Apr 05, 2021 6:32 AM
صحف

"نزوات داخلية" و"مشاريع خارجية" تُعيق التشكيل بوادر استعادة مناخات الاستقطاب بين فريقيْ عون والحريري

أفضت الاتصالات والدعوات التي قام بها البطريرك الماروني بشارة الراعي، إلى تقدم طفيف تم إحرازه في ملف تشكيل الحكومة اللبنانية العالقة منذ أشهر، وذلك إثر "شبه توافق" على عدد الوزراء في حكومة لا يكون فيها لأي طرف ثلث معطل، وفق ما قال النائب فريد هيكل الخازن بعد لقائه الراعي الأحد، فيما لا تزال العُقد الأخرى على حالها.

ولا يزال إعلان تأليف الحكومة مقيّداً بالتجاذبات السياسية والتباينات بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون كما جاء في "الشرق الأوسط"، ويصرّ الحريري على تأليف حكومة لا تتضمن ثلثاً معطلاً لأي طرف، ويدعمه في ذلك المطلب رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فيما يعارض عون تسمية الحريري للوزراء المسيحيين الذين وردت أسماؤهم في التشكيلة التي رفعها الحريري لرئيس الجمهورية في كانون الأول الماضي.

ولم تتوقف الدعوات لتأليف الحكومة منذ تكليف الحريري في تشرين الأول الماضي، ويكرر البطريرك الماروني نداءاته لتشكيلها، وكان آخرها أمس حيث تحدث عن "نزوات داخلية" و"مشاريع خارجية" تُعيق تشكيل الحكومة.

ويتزامن انتهاءُ عطلة الفصح غدا مع «ثلاثاء النووي» في فيينا، والذي يُنتظر أن يتبلور في ضوئه إذا كان بلوغُ تَفاهُم بين طهران وواشنطن سيتطلّب «وقتاً إضافياً» غير قصير من «السير فوق المسامير» قبل العودة لاتفاق 2015 وهل يكون ذلك وفق معيار «الخطوة الواحدة» كما تريد إيران، أي رفْع كل العقوبات الأميركية، أو «الخطوة مقابل خطوة» واستطراداً هل ستَمْضي طهران بزيادة «جرعاتِ» التصعيد في ساحات نفوذها لفرْض شروطها، فإن بعض الوقائع التي شهدتْها استراحةُ العيد في بيروت لم تحمل إشاراتٍ إلى أن الأزمة الحكومية قابلة للإدارة بمنأى عن البازل الإقليمي المعقّد، لدرجة أن كلاً منهما صار بمثابة مرآة وانعكاس للآخَر.

وبعد ما يشبه «الهدنة» الداخلية في أعقاب انطلاق حركة مشاورات تتمحور حول أفكار بري المتصلة بحكومة من 24 وزيراً اختصاصياً من غير الحزبيين موزّعين وفق صيغة 3 ثمانيات (لا ثلث فيها لأي فريق) بما عَكَسَ تَهَيُّب الأطراف المعنيين تَصَدُّر واجهة تفجير «مشروع المبادرة» الذي تواكبه «قوة ضغط» فرنسية - أوروبية يحرّكها «سيف» العقوبات، حملتْ الساعات الأخيرة بحسب "الراي الكويتية" بوادر استعادة مناخات الاستقطاب بين فريقيْ عون والحريري، وهو ما وُضع في سياق واحد من أمرين:

الأول أنه بداية مسارٍ سيتدحرج لتحسين الشروط وبلوغ مقايضاتٍ تحت سقف تشكيلة الثلاث ثمانيات، عبر «المضايقات» السياسية، بما يعوّض عن ورقة «الثلث المعطّل» التي طبعتْ نماذج الصيغ الحكومية التي اقترحها رئيس الجمهورية على الرئيس المكلف.

والثاني، وهو الذي بدا الأكثر رجحاناً، أنه إشارةٌ بأن طريق مسعى بري لم تصبح سالكة بعد وتحديداً في ما خص «حجر الزاوية» المتمثل بإسقاط «الثلث زائد واحد»، وأن مقتضيات انتظار مآلات المسار النووي تسمح بتمديد وضعية تعليق الملف الحكومي عبر «التعلّق» بحبل التعقيدات الداخلية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o