لبنان التي تعالجها لجنة المال والموازنة راهنا.

كنعان:  واكد كنعان عقب اللقاء "ان مساهمة البنك الدولي في البرامج الاقتصادية والاجتماعية مهمة جدا في هذه المرحلة، وتساعد اللبنانيين على مواجهة الازمات الحادة التي تعترضهم. ومن الضروري ان تكون هناك متابعة جدية لها بعيدا عن المماطلة والبيروقراطية وغيرها من الامور التي تؤدي في كثير من الاحيان الى ضياع فرص قيمة لبنان بحاجة لها". واعلن كنعان عن "دعوة وزير المال لاجتماع تقييمي الاسبوع المقبل، بحضور ممثلين عن البنك الدولي، لبحث هذه المشاريع واليات التطبيق المطلوبة، كبداية لتفعيل التعاون بين المجلس النيابي والبنك الدولي على الصعيدين المالي والاقتصادي"، وقال "لمست اهتماما كبيرا بلبنان، ولكن علينا ايضا ان نساعد انفسنا، وهو ما يتطلب متابعة جدية وتعاونا فاعلا، في ظل كل ما يتردد عن مشاكل الدعم وترشيده والتهريب والوضع المالي والمصرفي، وانعكاسات ذلك على حياة اللبنانيين".

قبلان: في المواقف، صعّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ضد الحريري والبطريرك الماروني من دون ان يسمّيهما. فهو اكد  أن "الناس جوعانة تعبانة يائسة، يتم قتلها بألف وألف طريقة، وهناك من يعطل الحل بشكل كيدي ويراوغ ويطعن بالظهر، ويدفع نحو قتل الناس وبؤسها ويأسها وخراب البلد". وشدد على أن "الحل في الداخل وليس في الخارج، الحل بتضامن وطني وليس بجولات استعراضية، الحل بتضحية اللبنانيين وتفانيهم لصالح وطنهم، وليس بالتضحية بهم، الحل بقطع يد من نهب وما زال يلعب بالقرار السياسي على طريقة لا حكومة ولا إنقاذ، الحل بحماية القرار السياسي عبر حماية سيادة لبنان وطريقة الحكم فيه، وليس ببيع السيادة وتحويل لبنان إلى بلد انتداب أو مستعمرة وجزر استيطان، الحل بالتقارب بين اللبنانيين، وليس باستجلاب الخارج وتحريضه على تحويل لبنان إلى محمية أميركية، الحل بتضامن إسلامي مسيحي، وليس بالتحريض على فتنة إسلامية مسيحية. على أن من سرق البلد هو المسؤول عن الكارثة الوطنية، وليس من حرر وحمى وما زال يشكل أكبر ضمانات وجود لبنان وشراكته الوطنية السيادية، الحلّ بإقرار البعض أن من حرّر وقاوم طيلة عقود قاوم وحرر ليحمي لبنان وليس المناطق الطائفية، وحرّر ليستعيد الدولة والمؤسسات الحكومية والقرار السياسي والعيش المشترك، وقد حقق ذلك عبر تضحيات لا حد لها، فقط ليحمي لبنان ووحدته الوطنية، الحل بإقرار البعض بأن طهران حينما دعمت المقاومة وساندتها فعلت ذلك لتحمي الوجود المسيحي المسلم، ضمن دولة لبنانية وشراكة إسلامية مسيحية، وليس كيانا إيرانيا، بل مقاومة أصيلة، من جذور لبنان وتراب أرزه وصميم تاريخه الأول؛ مع افتخارنا الكبير بدعم طهران التي قدمت للبنان كل الإمكانات التي ساهمت بالتحرير والنصر واستعادة سيادة لبنان، فيما قدم غيرها الخناجر المسمومة. الحل بالإقرار بأن إسرائيل عدو لبنان وصاحب أكبر تاريخ إجرامي في هذا العالم، الحل بقرار وطني كبير وبشراكة دينية سياسية تنهض لمحاسبة من نهب البلد، وليس باستجلاب طواغيت الأرض تحت ستار القرار 1559 لقتال من قاوم وحرر وما زال يقاوم ويحمي. من هنا يبدأ الحل، وما دونه جريمة بحق البلد والوطن والضمير". 

 جراد: من جهة اخرى، ووسط الازمات القاتلة التي يعيشها اللبنانيون، حلّت مصيبة جديدة عليهم، تمثّلت بأسراب جراد وصلت الى البقاع. وبينما استنفرت وزارة الزراعة الاجهزة للمواجهة، تقوم ‏ طوافات الجيش اللبناني وبالتنسيق مع وزارة الزراعة برشّ مبيدات حشرية في مناطق بعلبك ورأس بعلبك في إطار اجراءات ‏ مكافحة أسراب الجراد. مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود طمأن الى ان موضوع الجراد تحت السيطرة والوزارة مستنفرة منذ 4 أيام على مدى 24 ساعة والعوامل المناخية في لبنان لا تساعد على انتشاره.

السعودية تمنع: والى سبحة الازمات، اضيفت قضية جديدة تمثلت بمنع السعودية  دخول الفواكه والخضراوات اللبنانية الى اراضيها على خلفية اخفاء مخدرات داخل شحنة فاكهة رمان قادمة من لبنان، تم ضبطها، الامر الذي اعتبرته اوساط القطاع كارثيا على مستوى تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية لتأثيره على نحو 50 % من هذه الحركة. واعلنت المملكة في بيان ان " انطلاقاً من التزامات المملكة العربية السعودية وفقاً للأنظمة الداخلية وأحكام الاتفاقيات الدولية في شأن محاربة تهريب المخدرات بجميع أشكالها، وحيث لاحظت الجهات المعنية في المملكة تزايد استهدافها من قبل مهربي المخدرات التي مصدرها الجمهورية اللبنانية أو التي تمر عبر الأراضي اللبنانية، وتستخدم المنتجات اللبنانية لتهريب المخدرات إلى أراضي المملكة، سواءً من خلال الإرساليات الواردة إلى أسواق المملكة أو بقصد العبور إلى الدول المجاورة للمملكة، وأبرز تلك الإرساليات التي يتم استخدامها للتهريب الخضروات والفواكه. ونظراً إلى عدم اتخاذ إجراءات عملية لوقف تلك الممارسات تجاه المملكة، على الرغم من المحاولات العديدة لحث السلطات اللبنانية المعنية على ذلك، وحرصاً على حماية مواطني المملكة والمقيمين على أراضيها من كل ما يؤثر على سلامتهم وأمنهم؛ فقد تقرر منع دخول إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو العبور من خلال أراضيها، ابتداءً من الساعة التاسعة صباحاً من يوم الأحد 13 / 9 / 1442هـ الموافق 25 / 4 / 2021م، وذلك إلى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة.كما ستستمر وزارة الداخلية بالاشتراك مع الجهات المعنية في متابعة ورصد الإرساليات الأخرى القادمة من الجمهورية اللبنانية، للنظر في مدى الحاجة إلى اتخاد إجراءات مماثلة تجاه تلك الإرساليات".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o