Apr 03, 2021 4:02 PM
تحليل سياسي

الراعي يرفع الصوت: كفوا عن السلوك المهين والتضحية بلبنان لمصلحة الآخرين
عون قد يزور بكركي عصرا : تعميم الفساد يجهّل الفاسد ويضلل الرأي العام
الحريري يطمئن الى جعجع...النووي اشارات ايجابية واجتماع جديد الثلثاء

المركزية- في عطلة الفصح تعطلت الاتصالات وجُمدت المبادرات في انتظار ما ستفضي اليه المناخات الاقليمية والدولية المؤشرة في مكان ما الى امكان الانطلاق في الملف النووي الذي عطّل لبنان وحكومته لأشهر ، على امل ان يقوم لبنان مع قيامة المسيح من قبر وضعه فيه قادته والمسؤولون عن السياسة فيه، رافضين الانصياع الى صراخ الشعب ومناشداته للتجاوب مع الدعوات  الدولية للانقاذ والايدي الممدودة للمساعدة والمغريات المقدمة من اجل انتشال الوطن من المصير الاسود.

والصورة السوداوية هذه لا تقف عند حدود تأليف الحكومة فحسب بل تتعداها لتطال مختلف الجوانب الحياتية للمواطن اللبناني المطوق سياسيا ، بفعل الفشل في تشكيل حكومة المهمة حسب مندرجات المبادرة الفرنسية وامتناع حكومة تصريف الاعمال عن أداء واجباتها ولو بالحد الادنى ، وماليا نتيجة أرتفاع سعر صرف الدولار وتدهور القيمة الشرائية لليرة اللبنانية ، وصحيا بسبب تفشي وباء كورونا القاتل . 

ورغم السوداوية هذه، تبقى الامال معلقة على اتصال يجرى بين بعبدا وبيت الوسط من شأنه ان  يعيد التواصل المقطوع ،أثر ما أشيع عن نجاح عين التينة في تقريب وجهات النظر من طروحات تشكيل الحكومة العتيدة لترسو على قاعدة لا مع ولا ضد وتوزيعة من ثلاث ثمانات من دون ثلث معطل ولكن هل تهب الرياح الحكومية كما تشتهي سفن التشكيل. 

المشكلة في التفاصيل:  زوار القصر الجمهوري ينقلون لـ "المركزية" في السياق ان من المبكر الحديث عن ولادة الحكومة اذ لا أتفاق بعد سوى على الاطار اي على ان تكون من 24 وزيرا على قاعدة الثلاث ثمانات. لكن المشكلة تبقى في التفاصيل وتحديدا في توزيع الحصة المسيحية خصوصا اذا ما أراد الرئيس المكلف سعد الحريري  وزيرا منها، عندها لا بد وأن يطالب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بوزير سني في المقابل ، علما أنه معروف أن لا مشكلة في الحصتين السنية والشيعية . اما بالنسبة الى الاسماء يضيف الزوار فالموضوع سابق لاوانه . 

صرخة الفصح: الصرخة الاعلى جاءت اليوم من بكركي، التي تردد ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيزورها عصرا، في رسالة الفصح التي وجهها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اكد  أنّ "حقوق الطوائف وحصصها تتبخّر أمام حقوق المواطنين في الأمن والغذاء والعمل والازدهار والسلام". ودعا، إلى "أن يدرك الجميع أن الحياة الوطنية ليست حصصاً بل تكامل قيم وأن يخرج الجميع من المتاريس السياسية ويلتقوا أخوة في رحاب الوطن وشرعية الدولة". وقال: "ما أبعد الجماعة السياسيّة ولا سيّما تلك الحاكمة عندنا عن ثقافة الرحمة الموحاة للبشريّة في سرّ موت المسيح وقيامته... وكم يؤلمنا أن نرى الجماعة الحاكمة ومن حولها يتلاعبون بمصير الوطن كيانًا وشعبًا وأرضًا وكرامة! ويؤلمنا بالأكثر أنّها لا تدرك أخطاء خياراتها وسياساتها، بل تمعن فيها على حساب البلاد والشعب!وكم يؤلمنا أيضًا أنّ بعضًا من هذه الجماعة يتمسّك بولائه لغير لبنان وعلى حساب لبنان واللبنانيّين! وما القول عن الّذين يُعرقلون قصدًا تأليفَ الحكومة ويشلّون الدولةِ، وهم يَفعلون ذلك ليُوهموا الشعبَ أنَّ المشكلةَ في الدستورِ، فيما الدستورُ هو الحلّ، وسوء الأَداء السياسيّ والأخلاقيّ والوطنيّ هو المشكلةُ؟ لقد صار واضحًا أنّنا أمامَ مخطّطٍ يَهدِفُ إلى تغييرِ لبنان بكيانِه ونظامِه وهوِّيتِه وصيغتِه وتقاليدِه. هناك أطرافٌ تَعتمدُ منهجيّةَ هدمِ المؤسّساتِ الدستوريّةِ والماليّةِ والمصرفيّةِ والعسكريّةِ والقضائيّةِ، واحدةً تلو الأخرى. وهناك أطرافٌ تعتمدُ منهجيّةَ افتعالِ المشاكلَ أيضًا لتَمنعَ الحلولَ، والتسويات".

وتابع: "من هذه المنطلقات الحضاريّةِ والإنسانيّة والوطنيّة طَرحْنا مشروعَي إعلانِ حيادِ لبنان وانعقادِ المؤتمرِ الدوليِّ الخاصِّ به. فلبنان الحياديُّ هو لبنانُ الإستقرار والسلام. أمّا لبنانُ المنحاز فهو لبنانُ الإضطراب والحربِ. نحن نريد السلامَ لا الحرب. الحياد هو لمصلحة الجميع،وينقذ الجميع. أما المؤتمرُ الدوليُّ، فيزيل النقاط الخلافيّة المتراكمة، وهو خَشبةُ خلاصٍ لأنه سيعطي لبنان عمرًا جديدًا من خلال تثبيتِ كيانِه، وحدودِه الدوليّة، وتجديدِ الشراكةِ الوطنيِّة، وتعزيزِ السيادةِ والاستقلال، وإحياءِ الشرعيّة، وتقويةِ الجيش، وتنفيذ القرارات الدولية، وحلِّ موضوعَيْ النازحين السوريّين واللاجئين الفِلسطينيّين. إنَّ الأممَ المتّحدةَ وأصدقاءَنا العربَ والدوليّين منفتحون على نقاشِ هذا الطرحِ لأنّهم مُهتمّون بمساعدةِ لبنان على بقائهِ دولةً حرّةً ومميّزةً في هذا الشرق".أضاف: "من وحي السرّ الفصحيّ، حيث تتلألأ المحبّة الإلهيّة اللامتناهية والرحمة الأقوى من الخطيئة، أقول بكلّ محبّة لجميع المتسببين في أزمة عدم تشكيل الحكومة وتداعياتها الإقتصاديّة والنقديّة والماليّة والمعيشيّة:كفّوا عن السلوك الـمُهينِ والمهيْمِن والأنانيِّ والسُلطويّ. كفّوا  عن التضحيّةِ بلبنانَ واللبنانيّين من أجلِ شعوبٍ أخرى وقضايا أخرى ودولٍ أخرى. كفّوا عن الاجتهادات الشخصيّة في التفسيراتِ الدستوريّةِ وعن البِدعِ الميثاقيّة. أفرجوا عن القرارِ اللبنانيِّ والشعبِ. وختم الراعي: "إنّ قيامة المسيح جعلتنا أبناء القيامة وبناتها، وأضاءت في قلوبنا شعلة رجاء لا تنطفئ. هذه حال أجيالنا الطالعة الواعدة، واللبنانيّين الأحرار ذوي الإرادة الصالحة، والقوى الحيّة، وأصحاب الكفاءات، الذين أضاؤوا شعلة الثورة الحضاريّة الرافضة بعناد للدولة المرتهنة، والساعين قدمًا نحو بناء دولة حرّة وقويّة بحقّها وبقوّتها الذاتيّة وبعلاقاتها العربيّة والدوليّة، وبانفتاحها على الأخوّة الإنسانيّة الشاملة. الكنيسة هي في طليعة السائرين في هذا الطريق الجديد الذي يضيئه نور القيامة".

عون وتعميم الفساد: وعلى الاثر، غرد رئيس الجمهورية عبر "تويتر": "أول خطوة حقيقية في محاربة الفساد تكون بتسمية الفاسدين والإشارة اليهم بوضوح. أما تعميم التهمة فيصبّ في مصلحتهم لأنه تجهيل للفاسد الحقيقي، وتضليل صريح للرأي العام".

علوش: وفي السياق الحكومي، رأى نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش أن "السبب الأهم للتدهور الحالي في لبنان هو وجود قرار سياسي أمني عسكري خارجي والاشكال الأكبر على لبنان هو حزب الله".

وأضاف: "إذا كان نصرالله يريد حلا جذريا للبلد فعليه أن ينطلق الحل من عنده بحل ميليشياته"، مشيراً إلى أن "الحل الموقت لوقف التدهور يكون من خلال المبادرة الفرنسية الوحيدة المطروحة عملياً على الطاولة ما يعني تشكيل حكومة من الاختصاصيين من دون حزبيين ومن دون ثلث معطّل تكون قادرة على التفاهم مع صندوق النقد الدولي وتتلاقى بإصلاحاتها مع المبادرة الفرنسية".واعتبر علوش ان "المسعى الذي بدأه الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط لم يحظ بقبول واضح في البداية من قبل الرئيس المكلف، لكنه أضاف ان الأخير يريد مبادرة متكاملة واذا تم التوافق على ما يطرح في الكواليس بشأن قيام كل طائفة بتسمية وزرائها ولاقى هذا الطرح موافقة رئيس الجمهورية يصبح بالتالي العدد مسألة ثانوية". وتعليقاُ على إعلان جنبلاط ان الرئيس عون وافق على حكومة من 24 وزيراً من دون ثلث معطل، قال علوش إن "كلام الليل يمحوه النهار"، لافتاً الى ان "أوساط رئاسة الجمهورية تؤكد ان المبادرة لم تصل بعد الى رئيس الجمهورية".

لقاء بري –باسيل؟ وفي هذا المجال، شدد النائب ميشال موسى على ان "المبادرة الفرنسية ما زالت موجودة ويبدو أن الأمور تسلك طريقاً يتوافق معها". وأكد ان " ان هناك قبولا بتوسيع دائرة العدد وبحكومة التكنوقراط وهذا يحتاج الى ترجمة وإقرار فعلي وجدي وصولاً الى تأليف الحكومة"، مشيراً الى ان "كل فريق يدرس حالياً وضعيته ضمن هذا الطرح لإبداء الموقف النهائي".وعن عقد لقاء بين بري وباسيل بعد تأليف الحكومة، أوضح ان "التواصل لم ينقطع بين الأفرقاء ولا مانع من اللقاء في أي وقت لأن في السياسة لا عداوات دائمة".

الحريري يطمئن الى جعجع: في مجال آخر واثر اصابته بفيروس كورونا، تلقى رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع اتصالين من كل من الرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الداخليّة محمد فهمي للاطمئنان اليه. وطمأن جعجع الرئيس المكلف ووزير الداخليّة أنه في صحّة جيّدة ولا يشعر بعوارض تذكر.

الاتفاق النووي: في المقلب الدولي وفي مؤشر انفراجي، اتفقت إيران والقوى الكبرى في ختام مباحثاتها، على عقد اجتماع جديد الثلثاء المقبل في فيينا تنضم إليه واشنطن دون إجراء مباحثات مباشرة مع طهران، وذلك ضمن دفعة جديدة لمساعٍ ديبلوماسية هدفها عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق حول البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. وأكدت واشنطن حضورها لكن من دون المشاركة في المباحثات مباشرة، بينما أكد الاتحاد الأوروبي أن الجهات المنسقة ستجري "اتصالات منفصلة" بين أطراف الاتفاق من جهة، والولايات المتحدة. ورحبت واشنطن "بخطوة للأمام" لكنها قالت إنها لا تتوقع "انفراجاً فورياً" وإنما "مناقشات صعبة". من جهة أخرى، أفادت وكالة "رويترز" أن الموقع الالكتروني لقناة "برس تي في" الايرانية، نقل عن المتحدث باسم الوزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده، أن "السياسة القاطعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي رفع كل العقوبات الأميركية".وأضاف: "ان الوزارة ترفض أي رفع للعقوبات المفروضة على طهران خطوة بخطوة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o