Feb 18, 2021 6:16 AM
صحف

حكومة من 20 او 22 وزيرا: دعوة نصرالله تعيد التأليف الى المربع الأول

رغم النَفَس الذي اعتمده الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمته ليل الثلاثاء والذي بدا فيه وكأنه يريد إرضاء حليفه رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه وفي الوقت نفسه عدم إغضاب الحريري، فإن أوساطاً مطلعة اعتبرت عبر "الراي الكويتية" أن "إعطاءَ" نصرالله الرئيس المكلف أحقيةً على حساب عون، ولو من "باب التفهُّم"، في مسألتيْ عدم حصول فريق رئيس الجمهورية منفرداً على الثلث المعطّل وإصراره (الحريري) على حقيبة الداخلية، قابَله "ضربُ" حجر الزاوية الذي وضعه زعيم "المستقبل" لتشكيلته وقوامه صيغة الـ 18 وزيراً لمصلحة ما يشبه "أمر العمليات" على قاعدة: إلى تركيبة 20 أو 22 وزيراً... دُر.

وفي رأي الأوساط أن تَعاطي نصرالله مع هذه النقطة بوصْفها "تفتح الباب أمام المزيد من التفاوض وتدوير الزوايا واستعادة بعض الثقة (...)"، يعني نسْف "الهيكل العظمي" للحكومة الذي جرى العمل عليه على مدار الأشهر الأربعة الأخيرة ومعاودة فتْح مسار التأليف على تجاذبات جديدة حول التوازنات وتوزيع الحقائب وكيفية تفادي أن يكون الوزير المسيحي والدرزي الإضافييْن (في صيغة الـ 20) من حصة رئيس الجمهورية بما يمنحه تلقائياً الثلث زائد واحد.

ولم يقلّ أهمية في رأي الأوساط نفسها حرص نصرالله على وضْع مراعاة الحريري بتمسكه بـ "الداخلية" في سياق "معاملة بالمثل" مع "ثنائي حزب الله - حركة أمل عندما تمسك بوازرة المال"، وهو ما اعتُبر أنه تظهيرٌ للحضور السياسي للحزب والآخَرين في الحكومة وإن "عن بُعد"، كما من شأنه تعزيز إصرار عون وفريقه على أن يسْري عليه ما اعتُمد مع غيره لجهة حقّه باقتراح الأسماء من الحصة المسيحية أو غالبيتها العظمى، وهو ما يعطيه حُكْماً الثلث المعطّل انطلاقاً من المناصفة حكومياً بين المسلمين والمسيحيين، وفي ظل إحجام الأطراف المسيحية من خصوم "العهد" عن أي مشاركة في الحكومة.

في المقابل، أفادت معلومات "الجمهورية" انّ اوساطاً ديبلوماسية غربية تابعت خطاب نصرالله ووجدت فيه بعض المؤشرات المرنة، خصوصاً حول الأزمة الحكومية وبعض الملفات الداخلية والاقليمية.

الى ذلك أبلغت اوساط سياسية مطلعة الى "الجمهورية" ان الشق الحكومي من خطاب نصرالله "انطوى على مخارج واقعية من نفق الخلاف حول تركيبة الحكومة المقبلة"، معتبرة "انّ نصرالله كان مُنصفاً ومتوازناً في توزيع المسؤوليات عن الازمة وفي اقتراح المعالجات لها"، لافتة إلى أنه "مَدّ السُلّم لإنزال الجميع من الشجرة، اذا صدقت نياتهم، وذلك على قاعدة تبادل التنازلات، بحيث لا يكون هناك غالب او مغلوب".

من جهة أخرى، قالت المصادر لـ"الشرق الأوسط": "نصر الله جارى من جهةٍ الرئيس عون بإمكانية زيادة الحكومة إلى 20 وزيراً أو أكثر، ومن جهة أخرى عارضه في الثلث المعطل، كذلك جارى الحريري في حقه بتشكيل حكومة اختصاصيين من دون ثلث معطل، ولم يجاره بموضوع عدد الوزراء». وبانتظار ما سيصدر عن الطرفين اعتبرت المصادر أن نصر الله حاول إبعاد تهمة العرقلة عنه، وقدّم نفسه وسيطاً بين الطرفين، معتبرة أن «صمت الأطراف يظهر أن كلاً منهم يقوم بدراسة الطرح لاتخاذ القرار المناسب بشأنه".

واعتبر علوش في حديث لـ"الشرق الأوسط" أن كلام نصر الله لا يفيد في مشكلة الحكومة العالقة، ولن يلقى طرحه قبول الطرفين، إذ سبق أن أكد الحريري تمسكه بحكومة من 18 وزيراً، وأصرّ عون على مطلب الوزراء السبعة. وأضاف: «هذا الموقف يؤكد أن (حزب الله) هو المشكلة، حيث إن نصر الله لم يقدم حلاً بل ترك الطرفين يتواجهان بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الإيرانية الأميركية".

الى ذلك، اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار في حديث الى جريدة "الانباء" الالكترونية ان "نصرالله كان يعبّر عن رأيه، بما خص الحكومة، وهو لا يلزمنا بشيء، فالرئيس سعد الحريري قال ما عنده وهو يصرّ على تشكيل حكومة من 18 وزيرا من الاختصاصيين ومن الاشخاص المشهود لهم بالكفاءة والخبرة والنزاهة ولا ينتمون للاحزاب، حكومة ترضي اللبنانيين والمجتمع الدولي، بمعنى انها ستشكل بموجب المبادرة الفرنسية ومهما تعقدت الامور فلا تراجع عنها ولن تشكل إلا من 18 وزيرا".

في المقابل، اعتبر عضو تكتل لبنان القوي النائب روجيه عازار ان "خطاب نصرالله كان خطاب تهدئة مقدّما خيار الدولة على ما عداه من سائر الامور الاخرى"، مشددا على تشكيل الحكومة بالاتفاق مع كل الافرقاء.

عازار أشار في حديثه لجريدة "الانباء" الالكترونية الى ما وصفها بأنها "رحابة صدر السيد نصر الله وتلقفه للمواقف التي صدرت عن بعض نواب التيار الوطني الحر، باعترافه بضرورة حصول تطورات جديدة حيث كان من المفترض ان تناقش مع قيادة حزب الله وجها لوجه وليس عبر الإعلام، لأن على الحلفاء احترام خصوصيات بعضهم، وأقر بوجود مشاكل يجب معالجتها بعيدا عن الإعلام".

واعتبر عازار أن "نصرالله يحاول إيجاد صيغة تساعد على الخروج من الأزمة لأن البلد بحاجة لحكومة، والحكومة تحتاج لتوافق الفرقاء السياسيين"، لكن لعازار رأي بأن "كلمة السر هي في الخارج، وحتى ولو تفاهمنا في الداخل فلن تشكل الحكومة إلا بعد صدور كلمة السر".

من جهتها، مصادر عين التينة قرأت في كلمة نصرالله "نبرة تهدوية تتماهى مع ما يشدد عليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري وكتلة التنمية والتحرير بضرورة تشكيل الحكومة فوراً ومن دون ثلث معطل، لأن هذه التجربة أثبتت عقمها وأضرّت جدا في عمل الحكومات الماضية. وإذا كان من محاسبة للحكومة فعلى مجلس النواب القيام بدوره".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o