Mar 13, 2021 4:02 PM
تحليل سياسي

لهيب الدولار يشعل الشارع مجددا فيما "المنظومةُ" على مناكفاتها
رهانٌ على موسكو للخرق حكوميا.. هل يعود حزب الله منها بسلوكٍ "تهدوي"؟
قلق اميركي وتقريع لـ"تقاعس الزعماء "..وسياسة "مرّقلي تمرقلك" تحرّر سلفة الكهرباء!

المركزية- لم تعد "البهدلة" التي يتعرّض لها أهل المنظومة في وتيرة شبه يومية، على ألسنة مسؤولين كبار في عواصم القرار، تكفي. ولا عادت التحركات في الشارع على انواعها، من قطع الطرق الى المسيرات المطلبية وصولا الى التظاهرات المركزية ونصب الخيم الذي عاد اليوم الى ساحة الشهداء، وحدها تنفع مع سلطة غير مبالية قرّرت التضحية بكل شيء في سبيل مصالحها الشخصية والحزبية والاقليمية: فلا بأس لو جاع الناس ولا ضير في وصول الدولار الى 20 الفا، المهمّ ان تؤلّف حكومة بشروطها والا فليستمر الانهيار... "المعادلة الحل" التي يمكن ان تنفع مع حكّام من هذا الصنف- يُمكن تشبيهُهم بالقادة الطغاة الذين كانت نهايتهم مأسوية في العراق وليبيا مثلا – قد تتمثّل بتعاون "دولي شعبي"، على غرار ذلك الذي قام في 14 آذار 2005، ونحن نحيي ذكراه السادسة عشرة، فتنتفضَ الناس من جديد وبقوة، مدعومة من مطلب الكنيسة المارونية "عقد مؤتمر دولي انقاذي"، ويلاقيهم من الخارج أصدقاءُ لبنان، فينتقلون من التقريع "اللفظي" للسلطة الرعناء، الى الترجمة "العمليّة" لوقوفهم المطلق الى جانب "الشعب الشهيد"، ويفرضون على الحكّام تأليف حكومة المهمّة سريعا، وإلاّ "عقوبات وعزل"... فهل يمكن ان نرى ثنائية محلية – خارجية من هذا القبيل قريبا؟ الخوف ان يكون الجواب سلبيا، وان يستمر لبنان في الغرق وحيدا، فيسقط نهائيا ككيان، في مئويته الاولى...  

الحزب في موسكو: فيما الاوضاع المعيشية والمالية تزداد قساوة وقتامة بحيث تقفز العملة الخضراء مسجّلة ارقاما قياسية ساعة بعد ساعة، وقد تخطت اليوم عتبة الـ12000 ليرة، مُثبتة عقم اجراءات السلطة "الترقيعية" لمواجهة تفلّت الدولار، الصراعُ السياسي على حلبة تشكيل الحكومة، والتي من دونها سيستمر الجحيم الحالي، على حاله. والرهان اليوم بعد بلوغ الوساطات المحلية الحائط المسدود، وفق ما تقول مصادر سياسية لـ"المركزية"، هو على الزيارة التي يقوم بها الاثنين، وفد من حزب الله برئاسة النائب محمد رعد الى موسكو، علّ الصرامة الروسية مع ايران في المنطقة، تتمدد لبنانيا ايضا، فيطالب الكرملين الحزب بوقف ربط التأليف بالمفاوضات الايرانية – الاميركية المرتقبة، وبالتدخل سريعا لدفع حلفائه الى خفض سقوفهم وتسهيل التشكيل.. فهل يعود الوفد من العاصمة الروسية بتوجّه من هذا القبيل؟

الى متى؟: في الانتظار، يستمرّ الكباش والتصعيدُ يشتدّ بين فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر من جهة، وقد انضم اليهما حليفهما في فريق 8 آذار النائب طلال ارسلان ايضا، والرئيسِ المكلف سعد الحريري من جهة ثانية. في السياق، سألت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر بعيد اجتماعها الاسبوعي برئاسة النائب جبران باسيل - الذي يتلو ظهر غد الورقة السياسية الصادرة عن المؤتمر الوطني-  سألت "الى متى سيظلّ دولة الرئيس المكلّف يحتجز في جيبه وكالة مجلس النواب من دون تنفيذ ارادة الناس بتشكيل حكومة اصلاحية وقادرة بوزرائها وبرنامجها؟ وترى الهيئة ان التمادي في عدم تشكيل الحكومة هو نوع من استغلال الصلاحيّة الدستوريّة وحرفِها عن غاياتها، فالدستور اعطى رئيس الحكومة صلاحيّة استشارة النواب ومشاركة رئيس الجمهورية في تأليف الحكومة وذلك للقيام بهذا الواجب لا للإمتناع عنه، ولذا فإن ما هو حاصل اليوم يطرح اسئلة جوهرية حول نوايا رئيس الحكومة المكلّف واسباب عدم قيامه بواجبه وحول الخيارات الممكنة لمواجهة التعنّت غير المبرر".

التمثيل الدرزي: من جانبه، نفى المجلس السياسي في "الحزب الديمقراطي اللبناني" خلال اجتماعه الدوري برئاسة طلال أرسلان في خلدة، كل "المعلومات والتحليلات الواردة في بعض المقالات الصحافية، والتي تتحدث عن مبادرات أو حلول وسطى لتسمية الوزير الدرزي الثاني في حكومة عشرينية"، مؤكدا أن "الهدف والهم الأول لنا كحزب هو المحافظة على حق الدروز في التمثيل الصحيح، وعلى حقنا كحزب بما وبمن نمثل بالتمثل الطبيعي في الحكومة العتيدة".

تقريع "مزدوج": ازاء هذا التخبّط السياسي- المترافق مع اوضاع حياتية قاتلة أنزلت اللبنانيين مجددا الى الشارع اليوم، حيث قُطعت الطرقات في اكثر من منطقة، بالتزامن مع تجمّع مركزي في ساحة الشهداء طالب في بيان بحكومة انقاذية وقال "لا لاستمرار السلطة وميليشياتها بحكم البلاد" - واصل المجتمع الدولي، بدوره، التصويبَ على أداء الطبقة الحاكمة. وغداة موقف عالي النبرة من القائم بأعمال السفارة البريطانية في بيروت اطلقه من بكركي، عبّر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس عن "قلق" إدارة الرئيس جو بايدن من "التقاعس الواضح" للزعماء اللبنانيين في التعامل مع الأزمات المتعددة التي تواجه بلدهم، مطالباً إياهم بالتخلي عن "سياسة حافة الهاوية" وتشكيل حكومة تنفذ الإصلاحات اللازمة "بشكل عاجل". واضاف "اللبنانيون يستحقون حكومة تنفذ بشكل عاجل الإصلاحات اللازمة لإنقاذ الاقتصاد المتدهور" في البلاد. وأشار إلى موقف مجموعة الدعم الدولية للبنان لجهة أنه "يجب على زعماء لبنان عدم تأخير تشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة قادرة على تلبية الحاجات الملحة للبلاد وتنفيذ إصلاحات حاسمة". ولفت إلى أن "المجتمع الدولي كان واضحاً للغاية في أن الإجراءات الملموسة لا تزال حاسمة للغاية من أجل إطلاق دعم بنيوي طويل الأجل للبنان". وعما إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن ستمارس أي ضغط على الزعماء اللبنانيين، قال "أظهرنا التزاماً طويل الأجل حيال شعب لبنان على مدى عقود، وسنواصل الوقوف إلى جانبهم". وأضاف "لا نريد أن نقوم بأي شيء من شأنه في المقام الأول أن يزيد من محنة الشعب اللبناني".

دوكان في بيروت: على اي حال، يصل المسؤول المكلّف لدى الحكومة الفرنسية لتنسيق المساعدات الدولية للبنان التي أُقرّت في مؤتمر "سيدر واحد"، السفير بيار دوكان الى بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة. واعلن ان  الزيارة لا علاقة لها بالمهمّة المكلّف بها، وانّ المسؤول يأتي ملبياً دعوة الى المشاركة في مؤتمر يُعقد بالتنسيق بين نقابة المهندسين في بيروت والمؤسسة العامة للإسكان ويتعلق بإعادة اعمار محيط مرفأ بيروت، وسيكون له مداخلة في ختام المؤتمر غدا الاحد.

الصفقات على حالها!: في المقابل، سياسة الصفقات والتسويات و"مرّقلي لمرّقلك" التي اعتمدها اهل المنظومة منذ عقود، واوصلت البلاد الى الحضيض على الصعد كافة، بقيت عصية على الكسر، لا بل  تسير على قدم وساق، وكأن ثورة 17 تشرين لم تكن، وكأن الادانات الخارجية لم تكن. وفي هذه الخانة، وبعد التلويح بالعتمة الشاملة في حال لم يتم اعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة بـ1500 مليار ليرة لتأمين الفيول، يمكن وضع ال"ديل" الذي أُبرم امس بين التيار الوطني الحر ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي يبدو سينجح في اعطاء الفريق البرتقالي ما يريد. فمقابل تأمين الاخير الغطاء الميثاقي لجلسة التشريع امس، سيناقش قانون "لبنان القوي" لاعطاء السلفة للكهرباء، الثلثاء في اللجان النيابية المشتركة، تمهيدا لإقراره (على الارجح بقيمة مخفّضة)، فيما كبّدت الكهرباء الخزينة اللبنانية الخسائر الاكبر، منذ عقود، وبقي التقنين سيّدا.

كورونا: صحيا، ارقام كورونا لا تبشّر بالخير وعملية التلقيح تسير ببطء شديد. وتعليقا، قال رئيس ​لجنة الصحة النيابية​ النائب ​عاصم عراجي​ “كان من يخالط مصابا بفيروس كورونا​ يجري فحوصات للكشف إن أصيب، أما اليوم فالمخالط لا يجري الفحص الا من تظهر عليه عوارض، لذلك نرى أن معدل الفحوصات اليوم حوالي 16 الف فحص في حين وصل في السابق الى 26 الف فحص". وأضاف في حديث تلفزيوني "أنا أنظر الى الإصابات التي تدخل الى المستشفيات، وأتصل يوميا بمستشفيات لتأمين أسرة لمرضى كورونا، ومعظمها لا يوجد فيها سرير شاغر، ويجب الإلتزام لأننا إما نكسب الصحة ونكسب ​الإقتصاد​ وإما نكسب الإقتصاد ونخسر الصحة”، لافتا الى أن “هناك دولا تحتكر ​اللقاح​ات المضادة لكورونا".

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o