القضاء الاعلى في اطول جلساته..عون الى التفتيش والتزام قرار عويدات؟
عون: التظاهر السلمي حق للتعبير الحر..الجيش لم يعدل مقترح الترسيم
جلسة "قضائية" للادارة والعدل قريبا ودعم قطري للبنان
المركزية- ليس أدّل الى حال البلاد المنكوبة المحتضرة من مشهد قاضٍ يحيي مناصرين سياسيين في الشارع. صورة سوداوية تعكس مدى فداحة اقترافات المنظومة "السيئة الذكر" وتغلغلها في عمق اعماق الجسم القضائي، آخر حصون الدولة، الذي يتهاوى بفعل الضربات المسددة اليه تباعا واقحامه في الكباش السياسي تحت عنوان مكافحة الفساد. فبعيد انقسام الشارع امس بين مناصري مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات واولئك المؤيدين للقاضية غادة عون، تكرر السيناريو مجددا اليوم من طرف واحد دعما لعون التي دخلت الى جلسة ماراتونية استدعاها اليها مجلس القضاء الاعلى على وقع هتافات مناصري التيار موجهة "تحياتها الحارة".
جلسة ماراتونية: على مدى ساعة ونيف استمع مجلس القضاء الاعلى الى القاضية غادة عون، التي غادرت على الاثر فيما استمر اجتماع المجلس حتى الخامسة عصرا واصدر قرارا يقضي باحالتها الى التفتيش القضائي والزامها الامتثال الى قرار مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات.
حق التظاهر: وبالتزامن مع الجلسة، تجمع عدد من مناصري التيار الوطني الحر أمام قصر العدل، رافعين شعارات مؤيدة، دعماً للقاضية عون إلى أن "اتت أوامر الإنسحاب" وفضّ التجمّع بعد مغادرة عون لقصر العدل تعليقا على هذه المستجدات، تناول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع زواره اليوم التطورات القضائية الأخيرة ومشهد التظاهرات أمس، فشدد على "حق التظاهر السلمي كتعبير حر وبعيدا عن المنطق الطائفي والمذهبي". وتوجه الى وفد من اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي - الإسلامي في لبنان، قائلا " على الدولة ان تحفظ العدالة للجميع اما انتم فعليكم تقريب الجميع لبعضهم".
الشعبوية: وبينما صب الملف القضائي الزيت على نار الخلاف الحكومي المستعر بين بعبدا وبيت الوسط، أسف نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش لما يحصل قضائياً وقال ان من المحزن رؤية سلطة القضاء تنهار أمام أعيننا، وهي اهم سلطة في اي دولة في العالم مؤكداً ان القانون لا يتحقق إلا بالقانون لا بالشعبوية ولا بالفجور من هنا وهناك.
لا تعديل: في الغضون، وبعدما نفت قيادة الجيش –مديرية التوجيه ما أوردته إحدى الصحف المحلية حول أن الجيش أدخل تعديلاً جديداً على مقترحه المتعلق بالمفاوضات التقنية غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية، من خلال إضافة خط حدودي جديد سُمي "خط قانا"، عقدت لجنة الادارة والعدل جلسة برئاسة النائب جورج عدوان وحضور وزيرة العدل في حكومة تصريف الاعمال ماري كلود نجم، والنواب، قال عدوان على الأثر: "خصصت الجلسة اليوم للمقاربة التي يجب ان تعتمد لتعديل المرسوم 6433 المتعلق بترسيم الحدود. واقول اننا قرأنا وشاهدنا وسمعنا في وسائل الاعلام ان هناك تبديلا في موقف الوفد اللبناني المفاوض حول اعتماد خط آخر غير الخط 29. وعند قراءة هذه الاخبار وسماعها، تواصلت مع وزيرة الدفاع الوطني اولا التي اكدت لي ان هذا امر غير صحيح اطلاقا، وان الموقف لم يتغير وهو مبني على اسس علمية وقانونية، وبالتالي من غير الطبيعي ان يتبدل او يتغير. ثم عدت واتصلت بقائد الجيش الذي اكد لي الامر نفسه، وقال لي ان الجيش، ومنذ فترة، وعبر التقنيين لديه، يدرس الموضوع وان ذلك افضى الى الخط 29 سواء أكان تقنيا ام قانونيا. واكد ان التفاوض يجري وسيجري وهم لا يزالون ثابتين في موقفهم. وبالتالي اتمنى في قضية وطنية بهذا الحجم، يجب ان نكون جميعنا كلبنانيين واقفين وراء المفاوض، ان نتأكد من أي معلومة، والاهم ان المعلومات التي لدينا تصب في خانة دعم الوفد الوطني اللبناني بتفاوضه وبموقفه الواضح". واوضح عدوان "ان لجنة الادارة والعدل، وفي حضور وزيرة العدل ورئيسة هيئة التشريع والاستشارات ايضا، لديها الموقف نفسه، ونحن كلجنة ادارة وعدل نقف كليا وبالاجماع، وهذا موقف وطني، خلف الوفد المفاوض ومطلبه المحق القانوني والتقني المبني على القانون وعلى معطيات علمية موثقة. وبنتيجة الحديث عن هذا الموضوع، لجنة الادارة والعدل تحمل الحكومة المستقيلة المسؤولية الكاملة لكي تجتمع فورا وتتخذ قرارا بتعديل المرسوم 6433 تحت طائلة المساءلة الدستورية بالاخلال بالواجب الوطني. نطلب منها بالحاح ان تقوم بذلك قبل فوات الاوان وضمن المهل المطلوبة، وان تتخذ كل التدابير لابلاغ الامم المتحدة بموقف لبنان والتعديلات عليه، وهي موثقة ومثبتة وفقا للعلم وللقانون".
جلسة للقضاء: وفي ملف القضاء قال " ما جرى أخيرا، ونظرا الى ان الوقت استنفد في درس المرسوم ونظرا الى ضيق الوقت لكي تجرى تعديلات على المرسوم وتبلغ الى الامم المتحدة، اتخذنا قرارا مع الوزيرة بان نعقد جلسة قريبة جدا في حضورها ورئيس مجلس القضاء الاعلى والمدعي العام التمييزي ورئيس هيئة التفتيش القضائي من اجل البحث في كل أمور القضاء ونستفيض فيها ويكون للجنة ادارة والعدل موقف".
في الفاتيكان: اما سياسيا، وعشية زيارة الحريري للفاتيكان في 22 الجاري، فلفت علوش الى ان الرئيس سعد الحريري سيؤكد للحبر الاعظم أن الإشاعات هي سيدة الموقف في ملف تشكيل الحكومة ، وان لبنان سيبقى وطن الرسالة كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني. واكد ان المطلوب التخلي عن السيطرة على الحكومة من قبل الجميع.
جهود الحزب: وفيما الاتصالات غائبة بين اهل التشكيل في الداخل، أقله ظاهريا، يشير حزب الله الى انه يعمل للتوفيق بين المتخاصمين. وفي السياق، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين "أن حزب الله مستمر بحواره مع الجهات المعنية في تشكيل الحكومة، وبذل الجهود لتذليل العقبات المتبقية لتسهيل ولادة حكومة جديدة، قادرة على التصدي للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والمالية القاسية، التي باتت ترخي بثقلها بشكل كبير على جميع المواطنين في لبنان، الأمر الذي يفرض على جميع المسؤولين الابتعاد عن الكيدية السياسية والمزاجية، والترفع عن الحسابات الضيقة من أجل إنقاذ لبنان". وشدد "على ضرورة أن تعكس الحكومة الجديدة هموم الناس عبر تأمين كل متطلبات الحياة الكريمة لهم، وكذلك السير ببرنامج إصلاحي، ومكافحة الفساد، ودعم عمليات التدقيق الجنائي المالي"، داعيا حكومة تصريف الأعمال الى " أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تفعل عملها، وتسير أمور الدولة لا سيما مع الاستمرار في تعثر تأليف حكومة جديدة".
خلف كلام الفرزلي: الى ذلك، توقفت مصادر سياسية معارضة عند ما قاله نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي المحسوب على الفريق الرئاسي او على الاقل الخط الذي ينتهجه العهد لجهة دعوة المؤسسة العسكرية والجيش اللبناني الى تسلم زمام الامور في البلاد لمرحلة انتقالية تهيئ الاجواء لاجراء الانتخابات واعادة أنتاج سلطة جديدة، موضحة انه لم يكن ليقول ما قال، لو لم يستنفد هو والدافعون اياه (الثنائي الشيعي) كل الوسائل الممكنة، كما يؤكد حزب الله ومصادره، فأطلق هذه الصرخة لثني الرئيس عون ومن ورائه التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل عن النهج السياسي الذي يمارس مع الرئيس المكلف وعدم التراجع عن الحصول على الثلث المعطل في التشكيلة الوزارية العتيدة.
وربطت المصادر عبر "المركزية" بين كلام الفرزلي وما نقل اليوم عن مصادر كتلة التنمية والتحرير من تحذير في شأن ذهاب البلد الى الفدرالية العلنية في حال استمرار الخطاب والسلوك القائمين، لافتة الى ان الموقفين لا بد يعكسان رأي الفريق الشيعي وهواجسه مما ينتظر البلد، ما اضطره الى توجيه رسالة "تحذيرية" الى العهد بوجوب الافراج عن التشكيل .
دعم قطري: الى ذلك، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب أن الدوحة تفتح قلبها دائما للبنانيين، ولم تتخل يوما عن محبتها للبنان، معلنا أنه وجد في الدوحة ما نبحث عنه وانها أكدت موقفها الثابت من دعم لبنان وشعبه وامنه واستقراره. وشدد على ان لبنان يمر بمرحلة صعبة، ويفتقد إلى جهد عربي موحد. وفي ختام زيارته الرسمية لدولة قطر، اصدر الرئيس دياب بيانا كشف فيه تفاصيلها وجاء فيه "هذا يوم مميز في هذه الدوحة الكريمة التي تفتح قلبها دائماً للبنانيين، ولم تتخل يوماً عن محبتها للبنان". أضاف البيان "لقد تباحثنا مع سمو الأمير ومع معالي رئيس الوزراء والمسؤولين هنا في الشؤون العربية، وإنعكاسات غياب التضامن العربي على الأزمة اللبنانية، وكان هناك تأكيد على ضرورة عودة العرب إلى كنف الأخوة، لأن المخاض الذي تعيشه المنطقة يحتاج إلى أعلى درجات التنسيق بين الأشقاء، ولأن تداعيات هذا المخاض ستكون خطيرة على الدول العربية تحديداً، وتهدد حاضرنا ومستقبلنا". وتابع "للأسف الشديد، فإن لبنان يمر بمرحلة صعبة، ويفتقد إلى جهد عربي موحد، وإلى دور يجمع اللبنانيين ويحضهم على التلاقي والتفاهم، ويقطع الطريق على الإستثمار في خلافاتهم". وختم دياب بيانه، قائلاً "بالفعل، وجدنا في الشقيقة قطر ما نبحث عنه، حيث تمت لقاءاتنا في إطار من الأخوة غير المستغربة، وأكدت لنا دولة قطر موقفها الثابت من دعم لبنان وشعبه وأمنه وإستقراره".
تهريب: في الغضون، البضائع والسلع الاولية والحيوية المدعومة من مصرف لبنان تهرّب الى الخارج وتفقد في الاسواق اللبنانية. واليوم، اعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه ان "تمكنت وحدات الجيش المنتشرة في البقاع والشمال بتاريخَي 17 و19 / 4 / 2021 من توقيف ثلاثة مواطنين وسوريَيْن اثنين، وضبط 2000 ليترٍ من المازوت، و3615 ليتراً من البنزين، كما ضبطت آليتين من نوع فان وآلية من نوع بيك آب تُستخدم للتهريب عبر الحدود اللبنانية - السورية. وأشارت في بيان أن المضبوطات سُلّمت إلى المراجع المختصة وبوشر التحقيق مع الموقوفين.
دعم المزارعين: وليس بعيدا، استقبل عون وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال عباس مرتضى الذي قال بعد اللقاء: تم التطرق الى مشروع العشرة ملايين دولار الذي صدر فيه قانون من مجلس النواب ووقع المرسوم فخامة الرئيس كي يصبح جاهزا للعمل بالتعاون مع "الفاو" وهو قرض من البنك الدولي، وسيكون المشروع في الاسابيع القليلة المقبلة نافذا وسنبدأ بدعم المزارعين.