Mar 12, 2021 4:37 PM
تحليل سياسي

المجلس يشرّع "الشحادة" ويقر قوانينه الثلاثة... بري: تأخرنا
الحريري لم يتبلغ مبادرة ابراهيم ورادار عين التينة: لا حكومة قريباً
مشرفية يعد بعودة سريعة ومضمونة للنازحين ولقاء الازهر يدعم الراعي

المركزية- ادى المشرّعون قسطهم الى العلى، اقروا قوانينهم الثلاثة داخل قصر الاونيسكو واستراحوا! خارج جدران قاعته- مستلزمات كورونا- لا استراحة ولا من يستريحون. مواطنون في الشارع، يفترض انهم من النخبة في دول العالم المتحضر، اساتذة ومعلمون تصدح اصواتهم مطالبة بحقوق هدرتها المنظومة الحاكمة وعوض مكافأتهم ورفعهم على الراحات، هضمت مكتسباتهم ودفعتهم الى آخر ملاذ ديموقراطي متوافر، علّ صرخاتهم تصل آذان ممثليهم في الندوة النيابية فيعيدوا الحق لاصحابه، في بلد فرغ الا من الباطل. ومثلهم اهالي طلاب اوفدوا ابناءهم الى الخارج لتلقي العلم فوجدوا انفسهم امام معضلة عدم امكانية مدّهم بالمال لدفع اقساط الجامعات وتوفير ادنى مستلزمات الحياة في البلدان الراقية، ليتساووا ونظرائهم في الوطن في الذل والبهدلة.

اما في القصور الرئاسية، فاستراحة ايضا وايضا واستقالة من الواجبات الوظيفية والفرائض الدستورية وموجبات انقاذ الوطن بتشكيل حكومة لا يبدو ثمة من يسعى اليها، على رغم تحذيرات العالم اجمع من مغبة الاستمرار في التلكؤ ودق وزير الداخلية محمد فهمي ناقوس الخطر الامني. وقد رصد رادار عين التينة اشارات سلبية عبّر عنها النائب علي حسن خليل، "لا تشكيل قريبا".  

السلفة معدّلة؟: في غياب اي حركة جديدة على ضفة تأليف الحكومة، توجهت الانظار اليوم الى مجلس النواب الذي انعقد في الاونيسكو لمناقشة 3 مشاريع قوانين، لم تكن منها سلفةُ الكهرباء التي طالب بها امس وزير الطاقة لمواجهة سقوط لبنان في العتمة، والتي يبدو ستطرح في اللجان المشتركة الثلثاء، مع توجه لاقرارها مخفّضة، الامر الذي حرك نواب تكتل لبنان القوي في اتجاه الاونيسكو للمشاركة في جلسة اليوم بعدما ترك الحرية لهم في الحضور او الغياب. اما اقتراح علي حسن خليل "الانعاشي" للاجهزة الامنية والعسكرية بتلقيح عناصرها بحقنة مخدر مليونية على مدى ستة اشهر، تقي السلطة انفجارهم في وجهها، فلم يقدم اساسا بأي صفة ولم يطرح، وقد فضل الرئيس نبيه بري سحب فتيله من الجلسة بعدما رصد ردات الفعل عليه بعيد اقتراحه.

3 قوانين: في الانتظار، وخلال جلسته التي انعقدت في غياب تكتل الجمهورية القوية لكون ما تناقشهم بعيد عن اولويات اللبنانيين والاصلاح ومكافحة الفساد، أقر مجلس النواب البنود الثلاثة المدرجة على جدول اعماله وهي قانون الاتفاقية مع البنك الدولي القاضي بتخصيص ٥.٥ مليون دولار لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والاتفاقية مع البنك الدولي بشأن مساعدة العائلات الأكثر فقراً وعددها 161257 عائلة بمبلغ قدره ٨٠٠ ألف ليرة، إضافة الى الإقتراح المقدم من النائب ابراهيم كنعان لرفع السقوف مع مصرف الاسكان من ٣٠٠ الى ٤٥٠ مليونا ومن ٤٠٠ الى ٦٠٠ مليون ليرة. 

 وخلال مناقشة النواب مشروع قانون إبرام إتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير لتنفيذ المشروع الطارىء لدعم شبكة الأمان الإجتماعي للإستجابة لجائحة كوفيد 19، والأزمة الإقتصادية في لبنان، قال بري: الرئاسة عندما وجدت ان هناك ملاحظات حول المشروع تأخرنا بهذا الموضوع لاننا انتظرنا ان تأتينا كل الايضاحات وأصريت ان تكون موقعة حسب الاصول الدستورية والقانونية سواء من رئاسة مجلس الوزراء او من الوزراء المختصين وبعد وصول كل هذه الامور والايضاحات تم وضع مشروع القانون على جدول اعمال الجلسة اليوم . من جهته، قال رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان عن قرض البنك الدولي لمعالجة تداعيات "كورونا": أطلب التسجيل في المحضر ضرورة تشديد رقابة المجلس النيابي على تنفيذ القرض ومتابعته لأن المشكلة دائما بتنفيذ القوانين لا في إقرارها.

اضرابات واعتصامات: والتأمت الجلسة على وقع اضراب نفذه موظفو الادارات العامة والاساتذة المتعاقدون واهالي الطلاب في الخارج وعدد من القطاعات مطالبين بشمولهم في اي زيادات في الرواتب قد يقرها البرلمان، في حين اعتصم عدد من الجمعيات في محيط الاونيسكو، فيما واصلت الاسعار ارتفاعها والدولار تحليقه.

شيا في الوسط: على صعيد آخر، استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري ظهر اليوم في بيت الوسط السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا في حضور الوزير السابق غطاس خوري وعرض معها اخر المستجدات والأوضاع العامة.

الحريري ينتظر بعبدا؟: اما حكوميا، وبينما ترصد الاوساط السياسية الزيارة التي سيقوم بها وفد حزب الله الى موسكو الاثنين، اشار نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش الى ان ربما تكون مواقف وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان رسالة الى الرئيس المكلّف لكنها رسالة معمّمة، ونحن لا نريد اقصاء التيار الوطني الحر بل نتوجه الى تمثيل بحسب الأحجام. واعتبر علوش ، ان أي طرح ممكن أن يؤدي الى تشكيل الحكومة بالطريقة التي يتكلم عنها سعد الحريري مُرحّب به، وكشف ان لم تُطرح اي مبادرة من اللواء عباس ابراهيم على الحريري. وراى ان "لدينا خيارا واحدا في لبنان هو تشكيل حكومة قادرة على البدء بالعمل وأي تحرّكات اخرى لا جدوى منها، والحريري ينتظر اليوم اتصالاً من بعبدا اذا كان هناك قبول بأي مبادرة أو اي تعديل لمناقشته والمضي بالتشكيلة المُتّفق عليها".

اهمية التشكيل: في الموازاة، بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في السراي مع نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي، ومسؤولة الوحدة السياسية ساسكيا رامينغ، في حضور وزيري الدفاع زينة عكر والخارجية والمغتربين شربل وهبه، والسفير جبران صوفان، في التقرير الذي سيعرض على مجلس الأمن المتعلق بالقرار 1701، كما تطرق الاجتماع إلى أهمية تشكيل حكومة جديدة لتلبية حاجات المواطنين الملحة.

دعم للراعي: وسط هذه الاجواء الملبدة، وعشية ذكرى 14 اذار التي تمر من دون احتفالات، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وفد لقاء الازهر برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة الذي قال بعد اللقاء "باسم اللجنة الوطنية اللبنانية لمتابعة مقررات المؤتمر المسيحي - الاسلامي في الازهر الشريف 2017 ووثيقة الاخوة الانسانية 2019، والتي حظيت بالرعاية الابوية الكريمة لغبطة البطريرك ولا تزال، جئنا اليوم، مسيحيين ومسلمين، لنجدد وقوفنا الى جانب غبطته في دعوته لتحييد لبنان عن سياسات المحاور والتدخلات المسلحة ولعبة الامم في المنطقة، صونا لعيشنا المشترك، وتأكيدا لرسالة لبنان في محيطه العربي والعالم، وحثا للمجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته حيال عضو مؤسس في منظمته الدولية وشريكا في كتابة ميثاقها، ولا سيما أن لبنان يشهد اليوم، كما أشار البطريرك انقلابا موصوفا على ميثاقه ودستوره وسيادة دولته، ما يعني اعتداء على معناه ومبرر وجوده".

عون – مشرفية: على صعيد آخر،  اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من  وزير السياحة والشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية، على اجواء زيارته لسوريا واكد الأخير ان النقاشات التي أجراها مع المسؤولين السوريين  كانت اكثر من إيجابية ومشجعة جدا، مشيرا الى ان جميع الوزراء الذين التقاهم اعربوا عن استعدادهم الكامل للعمل معنا على تفعيل ملف عودة النازحين"، وأعلن انه "تلقى ضمانات بتحقيق عودة كريمة وآمنة حيث سلامة النازح السوري وكرامته ستكونان مضمونتين ومحفوظتين".  وأكد مشرفية ردا على سؤال، أن "الأجواء بدأت تتطور لتصبح اكثر إيجابية في البعدين الإقليمي والدولي بالنسبة الى عودة النازحين. ونحن، كدولة لبنانية، نرغب في الاستفادة من كل الفرص التي تخفف عن كاهلنا عبء هذا النزوح الذي دخل عامه الحادي عشر منذ بدء الأزمة السورية مع كل ما يكلف الدولة اللبنانية من أعباء مادية واجتماعية. وانطلاقا من ذلك، نقوم بخطوات عملية سريعة بالتنسيق مع الوزراء المختصين في سوريا لتكون هذه العودة في أسرع وقت ممكن وتكون كذلك، طوعية وآمنة وكريمة". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o