Apr 23, 2021 7:40 AM
صحف

الجراد وصل لبنان… ما خطورته؟

وصلت أسراب من الجراد الصحراوي إلى لبنان، بحيث رصدها أحد المزارعين في جرود بلدتي عرسال ورأس بعلبك الحدودية، محلة خربة داوود، في جهة السلسلة الشرقية لجبال لبنان. حصل ذلك بعد أن غزا الجراد الصحراوي كل من سوريا والعراق والأردن، الأمر الذي دفع وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى إلى الطلب من الفرق المختصة في وزارته للاستعداد لترصد ومكافحة أي موجة قد تأتي إلى لبنان، وتواصل مع وزيرة الدفاع زينة عكر طالباً منها جهوزية مروحيات الجيش للمساعدة في أي طارئ.
وأكّد الأمين التنفيذي لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، من القاهرة لـ”النهار”، الدكتور مأمون العلوي أنّه “يترتب على لبنان أن يحتاط بشكل حذر تحسباً لأي تغيّر في اتجاه الرياح التي قد تدفع بالجراد الصحراوي نحو أراضيه”، من جهتها أوضحت مصادر وزارة الزراعة لـ”النهار”، أنّ لبنان لديه القدرة اللوجيستية والكفاءات لمواجهة أي موجة. فماذا عن جدّية الخطر المحدق؟ وما هي قدرات لبنان الفنية في هذا الإطار؟

يمثل ظهور الجراد الصحراوي في سوريا والأردن “حدثاً غير عادي ونادر”، بحسب وصف منظمة "الفاو"، لأنّ الرياح الجنوبية المترافقة مع درجات الحرارة المرتفعة جلبت هذه الأسراب الناضجة جنسياً، إلى هذه المنطقة. وإذ اعتبرت منظمة الفاو أنّ هذه الأسراب لا تمثل غزواً واسعاً ويمكن مكافحتها، تخوفت من قدرتها على وضع البيض، وتالياً تكاثرها، وأوضحت في مراسلتها مع “النهار” أنّه يترتب على السلطات مكافحتها على الفور والاستمرار في عمليات المسح.

ولفت مصدر من وزارة الزراعة وفق "الفاو" إلى أنّ “الوزارة كثفت ترصدها، وعممت على المزارعين بضرورة الإبلاغ فوراً في حال تم رصد الجراد الصحراوي في لبنان”. وبعد الغزو الذي شهدته عرسال ورأس بعلبك، اعتبر المزارعون في حديث مع “النهار” أنّه “من المستبعد أن تشكل هذه المنطقة خطراً حتى الساعة على الداخل اللبناني، لبعد المسافة عن القرى اللبنانية أولاً، ولأنها أقرب إلى الأراضي السورية حيث البساتين المثمرة”. ولكن تمثل مودة الجراد الناضج جنسياً إلى لبنان، أزمة إضافية، يترتب عليه مواجهتها بأقصى إمكاناته وتجهيزاته، لأن خطر تكاثراهم، في المنطقة بات وارداً، وتالياً في حال عدم الإسراع بالرش وتتبع حركتهم، ورصد ما إذا قاموا بترك البيض، ومعالجة الأمر، كل ذلك من شأنه أن يعرض لبنان لآفة جديدة تهدد أمنه الغذائي، بخاصة في ظلّ هذه الظروف الاقتصادية الكارثية، فمشهد عزو الجراد الذي أكل الأخضر واليابس مازال عالقاً في الذاكرة الجماعية لأهل لبنان، بخاصة أنّه تزامن مع ضائقة اقتصادية، وحصار فرضه الأجنبي عليه. كل هذه الظروف تدفعنا إلى طرح البدائل ومناقشتها، للتعرف على سبل القضاء على هذه الأسراب، وما إذا كان لبنان يمتلك فعلاً هذه الإمكانات.
حصل أن وصل الجراد الصحراوي أيضاً إلى لبنان في العام 2012 إلى الشاطئ الجنوبي، وحتى إلى شاطئ جبيل، ولكن كان منهكاً، وساهم رش المبيدات ومكافحته بالقضاء على تكاثره. شدد مصدر من وزارة الزراعة على أننا “لسنا على خط مواجهة الجراد الصحراوي، ولكن من الممكن أن تصل إلى لبنان أسراب من جرّاء الرياح”.
تناغم رأي وزارة الزراعة مع الفاو، إذ أكّد العلوي أمس لـ”النهار” أنّ “وصول الجراد الصحراوي إلى لبنان إذا حصل سيكون محدوداً، ولكن يترتب على المعنيين أخذ كل ما يلزم من موجبات الحيطة والحذر، تحسباً لأي تغيير في اتجاه الرياح الجنوبية السائدة في المنطقة حالياً”.
يتمتع لبنان بالقدرات اللازمة لمكافحة هذه الآفة، لأنه عضو في الهيئة الوسطى لمكافحة الجراد الصحراوي، وهي هيئة تابعة لمنطمة الفاو، تتواصل معهم وزارة الزراعة كل صباح أربعاء، في اجتماع يضم البلدان الأعضاء، ويحصل تشاور وتبادل المعلومات عن آخر مستجدات تواجد الجراد الصحراوي في البلدان. وأشارت هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، لـ”النهار” أنّ “المنطقة العربية من شبه الجزيرة العربية ودول شرق إفريقيا تواجه منذ كانون الأوّل 2018 وحتى الآن تفشياً كبيراً للجراد الصحراوي، في ظاهرة لم تحصل منذ 20 عاماً، الأمر الذي دفع إلى إجراء عمليات مكافحة على مساحات امتدت إلى 3 ملايين هكتار حتى الآن”.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o