Mar 16, 2021 4:54 PM
تحليل سياسي

اللجان تموّل الفشل الكهربائي من جيوب اللبنانيين..سلفة 200 مليون $
الدولار الى 15 الفا..المتاجر تقفل والافران والمستشفيات تهدد: رفع التعرفة او الاغلاق
التشكيل ينتظر عودة الحزب من موسكو..بنزين ايراني الى لبنان..ماذا عن العقوبات؟

المركزية- مجرمون هم، من يحكمون لبنان. كل صفات الاجرام تنطبق عليهم. قتلوا اللبنانيين بنيتراتهم ويمشون اليوم في جنازتهم. نحروهم بالدولار المُتصاعد صاروخياً فافرغوا جيوبهم، ويفرغون ما تبقى لديهم من ودائع مصرفية ليمولوا كهرباء امعنوا في صفقاتها الظلامية الظالمة على مدى عقود ، وها هم بالوقاحة المعهودة، وبعدما هدروا فيها نصف الدين العام، يضعون الناس بين شرَي العتمة او سرقة اموالهم، فاتخذوا باسمهم قرار السرقة. فاجرون هم، يطلون على الفقراء بمؤتمرات يتراشقون فيها تهما تنطبق عليهم جميعا، ويغضّون الطرف عن شاحنات تهريب المواد المدعومة الى الخارج، عن حليب يشتهيه اطفال لبنان، عن سكر ما عاد الناس يعرفون طعم حلاوته لكثرة مرارة ايامهم، عن زيت بات اقتناؤه حلماً، عن خُبز تهدد الافران بوقف انتاجه، عن بنزين تُرفع خراطيم المحطات في وجه من لا يزال يملك ثمن صفيحته الملتهبة، عن متاجر تقفل ابوابها وقد عجزت عن اللحاق بركب قطار الدولار المتجه بسرعة جنونية نحو الألوف المؤلفة من الليرات اللبنانية المتهاوية الى اسفل درك.

نعم، صفات الاجرام وكل استتباعاتها تلبسهم لبساً، لا بل هي قليلة عليهم، فحتى اعظم الطغاة في التاريخ لم يقتلوا شعبا بأكمله كما يقتل الحكام شعب لبنان بدم بارد ويتفرجون عليه يُجلد كل يوم.

الانهيار الشامل: انفجرت الازمة المعيشية – المالية – الحياتية، بأبشع مظاهرها. فيما الدولار تفلّت من عقاله ولامس ال15 الف ليرة اليوم، مرتفعا بحدود الالف ليرة بين ليلة وضحاها، تنهار القطاعات الاقتصادية تباعا.

الافران: وبينما عاد الناس الى الطرقات فقطعوا عددا منها في مختلف المناطق احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية، الفوضى تنتشر وباتت تتهدد لقمة عيش المواطن. في السياق، أعلن نائب رئيس اتحاد نقابات الأفران والمخابز المستقيل علي ابراهيم أن "اذا استمررنا على هذه الوتيرة لا بد ان يصل القطاع الى التوقف القسري الى حين استقرار سعر صرف الدولار"، آملاً أن "تتم معالجة الأمر ليس برفع الأسعار بل باستقرارها".  وصدر عنه البيان الآتي: أمام التطورات المستجدة في الأسواق نتيجة التقلبات الحادة لسعر صرف الدولار الأميركي في ظل غياب رقابة فاعلة تضبط الأمور وعدم مبالاة المسؤولين بما يحصل في الأسواق وتحميل القطاعات الإقتصادية مسؤولية التدهور الحاصل. يتوجه اتحاد نقابات الأفران والمخابز الى الشعب ليؤكد له أن الأفران ستستمر في تأمين الخبز للمواطنين في ظل تطورات خطيرة ليس قطاع  الأفران مسؤولا عنها وليس هناك من سلطة تتحمل هذه المسؤولية. وناشد "المواطنين ارشادنا الى السبل الناجعة التي يمكننا اعتمادها للاستمرار في تأمين الرغيف للمواطن من دون تحميلنا خسائر مالية كبيرة في ظل التقلبات الحادة لأسعار الدولار التي باتت من دون سقف "وفالتة على غاربها" من دون حسيب أو رقيب".

السوبرماركت: من جانبه، كشف نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد أن "المورّدين لم يسلّموا السوبرماركت بضائع أمس وصباح اليوم"، معلناً أن "المخزون قليل بسبب المشكلة المالية وعدم القدرة على الشراء". وحذّر في تصريح من أن "بقاء الوضع على ما هو عليه، سيؤدي الى انهيار السوبرماركت والإقفال التام". وإذ أكد أن غالبية السوبرماركت فتحت أبوابها اليوم وتستقبل الزبائن، لفت الى أن البعض الذي أقفل أبوابه، اما ليست لديه بضائع واما متخوف من الإفلاس بسبب سعر صرف الدولار". وأوضح أن "التسعير يتم وفق لوائح الأسعار التي تأتي من المورّدين"، مشيرا الى أن "السوبرماركت تواجه مشكلة تتعلق بالمواد الغذائية المدعومة لان الطلب عليها كبير والبعض يخزنها، فيما البعض الاخر يشتريها بـ"المفرّق" ليهرّبها الى خارج لبنان"، طالباً "توزيع هذه المواد كمساعدات من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية". وأضاف "حاولنا التوزيع العادل للمواد المدعومة ولكن هذه الطريقة اثبتت فشلها واحدثت مواجهات مع المواطنين وهناك عصابات تسرق المواد المدعومة من السوبرماركت وتقوم بتهريبها من هنا ارتأينا ان هذه مسؤولية الدولة وتحديداً وزارة الشؤون الاجتماعية". وتابع فهد "الزيت والسكر والحليب اكثر مواد مفقودة من السوق"، لافتاً الى "ان هناك تحولاً تدريجياً نحو الدولرة اي الشركات ترفض البيع بالليرة اللبنانية انما بالدولار". 

بحصلي: بدوره، قال نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي في حديث تلفزيوني "لدينا ريبة مما يحصل فنحن صحيح اننا مؤسسات اقتصادية ونريد الحفاظ على ماليتنا للاستمرار ولكن بالمقابل نفكر بالناس فهل بامكان المواطن ان يبدأ بشراء اي مادة بدءاً من 14 الف ليرة".

المستشفيات: من جهته اعلن نقيب المستشفيات سليمان هارون في مؤتمر صحافي عن اسعار الكلفة الفعلية للخدمات الاستشفائية في ظل تدهوّر الاوضاع الاقتصادية وتسارع ارتفاع سعر الدولار، داعياً الى "تأليف لجنة طوارىء واعتماد الخطوات السريعة بما يكفل استمرارية التقديمات ويساعد المستشفيات على إبقاء اقسامها مفتوحة امام المرضى، فلا يموت الناس في منازلهم". 

واكد ان دعوة المستشفيات للالتزام بالتعرفات الحالية لا يراعي الواقع، ولو كان هذا الامر باستطاعتنا لما كنا تأخرنا. انه طلب تعجيزي وتطبيقه مستحيل والكل يعرف ذلك، وخصوصاً في ظل ما نلاحظه من توّقف لعدة خدمات لدى العديد من المستشفيات نظراً إلى عدم إمكانية تمويل استمرارها. وقال: لم يعد ينفع تهديد الجهات الضامنة بفسخ العقود مع المستشفيات اذا حمّلت المريض جزءا من الفاتورة او اذا لم تستقبله بسبب عجزها عن تأمين الادوية والمستلزمات.  فهذه التهديدات ستؤدي الى اقفال معظم المستشفيات والمتبقي منها سيصبح حكرا على الاغنياء. نعم، إن الأمر بهذه الخطورة ولا مبالغة فيه. فالقطاع الاستشفائي انهار مثله مثل باقي القطاعات اما الفرق فهو ان انهياره يؤدي الى وفاة الناس في بيوتها.

المحطات تقفل: وبعد ان رفعت محطات الوقود بمعظمها خراطيمها بعد نفاد مخزونها، رفع ممثل موزّعي المحروقات فادي ابو شقرا الصوت، مطالبا المسؤولين بالتحرّك، وقال "منشآت المحروقات التابعة للدولة فارغة من المحروقات و"الله يعين" أصحاب المؤسسات لأنهم مُلزمون بسعر صرف دولار السوق السوداء، وهم يعانون. اما المطلوب وبإلحاح، فهو تشكيل حكومة لخلق نوع من الثقة لإنقاذ الوضع المتفلّت".

بنزين ايراني: في المقابل، وفيما تخضع ايران لعقوبات تمنعها من تصدير النفط او بيعه،  اعلنت هيئة الجمارك العراقية،  أنها سهلت مرور عدد من صهاريج المحروقات، كمساعدات إيرانية متجهة إلى لبنان. واشارت في بيان، الى أنّ "كوادرها قامت بتسهيل مرور 10 صهاريج محملة بمادة البنزين آتية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمساعدات إلى دولة لبنان عبر معبر القائم الحدودي".

اقرار السلفة: معيشيا ايضا، وتحت وطأة التهديد بالعتمة الشاملة، اقرت اللجان المشتركة اعطاء كهرباء لبنان، سلفة ٢٠٠ مليون دولار من مصرف لبنان، بالتصويت وباعتراض حزبي القوات والتقدمي الاشتراكي. وافيد ان النائب هادي حبيش كان الوحيد من كتلة "المستقبل" الذي صوت ضد إعطاء السلفة لمؤسسة كهرباء لبنان فيما الكتلة صوتت مع. واقترح النائب أنور الخليل خلال جلسة اللجان النيابية المشتركة أن تعطى الكهرباء 300 مليار ليرة بدل 1500 مليار ليرة. فيما أكد النائب حسن عز الدين أن "كتلة الوفاء للمقاومة تقف الى جانب الناس وتفضل دفع السلفة لان تداعيات العتمة ستكون على المواطن". أضاف: "كتلة الوفاء أثارت موضوع اتفاقية النفط مع العراق لان الاتفاقية التي تنص على تزويد لبنان بالنفط هي لمصلحة لبنان". وكانت جلسة اللجان انعقدت لدرس السلفة واقتراح القانون المتعلق باسترداد الأموال المنهوبة الذي تم ارجاؤه.

لا حركة: وسط هذا المشهد المخيف، لا تزال عملية تأليف الحكومة مستعصية. وفي انتظار عودة وفد حزب الله من موسكو، لا جديد ولا اتصالات علنية سجلت على خط التشكيل.

جعجع: وتعليقا على هذه التطورات كلّها، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع انّ "ما يحصل اليوم من انهيار مؤشر الى نهاية حقبة وبداية حقبة جديدة". وقال في مؤتمر صحافي "حكومة تصريف الأعمال تتصرّف وكأنها تصرّف الاعمال في ستّينات القرن الماضي، مشدداً على "ضرورة أن تقوم بعملها"، لافتاً الى انّ "المفهوم الذي يسير به حسان دياب خاطئ"، معتبراً انّ "حكومة تصريف الاعمال تخلّت عن مسؤولياتها ولو كان هناك قضاء فعليّ في لبنان لتقدّمت بدعوى ضد الحكومة بتهمة التقصير". ورأى جعجع انّ "الوزراء في الحكومة العتيدة لن يكونوا مستقلّين كما هو واضح والناس انتخبوا نواباً في المجلس النيابي وهناك أكثرية حاكمة من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وحلفائهم وعليهم تحمّل مسؤولياتهم"، مشيراً الى انّ "الأكثرية النيابية الحالية تتحمل مسؤولية عدم تشكيل حكومة حتى الساعة"... وقال "طرحت سلفة الكهرباء بمعادلة بسيطة "السلفة أو العتمة" وهذا أمر محزن ويدعو الى ثورة فعليّة وبدنا نخلص من سما دين ربّكن بوزارة الطاقة"، لافتاً الى انّ "وزارة الطاقة من أكثر المؤسسات التي فيها زبائنية وفساد ولا إصلاح وقلة إدارة وقلة وعي وسوء تقدير وهم لم يطلبوا 1500 مليار ليرة بل طلبوا مليار دولار أي 13 ألف مليار ليرة وهناك غش حتى في هذا الأمر". ورأى انّ "من أوصل الوضع في الكهرباء الى هذا الحد هو من يجب أن يجد الحل وعلى الأكثرية الحاكمة أن تأتي بالحلول".

بخاري: من جهة ثانية، أكد السفير السعودي وليد البخاري "حرص السعودية على المكوّن المسيحي الوازن في المعادلة الوطنية اللبنانية الذي يُجسّد منطلقات العمق العربي لرؤية المملكة 2030". موقف بخاري جاء اثر زيارته، ميتروبوليت بيروت لطائفة الروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في إطار الجولة التي يقوم بها على القيادات السياسية والدينية في لبنان. وخلال اللقاء جرى عرض للأوضاع والتطورات في لبنان وموقف المملكة العربية السعودية الداعم للشعب اللبناني ومساعدته على الخروج من الازمة التي يعانيها على كل المستويات.  واكد بخاري للمطران عودة "وقوف المملكة الى جانب لبنان الشقيق، وان الرؤية السعودية للبنان لا تنطلق من سياق تفضيلي للعلاقة بطائفة على حساب أخرى انما تقف الى جانب جميع الطوائف وتحرص على أمتن العلاقات معها جميعا انطلاقا من العلاقة الاخوية التاريخية التي ترتبط بين الشعبين السعودي واللبناني على الدوام".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o